الجماعات العرقية في الصومال

الجماعات العرقية في الصومال، يشكل الصوماليون 85% من سكان الصومال، ويشكل البنداريون والبنط 15%، بالإضافة لمجموعات أخرى. ينقسم الشعب الصومالي إلى قبائل أساسية كبرى منهم قبيلة السمرون سعيد أو النوري في الشمال ذوي الأصول البرتغالية. وما أكسبهم اللون الأسمر هو اختلاطهم وتزاوجهم من الحبش. وقبيلة الهوية في الجنوب وهي قبيلة من أصول إيرانية، والدارود في وسط الصومال وغيرها.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العناصر الحامية الشرقية

إذا غضضنا النظر عن التأثير السامي الحديث نسبيا وجدنا أن حضارات أفريقيا هي حضارات الحاميين، وسواء جاء هؤلاء الحاميون من خارج القارة أو كانوا أصلا من أهل القارة فإن الأمر الذي لا اختلاف فيه هو أن تاريخ القارة الإفريقية إنما هو سجل لحركات هذه العناصر واحتكاكها بعنصري القارة البدائيين من البشمن والزنوج. ويظهر هذا التأثير فميا تركته الحضارة المصرية الزراعية أو حضارة الرعاة كما هو واضح اليوم عند قبائل البجة في السودان وعند الصوماليين.

ومن الملاحظات الجديرة بالاعتبار أن اللغة الحامية يتكلم بها نحو خمس السكان في أفريقيا، وقد تمكن برنارد سترك أن يحصر تلك اللغات في سبع وأربعين لغة أصلية، وواحدة وسبعين لهجة وقرر أن للحامية أكبر مساحة من أفريقيا بما في ذلك العناصر السامية التي تأثرت بالإسلام.

ومن الشائع أن المحاميين، وهم من الجنس القوقازي الذي يتكون منه أغلب سكان أوروبا، ويمكن أن تقسمهم إلى فرعين رئيسين هما:

1- الحاميون الشماليون من بربر طرابلس وتونس والجزائر وكثيرا ما يسميهم الأنثروبولوجيون باسم الليبيين، وكذلك بربر مراكش، والطوارق والتبو من سكان الصحراء، والفولاني من سكان نيجيريا، وأجناس الجوائش المنقرضة من سكان جزر كناريا.

2- الحاميون الشرقيون وهم يشملون كلا من المصريين القدماء والمصريين في وقتنا الحالي، وفي هذه الحالة الأخيرة يراعى امتزاج الطبقات العليا بدماء الأجانب، وجماعات البجة والبرابرة أو النوبيين والجالا والصوماليين والدناكل، وبعض جماعات الحبشة في الشمال مع استبعاد الأحباش الجنوبيين لامتراجهم بعناصر زنجية.

ويشير العالم الإنجليزي سرجي إلى وجود اختلافات شاسعة بين هذه الجماعات الحامية وخاصة بينالحاميين الشرقيين. وعلى الرغم من تفاوت الصفات الجمجمية عند الصومالين إلآ أنهم بوجه عام من عناصر أصيلة. ويظهر هذا واضحا في الوجه الذي يخلو تماما من الفك البارز، كما أن الأنف مستقيم، والشفاه غليظة نوعا، ولكنها ليست مدلاة للخارج كما هو الحال في الزنوج. وغالبا ما يكون الشعر مجعدا ومع ذلك فقد يبدو هو مموجا أو مسترسلا في بعض الأحيان، والذقن دقيقة عادة. أما البشرة فيتفاوت لونها فقد تكون صفراء أو نحاسية أو بنية أو سمراء وذلك تبعا لاختلاط الأجناس بعضها ببعض.

ويتابع سرجي قوله بأن كلا من القسمين السابقين الحاميين يتشابها أصلا من الناحية التشريحية، والتركيب العظمى وبناء على ذلك يكونان جنسية واحدة تختلف جماجمهم اختلافا بينا، ولكنه اختلاف ثابت كما هو الحال في شأن تقاطيع الوجه.

ومهما يكن الأمر فلا بد أن نعتبر الحاميين والساميين أجناسا متباينة منبثقة من جنس أصلي، وأن هذا التباين أو الاختلاف لم يحدث منذ وقت بعيد، والشاهد على ذلك وجود الآثار الثقافية والخصائص اللغوية المتشابهة بينهما.

وسنقتصر في دراستنا هنا على الحديث عن الحاميين الشرقيين لوجود الصوماليين ضمن هذه المجموعة، وهدفنا من ذلك هو التعرف على العلاقة الأنثروبولوجية بين العناصر الحامية الشرقية، وأن نوضح السمات الجثمانية والعناصر اللغوية، والعادات، ونظم الحكم، وغير ذلك من وسائل الارتباط الاجتماعي القائم على أسس أنثروبولوجية كوحدة مميزة قائمة بذاتها، وتلك الدراسة هي من أنجح الوسائل لمعرفة الصوماليين باعتبارهم جزءا من الأمة الحامية في أفريقيا، وهؤلاء الأفريقيون الأوائل هم:


المصريون الأوائل

(قبل عصر الأسرات وذلك حوالي عام 3200 ق.م.) الآثار التي تركها المصريون الأوائل في قبورهم هي العامل الأول في كوننا نبدأ وصفنا للحاميين الأفريقيين بعرض طرف من حياة المصريين الأوائل ، وقد وصفهم الأستاذ اليوت سميث بقوله (ينتمي المصريون الذين عاشوا قبل عصر الأسرات إلى هذه الجماعة التي تشتهر بشعرها القصير الأسود وعيونها السوداء تماما مثل سكان شاطئ البحر المتوسط وقد انشتر هذا الجنس حتى تعدى مصر العليا إلى بلاد النوبة جنوبا وامتد شرقا حتى بلع منطقة البحر الأحمر الواقعة في السودان واستمر في امتداده حتى بلغ بلاد الصومال لتنتهي هذه المجموعة المتجانسة جنسيا عند مصب نهر تانا).

والمصري الأول كان قصير القامة، لا يكاد يزيد عن 64 بوصة والنسبة الرأسية 73 والنسبة الأنفية 5 كما هو الحال عند البجة والصوماليين.

البجا

وينقسم البجة أو البجا إلى أربع مجموعات من الشمال إلى الجنوب وهي: العبابدة في صحراء مصر الشرقية، وإلى الجنوب ومنهم جماعة البشارية إلى مسافة 80 ميلا في داخل حدود السودان، ثم الهدندوه إلى الجنوب من البشاريين حتى خور بركة، ثم بنو عامر إلى أرتريا.

ولقبائل العبابدة لغة حامية هي التوبدوية وهي لغة البشاريين والهدندوة غير انهم تعدوا لسانهم القديم وهم يتكلمون الآن اللغة العربية بينما بنو عامر يتكلمون لغة سامية تسمى نيجرة. ورغم هذا الاختلاف في اللغة بين قبائل البجة إلا أن العادات متشابهة جدا، وكان للثقافة وعاداتهم وإن كان بعض قبائل العبابدة ينتهجون أسلوبا قديما في الحياة بسب العزلة التي فرضتها الطبيعة عليهم في المنطقة المحصورة بين التلال والبحر الأحمر.

وقد دلت الأبحاث التي أجراها الإحصائيون في حضارات عصر الأسرات في مصر على أن المصريين في بداية عصر الأسرات قد امتزجت بهم عناصر أكثر من العناصر التي كانت ممتزجة بهم في العصر الشالكوليتي. وكان سكان مصر الأوائل لهم سمات زنجية. وعلى الأقل يمكن أن نسميهم السكان الهمج البدائيين لمصر القديمة، ثم وفدت عليهم عناصر جنوبية صومالية ذات رأس صغير وقسمات رقيقة تشبه ما عند الصوماليين اليوم، ولهم حضارة ممثلة في الأسلحة والفخار والألواح، ثم جاءت عناصر سامية ليبية وغيرها من الشمال، ومنها العنصر ذو الرأس القصير الذي خلدته بعد ذلك تمثايل ممفيس التي نحتت لكبار الموظفين والحاشية وهو عنصر البحر المتوسط، وعليه فالمصريون في عهد الأسرات المالكة كانوا جنسا امتزجت فيهم العناصر الصومالية والسامية المصرية والبيضاء المتوسطة.

وبينما نجد الحضارة المصرية قائمة على أساس زراعي بالإضافة إلى تربية الحيوان والصيد البري والمائي ولهم صناعات نحاسية وفخارية قبل عصر الأسرات نجد أن حضارة البجة والصوماليين قائمة على أساس الرعي ، فالجمل الذي أصبح في حوذتهم منذ ألفي عام تقريبا قد ساعدهم في السيطرة على الصحراء أكثر مما استطاع أجدادهم عمل ذلك، ولهذا احتلوا أماكن من الصحراء لم تكن مأهولة بالسكان فيما قبل، وقد ظهرت لهم صناعات للأواني الفخارية ولو أنهم يستخدمون أقل أنواع الحجارة صلابة بحيث يستطيعون نحتها بالسكين.

أما التنظيم الاجتماعي لدى البجة والصوماليين فله أهمية خاصة، فمع أنهم الآن يكونون أكثر المسلمين تمسكا بالإسلام في شرق أفريقيا، فإن الغالبية منهم كانوا وثنيين إلى عصر المؤرخ المقريزي (1216-1442) الذي وصفهم بأنهم (رعاة بدو ينتقلون بحثا عن المراعي، ولكل قبيلة منهم رئيس، ولا دين لهم، والذكور والإناث يسيرون عراة إلا ما يستر العورة، والكثير يملك قطعانا من الجمال والأغنام لا حصر لها تمدهم باللبن واللحم). وهذه الصورة التي صورها المقريزي مازالت موجودة على نطاق ضيق في هذه المناطق.

وكان البجة والصوماليون بحكم بيئة المراعي التي يعيشون فيها يقدسون الماشية وخاصة لبنها، وكانت هذه الصفة مميزة لهم، ويمكن إرجاعها بالتحليل إلى تأثير الحضارة الحامية السامية. وحتى الوقت الحاضر نجد بعض الصوماليين إن لم يكن أغلبهم لا يميل إلى حلب اللبن في أوعية فخارية كما أنهم لا يسمحون بحلب ماشيتهم في أواني معدنية مستوردة، أما الأواني التي يعتبرونها أفضل وأنجح وسيلة لحفظ اللبن فهي آنية القرع أو أوعية السلال التي يسميها الصوماليون (هن) وهي مصنوعة بطريقة لا تسمح مطلقا بتسرب اللبن منها. ومن العادات والتقاليد المتوازنة أنه لا ينبغي على أحد منهم أن يشرب اللبن الذي يحلبه إلا إذا تجرع شخص آخر منه بضع رشفات أولا. ومما يشين الرجل أن تسول له نفسه بشربا للبن بعد حلبه ، ويوصف بعبارات لاذعة، فيقولون (أنه حلب وشرب على التو) والبجة يحتقرون بعض القبائل العربية التي تسمح للنساء بحلب الماشية.

وهذه الحقائق السابقة إنما تشير إلى أن اللبن عند الصوماليين والبجة ليس شيئا عاديا، بل أنهم ينظرون إليه على أنه شيء مقدس، وتنتشر هذه الفكرة أيضا عند بعض جيران الصوماليين مثل المساي، والفاندي في شرق أفريقيا، وبعض الجماعات التي تجري في عروقها دماء حامية.

النوبيون

ينتشرون حول النيل الغربي من الجندل الأول إلى الخرطوم، ولهم لغة يقال أنها ترجع إلى العائلة السودانية، ومن المرجح أنها لغة حامية كالصومالية غير مكتوبة، وهناك تشابه كبير بين اللغتين.

وقد دلت الأبحاث على وجود نقوش جنوبي أسوان تشير إلى أنه منذ 3000 عام ق.م. كان يقطن النوبة أناس يشبهون المصريين والصوماليين وجدوا قبل عصر الأسرات، وكانت علاقة النوبيين متجهة نحو مصر في عصر الأسرات، كما اختلط بالنوبة جماعات البجة فنشأت جماعات أصحاب أعمال وتجارة، ولهم سرعة عظيمة في التقاط اللغات، وكذلك الحال بالنسبة لجماعات السواحيلية في جنوب الصومال وللنوبيين مهارة فنية في صناعة الأواني الفخارية والسلال والحصر، وهم يشرطون وجناتهم بندبات طويلة عمودية أو مائلة، وكذلك يقومون بعملية ختان بناتهم كما يفعل العرب.

الإرتريون

الإرتريون لا يختلفون في خضائصهم الجنسية عن قبائل البجة شمالا وقبائل الصومال جنوبا ولا يوجد دليل على أن الزنوج قد استوطنوا أرتريا في وقت ما.

الأحباش

يقول سيجمان في كتابه "السلالات الجنسية في أفريقيا":

يعتبر السكان الأصليون للحبشة، في العادة من العناصر الزنجية ومن الممكن رؤية سلالتهم في الشعوب الزنجية الدنيا ممن يشتغلون بالصيد في أماكن متفرقة من الحبشة. ومما لاشك فيه أن بعض العناصر الحامية القادمة من منطقة القرن الإفريقي قد توغلت في الأراضي الحبشية في فترات غير متنظمة منذ آلاف السنين قبل الميلاد، ولذا تتسم في فترات غير منتظمة منذ آلاف السنين قبل الميلاد، ولذا تتسم الحبشة بطابع الازدواج ويظهر هذا المزيج الجنسي في معايير الثقافة والتاريخ، فقد ذكر أن ثمة علاقات قديمة قامت بين الحبشة واليهود، وأن العائلة الملكية الحبشية تنحدر من سلالات ملوك سبأ، ولذا اعتبرنا الإمبراطور السابق من الحاميين فإن خلفه بتميز الملامح الزنجية الواضحة المعالم، علاوة على الخصائص الزنجية التي يتميزون بها، فإن جماجمهم تشبه أيضا جماجم المصريين الأوائل، ويمكننا أن نعتبر الحبشة متحفا جنسيا وثقافيا ولغويا، إذ من الصعب أن تعطي صورة واضحة المعالم عن الخصائص الأنثروبولوجية للجماعات القاطنة في الحبشة.

والحبشة لا تقتصر على الأجناس المختلطة الأصول، وإنما هي أيضا خليط ديني ومذهبي. إذ بها الوثنيون والمسيحيون والمسلمون وحتى اليهود الذين يطلق عليهم اسم الفلاشا أو اليهود السود في الحبشة وقد نما عددهم في الوقت الحاضر. ومع تعداد العقائد الدينية لا يوجد بالحبشة مدارس أو مساجد أو جمعيات دينية كالتي يعني بها في شمال وشرقي أفريقيا.

ومن المحتمل أن تكون المسيحية قد وصلت إلى الحبشة من سوريا فالسعودية فاليمن فاكسوم عاصمة الحبشة قديما، فالملك أكسوم ملك الساميين اعتنق الديانة المسيحية حوالي عام 45 بعد الميلاد، وتلا ذلك عصر مظلم خيم على الحبشة وتاريخها، ولا بد أنها اتصلت بعصر في هذه الفترة حتى أن المسيحية تميزت بالطابع القبطي إلى اليوم. ومازالت الكنائس الحبشية تستعمل الطابع المصري القديم الذي لم يعد يستعمل في مصر نفسها.

أما يهود الفلاشا في الحبشة أو اليهود السود فلا يعرف منهم الكثير، وتروى القصص القديمة أن ملكة سبأ، التي كانت أميرة في أكسوم تعلمت اليهودية عندما زارت سليمان ثم نقلتها عند عودتها إلى بلادها.

وينقسم شعب الفلاشا إلى ثلاث مجموعات لكل منها حاخامها الأكبر، ويصومون مرتين كل أسبوع وأربعين يوما قبل عيد الفصح، وفي طقوسهم الدينية بعض المراسيم الوثنية وقد ألهوا شباط، ويعتبر الفلاشا أنفسهم من سلالة النبي داوود، وذلك راجع إلى عام 1800 ق.م. حينما خضعت بلادهم لمملكة الحبشة. وهم عمال اشتهروا بالزراعة وصناعة الأواني الفخارية، وهم لا يتزوجون مطلقا من خارج أهلهم، ويمتنعون عن زيارة منازل المسيحيين، وإذا حدث ذلك فلا بد لهم أن يطهروا لطقوس خاصة، وللكاهن حق الزواج مرة واحدة، وإذا بنى مسكن جديد يسكب عليه دماء حيوان.

وللأحباش عدة لغات، منها الحبشة وهي وثيقة الصلة باللغة السبئية وتقترب من العبرية والعربية، وقد ترجم بها الإنجيل في القرن السابع وفي القرن الثامن عشر أصبحت الأمهرية هي اللغة الرسمية للدولة، وتكتب بحروف أثيوبية، وقد بعدت عن أصلها السامي. أما لغة النيجر فيتكلم بها شمالي الحبشة وأرتريا بصفة خاصة، وهي لغة سامية الأصل، كما يوجد بجانب هذا عدد كبير من اللهجات المختلفة.

الجالا

ظهروا على مسرح التاريخ منذ القرن العاشر في الشاطئ الجنوبي من خليج عدن، وقد امتدوا غربا بعد أن سهل الإمام أحمد جرى القائد الصومالي غزو الحبشة فاقتفوا أثره واحتلوا بعض المناطق الشرقية الجنوبية من الحبشة. وبغض النظر عن لون البشرة الذي يختلف بين قبيلة وأخرى فإننا نرى لون البوران في لون بني فاتح للغاية، على حين أن الواليجا والاينو يميلون إلى السواد، وعلى أية حال فإن الجالا يوصفون بأنهم ذو أجسام متينة البنيان، وجبهة عالية عريضة، وتقاطيع الوجه متناسقة والغالبية العظمى منهم مسلمون بالرغم من اعتناق بعضهم الوثنية أو المسيحية.

وإذا استثنينا قبائل البوران الرحل فإن الجالا من الفرسان الصناديد ولكنهم أقم ثورة وتحررا وميلا للحروب بالنسبة لجيرانهم من الدناقل . وأكثر الجالا من الزراعيين يستخدمون المحراث الذي تجره الجمال والثيران، ومازالوا ينظرون إلى الماشية على أنها أحسن مظهر من مظاهر الثراء.

وفي الوقت الحاضر لا نعرف الكثير عن دياناتهم قبل المسيحية والإسلام ولكنهم بلا شك البقية الباقية منالحاميين الوثنيين الذين يعبدون الواك (بمعنى السماء) كما كان عند الصوماليين فيما قبل الإسلام، وإلى جانب ذلك إله أقل أهمية، وكذلك إله يسمونه أتيتي، وآلهة يسمونها أوجلى ويقدس بعض الجالا بعض الحيوانات كالثعبان والتمساح والبومة، ولا توجد أدلة على اتخاذهم إياها بمثابة طواطم، وكلما استدار القمر في دورته الكاملة وصدر في المحاق فإن رب الأسرة وهو يقوم بالأعمال الدينية يقدم ذبيحة للقمر سائلا إياه أن يجعل القمر الجديد يستمر في حراسة ماشيته، وما أشبه ذلك. ويسمى الرئيس الديني (الواداجا) ويقصد به تلاوة الصلوات العامة ويلزمها وجبة غذاء أو ذبيحة، ويقدم جزء منها إلى واك إله السماء، وكانوا يحجون إلى (أبا مودا) أي أب العباد قبل أن يمنعهم الأحباش.

ويبلس أفراد الجالا قميصا وثوبا من القطن عادة وفوق أكتافهم يتدلى جلد ماعز أو فهد، وفي الحروب يحملون حريتين خفيفتين ورمحا ثقيلا ودرعا صغيرا مستديرا كماي فعل بعض الصوماليين. وكانت لهم عناية بصناعة المنسوجات والمعادن، وما زال بعضهم يسكن أعالي نهر جوبا إلى وقتنا هذا ومن عاداتهم دفع مهر العروس قطعانا من الماشية كما يفعل الصوماليون في بعض أنحاء البادية، وإذا توفي الزوج ورث أخوه في ممتلكات المتوفي حتى زوجته وأولاده، ويصبح له السلطة المطلقة عليهم في حياتهم أو مماتهم وله حق بيعهم في أسواق النخاسة، والإبن الأكبر هو الوريث الوحيد، والخيانة شيء نادر قبل الزواج ، وإذا حدث ذلك حال دون عقد الزواج.

الدناقل

قالب:رئيس لقبائل الدناقل لغة مماثلة للغة الصومالية، وهم يسكنون الجزء المثلث الشكل من الأراضي الواقعة شمال الصومال وحدودها الشرقية البحر الأحمر ومن الغرب الحبشة، وهم بوجه عام نحو نحاف البدون ذو قوام متوسد الطول يبلغ 64 بوصة، ولهم قسمات وجه تشبه الجنس السامي في التناسق وحسن الخلقة، ولون البشرة يشبه في سوداه لون بشرة الزنوج، وشعرهم مجعد قليلا.

وقد أخذ الدناقل بالديانة الإسلامية، ولكنهم لا يقيمون شعائرهم الدينية بكل دقة، كما هو الحال عند الصوماليين، وكانوا في بداية حياتهم يميلون إلى التعاون مع الأحباش، ولكنهم أصبحوا الآن من ألد أعداء الحبشة بفضل تعاونهم وانسجامهم مع الصوماليين الورعين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصوماليون

وبتقدم الأيام تطورت حضارة مدينة زيلع، وأصبحت مميزة عن غيرها، واشتهرت برقصاتها وأغانيها، وبلهجتها الخاصة. ومن منتجاتها الحصر الملونة التي لا وجود لمثلها في مكان آخر، وتزين بها حوائط المساكن الحجرية التي يسكنها أغنياء الناس، بالرغم من أن الميناء يستعيد كيانه كمركز إداري فإننا لا نجد غير آثار مسجد واحد جليل، ومقابر لبعض الشيوخ تشير إلى عظمة الماضي وجلاله، وكذلك يرى الزائر عن بعد منظرا مرموقا من الجير الأبيض اللامع يبدو متألقا في حرارة السهول على الطريق إلى زيلع فيكون فكرة واضحة عما كانت عليه المدينة في الفترة التي تتكلم عنها.

وبينما كان هؤلاء المستوطنون الشماليون في نمو وازدياد نهضت تقافات عربية مماثلة على طول الساحل الصومالي الجنوبي المواجه للمحيط الهندي وأهمها مدينة مقدشوه عاصمة الجمهورية الصومالية في الوقت الحاضر، وبراوة ومركة وكلها مواني تستغل كمستودع للتجارة بين الصومال والعرب وأسواق الشرق. وتبين الشواهد التي قدمها الجغرافيون العرب السابقون كما تدل المخطوطات المحلية والمستندات كيف أقام المستوطنون العرب والعجم في مقدشوه في النصف الأول من القرن العاشر ولذلك كان لعاصمة الجمهورية تاريخ أطول من المراكز القديمة على ساحل أفريقيا الشرقي.

وبعض المخطوطات القديمة المعروفة للمدينة محفوظة في متحف الجاريزا (بمقدشوه) وترجع إلى 720م بينما يرجع تاريخ بعضها الذي لم يكتشف إلى الآن إلى أبعد من ذلك، وذلك لأن الآثار عند حمر جب جب، مثل الأماكن الأثرية الأخرى في الجمهورية لم ينقبعنها بعد، وظل سرها غامضا. ويحتمل أن توجد شواهد مباشرة على تاريخ مقدشوه في الفترة الأخيرة من المساجد القديمة المتخلفة مثل المسجد الجامع في الحي القديم لحمروين، وفوق المدخل المؤدي إلى المئذنة التي بنيت على شكل برج، تبين إحدى المخطوطات العربية للزائر أن هذا البرج قد شيد في عام 1238.

ومسجد فخر الدين مكان آخر للعبادة شهير في نفس الحي مقدشوه، وهو يحتويعلى مخطوطات تشير إلى أنه بني في عام 1269، ويوجد في براوة ومركه مساجد ونقوش لها قيمة أثرية متشابهة ، ففي كل من الشمال والجنوب لشبه جزيرة الصومال توجد مراكز تجارية إسلامية قد نشأت في القرن العاشر وهذه المواني قد اكتسبت من الإسلام والتجارة مركزا مرمبوقا قويا مع الشرق وقد تدعمت هذه المراكز، وعظم شأنها في القرون اللاحقة، كما أصبحت أساس التوسع الإسلامي في شرق الصومال.

حركة الانتشار للعناصر الصومالية

إن العامل الرئيسي الأول لحركة الانتشار الصومالي تتواتره الأخبار في حوالي القرن الحادي عشر فتذكر أن أحد السلاف الصوماليين أقام فيا لركن الشمالي الشرقي من صومالند، ثم الحادثة التي تلت ذلكف ي الأهمية هي استيطان الشيخ إسحاق مؤسس (الإسحاقيون الصوماليون) وكان من أكبر دعاة الإسلام في الإقليم الشمالي، وقد امتد بدعوته إلى ناحية هرر وبعض نواحي الحبشة ويتزايد عدد الصوماليين من دارود وإسحاق ، وازدادوا في حركة الانتشار وبدءوا يتنافسون مع بعضهم البعض ومع الجماعات الصومالية الذين نزحوا بعدهم ومع جيرانهم من الجالا، وبذلك نشأ اندفاع عام للعناصر الصومالية الحامية في الانتشار تجاه الجنوب والغرب من شبه جزيرة الصومال.

وبدأت حركة الانتشار الصومالي تتخذ خطوات عملية اعتبارا من القرن الثالث عشر وكانت عنيفة في اندفاعها نحو طرد جماعات الجالات، وكانت حركة الصوماليين تتسم بالطابع الجماعي المنظم من مراكزهم في الأوجاودين ومجرتنيا وصومالند نحو الأراضي الخصبة في المناطق الوسطى الجنوبية لشبه جزيرة الصومال، وتحتم على الجالا الخوف من هذا التدفق العظيم من جانب المحاربين الصوماليين فاضطروا أن يطلبوا النجاة في مكان آخر أكثر آمنا واستقرارا، فأخذ بعضهم يتجه نحو الغرب والشمال الغربي والبعض الآخر اتجه نحو الأودية والجنوب الأقصى للصومال.

إن المصدر الوحيد الذي يحدثنا عن المعارك التي صاحبت هذه التحركات والتي دامت كما نقدر أكثر من ثلاثة قرون، هو القصص الشعبية التي مازالت حتى الآن على ألسنة الصوماليين. إنها أناشيد حماسية تتحدث عن معارك وانتصارات الصوماليين الذين كانوا يتدفقون إلى داخل المناطق، أنها أسماء موارد المياه والآبار التي استولى عليها القادمون الجدد والتي تركها الآخرون وأسماء قواد مظفرين استشهدوا في مساحة المعركة.

بدراسة هذه الشعبية باهتمام يمكننا من جديد تكوين الخطوط التالية لتحركات الصوماليين: البقاء في مكانواحد لعدة أجيال بشرية. الكمائن التي تصبها الجالا. فترات الهدنة التي كانت تعقب الحروب.

الاستقرارات الصومالية

ونستطيع أن نجزم برأي في أن الصوماليين كانوا في القرن الحادي عشر الميلادي (التاسع الهجري) قد جاوزوا نهر شبيلي عند نقاط مختلفة وأنهم كانوا يستوطنون ويعمرون أقاليم بنادر العليا التي هي بين النهرين يشهد بذلك أحد الجغرافيين العرب الأوائل الذي وصل إلى داخل أراضي مركه في القرن الثالث عشر.

كما نستطيع أن نثبت بكل يقين أن جماعة أخرى كانت تتحرك من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي باتجاه السواحل الصومالية وكانت هذه الجماعات تستولي على الآبار التي تتابع وتتلاصق على شكل سلسلة بالقرب من التلال الرملية الساحلية واحدة بعد الأخرى.

إن وجود الجالا جنوب مقدشوه، وذلك حوالي القرن السابع الهجري حسبما نعتقد، تذكره الأسطورة التالية: لقد لجأ سكان الساحل العرب والصوماليون القاطنون بالقرب من (جندرشه) حينما شعروا باقتراب المهاجمين من الجالا إلى صخرة أوجروين حيث يوجد الآن خرائب وآثار منازل قديمة كانت مبنية من الأحجار، كما يوجد ضريح الشيخ عثمان جروين، وفي إحدى الغزوات حاول فرسان الجالا أن يصلوا إلى الصخرة أثناء فترة الجزر ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم لمداهمة المسد إياهم.

أما في شمال الصومال فقد كان الصوماليون مسيطرين على أكثر الأراضي في مجرتنيا وصومالند وكانت المعركة الفاصلة في الحروب الصومالية مع الجالا في مدينة جالكعيو الخالدة التي لم تكن تسمي بهذا الاسم من قبل، فكلمة جال كعيو تعني (باللغة الصومالية) هزيمة الجال أو طرد الجالا. وخلال فترة الانتشار أو الامتداد الصومالي كان هناك عدد من الإمارات الإسلامية قد نمت بشكل مذهل على أسس عسكرية متوعدة المملكة المسيحية للحبشة كانت القوى الصومالية تشكل ركنا هاما وأساسيا في هذه القوى العسكرية المسلمة، وهذه الإمارات الإسلامية تمتد بين بربره وزيلع إلى الجنوب الغربي على صورة نطاق كبير إلى الغرب والجنوب الغربي لشبه جزيرة الصومال.

وقد زعمت الحركة افسلامية (كما سنرى فيما بعد) دولة أوفات التي اتخذت من زيلع عاصمة لها وعملت على توحيد الجبهة الصومالية المسلمة واستمرت في حروب طويلة مع الحبشة. وفي تلك الفترة ازدهرت مواني بربره وزيلع وميت، ونحو عشرين مدينة أخرى في الداخل. وقد تركت هذه البلاد آثارا ذات شأن من مساجد ومقابر ومساكن وآبار وفي بعض الحالات شواهد زراعية قد دكت رسومها وانطمست معالمها الآن، ويبدو أن بعض البلاد مثل عمود فيم قاطعة بورما في الشمال الغربي قد احتلت لقرون عديدة وربما يرجع ذلك إلى عصور أكسوم قبل دخول الإسلام، وهذه المواقع مازالت تحافظ على الأدلة القوية للتاريخ القديم وهي مازالت تنتظر رأي العلماء والباحثين الأثريين.

ويسجل التاريخ الأثيوبي أكبر نكسة حدثت في بلاد الحبشة، وأعظم انتصار للقوى الإسلامية الصومالية، وانتشارها داخل الأراضي الحبشية حتى خضعت أكسوم عاصمة الحبشة للمسلمين الصوماليين بقيادة الإمام البطل أحمد جرى (الأشول) الذي ألجأ الأحباش إلى الفرار حتى شمال أكسوم، وإلى جنوب بحيرة رودلف، وأمام الجيوش الصومالية الكاسحة التي حكمت ما يقرب من ثلثي الحبشة، مات ملك ملوك الحبشة متأثرا بجراحه داخل الأدغال.

واستعادت الحبشة بعض هيبتها حينما تدخل الجنود المرتزقة من البرتغاليين في النزاع الحبشي الصومالي، وقدم ملك البرتغال جيشا على أحدث طراز في التسليح لمساعدة النصارى الأحباش، وأمام القوى البرتغالية البحرية والقوى الحبشية البرية تراجع الإمام وجنوده الأبطال إلى أن توفي الإمام أحمد جرى حوالي عام 1542. وهذا الانتصار البرتغالي الحبشي قد أوقف حركة الانتشار الصومالي داخل الحبشة بغية نشر الرسالة المحمدية، والدعوة إلى الدين الحنيف.

وفي الأعوام الأخيرة لنهاية القرن السادس عشر كانت هناك حركة انتشار للعناصر الصومالية نحو تعمير الأراضي التي حول نهر شبيلي بالاستقرار من أجل الزراعة، وقد عبروا نهر شبيلي بالقرب من مدينة خلافو، وأخذوا يجدون في سيرهم مقتفين أثر الجالا حتى وصل الصوماليون إلى نهر جوبا قرب مدينة دولو واستوطنوا الأقاليم الشمالية لجوبا ، وهي مناطق غنية بالمراعي الطبيعية والغابات والأراضي الصالحة للزراعة، وكان مركز استقرارهم في المساحات الواقعة بين لوخ ووحز وتباس. ثم حدث في نفس الوقت امتداد صومالي في نقط متعددة على نهر جوبا الجيدة في جوبا السفلى، وانتشروا في مساحات واسعة إلى الجنوب من ضفاف نهر تانا والأراضي الواقعة إلى شمال النهر، وهي التي نسميها اليوم باسم (انفدى) أو أراضي منطقة الحدود الشمالية.

وخلال هذا الزمن كانت هناك حركة لتنقية شبه جزيرة الصومال من العناصر الدخيلة كالجالا، ومن هذه الحركات تلك الحركة الصومالية المتجهة إلى شمال هرر شبيلي، والحركة المتجهة نحور بور هكبه والأراضي الخصبة القريبة منها واستخلاصها من يد الجالا الذين رحلوا مسرعين صوب الجنوب الشرقي للحبشة إلى موطنهم الأصلي.

ومن المحاربين القدماء للجالا القائد مونلى والقائد ورداي المسلمان اللذان انضما إلى القوات الصومالية الإسلامية وساندوا القضية الصومالية أمام المغيرين من جماعات الجالا، وكانت المعارك الحربية بين الصوماليين والجالا لها أسماء مختلفة منها (حرث) أي الموقع الذي التحاموا فيه، (لف قال) أي عظام الجالا.

وكان لجماعات الجالا قائد فظ القلب لا يعرف في أحكامه إلا الحكم بالإعدام، مما دفع العناصر الصومالية أن تظهر متحدة قوية حتى أمكنها التغلب عليه وطرد الجالا نهائيا بعد هزيمتهم في جالكعيو.

وفي عام 1110 هـ (1700 م) ظهر الشيخ مؤمن عبدالله الذي كان يلقب بمسلم مقدشوه، وكان المعلم الول للصوماليين نحو الاستقرار من أجل الزراعة، وتسميد التربة، وتحديد الملكيات بالأحجار والأشجار، ومحاربة الافات الزراعية. ولذا نعتبر الشيخ مؤمن عبدالله أول من علم الصوماليين الزراعة، ودعا إلى الاستقرار والتنظيم الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، هو أول قاض سومالي ينظر في أحوال الشعب بالعدل على أساس التعاليم الإسلامية مما جعل منطقة بورهكبه تحتل الصدارة في تاريخ الاستقرار البشري من أجل الزراعة في شبه جزيرة الصومال، ثم امتد أثرها إلى منطقة بيدوا وما حولها حيث ظهر فيها علماء صوماليون يعلمون السكان تعاليم الإسلام والاستقرار من أجل الزراعة. وتشكلت جماعات منظمة تعمل على الاستقرار للشعب وتحويل السكان من حرفة الرعي إلى الزراعة.

وفي القرن السابع عشر كان تدفق المهاجرين الصوماليين له اعتبار كبير فقد اجتاحت سلطنة أجوران الصومالية القديمة على نهر شبيلي وأغارت على مقدشوه وأصبحت مقدشوه نفسها منقسمة إلى حيين متنافسين هما حمروين وشنغاني.

وعلى أية حال استمر الانتشار الصوماي في الامتداد في الدخيل القاري من خليج تاجوره إلى أعلى نهري جوبا وشبيلي إلى بحيرة رودلف إلى نهر تانا جنوبا وذلك بإيجاد مراكز إدارية على النهر حوالي عام 1912.

وقبل أن تنتهي من فترة الانتشار الصومالي يجب أن نشير إلى أن سير هذه الحروب كان ذا طابع خاص، كانت تبدأ بمناوشات بدائية بين السكان، ثم تتحول إلى حرب عصابات تكون فيها الحركة حسب ظروف المكان والزمان التي تحيط بهم. على أنه لم تكن لها طبيعة الحرب العامة المنظمة بل لها طبيعة الأحداث، ومن سلسلة الأحداث المتصلة التي ذكرناها كان تاريخ الحركة التوسعية أو الانتشار العام للصوماليين حتى خلصت البلاد للصوماليين فقط في نهاية القرن الثالث عشر.

ويحسن الإشارة إلى ما وجده الرحالة الألماني ديكن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي من أن جماعات من البوران على الضفة اليمنى لنهر جوبا بحذاء جومبو وخلف بارديرا تقابلوا مع جماعة من الجالا وهؤلاء هم بقايا الجالا الذين عادوا إلى المنطقة بعد الأحداث التي جرت في الصومال في القرن الماضي من وراء تقسيم الصومال إلى مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والحبشة على نحو ما سنرى فيما بعد.


انظر أيضاً

المصادر