الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي (كتاب)

الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي
الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي.jpg
المؤلفصالح سالم
البلدFlag of Egypt.svg مصر
اللغةالعربية
السلسلةالمكتبة السياسية
الموضوعالإسلام السياسي
الناشرالهيئة المصرية العامة للكتاب
الإصدار2015

الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي، هو كتاب من تأليف صالح سالم، نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب في 2015.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

استعراض الكتاب

يذهب المؤلف إلى أن الإسلام السياسي، القائم على منطق اختزالى، يدّعي إشراف المقدس مباشرة، على حركة اليومي، فيما يبقى، في الوقت نفسه، مستقلاً عنه، فلا يصير مدنساً، وهو تناقض تُعريه نزعة تاريخية، ترى القدسية غير ممكنة فى عالم الشهادة، فما إن يهبط القدسي على سطح الدنيوي، حتى تتولد الاحتكاكات بينهما، هينة فى المبتدى، عاصفة فى المنتهى، ومعطلة في كل حين.[1]

وهنا يذهب إلى أن التصورات الاختزالية التى يستبطنها الإسلام السياسي، عن العالم وعن كيفية التأثير فيه إنما تمثل يوتوبيا جديدة، تستبدل النزعة الغائمة لدى الفكر اليوتوبي التقليدي عن عالم مثالي فى مكان ما، بنوع من الحنين الأبدي إلى عالم آخر مثالي ينتمي إلى مكان معروف، وزمن يتسم بالقدسية لدرجة يعلو بها على المساءلة. وهكذا يمثل الإسلام السياسي، وفق المؤلف، نوعاً من اليوتوبيا الرديئة الأكثر اغتراباً عن حركة التاريخ، إذ يحمل كل عيوب الفكر اليوتوبي الوضعي، ويزيد إليها الوثوقية الكاملة (الساذجة) إزاء الحقيقة التاريخية المركبة، وهو ما يجعله أسيراً لاغتراب مزدوج ينتج تطرفاً وإرهاباً ويمارس عنفاً عدمياً يخرج عن إطار المعقولية. ويستخدم الكاتب معوله التاريخي، فى تهديم الادعاءات الكبرى (الأساطير) التى يلبسها الإسلام السياسي رداء القدسية الزائفة، وذلك عبر أربعة فصول متوالية. في الفصل الأول يتوقف الكاتب عند أسطورة (الخلافة الشرعية) التي تتأسس على مسلّمة أساسية وهي أن الإمامة، قضية عقدية، لا يصح الدين من دون إقامتها. ولأن دولة الإسلام الأولى التى قامت بعد وفاة الرسول الكريم (ص) قامت على هيئة (الخلافة) فقد ترتب على ذلك أن صارت الخلافة هي فقط الدولة الإسلامية (الشرعية)، وما عداها ليس إلا تنازلاً عن الحاكمية الإلهية (الربانية) لمصلحة حاكمية إنسانية (دنيوية). وإذ تهيمن على هذا التيار أوهام الخلافة فإنه، وفق المؤلف، يستعلي على الوطن فلا يعطيه تقديرنا ولا يمنحه احترامنا، بل يعتبره محض بدعة، ومن ثم ضلالة، لا تمت إلى الله بصلة. وهكذا يفسر عدم احتفاء تيار الإسلام السياسي بمفهوم الوطن/ الدولة الحديثة، لكونه من عمل الإنسان وهو لا يحتفي أصلاً بالإنسان. وكونه نتاجاً للعقل وهو لا يحتفي أصلاً بالعقل، وكونه خلاصة للتجربة التاريخية وهو لا يحترم لا التجربة ولا التاريخ باعتبارهما تجسيداً للـ (مدنس)، فيما لا يقدّر هو سوى الإلهي الـ (مقدس)، متجاهلاً حقيقة أن العقل أيضاً، وليس فقط النص، يمثل عطاءً إلهياً، وأن اجتهاداتنا عبر التاريخ ليست إلا استثماراً لذلك العطاء واحتفاء به، ولذا كان احترامنا للوطن، محض احترام لجوهرنا العقلاني. فى الفصل الثاني يتوقف عند أسطورة (الهوية المغلقة)، والتى تقوم لدى هذا التيار على مسلّمة يراها المؤلف زائفة، وهي أن نقاء العقيدة الدينية يقتضي نقاء الهوية الحضارية، الأمر الذى يجعل من كل تفاعل ثقافي بين الحضارة العربية وغيرها محض تشويه للإسلام، وانتقاصاً من خيرية المسلمين. هذه المسلّمة تتأسس على مقدمة خاصة بها وتقود في الوقت ذاته إلى نتيجة مميزة لها: المقدمة هي عدم الثقة بالعقل الإنساني، ومن ثم ضرورة الارتهان الكامل للنص الديني/ النقل/ الوحي، فكل حضارة هي فقط الدين الذى تقوم عليه أو يقع في المركز منها، فالحضارة الآسيوية مثلاً هي الهندوسية والبوذية والكونفوشية، أما الحضارة الغريية فهي المسيحية فقط، ولا قيمة هنا مثلاً لعصور كالنهضة والتنوير والصناعة والحداثة، والتى مثلت نوعاً من القطيعة التاريخية مع الموروث المسيحي الأرثوذكسي. أما النتيجة التى تترتب عليها فهي الانفصال الكامل عن تيار الحضارة الإنسانية حفاظاً على نقاء الهوية (الإسلامية)، وما يفرضه ذلك من تصور سلفي للتاريخ يعتقد أن عودة الجماعة المسلمة إلى أصالة الماضي كفيلة وحدها، أو بشكل رئيسي بإقالة الأمة من عثرتها دون حاجة إلى النقل عن الآخرين أو الاقتباس منهم، الأمر الذى يخلق انشغالاً مفرطاً بقضية الهوية، يبرر النزعة العدوانية إزاء الغير بديلاً من التعاطى الإيجابي معه، والرغبة فى التعلّم منه. بل يصل الأمر أحياناً إلى تحويل الفهم الخاص للدين (التدين) إلى (إطار ثقافي) مغلق على نفسه داخل الحضارة نفسها. وفي الفصل الثالث يتناول الكاتب أسطورة (المؤامرة الغربية) التي ترتبط بالأسطورة السابقة، أو تمثل الاستخلاص النهائي لها. فطالما كان الآخر غريباً على الذات بالضرورة، فإن كل محاولاته للتأثير فيها لا بد وأن يكون عملاً معادياً، يهدف إلى إيذائها والنيل منها، ومن ثم مؤامرة عليها.ويعرض الكاتب في الفصل الرابع لأسطورة (الجهاد العسكري) والتي تتأسس على فهم لاتاريخي لمفهوم الجهاد الإسلامي، يمنح للكفاح الجسدي الدور المركزي فى صنع التاريخ، واستعادة عزة الأمة فى مواجهة أعدائها. ومن ثم فلا أهمية تذكر للقيم الكبرى المؤسسة لروح العصر كالعلم والحرية، ولا قيمة أصلاً للأبنية الحديثة، الحاضنة لهذه القيم والمنظمة لعملها، ومن ثم تتبدى المفارقة الكبرى فى دنيا الإسلام، حيث الكثيرون من المنتمين للفكر التقليدي المؤسس لعقل الإسلام السياسي يعرفون كيف يموتون فى سبيل الله، بحثاً عن (الشهادة)، ولكنهم، في المقابل، لا يعرفون كيف يحيون فى سبيل الإسلام، ولا يدركون المعنى الحقيقي لرسالة الاستخلاف، التي تطالبنا بتحقيق التقدم وترسيخ العمران. وهنا، وفق الكاتب، تحوّل الجهاد إلى ظاهرة دموية، وآلية رد (أسطورية) على الأساطير الثلاثة الأولى، حيث ارتبط مفهوم الجهاد بالخلافة الشرعية عبر الادعاء بالحاكمية السياسية ومتلازماتها السلبية من تطرف وإرهاب ضد كل نظم الحكم القائمة بدعوى أنها جاهلية. كما ارتبط بمفهوم الهوية المغلقة، تحت ذريعة أن الانفتاح على الآخر يمثل، ليس فقط انسحاقاً حضارياً بل ودينياً ينال من الإسلام، ولا سبيل إلى تجاوزه إلا بالانغلاق على الذات، والعودة إلى الماضي القدسي. وارتبط أخيراً بأقنوم المؤامرة الغربية، حيث العالم المسيحي! يحتل من العالم الإسلامي ذلك الموقف الذى احتله الشيطان من الإنسان فى عقيدة الخلق التوحيدية، وهو الموقف الذى يُختزل فى آليتي الإغواء والإفساد الدائمين. وفي هذا السياق يختتم المؤلف كتابه متحدياً ذلك الفهم الاختزالى للجهاد، قائلاً: نحن أمام مفهوم عملاق (ذكوري) وخطاب (قتالي) ذي بنية أسطورية معقدة، ومن ثم يحتاج إلى تفكيك كامل سواء من داخله حيث تجري مساءلته بروح النص القرآني الشامخ الذي يعكس رؤية إنسانية متفتحة للوجود الإنساني، أو من خارجه حيث نسائله بمعايير التاريخ الإنساني ومقتضيات النزعة التاريخية، نقداً لمقولاته الإطلاقية.


المصادر

  1. ^ "الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي: قراءة تفكيكية للظاهرة". البوابة نيوز. 2015-02-08. Retrieved 2015-03-04.