أناشيد في موت الأطفال

(تم التحويل من أغاني في موت الأطفال)
Kindertotenlieder
دورة أغاني تأليف موسيقي گوستاف مالر
Gustav Mahler Emil Orlik 1902.jpg
الملحن، في پورتريه بريشة إميل أورليك، ح. 1903
الاسم المترجمأناشيد في موت الأطفال
النصقصائد من فريدرش روكرت
اللغةالألمانية
Composed1901 (1901)–04
عُرض29 يناير 1905 (1905-01-29)
الحركاتخمسة
Scoring
  • غناء
  • أوركسترا

أناشيد في موت الأطفال Kindertotenlieder هي دورة أغاني song cycle ‏(1904) للغناء المصحوب بأوركسترا من گوستاف مالر. كلمات الأناشيد هي قصائد من فريدرش روكرت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النص والموسيقى

فريدرش روكرت، كما صورته برتا فروريپ في 1864

«أغاني في موت الأطفال» لمالر Kindertotenlieder الحزن في مدينة الكابوس السعيد على رغم أن الموسيقي النمسوي گوستاف مالر كان يهودي الأصل، وأن اليهود الذين عاشوا في فيينا وغيرها من مدن أوروبا الوسطى خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اشتهروا بقدر كبير من روح المرح والسخرية من الذات، فإن الطابع الأساس الذي وسم موسيقى مالر كان طابع الحزن والمأسوية، اضافة إلى تلك الجدية الهائلة التي تميزت بها شخصيته نفسها، ونقاشاته وبحثه عن أرضية جديدة للفن الموسيقي في زمن كان فيه كل جديد يأتي ليحل محل كل قديم. ونعرف أن الكاتب الألماني الكبير توماس مان، عرف كيف يصوّر في روايته «الموت في البندقية» سمات ذلك النزوع لدى ماهلر، من خلال شخصية أساسية في الفيلم تفضي بما عندها عن هذه الأمور معبّرة عن الحيرة. وهو ما أدركه بالطبع لوكينو فيسكونتي، المخرج الإيطالي الذي حين حوّل الرواية إلى فيلم مثله ديرك بوگارد، جعل واحدة من اكثر سيمفونيات ماهلر حزناً وتعبيراً عن القلق تصاحب المشهد الأخير في الفيلم حيث يموت كل شيء في البندقية.

فالموت كان دائماً مهيمناً على موسيقى مالر. والحزن كان جزءاً أساسياً من هذه الموسيقى. ولعل الموسيقي في تعبيره المزدوج هذا كان ينعي الإنسان، كل إنسان... غير أن هذا كله لا يعني أن ماهلر حين لحن روائعه «أناشيد الأطفال الميتين» كان يعبّر، كما رأى بعض الباحثين خطأ، عن حزنه على فقدانه طفلته وهي بعد في أولى سنوات عمرها. صحيح أن مالر فقد طفلة، لكن تلحينه لتلك الأناشيد جاء سابقاً لموت الطفلة بسنوات، لا تالياً له. ومن هنا فإن موسيقى مالر في تلك السلسلة من الأغاني التي طبعت بكل ذلك القدر الذي يمكننا أن نحس به، من الحزن، إنما كانت تستجيب للكآبة التي كانت تحملها القصائد نفسها التي لحنها ماهلر. وهذه القصائد هي من وضع الشاعر روكرت، الذي كان كتبها متأثراً بموت أطفال من أسرته، لكنه عرف فيها كيف يعمّم تجربة الموت والحزن لفقد الأحباء.


تاريخ

إذاً، فإن هذه السلسلة من الأناشيد التي لحنها گوستاف مالر بين العامين 1900 و1902، لم تكن تعبيراً عن حزنة الخاص، بل عن حزن عام أمام الطفولة الموؤودة. ولم تكن تلك السلسلة أول سلسلة أناشيد يلحنها صاحب سيمفونية «الجبار»، إذ انه كان سبق له أن لحّن ثلاث سلاسل أخرى من الأناشيد: «أغاني الشباب» (1882) و»أغاني الرفيق المتشرد» (1884) و»بوق الطفل الرائع» (1888 - 1889). أما أناشيده الأشهر والتي صنعت له مكانته اللاحقة، كواحد من أعظم ملحني الأغاني في اللغة الألمانية، إلى جانب شوبرت، وهي «أغاني الأرض» فإنه لحنها خلال سنوات حياته الأخيرة ولم تعرف أو تنشر إلا في العام 1911، أي بعد رحيله بشهور قليلة.

تتألف سلسلة «أناشيد الأطفال الميتين» من خمس أغان لحنت للصوت العريض مع الأوركسترا، وفي شكل يجعل الصوت والأوركسترا يقدمان معاً ما يمكن تشبيهه بـ «كونشرتو للصوت البشري مع الأوركسترا». وحرص ماهلر، وفق الدارسين، خلال اشتغاله الطويل والبطيء نسبياً، على تلحينه هنا لأشعار روكرت، حرص أن يضفي على موسيقاه نفسها طابعاً رمزياً صرفاً، إذ إن الموسيقى هنا جاءت مختلفة جداً عن كل ما كان سبق لمالر أن صاغه في هذا المجال الغنائي. ومن هنا فإن كثراً من نقاد الموسيقى يقولون إن هذا العمل، بأناشيده وألحانه المنوعة، جاء ليفتح أمام تلحين هذا النوع من الأناشيد، أبواباً جديدة لم يكن لها مثيل في السابق، وكذلك أبواباً جديدة أمام عمل مالر نفسه. فالحال إن ما لدينا هنا، ليس مالر القديم، السابق الذي كان يهتم اكثر ما يهتم بالتعبير عن الجانب الأسطوري في التاريخ البشري، محاولاً أن يكمل ما كان بدأه سلفه الكبير فاغنر في المجال الأوبرالي، بل ماهلر جديد همه أن يعبر عما هو يومي، عن «الحزن العادي»: حزن البشر أمام الموت وأمام عذاب البشر. والحال إنه عرف كيف يعبر عن هذا الأمر بقوة وإبداع لا يمكن أن يتوافرا إلا لمن عاش، بنفسه، تجربة الحزن والقلق والشعور بالخواء وبالموت يحيط به من كل جانب.

ومن هنا يقول المؤرخون عادة إن هذه هي الألحان الأولى الكبرى التي يتبدى فيها عمل ماهلر ذاتياً، وليس موضوعياً، علماً أن موسيقاه السابقة كلها، وكذلك نظرياته المعروفة في الموسيقى والتلحين، كانت تدعو إلى نوع من الموسيقى الموضوعية. وهي الدعوة نفسها التي ورثها عنه وسار على هديها، لاحقاً، بعض كبار موسيقيي النمسا، وفيينا بخاصة (تلك المدينة التي تعرف بمهد حداثة القرن العشرين ولقبت بمدينة الكابوس السعيد انطلاقاً من كونها شهدت في ذلك الزمن بالذات نهايات عالم وبدايات عالم جديد)، عند الحد الفاصل بين القرنين التاسع عشر والعشرين، ما انتج شتى أنواع الموسيقى الموضوعية، والتقنية، على أيدي شوينبرغ وآلبن برغ وفيبرن وصولاً إلى الموسيقى اللالحنية والإثني عشرية... لكن هذه حكاية أخرى، من الصعب ربطها بموسيقى ماهلر في سنواته الأخيرة، وإن كان ثمة ألف سبب وسبب يربطها بموسيقاه الموضوعية لا سيما الأسطورية منها.

الأداء والكلمات

في «أناشيد الأطفال الميتين» ثمة، في التوزيع الأوركسترالي، وفي التركيز على الآلات الوترية - لا سيما في الفواصل الحزينة بين المقاطع المغنّاة - ما يقترب اقتراباً حثيثاً من رومانطيقية كان شوبرت وفاغنر، عمليّاً، من آخر أقطابها، فإذا بمالر يستعيدها خلال تلك السنوات الأخيرة من حياته، لا سيما في سلسلة «أناشيد الأطفال الميتين» التي نتحدث عنها هنا، حيث يمكن للمستمع الحاذق أن يلاحظ كثافة التوزيع الأوركسترالي، وكيف تبدو «الموسيقى صماء حيناً، وحادة في أحيان أخرى» وبالتالي قادرة، حتى اكثر من الصوت البشري المنفرد الذي يغني هنا، على التعبير عن أقصى درجات الحزن واليأس. وهنا قد يكون مفيداً ذكر عناوين الأغاني لما تحمله من دلالات حسية: «الفجر سوف يشرق منطلقاً من يوم جديد» - «أنا أعرف لماذا أرواحكم تعيش كل هذا الحزن» - «حين تكون الأم التي تعيش حدادها...» - «آه كم أحلم بأننا معاً...» - وأخيراً «عبر هذه العاصفة..».

المؤلف

گوستاف مالر (المولود العام 1860 في كالخت التشيكية، والراحل العام 1911 في فيينا التي عاش فيها معظم سنوات حياته) لحن «أناشيد الأطفال الميتين» في وقت كان فيه يشتغل بجدية على سيمفونيته الرابعة (من مقام صول كبير) وهي - ويا لغرابة الأمر - تعتبر من اكثر سيمفونياته مرحاً وإقبالاً على الحياة. ما يتناقض مع الروح التي هيمنت على سيمفونيته التالية («الخامسة» من مقام دو صغير) وهي التي تشبه في كتابتها الروح المسيطرة على «أناشيد الأطفال الميتين». بل إن ثمة من الباحثين من يرى أن في «الخامسة» إحساساً بالشوق والحنين إلى الكلام المغنى، وهي سمة يرى بعض النقاد أنها طبعت على الدوام تلحين مالر الأوركسترالي معتبراً أن في هذا البعد الحنيني إلى الصوت البشري والعواطف المعبّر عنها في اللغة، يكمن الطابع الإنساني العميق الذي لم يكفّ گوستاف مالر عن التعبير عنه في معظم ما كتب من موسيقى، سواء كانت أسطورية أو واقعية، غنائية أو أوركسترالية، ما يجعله يعتبر من «أكثر الموسيقيين إنسانية في تاريخ الموسيقى».

كلمات

"Nun will die Sonn' so hell aufgeh'n"
Nun will die Sonn' so hell aufgeh'n
als sei kein Unglück die Nacht gescheh'n.
Das Unglück geschah nur mir allein.
Die Sonne, sie scheinet allgemein.
Du musst nicht die Nacht in dir verschränken
musst sie ins ew'ge Licht versenken.
Ein Lämplein verlosch in meinem Zelt,
Heil sei dem Freudenlicht der Welt.
"Nun seh' ich wohl, warum so dunkle Flammen"
Nun seh' ich wohl, warum so dunkle Flammen
ihr sprühtet mir in manchem Augenblicke.
O Augen, gleichsam, um in einem Blicke
zu drängen eure ganze Macht zusammen.
Doch ahnt' ich nicht, weil Nebel mich umschwammen,
gewoben vom verblendenden Geschicke,
daß sich der Strahl bereits zur Heimkehr schicke,
dorthin, von wannen alle Strahlen stammen.
Ihr wolltet mir mit eurem Leuchten sagen:
Wir möchten nah dir immer bleiben gerne!
Doch ist uns das vom Schicksal abgeschlagen.
Sieh' recht uns an, denn bald sind wir dir ferne!
Was dir noch Augen sind in diesen Tagen:
In künft'gen Nächten sind es dir nur Sterne.
"Wenn dein Mütterlein"
Wenn dein Mütterlein
tritt zur Tür herein,
und den Kopf ich drehe,
ihr entgegen sehe,
fällt auf ihr Gesicht
erst der Blick mir nicht,
sondern auf die Stelle,
näher nach der Schwelle,
dort, wo würde dein
lieb Gesichten sein.
Wenn du freudenhelle
trätest mit herein,
wie sonst, mein Töchterlein.
Wenn dein Mütterlein
tritt zur Tür herein,
mit der Kerze Schimmer,
ist es mir, als immer
kämst du mit herein,
huschtest hinterdrein,
als wie sonst ins Zimmer!
O du, des Vaters Zelle,
ach, zu schnell
erlosch'ner Freudenschein!
"Oft denk' ich, sie sind nur ausgegangen"
Oft denk' ich, sie sind nur ausgegangen,
bald werden sie wieder nach Hause gelangen.
Der Tag ist schön, o sei nicht bang,
sie machen nur einen weiten Gang.
Ja wohl, sie sind nur ausgegangen,
und werden jetzt nach Hause gelangen.
O, sei nicht bang, der Tag is schön,
sie machen einen Gang zu jenen Höh'n.
Sie sind uns nur voraus gegangen,
und werden nicht wieder nach Hause verlangen.
Wir holen sie ein auf jenen Höh'n
im Sonnenschein, der Tag ist schön,
auf jenen Höh'n
"In diesem Wetter"
In diesem Wetter, in diesem Braus,
nie hätt' ich gesendet die Kinder hinaus;
man hat sie getragen hinaus,
ich durfte nichts dazu sagen!
In diesem Wetter, in diesem Saus,
nie hätt' ich gelassen die Kinder hinaus;
ich fürchtete sie erkranken,
das sind nun eitle Gedanken.
In diesem Wetter, in diesem Graus,
Nie hätt' ich gelassen die Kinder hinaus;
ich sorgte, sie stürben morgen,
das ist nun nicht zu besorgen.
In diesem Wetter, in diesem Graus!
Nie hätt' ich gesendet die Kinder hinaus!
Man hat sie hinaus getragen,
ich durfte nichts dazu sagen!
In diesem Wetter, in diesem Saus, in diesem Braus,
sie ruh'n als wie in der Mutter Haus,
von keinem Sturm erschrecket,
von Gottes Hand bedecket.
"Now the sun wants to rise as brightly"
Now the sun wants to rise as brightly
as if nothing terrible had happened during the night.
The misfortune had happened only to me,
but the sun shines equally on everyone.
You must not enfold the night in you.
You must sink it in eternal light.
A little star went out in my tent!
Greetings to the joyful light of the world.
"Now I see well, why with such dark flames"
Now I see well, why with such dark flames
in many glances you flash upon me
O Eyes: as if in one look
to draw all your strength together
I didn't realise, because a mist surrounded me
woven of tangled destinies
that your beam was already returning homewards to the place
from which all rays emanate.
You would tell me with your brightness:
We would gladly stay with you!
Now that is denied to us by Fate.
Look at us, soon we will be far away!
What are only eyes to you in these days,
in the coming night shall be your stars.
"When your mother"
When your mother
steps in through the door
and I turn my head
to see at her,
falling on her face
my gaze does not first fall,
but at the place
nearer the doorstep,
there, where your
dear little face would be,
when you with bright joy
step inside,
as you used to, my little daughter.
When your mother
steps in through the door
with the glowing candle,
it seems to me, always
you came in too,
hurrying behind her,
as you used to come into the room.
Oh you, of a father's cell,
ah, too soon
extinguished light!
"I often think: they have only just gone out"
I often think: they have only just gone out,
and now they will be coming back home.
The day is fine, don't be dismayed,
They have just gone for a long walk.
Yes indeed, they have just gone out,
and now they are making their way home.
Don't be dismayed, the day is fine,
they have simply made a journey to yonder heights.
They have just gone out ahead of us,
and will not be thinking of coming home.
We go to meet them on yonder heights
In the sunlight, the day is fine
On yonder heights.
"In this weather"
In this weather, in this windy storm,
I would never have sent the children out.
They have been carried off,
I wasn't able to warn them!
In this weather, in this gale,
I would never have let the children out.
I feared they sickened:
those thoughts are now in vain.
In this weather, in this storm,
I would never have let the children out,
I was anxious they might die the next day:
now anxiety is pointless.
In this weather, in this windy storm,
I would never have sent the children out.
They have been carried off,
I wasn't able to warn them!
In this weather, in this gale, in this windy storm,
they rest as if in their mother's house:
frightened by no storm,
sheltered by the Hand of God.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تسجيلات مختارة

ملاحظات

المصادر

وصلات خارجية