الحسن بن صافي

هو أبو نزار الحسن بن أبى الحسن صافى بن عبد الله بن نزار بن أبى الحسن النحوي (489هـ - 568هـ) المعروف بملك النحاة.

ولد ببغداد وتعلم فيها المذهب الشافعي، وأصول الدين على أبى عبد الله القيرواني، والخلاف على أسعد الميهنى، وأصول الفقه على أبى الفتح بن برهان صاحب الوجيز والوسيط في أصول الفقه، وقرأ النحو على الفصيحي.

سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة، ثم رحل إلى الشام وسكن واسط مدة. قال عنه العماد الأصبهانى: كان من الفضلاء المبرزين، وبرع في النحو حتى صار أنحى أهل زمانه، وكان فهمًا فصيحًا ذكيًا إلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه، لقب نفسه ملك للنحاة، وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك. وله مصنفات كثيرة في الفقه والأصلين والنحو، وله ديوان شعر، ومدح النبى صلى الله عليه وسلم بقصيدة. وتوفى بدمشق سنة ... 568 هـ}}.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخباره وعلمه ورحلاته:

ذكره العماد الكاتب في " الخريدة " فقال: كان من الفضلاء المبرزين، وحكى ما جرى بينهما من المكاتبات بدمشق، وبرع في النحو حتى صار أنحى أهل طبقته، وكان فهِماً فصيحاً ذكياً إلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه، لقب نفه ملك النحاة، وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك. وخرج عن بغداد بعد العشرين وخمسمائة، وسكن واسط مدة، وأخذ عنه جماعة من أهلها أدباً كثيراً، واتفقوا على فضله ومعرفته.

وذكره أبو البركات بن المستوفي في " تاريخ إربل " فقال: ورد إربل وتوجه إلى بغداد سومع بها الحديث، وقرأ مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وأصول الدين على أبي عبد الله القيرواني، والخلاف على أسعد الميهني، وأصول الفقه على أبي الفتح ابن برهان صاحب " الوجيز " و "الوسيط " في أصول الفقه، وقرأ النحو على الفصيحي، وكان الفصيحي قد قرأ على عبد القاهر الجرجاني صاحب " الجمل الصغرى ". ثم سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة، ثم رحل إلى الشام واستوطن دمشق وتوفي بها.


كتبه

1-كتاب الحادي في النحو مجلدتان

2-كتاب العمد في النحو مجلدة وهو كتاب نفيس

3-كتاب المقتصد في التصريف مجلدة ضخمة

4-كتاب أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر

5-كتاب مختصر في أصول الفقه

6-كتاب مختصر في أصول الدين

7-كتاب ديوان شعره،

8-كتاب المقامات حذا حذو الحريري

وله مصنفات كثيرة في الفقه والأصلين والنحو ، وهو صاحب المسائل العشر المتعبة للحشر، التي أجاب عنها ابن بري في كتاب جواب المسائل العشر، الذي حققه د. محمد أحمد الدالي، وطبع في دار البشائر في دمشق، عام 1997. وله ديوان شعر، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، ومن شعره:

سلوت بحمد الله عنها فأصبحت ... دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها

على أنني لا شامت إن أصابها ... بلاء، ولا راض بواش يعيبها وله أشياء حسنة، وكان مجموع فضائل.

أشعارة


شعره يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

يا قاصدًا يثرب الفيحاء مرتجيًا ... أن يستجير بعليا خاتم الرسل

خذ عن أخيك مقا ً لا إن صدعت به ... مدحت في آخر الأعصار والأول

قل يا من الفخر موقوف عليه فإن ... تذوكر الفخر لم يصدف ولم يمل

صيت إذا طلبت غاياته خرقت ... سبعًا طباقًا فبذت كل ذي أمل

علوت وازددت حتى عاد منتزحًا ... جبريل عما له قد كان لم يطل

وعدت والكبر قد نافى علاك فما ... عدوت شيمة سبط الخلق مبتهل

أتتك غر قوافي المدح خاضعة ... لديك فاقبل ثناء غير منتحل

ثناء من لم يجد وجناء تحمله ... إليك أو صد بالإقتار عن جمل

ومن شعره أيضًا:

حنانيك إن جاءتك يومًا خصائصي ... وهالك أصناف الكلام المسخر

فسل منصفًا عن حالتي غير جائر ... يخبرك أن الفضل للمتأخر

وقال أحمد بن منير يهجو ملك النحاة، وكان قد كتب أبو نزار إلى بعض القضاة العاصوي:

أيا ملك النحو والحاء من ... تهجيهمن تحت قد أعجموها

أانا قياسك هذا الذي ... يعجم أشياء قد أعربوها

ولما تصنعت في العاصوي ... غدا وجه جهلك فيه وجوها

وقالوا قفا الشيخ إن الملو ... ك إذا دخلوا قرية أفسدوها

فبلغت أبياته ملك النحاة فأجابه بأبيات منها:

أيا بن منير حسبت الهجا ... ء رتبة فخر فبالغت فيها

جمعت القوافي من ذا وذا ... وأفسدت أشياء قد أصلحوها


مولده ووفاته:

قال ابن خلكان: ولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، بالجانب الغربي من بغداد بشارع دار الرقيق. وتوفي في دمشق يوم الثلاثاء ثامن شوال، ودفن يوم الأربعاء تاسعه سنة ثمان وستين وخمسمائة وقد ناهز الثمانين، ودفن بمقبرة باب الصغير، رحمه الله تعالى.





مصادر

وفيات الأعيان 2/92-94، لابن خلكان، تحقيق إحسان عباس.