أخبار:توگولاند الغربية تعلن انفصالها عن غانا

لافتة مطالبة باستقلال توگولاند الغربية.

في 25 سبتمبر 2020، أعلنت منطقة توگولاند الغربية انفصالها عن غانا. تقع المنطقة في شرق غانا، وكان لها محاولات سابقة غير ناجحة في الانفصال.[1]

خلفية

حكيم نجم الدين
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

استولت بريطانيا على أجزاء كبيرة مما يعرف اليوم بدولة غانا، وبسطت ألمانيا نفوذها على توگو المجاورة. ودخلت فرنسا في المعادلة نتيجة لهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. بعد عام 1918، تقاسمت بريطانيا وفرنسا توگو فيما بينهما؛ توگولاند البريطانية لبريطانيا وتوگولاند الفرنسية لفرنسا - وهو ما أدّى إلى تقسيم شعب إيوي، وغيره من الشعوب، المتواجد في المنطقة، حيث وجدت مجموعة من هذا الشعب نفسها في ساحل الذهب أو غانا اليوم ومجموعة في توگولاند البريطانية وأخرى في توگولاند الفرنسية.

وفي الخمسينات، عندما بدا احتمال نجاح غانا في مساعيها للاستقلال، بدأت الأصوات تتعالى للمطالبة بدولة مستقلة ومنفصلة لشعب إيوي، وهي فكرة عارضها كوامي نكروما - زعيم حركة استقلال غانا. استقلت غانا عن بريطانيا، وصوتت النسبة الكبرى من شعب إيوي لصالح الاتحاد مع غانا في عام 1956، لتصبح توگولاند البريطانية جزءاً من شرق غانا. غير أن الاتحاد مع غانا لم يُنْهِ النزعة الانفصالية، حيث الانفصاليون يقولون إن للمنطقة تاريخها وثقافتها الخاصة وأن مصلحتهم كانت في إيجاد دولة مستقلّة لأنّ دمج توگولاند البريطانية مع غانا ورسم الحدود بين أبناء مجموعة عرقية واحدة يعني ببساطة أن العديد منهم مجبرون على اختيار دولة واحدة - إما غانا أو توگو. بل منهم من كان يضع قدميه في جانبي الحدود؛ فهو يعيش في غانا ليلاً ويعمل في أسواق العاصمة التوگولية لومي نهاراً.

من الواضح من أنشطة الحركة الانفصالية في توگولاند الغربية (التي تقع أغلب مساحاتها بين بحيرة ڤولتا وحدود غانا مع توگو)؛ أن حكومة غانا لا تتعامل مع الأزمة بجدّية رغم العوامل التي تؤشر على خطورتها، حيث وضعت الجماعة الانفصالية قبل أسابيع قليلة لافتات على طول الطرق الرئيسية في المنطقة ترحب بالناس في دولة توگولاند الغربية.

استقلال توگولاند الغربية

في 25 سبتمبر 2020، أعلن المسلحون الانفصاليون المنطقة دولة ذات سيادة، وأغلقوا نقاط الدخول الرئيسية إلى منطقة ڤولتا في غانا، واحتجزوا - وفق مصادر غانية - ثلاثة ضباط شرطة كرهائن، بينهم رئيس قسم الشرطة بالمنطقة، إضافة إلى هجومهم على مركزين للشرطة بعدما اقتحموا مستودع أسلحة وسرقتها.

ولعلّ ما أثارت انتقادات الغانيين لحكومتهم في الأيام الأخيرة وتخوّفهم من حدوث سيناريو بياڤرا أو بوكو حرام في نيجيريا؛ أنّ "جبهة ترميم توگولاند الغربية" (WTRF) نشرت قبل إعلان الانفصال صوراً لحفل تخرّج حوالي 500 فرد خضعوا للتدريب لعدة أشهر في مواقع سرية.

وقد يقول قائلٌ: إن كل هذه المحاولات من قبل الحركة الانفصالية في منطقة توگولاند الغربية ستبوء بالفشل؛ لأن غانا ليست نيجيريا، وأن دولة توگو التي لها علاقة بالأزمة لم تبدِ حكومتها موقفاً رسمياً (بشكل علني) من الانفصال أو أن رفضها للخطوة متوقع. ومع ذلك، فإن أزمة توگولاند الغربية تتسم بكل الأشكال الثلاثة لمطالب التغيير والانفصال التي شهدتها (وتشهدها) أفريقيا:

1- فهي محاولة لرفض الحدود المرسومة من قبل الاستعماريين ودولة ما بعد الاستعمارية التي تدّعي الوحدوية أو الفيدرالية ولكنها قائمة على أسس هيمنة مجموعة معيّنة، خاصة وأن منطقة توگولاند الغربية كانت عضواً في منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة (UNPO).

2- وهي أيضاً دعوة لعودة الدولة المبكرة (توگولاند) التي قسّمتها القوى الاستعمارية أو أو دمتجها مع دولة أكبر قُبيل الاستقلال.

3- كما أنها مطالب قومية عرقية من قبل المجتمعات المقسّمة بين دولتين أو دول مختلفة. وقد نقول: إن هذه الجماعات الانفصالية تُموّل من قبل الكيانات الخارجية لزعزعة استقرار أفريقيا.

المصادر

  1. ^ "Ghana's Western Togoland region declares sovereignty". دويتشه فيله. 2020-09-25. Retrieved 2020-10-01.