المعرفة:مقالة اليوم المختارة/12-07-2021

عليسة.

عِلِّيسَة مؤسسة قرطاج وملكتها الأولى وابنة ملك صور، اشتهرت بعد ذكرها في الإنياذة التي كتبها فرجيل. وعرفت بدهائها التي سمح لها بانشاء وحكم دولة فينيقية في شمال أفريقية عرفت بتجارتها الواسعة وسيطرتها على بحار المتوسط. كما أن تصاهرها مع الأمازيغ سكان شمال أفريقيا أوجد الشعب البونيقي الذي استعمر سواحل المتوسط وأنجب حنبعل الذي هدد الرومان. تقول الأسطورة الأولى التي كتبها المؤرخ جوستين أن عليسة فاوضت حاكم البلاد الأمازيغي لمنحها أرضا تبني عليها مدينتها غير أن الملك أبى أن يمنحها أكثر من مساحة جلد ثور فقبلت عليسة ذلك أمام دهشة مرافقيها، إلا أن الأميرة كانت تضمر خطة ذكية ستمكنها من بلوغ غايتها وتأسيس واحدة من أشهر المدن عبر التاريخ: مدينة قرطاج. قامت عليسة بقص جلد الثور إلى أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف حتى الآن بهضبة "بيرصا" وهي تعني بلغة السكان الأصليين "جلد ثور". وكانت تلك نقطة الانطلاق لبناء حضارة متطورة قائمة على الملاحة والتجارة بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه.

وللاستفادة من تطور المدينة طلب ملك الأمازيغ الزواج من عليسة، ولما كانت الأميرة عازمة على البقاء وفية لذكرى زوجها وخوفا من أن يجلب رفضها دمارا للمدينة آثرت الانتحار محافظة بذلك في الوقت نفسه على عهدها لزوجها وعلى المدينة التي أسستها.