إرنست جونز

ابراهيم العريس.jpg هذا الموضوع مبني على
مقالة لابراهيم العريس.
Group photo 1909 in front of Clark University. Front row: Sigmund Freud, G. Stanley Hall, Carl Jung; back row: Abraham A. Brill, Ernest Jones, Sándor Ferenczi.

أرنست جونز Ernest Jones هو طبيب الأمراض العصبية, ومحلل نفسي, وكاتب السيرة الذاتية لسيغموند فرويد, وكان رئيساً لجمعية التحليل النفسي الدولية كما ساهم في إنشاء مؤسساتها والمنظمات والمنشورات في العالم الناطقة باللغة الإنجليزية. كما كان رئيسا لجمعية التحليل النفسي البريطانية في 1920 و 1930s.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته الذاتية

علاقته الوطيدة بفرويد

هل يمكن أحداً إحصاء عدد الكتب التي صدرت طوال القرن العشرين متحدثة عن سيرة فرويد، سيرته الحياتية والفكرية والمهنية معاً، أو في شكل متفرق؟ يصعب الجواب، بالنظر الى أن فرويد كان دائماً من المواضيع التي تشكل إغراء للكتاب، من ناحية بسبب تنوع مساري حياته، ومن ناحية ثانية بسبب ذلك الارتباط العميق والحاسم بين حياة الرجل وفكره. ومع هذا، هناك وسط زحام السير كتب يمكن التوقف عندها دائماً على انها علامات استثنائية، ليس بفضل دقتها أو معلوماتها الجديدة، أو تحليلاتها المبنية على أحدث المكتشفات. بل ببساطة لأن الذين كتبوها عرفوا فرويد عن قرب، وعايشوا معظم تقلبات حياته وأفكاره وصراعاته مع حوارييه. في معنى آخر: كانوا جزءاً من تلك الحياة وذلك الفكر، وبالتالي تتخذ كتابتهم عن «معلم فيينا الكبير»، طابعاً مزدوجاً، فهي من ناحية كتابة عنه، ومن ناحية ثانية كتابة عنهم. ومن بين هؤلاء يبرز ارنست جونز الشهير بكتابه الفرويدي عن هاملت وبكونه كان واحداً من الذين عايشوا فرويد وتجاربه من وقت مبكر، نسبياً، حتى زمن متأخر من دون أن يختلف مع المعلم، ما يعني انه كان من بين قلة من حواريين وتلامذة أوفياء لم يبارحوا الحيز الفكري والتجريبي الفرويدي، ليحلّقوا بأجنحة مضادة لأجنحة فرويد، بل انهم حين حلّقوا، حلّقوا في فضاءاته التي اعترف هو دائماً بأنها كانت فضاءاتهم أيضاً. من هنا، حين أصدر جونز، سيرة فرويد الوافية في ثلاثة أجزاء، كان من الطبيعي أن تعتمد بسرعة.

كان ارنست جونز انكليزياً. وفي مجال كتابة أدب السيرة يتخذ هذا التأكيد معنى كبيراً، إذ منذ بوزويل والسيرة التي كتبها لصموئيــــل جونسون، صار هنـــاك نوع أدبي فكري هو نـــوع السيـــــرة على الطريقة الانكليزية. ولعل أهم ما في كتاب إرنست جونـــز انه سار في أجزائه الثلاثة على هدى ذلك النوع، ما جعل الحصيلــــة عملاً مرجعياً موضوعياً، لا يخلو في كل فصل منه من نفحة ذاتية عاطفية. وإذا كان جونز لم يبدأ علاقته بفرويد إلا في عام 1908 حين انضم الى حلقة مريديه وأصدقائه، فإن المؤكد انه قبل ذلك كان يعرف عنه وعن أفكاره وعالمه أموراً كثيرة، استحضرها لاحقاً في تفاصيل التفاصيل حين شرع يكتب ذلك المؤلف الضخم.

يحمل كتاب إرنست جونز عنواناً مباشراً ومتقشفاً هو «حياة سيغموند فرويد وأعماله». والحقيقة ان هذا العنوان يخفي عملاً واعياً كتبه ذاك الذي عرف بأنه كان أول وأفضل من أدخل التحليل النفسي الى بلاد الانكليز، وبأنه كرس كل حياته «من أجل انتصار تلك القضية التي احتاجت وقتاً طويلاً قبل أن تفرض نفسها» في أماكن أخــرى، لكن دخولها بلاد الانكليز كان سريعاً ومن دون عوائق، وذلك تحـــديداً بفضل ارنست جونز ورفاق له. ومن هنا تضاف الى مزايا كتابه عن سيرة فرويد، مزايا أخرى. لكن المهم يبقى في مكان آخر، مكان يمكن التعبير عنه بما كتبه النقاد حين ظهر الكتاب في أجزائه الثلاثة من أن «جونز حين وضع هذا الكتاب وضع نصب عينيه مهمة كان من الصعب على أي باحث غيره أن يقوم بها»، وهذه المهمة هي إعطاء أصدق صورة ممكنة عن فرويد الذي كانت الصراعات والأحكام المسبقة و «خيانات» الحواريين والافتراءات قد أعطت عنه صورة كان جونز يرى انها غير صادقة وأنها شوهت، في آن معاً، صورة العالم وصورة علمه. والأدهى من هذا كله ان تلك الصورة المشوهة لفرويد لم تنجم فقط عن مواقف الآخرين، بل كذلك عن ممارسات فرويد نفسه الذي، إذ شعر ذات يوم خلال سنواته الأخيرة ان ما كتب عنه وعن حياته الخاصة وأموره الداخلية قد زاد عن الحد، عمد ليس فقط الى إحراق مراسلاته وأوراقه الخاصة، بل كذلك الى تدمير ملاحظات وأفكار كان يدوّنها يوماً بيوم وكانت تحمل في شكل مباشر وصادق في نظرة صاحبها على الأقل آراءه وأفكاره طازجة ومفصلة. إذاً كان الناس يعرفون أن تناول سيرة فرويد في شكل صحيح ومفصل لم يعد ممكناً منذ اختفت كل تلك الوثائق اختفاء يعلن ان فرويد لم يعد راغباً في أن يقوم أحد بالكتابة عن حياته. فإذا أراد أحد أن يتنطح للكتابة عنه، فها هي كتبه ومحاضراته، وها هو التاريخ الرسمي لجمعيات التحليل النفسي، وها هي كتب خصومه، كلها موجودة، فليغرف راغب الكتابة كما يشاء.

غيــــر ان هذا كلــــه لم يدفع إرنست جونز الى اليأس. بل حفــــزه أكثر، هو الذي كان يعرف حين شرع في تحقيق مشروعه ذاك، انه وحده القادر عليه، فإن لم يفعل قد تضيع حياة معلمه الحقيقية الى الأبد. وهكذا راح يمضي أيامه ولياليه طوال سنوات في جمع كل ما يمكن ان يتوافر له من وثائق ورسائل وشهادات، تساعده في ذلك أرملة فرويد - الذي كان قد مات قبل ذلك - وبقية أفراد العائلة. ومن هنا حين اكتمل العمل شكّل واحدة من أول وأهم السير الحقيقية التي كتبت لفرويد. والحال ان ما أعطى هذا العمل قيمة مضافة كان واقع ان جونز، الذي كان وقع في شبابه تحت تأثير «عبادة بطله»، تخلى طواعية عن ذلك التأثير حين وضع الكتاب، في معنى ان النصّ لم يأت كما كان يمكن الناس ان يتوقعوا، نصّاً مؤلهاً لفرويد أو منزهاً له عن الأخطاء والخطايا أحياناً. وهذا ما لفت اليه جونز أصلاً في المقدمة حين قال ما معناه ان نزاهة فرويد التي كانت تشكل واحدة من سجاياه «راحت تمنعني من ممارسة تدنيس لسمعته يتمثل في رسم صورة مؤمثلة له، تجعله خارج البشر، كائناً غريباً عن بقية البشر». مثل هذه الصورة المفبركة، حتى وإن كانت في مصلحة فرويد، كان رسمها يشكل أكبر إساءة الى ذكراه في نظر جونز.

على مدى صفحات الكتاب يبدو هذا واضحاً. ويبدو واضحاً كذلك ان جونز ربما يكون واحداً من الذين فهموا فرويد أكثر من أي أشخاص آخرين. وهنا لا بد من لفت النظر الى أن إرنست جونز كان «الأجنبي» الوحيد الذي انضم باكراً الى حلقة فيينا المحيطة بفرويد، حيث كان الباقون نمسويين. كذلك كان جونز المسيحي الوحيد بين علماء ومفكرين وتلامذة من اليهود. ولعل هذا يبدو واضحاً في ثنايا الكتاب وأجزائه الثلاثة.

هنا، إذا كان يمكن إضافـــــة شيء فهو ان الذين كتبوا عن نــــص جونـــــز هذا، أشاروا الى أنه عرف أيضاً كيف يوازن بين رسمـــــه لحياة فرويد، بذلك الشكل القريـــب والمفصّـــل، وبين تفسيــــر حاذق لمؤلفـــات فرويد، تفسير لا يفوته التوقف عند تراجعات الرجل ومحاولاته التبريرية في بعض الأحيان. ومن هنا ما يتيحه الكتاب من ربط بين حياة فرويد وكتاباته، وكذلك بين هذه وضروب التحليل الذاتي التي كان فرويد يمارسها على نفسه، عند بدايــة «اكتشافه» التحليل النفسي وخطورته. وفي هذا الإطار تبدو غنية تلك الصفحات التي توقف فيها ارنست جونز مطولاً عند اخفاقات فرويد - التي كان هو مسؤولاً عنها في أحيان كثيرة - وعند ضروب تردده، ما يجعله في محصلة ذاتية، أشبه بهاملت يقف حائراً متردداً أمام لحظات مصيرية كبرى، وأمام أشباح تأتيه من أماكن بعيدة.

منذ صدور كتاب «حياة سيغموند فرويد وأعماله» بين 1954 و1957، صار يعتمد بوصفه الوثيقة الأفضل التي تتناول هذا الموضوع على رغم هجومات واسعة شنت عليه من جانب حواريين آخرين لفرويد من ناحية (لم يروا فيه تأليهاً مفرطاً لمعبودهم) ومن ناحية أخرى، من جانب أعداء فرويد (أزعجتهم نزاهة الكتاب)، غير ان إرنست جونز لم يأبه لهؤلاء أو لأولئك، وأمضى أعوامه الأخيرة، هو الذي رحل بعد عام من صدور ثالث الأجزاء، سعيداً كما قال، لأنه وفى لمعلمه دَينه الكبير عليه. وإرنست جونز (1879 - 1958) يعتبر واحداً من أوائل الذين اكتشفوا أعمال فرويد ودافعوا عنه، أما عمله الأساس الى جانب هذه السيرة، والى جانب كتابه «هاملت وأوديب»، فهو «دراسات في التحليل النفسي التطبيقي» الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1922.

عمله بالتحليل النفسي

كتبه

Maddox (2006) includes a comprehensive bibliography of Jones's writings.

  • 1912. Papers on Psycho-Analysis. London: Balliere Tindall & Cox. Revised and enlarged editions, 1918, 1923, 1938, 1948 (5th edition).
  • 1920. Treatment of the Neuroses. London: Balliere Tindall & Cox
  • 1923. Essays in Applied Psycho-Analysis. London: International Psycho-Analytical Press. Revised and enlarged edition, 1951, London: Hogarth Press. Reprinted (1974) as Psycho-Myth, Psycho-History. 2 vols. New York: Hillstone.
  • 1924 (editor). Social Aspects of Psycho-Analysis: Lectures Delivered under the Auspices of the Sociological Society. London: Williams and Norgate.
  • 1928. Psycho-Analysis. London: E. Benn. Reprinted (1949) with an Addendum as What is Psychoanalysis ?. London: Allen & Unwin.
  • 1931a. On the Nightmare. London: Hogarth Press and Institute of Psycho-Analysis.
  • 1931b. The Elements of Figure Skating. London: Methuen. Revised and enlarged edition, 1952. London: Allen and Unwin.
  • 1949. Hamlet and Oedipus. London: V. Gollancz.
  • 1953. Sigmund Freud: Life and Work. Vol 1: The Young Freud 1856-1900. London: Hogarth Press.
  • 1955. Sigmund Freud: Life and Work. Vol 2: The Years of Maturity 1901-1919. London: Hogarth Press.
  • 1957. Sigmund Freud: Life and Work. Vol 3: The Last Phase 1919-1939. London: Hogarth Press.
  • 1961. Sigmund Freud: Life and Work. An abridgment of the preceding 3 volume work, by Lionel Trilling and Stephen Marcus, with Introduction by Lionel Trilling. New York: Basic Books.
  • 1956. Sigmund Freud: Four Centenary Addresses. New York: Basic Books
  • 1959. Free Associations: Memories of a Psycho-Analyst. Epilogue by Mervyn Jones. London: Hogarth Press. Reprinted (1990) with an New Introduction by Mervyn Jones. New Brunswick: Transaction Publishers.

المراجع

  • Brome, V. (1982). Ernest Jones: Freud’s Alter Ego. London: Caliban Books.
  • Davies, T. G. (1979). Ernest Jones: 1879-1958. Cardiff: University of Wales Press.
  • Jones, E. (1959). Free Associations: Memories of a Psycho-Analyst. London: Hogarth Press.
  • Maddox, B. (2006). Freud’s Wizard: The Enigma of Ernest Jones. London: John Murray.
  • Paskauskas, R Andrew (1988). 'Freud's Break with Jung: The Crucial Role of Ernest Jones'. Free Associations 11, 7-34.
  • Paskauskas, R. Andrew (Editor). (1993). The Complete Correspondence of Sigmund Freud and Ernest Jones, 1908-1939, Introduction by Riccardo Steiner. Cambridge, Mass/London: Belknap Press.

المصادر

انظر أيضاً

وصلات خارجية

الكلمات الدالة: