إقليم ياميت

إسحاق رابين يزور مستوطنة ياميت في سيناء المحتلة.

أقامت إسرائيل خلال احتلالها لسيناء عدة مناطق استعمارية في شمال وجنوب شبه الجزيرة، كان أكبرها إقليم ياميت في شمال سيناء الذي ضم العديد من المستعمرات داخله، بالإضافة إلى أربع مستعمرات أخرى أقامتها إسرائيل على طول خليجي العقبة والسويس، تم إخلاء آخرها في إبريل 1982م؛ تنفيذاً لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل.. ومن بين هذه المستعمرات:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مستعمرات إقليم ياميت

ياميت، مستعمرة ربع المليون إسرائيلي

يُعد أكبرَ تجمع استعماري تقيمه إسرائيل في سيناء، وكان يقع في شمال سيناء ويطل على البحر الأبيض المتوسط كان يُطلق عليه أيضا (بوابة رفح) ويضم 15 مستعمرة كان أكبرها مدينة ياميت. وكانت إسرائيل تخطط للإبقاء على هذا الإقليم الاستعماري تحت سيادتها وعدم تسليمه لمصر عقب توقيع اتفاقية السلام إلا أنها لم تتمكن من فعل ذلك، ويضم ذلك الأقليم عدة مستعمرات منها:


مدينة ياميت (المدينة البحرية)

أقيمت في منتصف السبعينيات، وكانت مركزاً لإقليم (ياميت) الاستعماري، لذا حمل الإقليم نفس اسمها، وكان الهدف من إنشاء هذه المدينة إحداث تواصل إقليمي بين سيناء والنقب، وعزل قطاع غزة عن شمال سيناء. وجاء إنشاؤها ضمن خطة "المستعمرات المحيطة بغزة" والتي تضمنت إحاطة قطاع غزة بالتجمعات السكنية الإسرائيلية -مثل عسقلان في الشمال وبئر سبع من الشرق وياميت من الغرب- وذلك بهدف محاصرة القطاع والحد من توسعه. وكانت إسرائيل تخطط لجعل مدينة ياميت مدينة ضخمة يصل عدد سكانها مع بداية القرن الحادي والعشرين إلى ربع مليون نسمة، بالإضافة إلى إنشاء مرفأ بحري ضخم بها لتصبح ثالث أكبر مدينة ساحلية لإسرائيل بعد كل من تل أبيب وحيفا.

مستعمرة سادوت (الحقول)

تُعد أولى البؤر الاستعمارية التي أقيمت في إقليم (ياميت)؛ حيث أقيمت البنية التحتية لها في عام 1969م على أرض تمتلكها قبيلة بدوية تم تهجير أهلها من المنطقة، ثم بعد ذلك تم تشغيلهم كعمال في المستعمرة عند الانتهاء من إنشائها في عام 1971.

وأقام بها في البداية ثماني عشرة أسرة، عملوا جميعاً في زراعة الطماطم، التي كان يتم تصديرها بالكامل إلى الخارج. مما جعل لهذه المستعمرة أهمية اقتصادية بالغة بالنسبة لإسرائيل، الأمر الذي شجّع على إقامة باقي مستعمرات الإقليم تباعاً. كما اكتشفت إسرائيل آبار نفط بجوار هذه المستعمرة أطلقت عليها حقل "سادوت" النفطي. وتم إخلاء هذه المستعمرة في عام 1981م وكان عدد سكانها قد وصل آنذاك إلى 64 أسرة، تقوم بزراعة 1500 دونم من الأراضي الزراعية.

مستعمرة ناؤت سيناي (مروج سيناء)

أقيمت هذه المستعمرة على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمال شرقي مدينة العريش. وكانت في بدايتها عبارة عن معسكر حربي ثم أُعلنت كمستعمرة في عام 1972، وفي بداية عام 1978 انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق [[مناحم بيگن كعضو شرفي في هذه المستعمرة.

وإلى جوار هذه المستعمرة كانت تقع منطقة زراعية تبلغ مساحتها 2000 دونم يعمل بها سكان المستعمرة، وتُعد هذه المنطقة الزراعية أول أرض تسلّم لمصر ضمن الأراضي الواقع عليها إقليم ياميت؛ لوقوعها قبل خط الانسحاب الأول.

مستعمرة خروبيت (شجرة الخروب)

أقيمت مستعمرة خروبيت في عام 1975، واكتشفت إسرائيل بجوارها موقعاً أثرياً يرجع إلى عصر المملكة المصرية الحديثة. كما تضمّن إقليم ياميت مستعمرات أخرى صغيرة هي: عتسمونة (العظيمة). نتيف هاعسرة (طريق الوصايا العشر). دكلا (النخلة). بري إيل (ثمار الرب). بري جان (ثمار الجنة). تلمي يوسف (رياض يوسف). أوجدا (الرابطة). نير إبراهام (نور إبراهيم). حيتسير آدار (فناء الفخامة). سوفة (العاصفة). حوليت (الكثبان الرملية).

وقامت إسرائيل بتدمير جميع مباني مستعمرات إقليم ياميت بالكامل قبل تسليمها للمصريين باستثناء مستعمرة (ناؤت سيناي). ولاتزال أنقاض مباني تلك المستعمرات موجودة بمكانها حتى الآن، ولكن لا تسمح السلطات المصرية لأحد بالاقتراب من تلك الأماكن.

مستعمرات خليج شلومو (جنوب سيناء)

وبالإضافة إلى مستعمرات إقليم ياميت، أقامت إسرائيل أربعة مستعمرات أخرى في جنوب سيناء وكان أهمها:

مستعمرة أوفيرا (الجميلة)

أقيمت في المنطقة الممتدة من خليج نعمة وحتى رأس محمد -منطقة شرم الشيخ حالياً- وكانت تعتبرها إسرائيل عاصمة جنوب سيناء التي أطلقت عليها إسرائيل "خليج شلومو". وقامت وزارة الإسكان الإسرائيلية خلال الأعوام ما بين 1969 - 1975 بتوطين ما يقرب من 500 أسرة (حوالي 2000 شخص) في هذه المستعمرة، وأقامت بها عدة فنادق ومطار. وكانت إسرائيل تخطط لإبقاء سيطرتها على هذه المنطقة وعدم التنازل عنها لمصر.

وشهدت هذه المستعمرة في عام 1981 عقد لقاء قمة أُطلق عليه "قمة أوفيرا" جمع بين الرئيس المصري الراحل (أنور السادات) ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيگن. وفي عام 1982 تم إخلاء (الأوفيرا) وتسليمها للمصريين ولكن لم يتم هدم منازلها -مثلما حدث في ياميت- حيث تم تسكين عدد من أهالي سيناء في منازل المستعمرة.

مستعمرة شلهفيت (الشعلة)

وهي مستعمرة أقيمت في منطقة "أبو رديس" المطلّة على خليج السويس بالقرب من حقول البترول، وكان يقيم بها العمال والمهندسون الإسرائيليون الذين كانوا يعملون في حقول بترول أبورديس. وكنت إسرائيل -طوال فترة احتلالها لسيناء- قد اغتصبت بترول أبو رديس بشكل كبير، حيث كانت تلك الحقول توفر لإسرائيل نصف احتياجاتها من الوقود، كما قامت إسرائيل أيضا بتصدير كميات ضخمة من نفط أبو رديس إلى الخارج مما حقق مكاسب ضخمة للاقتصاد الإسرائيلي. وعند انسحاب إسرائيل من أبو رديس في عام 1975 خلفت وراءها آبار النفط هذه وهي مدمرة تماماً، وادّعت أنها دُمّرت جراء عمليات قوات الكوماندوز المصرية خلال حرب 1973.

المطارات

ثلاث مطارات أنشأتها إسرائيل أثناء احتلالها سيناء، دمرت واحدا منها بالكامل قبل الانسحاب واضطرت إلى إبقاء اثنين منها في حالة جيدة وسلمتهما إلى مصر!

مطار أوفير ("شرم الشيخ" لاحقاً)

دشّنته إسرائيل في الرابع عشر من مايو 1967 وكان يبعد حوالي 20 كم عن مستعمرة (عوفيرا) التي كانت مقامة بمنطقة شرم الشيخ، وتم استخدامه كمطار مدني، بينما خُصص جزؤه الجنوبي للاستخدامات العسكرية.

وخلال حرب 1973 وقع أول اشتباك جوي بين الطائرات المصرية والإسرائيلية بالقرب من هذا المطار. حيث تمكنت الطائرات المصرية وقتها من إسقاط طائرتين إسرائيليتين طراز (إف-4 فانتوم) كانتا قد أقلعتا من هذا المطار. وفي عام 1976 أقلعت من هذا المطار أربع طائرات إسرائيلية لتنفيذ عملية عنتيبي الشهيرة في أوغندا لتحرير رهائن إسرائيليين تم اختطافهم على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية. وعقب توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، أخلت إسرائيل المطار وسلمته لمصر، التي حولته إلى مطار مدني وهو المعروف الآن بمطار شرم الشيخ الدولي.

مطار عتسيون (ميناء طابا الدولي لاحقا)

هو عبارة عن قاعدة جوية أقامتها القوات الجوية الإسرائيلية بالقرب من طابا في عام 1972م. ومن أبرز الأحداث التي شهدها هذا المطار أنه استُخدم كنقطة انطلاق للطائرات الحربية الإسرائيلية التي قامت بقصف المفاعل النووي العراقي عام 1981. وقبيل تسليم هذا المطار لمصر قامت إسرائيل بتدمير جميع منشآته ومبانيه بالكامل، باستثناء مدرج الطائرات. ولكن مصر قامت بإعادة تشغيله بعد ذلك، وهو المعروف الآن بمطار طابا الدولي.

مطار إيتام (العريش الدولي حالياً)

يُعد آخر قاعدة جوية أقامتها إسرائيل في سيناء؛ حيث دُشّن في عام 1976م على بعد ثلاثين كيلومتراً غربي العريش -بالقرب من مستعمرة ياميت- ومثّل أهمية استراتيجية كبيرة لإسرائيل وقتها. وقد قامت إسرائيل بالانسحاب منه وتسليمه للمصريين تنفيذاً لاتفاقية السلام. وهو المطار المعروف حالياً بمطار العريش الدولي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش