العوامل غير المباشرة لقيام ثورة يوليو 1958

حركة يوليو 1958
July1.jpg
تحرير

يرى بعض المؤرخين ان الحكم الملكي في العراق مر بما وصفه البعض باخفاقات ادى تراكمها إلى ما وصف بظهوره بمظهر الحكم العاجز عن تلبية تطلعات الجماهير وتحقيق أهدافها وكانت هناك قناعة بأن الحكم الملكي كان مرتبطا بمصالح البريطانيين بالضد من مصالح الشعب . وشيئا فشيئا اصبحت من العوامل المسببة لقيام الثورة . ويمكن اجمال هذه العوامل حسب تسلسلها الزمني بالاتي:

  • هيمنة الشركات الاجنبية على الاقتصاد بضمنها شركات النفط التي لعبت دورا كبيرا في تقويض الاقتصاد العراقي لاسيما بعد ربط الاقتصاد العراقي بالكتلة الاسترلينية مما ادى إلى تضخم العملة العراقية وغلاء الاسعار.
  • أدى احتلال العراق من قبل بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية واسقاط حكومة ثورة رشيد عالي الكيلاني، وما لقيه الضباط من التنكيل والإعدام، إلى ارتفاع درجة السخط بين صفوف الشعب الذي انعكس على ابنائه في القوات المسلحة. حملات تقويض الجيش العراقي حيث تنبه الإنجليز إلى حالة السخط والغليان بين صفوف الشعب والجيش بشكل خاص بعد الضربة الموجعة بعد احتلال العراق ابان الحرب العالمية الثانية واسقاط الثورة الشعبية التي قام بها رشيد عالي باشا عام 1941 ، وتنبهوا إلى ذلك فاشعروا السراي الحكومي بضرورة تقليص عدد وحدات الجيش العراقي، ونسريح اعداد كبيرة من ضباطه ومراتبه ونقل الضباط الاخرين إلى وحدات نائية ، وأشغال أفراده بالتدريبات ، طوال فصول العام. بدأت خلايا سرية من الضباط في العمل بين صفوف الجيش، ومحاولة التكتل لإنشاء تنظيم سري للضباط.
  • انعكست نتائج حرب 1948 على شكل احباط جماهيري عام ، فالعراق الذي شارك بخيرة قطعاته في القتال وحقق انتصارات مهمة على الجبهة بقيادة الفريق راغب باشا الذي حقق انتصرات لامعة مطوقا تل ابيب واصبد على مشارف البحر الا ان تدخل القائد البريطاني كلوب باشا الذي كان يرأس القيادة العامة للحرب لم يصدر الأوامر بالتقدم في ساحات القتال ، حتى شاعت على الألسن باللهجة العراقية العامية ماكو أوامر ورجع الجيش العراقي من فلسطين بعد أن أعلنت الهدنة سنة 1949 وكان لهذه العودة أثرها السيئ في نفوس الشعب .
  • تدهور الوضع الداخلي السياسي والخدمي فأصبح الساسة العراقيون فئة خاصة همها المحافظة على مصالحها الشخصية المادية ومكاسبها السياسية وهذا أدى لزيادة عزلتهم عن الشعب العراقي وزيادة نقمة الناس عليهم خاصة الشباب منهم الذين تأثروا بالدعوة القومية التي بدأت تنتشر كالنار في الهشيم خاصة بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار ، وأصبحت التجمعات القومية هي المحركة للشارع العراقي والعربي.
  • وقع العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 من قبل بريطانيا وفرنسا واسرائيل بسبب تاميم مصر لقناة السويس ، ورغم شجب الحكومة العراقية للعدوان إلا أن عدم الوقوف الجاد مع الشعب المصري في محنته أثر في نفوس الشباب وأخذ الغيظ والحقد يغلي كالمرجل . أدى قيام الاتحاد العربي – الجمهورية العربية المتحدة إلى ايقاض الشعور القومي لدى العراقيين التواقين لتحقيق حلم اعادة توحيد الصف العربي بدولة واحدة. وكان لموقف الحكومة العراقية المناهض للاتحاد الأثر السلبي في نفوس المواطنين.
  • إثر إعلان الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن كرد على قيام الوحدة بين مصر وسورية ، قابلت الحكومتين العراقية والأردنية ، والنخب السياسية في العراق والأردن، الوحدة بمعارضة شديدة، وخشيت عاقبة التطورات القومية على كياناتها.وفي 14 فبراير 1958 تم إعلان الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والأردن؛ ردًّا على قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية. قابلت الأوساط القومية الاتحاد العربي بالاستنكار، واعتبرته مفرّقاً للصف العربي. داعين إلى الانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة بدل هذا المشروع الذي يعد حلفا أكثر منه وحدة.
الكلمات الدالة: