الأميرعمر طوسون

تعليق

الأميرعمر طوسون صديق الفقراء ورمز الوحدة الوطنية

في مثل هذه الأيام التي تمر علينا ومنذ مائة وخمسة وثلاثين عاما ولد أمير إنسان، وطني مناضل، مفكر عالم، ثري متواضع، ففي يوم الأحد 8 من سبتمبر 1872م، وفي مدينة الإسكندرية ولد الأمير عمر طوسون، وطوسون سليل أسرة السلطان محمد على ، وجدهسعيد باشا ولكن وما أن بلغ طوسون الرابعة حتى فقد والده، فتولت جدته لأبيه تربيته وتعليمه فكانت دراسته الأولي في القصر الملكي ثم استكملها في سويسرا وبعد أن أنهي دراسته هناك تنقل بين فرنسا و إنجلترا ، وغيرهما من الدول الأوربية، ولذا فعندما قرر العودة إلي أرض الوطن كان قد زود بالعديد من العلوم والثقافات، بالإضافة إلي إجادة عدد من اللغات منها الإنجليزية و الفرنسية و التركية .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رمز الوحدة الوطنية

ومع الثروة الطائلة، والعيشة المرفهة التي عاشها طوسون إلا أنه لم يتكبر ولم يتعال على أبناء وطنه، كعادة أبناء الأمراء؛ لذا كان مثالا يحتذي في حبه الخير وعمله له، حتى قيل " لا يوجد مشروع نافع في مصر إلا ولعمر طوسون يد فيه" ، ويأتي في مقدمة ذلك موقفه من كل من " الجمعية الخيرية الإسلامية" و " الجمعية الخيرية القبطية" حيث تعثرت الجمعيتان وكادتا أن تغلقا أبوابهما حتى هب طوسون لنجدتهما وتبرع لكل منهما بمبلغ ضخم، ثم دعا أهل كل جمعية للاكتتاب لجمعيتهم كما تبرع لمدرستي البطركخانة و المشغل البطرسي على إثر زيارته للأنبا كيرلس بطريق الأقباط الأرثوذكس بمبلغ من المال، يصرف من ريعه على الطلاب المتفوقين في المدرسة. هذا عدا الكثير من الأنشطة الخيرية، حيث شملت يده الخيرة بالعطف كل من جمعية الشبان المسلمين والعروة الوثقي والمواساة و الملجأ العباسي ، و مشيخة العلماء بالإسكندرية، فضلا عن إعاناته المختلفة للمعاهد العلمية والأثرية والرياضية.


حبه للوحدة

كان طوسون محبا للوحدة فكثير ما وقف بجانب البيت العثماني وخاصة في محنتهم بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولي، كما وقف نصيرا لإخوانه في ليبيا في حربهما مع الطليان، وأسس لجنة لجمع التبرعات من أجلهم. المناضل السياسي بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولي تطلع المصريون ومعهم طوسون إلي الاستقلال والحرية، ولذا فقد دعا الأمير طوسون إلي تشكيل وفد مصري يتكون من كل طوائف الشعب ليذهب إلى مؤتمر فرساي ( 1918) ليطالب أمامه بالاستقلال وعرض الأمير فكرته على سعد زغلول باشا فرحب وقام بتنفيذها وفي عام 1919م ووقف طوسون وعدد من الأمراء من أسرته بجانب سعد زغلول وناصروه في ثورته


عالم آثار

كان طوسون مولعا بالبحث والتنقيب في تاريخ مصر و السودان ، وخاصة في مجال الصحراء. ، فقام برحلات كثيرة إلى الصحراء الغربية . وكان من أهم اكتشافاته عثوره على رأس تمثال الإسكندر الأكبر بخليج العقبة، واكتشافه لبقايا مدينة مغمورة بالماء على عمق خمسة أمتار بخليج أبي قير سنة 1933، وقد نشر عنها بحثا مستفيضا مع الصور الفوتوغرافية في مجلة الجمعية الملكية للآثار سنة (1353هـ= 1934م).


المرأة في عيون طوسون

احتلت قضية المرأة حيزا ليس بالقليل من فكر الأمير طوسون، ولأنه عاصر النساء في الغرب والشرق ، وعرف الفارق بينهما فنجد له رأيا في المعاملة مع المرأة وما يجب عليها، فنجده يقول :"يجب للمرأة منذ الطفولة التهذيب والتربية والتعليم، ويجب لها وهي زوجة العدل والإخلاص وحسن المعاملة، حتى تتمكّن من تأدية وظائفها في المجتمع، فتكون زوجة صالحة وربّة بيت مدبّرة، مشاركة لبعلها في الحياة مشاركة مثمرة.


شخصية شمولية

لم يكن طوسون أميرا إنسانا ووطنيا مناضلا وسياسيا بارعا وحسب بل كان مع ذلك عالما ومفكرا ومكتشفاحيث أخرج لنا ما لديه من علوم في مؤلفات، فكتب عن الجيش المصري في عهدمحمد علي كتابا بعنوان "صفحات من تاريخ مصر والجيش البري والبحري" كما تناول الصناعة في عصر محمد علي والبعثات العلمية التي أرسلها إلى أوروبا ، في كتابه "الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا" و"البعثات العلمية في عهد محمد علي وفي عهدي عباس وسعيد". وكتابه الضخم بعنوان ـ " مذكرة عن تاريخ النيل " يؤكد شغفه وجهوده في علم الجغرافيا

تعليق

وفاته وتوصياته

أوصى عمر طوسون قبل وفاته بعشر سنوات بأن تهدى مكتبته والتي كانت تحتوى على أكثر من ثمانية آلاف مجلد ومخطوطة من نوادر المخطوطات والصور والوثائق إلى المتحف الحربي والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ومكتبة بلدية الإسكندرية. وهكذا نجد طوسون كله خير في حياته وحتى بعد مماته. كما أوصى بألا تقام له جنازة ومأتم، وبالفعل وبعد وفاته (رحمه الله) في يوم الأربعاء 26 من يناير 1944م نفذ الملك فاروق وصيته، واكتفى بتشييع جثمانه الذي شارك في كل أمراء ووزراء القصر بجانب كبار قادة الجيش


المصادر

الموقع الرسمي لمدينة الإسكندرية