عامر بن الطفيل

عـامر بن الطفيل (و. 70 ق. هـ = 554 -ت. 11 هـ = 632م) هو شاعرٌ من شعراء العصر الجاهلي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

وهو عامر بن الطُفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن قيس عيلان بن معد بن عدنان. كان فارساً شجاعاً اشتهر بالشدة والبأس . إشتهر بركوب الخيل وكان له فرس يسمى المزنوق، أكثر عامر من ذكره في يوم " فيف الريح " ، مظهراً اعجابه وشغفه به . وعلى الوجه الآخر ، كان الشاعر عامر صاحب خصال مذمومة منها جفاء طبعه وعنجهيته وظلمه وبخله . إلا ان قومه سودوه عليهم بعد أن شاخ عمه أبو البراء الملقب بملاعب الأسنة لشدة بأسه. وقد أدرك عامر من العنجهية حداً لم يبلغه أحد، إذ وفد على الرسول مع أربد، شقيق لبيد، متوافقين على الغدر به. ولما تخلف أربد عن طعن النبي، ساومه عامر على اعتناق الإسلام شرط أن يقتسم السلطة معه. ولما أنكر النبي عليه ذلك ولى متوعداً، لكن الموت أدركه في طريق عودته بداء الطاعون. وكذلك أصابت صاعقة أربداً وقتلته.


قصة وفد بني عامر وعامر بن الطفيل

وقدم على الرسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر وعلى رأسهم عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر، وجبار بن سلمى ، وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم، وقدم عامر بن الطفيل على رسول الله وهو يريد الغدر به، وقد قال له قومه: يا أبا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم .

فقال: والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ؟

ثم قال لأربد: إن قدمنا على الرجل فإني سأشغل عنك وجهه فإذا فعلت ذلك، فأعله بالسيف، فلما قدموا على رسول الله قال عامر بن الطفيل: يا محمد خالني .

قال: «لا والله حتى تؤمن بالله وحده».

قال: وجعل يكلمه وينتظر من أربد ما كان أمره به، فجعل أربد لا يحير شيئا، فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال: يا محمد خالني.

قال: «لا حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له».

فلما أبى عليه رسول الله قال: أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا.

فلما ولى قال رسول الله : «اللهم اكفني عامر بن الطفيل».

فلما خرجوا قال عامر بن الطفيل لأربد: أين ما كنت أمرتك به؟ والله ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف على نفسي منك، وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا.

قال أربد : لا أبالك، لا تعجل علي والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل، حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف؟

وخرجوا لبلادهم، حتى اتوا بيت امرأة من قومهم من بني سلول فأخذت عامر غدة في حلقه، فوثب على فرسه، وأخذ رمحه، وأقبل يجول على فرسه وهو يقول: غدة كغدة البكر، وموت في بيت سلولية، فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتا.

واما أربد بن قيس فلما وصل قومة بني عامر قالوا: ما وراءك ياأربد؟ قال: لا شيء، والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت لو أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله الآن، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما.

قال ابن إسحاق: وكان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعة من أمه، فقال لبيد يبكي أربد:

ما أن تعدي المنون من أحدلا والد مشفق ولا ولد
أخشى على أربد الحتوف ولاأرهب نوء السماك والأسد
فعين هلا بكيت أربد إذقمنا وقام النساء في كبد
إن يشغبوا لا يبال شغبهمأو يقصدوا في الحكوم يقتصد
حلو أريب وفي حلاوتهمر لصيق الأحشاء والكبد
وعين هلا بكيت أربد إذألوت رياح الشتاء بالعضد
وأصبحت لاقحا مصرمةحتى تجلت غوابر المدد
أشجع من ليث غابة لحمذو نهمة في العلا ومنتقد
لا تبلغ العين كل نهمتهاليلة تمسى الجياد كالقدد
الباعث النوح في مآتمهمثل الظباء الأبكار بالجرد
فجعني البرق والصواعق بالفارس يوم الكريهة النجد
والحارب الجابر الحريب إذاجاء نكيبا وإن يعد يعد
يعفو على الجهد والسؤال كماينبت غيث الربيع ذو الرصد
كل بني حرة مصيرهمقل وإن كثروا من العدد
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروايوما فهم للهلاك والنفد


شعره

غلبت على شعر عامر بن الطفيل نزعة الفخر . تكثر أسماء الاسلحة في شعره، كالسيوف والرماح والدروع، يتغنى بها غناء شغف ونشوة. يذكر الخيل والنياق المشاركة بالقتال ، وتتعدد معاني الثأر والبطش . وفي قصائده ذكر للقبائل التي أوقع بها وثأر منها، وأسماء الاماكن التي تواقع معهم فيها.

عبارته الشعرية صافية الاديم قلما تتخللها الحواشي ، تفيض فيضاً عن طبعه . أما معانيه فذاتية شائعة يضفي عليها القليل من ذاتيته كي تبدو ذات طابع خاص، وإن كانت مطروقة.

كان شعره جيداً حتى أطلقوا عليه مُحَبِّراً لحسن شعره، وغلب على شعره الفخر والحماسة، ولاسيما الفخر الفردي، وهذا من مزايا شعر الفرسان، من ذلك قوله:

لقد علمتْ عُليا هوازنَ أننيأنا الفارسُ الحامي حقيقةَ جعفر

وقال ايضاً:

إنّي وَإِنْ كنت آبن سيّدِ عامرٍوفِي السرّ منها والصميم المهذّبِ
فما سوّدتني عامرٌ عن وراثةٍأبى الله أن أسمو بأمّ ولا أبِ

وأما الأغراض الشعرية الأخرى كالمدح والهجاء والرثاء والتهديد والوعيد فلم تبرز في شعره.

ومما يُستجادُ له قصيدته التي ذكر فيها عور عينه، ومنها:

فبئس الفتى إن كنتُ أعورَ عاقراًجباناً فما عذري لدى كل مَحضر

وهو هنا يشير إلى عَور عينه، وإلى أمر آخر وهو عُقْمه، فلم يُنجب أولاداً.

ومن أجمل فخره ابياتة التي يقول فيها:

وما الأرض إلا قيس عيلان أهلهالهم سـاحتاها سهلها وحزومها
وقد نال آفاق السمــاوات مجدنالنـا الصّحو من آفاقها وغيومها

وقد شرح ديوانه من القدماء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وطُبع هذا الشرح عدة طبعات الأولى بتحقيق كرم البستاني عام 1979، والثانية بتحقيق محمد نبيل طريفي عام 1994، والثالثة بتحقيق هدى جنهويتشي عام 1997.

دواوينه

اقرأ نصاً ذا علاقة في

عامر بن الطفيل


له ديوان شعر يحتوي على القصائد التالية، الموجودة بمعرفة المصادر:

الهامش

الكلمات الدالة: