الدولة السعودية بالحجاز

الدولة السعودية بالحجاز

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تأسيسها

تنسب الدولة السعودية إلى آل سعود الذين توارثوا الحكم فيها، وكان المؤسس لها محمد بن سعود ، وكان أميرًا على إمارة الدرعية ، وفى عهده بدأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوته ثم انتقل إلى الدرعية فاستقبله محمد بن سعود ورحب به واتبعه في دعوته ووعده أن يمنعه، فأصبحت الدرعية مركزًا ومقرًا للنشاط، فقويت الإمارة وبدأت الجيوش تخرج منها لإزالة المنكرات وإخضاع الولايات. وبدأت الإمارة في التوسع فضمت إليها العيينة وحريملاء واصطدمت بإمارة الرياض ونجران والأحساء، ثم استطاع محمد بن سعود أن يفرض حكمه على بلاد العارض عدا الرياض وأكثر منطقة الحزج وحائر والوشم والمحمل وسدير ثم توفى عام (1179هـ). وتولى بعده ابنه عبدالعزيز بن محمد الذى تمكن من دخول الرياض عام (1187هـ) ثم توجه إلى القصيم واستمر يقاتل فيها من (1188هـ) إلى (1202هـ) ثم دخل الأحساء عام (1208هـ) ثم انتقل إلى الغرب فدخل الطائف عام (1217هـ) ومكة المكرمة عام (1218هـ) بعد حروب طويلة مع شريف مكة غالب بن مساعد. وغزا عبدالعزيز بن محمد جنوبى العراق ، ودخل كربلاء وهدم قبر الحسين بن على -رضى الله عنهما- وأخذ الكنوز التى في الضريح، وأثار ذلك نقمة الشيعة عليه فجاء أحدهم إلى الدرعية متنكرًا وطعنه وهو يصلى العصر، فكان موته عام (1218هـ) وتولى مكانه ابنه سعود بن عبدالعزيز الذى لقب بالكبير. غزا سعود الكبير جنوبى العراق في أواخر عام (1218هـ)، وأعاد الغزو عام (1220هـ) وكرر مرة أخرى عام (1223هـ)، كما أرسل ابنه عبدالله أيضًا عام (1225هـ)، ومن جهة الغرب غزا الحجاز عام (1219هـ) ودخلت جيوشه المدينة المنورة عام (1220هـ)، وشعر شريف مكة غالب بن مساعد بالضعف فعقد صلحًا مع الدولة السعودية على الشروط التالية:

  • 1- أن يسمح الشريف غالب للوهابيين بالحج، وبعد أداء المناسك مباشرة يعودون إلى بلادهم.
  • 2- يدخل أهل مكة وكل من كان تحت حكم الشريف في الطاعة للدولة السعودية.
  • 3- يكون أمر مكة وحكمها تحت نظر الشريف.

واتجهت جيوش سعود الكبير من جهة الشمال إلى بلاد الشام فوصلت عام (1225هـ) إلى مزيريب وبصرى في حوران في أواسط بلاد الشام جنوبى سوريا اليوم. وخاف حاكم مسقط على نفسه من الدولة السعودية فاتجه إلى البصرة ليتفق مع والى بغداد ممثل السلطان العثمانى ضد سعود الكبير وذلك عام (1206هـ)، ولكن إنجلترا لم ترض عن هذا الاتفاق فقتلت سلطان مسقط. وبعد مقتل حاكم مسقط تولى أخوه الحكم فوالى الدرعية وطلب حمايتها لكنه قتل، ثم حدث قتال بين العمانيين والسعوديين فانتصر السعوديون وبايع العمانيون السعودية على السمع والطاعة وأصبحت عمان تحت ولاية السعوديين. وصلت الدعوة السلفية في جهات عسير إلى تهامة، وهادن المنصور إمام صنعاء وابنه المتوكل إمام الدرعية سعود الكبير، فدانت الجزيرة العربية إلى سعود الكبير ماعدا البحرين وبعض الأطراف الخاضعة للنفوذ الإنجليزى. وخشيت الدولة العثمانية من التوسع الكبير الذى تم في عهد عبدالعزيز بن محمد ، وابنه سعود الكبير كما خشى محمد على مخططه الذى يعمل له، وخشيت الدول النصرانية أن تدب الروح في المسلمين مرة أخرى فشجعوا الخليفة للقضاء على الدعوة، فأراد الخليفة أن يضرب خصمين ببعضهما فأعطى لمحمد على ولاية جدة ليحتك بالسعوديين، وسير محمد على حملة في شهر شعبان عام (1226هـ) تتألف من (8000) جندى من المشاة و(2000) من الفرسان بقيادة أحمد طوسون بن محمد على ولا يزيد عمره على السادسة عشرة، والتقت بالجيش السعودى عند الصفراء وهزمت الحملة المصرية ثم جاءتها النجدة فاستطاع احتلال الصفراء ودخل المدينة المنورة عام (1227هـ) ثم دخل مكة وجدة. جاء محمد على بنفسه وسخر الشريف غالب في أموره ثم قبض عليه وأرسله إلى مصر ومنها إلى سالونيك، إذ بقى فيها حتى مات عام (1231هـ). حاول طوسون أن يتوسع نحو نجد من جهة الطائف ولكنه هزم مرتين، وتوفى سعود الكبير عام (1229هـ) وخلفه ابنه عبدالله ولم يكن له إمكانات أبيه مما أطمع محمد على فجاء بحملة إلى عسير ولكنها هزمت، ثم انتصر في (بل) شرق الطائف، وأصبحت القرى تستسلم له بمجرد اقترابه منها. ثم عقد صلح بين عبدالله بن سعود وأحمد طوسون بن محمد على عرف باسم "صلح الرس" وينص على وقف القتال وانسحاب المصرين من نجد، وأن يستقل آل سعود بحكمها، وأن تبقى الحجاز تحت حكم محمد على يسيره باسم العثمانيين، ورفض محمد على هذه الاتفاقية وأرسل حملة جديدة بقيادة ابنه إبراهيم باشا وانتصرت الحملة ودخلت الخبر والرس وعنيزة ثم سار إلى الدرعية ودافع عنها أهلها دفاع المستميت ثم اضطر عبدالله بن سعود لتسليم نفسه في 11 من ذى القعدة عام (1233هـ) حيث أرسل إلى مصر ومنها إلى إستانبول حيث أعدم هناك، وأمر إبراهيم باشا أسرتى آل سعود وآل الشيخ بالرحيل إلى مصر إلا من اختفى أو هرب ثم هدم الدرعية وقطع نخيلها وعاد إلى القاهرة فوصل إليها في صفر عام (1235هـ) وهكذا انتهت الدول السعودية التى عرفت بالدولة السعودية الأولى. ومن أهم إنجازات الدولة السعودية تبنيها لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب الداعية لتطهير عقائد المسلمين من الشرك وقيامها بنشر هذه الدعوة وإخضاع الولايات في الجزيرة لها حتى كادت تبعث الحياة في الأمة الإسلامية، لولا وقوف الأعداء ضدها وتحالفهم لإسقاطها. أهم الاحداث: فى عام (1157هـ) انتقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب للدرعية، وفى (1179هـ) توفى محمد بن سعود. وفى سنة (1187هـ) تم فتح الرياض. وفى (1218هـ) كان دخول مكة المكرمة. وكانت وفاة عبد العزيز بن محمد في عام (1218هـ). تمت اتفاقية الصلح بين سعود الكبير وشريف مكة غالب بن مساعد سنة (1220هـ). وفى عام (1226هـ) كانت الحملة المصرية ضد الدولة السعودية بقيادة أحمد طوسون بن محمد على. وتوفى سعود الكبير في سنة (1229هـ)، ثم كان سقوط الدرعية سنة (1233هـ).


أنظر أيضا

تاريخ السعودية

المصادر

موسوعة الحضارة الأسلامية