أخبار:تحقيقات بالكونجرس لتورط كوشنر بقضايا فساد


في 10 ديسمبر 2020، أثار أحد أعضاء لجنة المساعدات الفدرالية بالكونگرس احتمال وجود صلة بين جارد كوشنر، وقرض إغاثة بقيمة 700 مليون دولار لشركة متعثرة. وقدم القرض، الممول من دافعي الضرائب، للشركة المعنية لأن أعمالها ضرورية للحفاظ على الأمن القومي. وشكك أعضاء اللجنة في قرار اعتبار أعمال الشركة حيوية للأمن القومي. وكان هذا القرض هو الأول والأكبر في برنامج المساعدات التابع لوزارة الخزانة، الذي أقرض مليارات الدولارات لشركات النقل الجوي. وتبين في وقت لاحق من ذلك العام، أن الشركة التي تلقت المساعدات أقرضت بشكل غير مباشر شركة عقارات تملكها عائلة كوشنر لإعادة تمويل رهنها العقاري لمبنى كبير في شيكاغو.[1]

وتتكون لجنة الرقابة من أربعة أعضاء من قادة الكونگرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتنظر في الطريقة التي أنفق بها حوالي 2 تريليون دولار أمريكي من المساعدات الاقتصادية التي أقرها الكونگرس في ربيع 2020، بتوجيه من وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي. كما تعرض كوشنر - بحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز - إلى مساءلة لجنة من الديموقراطيين في الكونگرس في قضية تورطه في صفقة مع قطر لإنقاذ ناطحة سحاب تملكها عائلته، وقد تكون لها أيضاً علاقة بالمقاطعة الخليجية ضد قطر.

وفق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية، فإن المشرعين من الحزب الديمقراطي من لجنتي المالية والشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أرسلوا في 9 ديسمبر، طلباً للاطلاع على وثائق لشركة بروكفيلد أسست مانجمنت Brookfield Asset Management، التي تعتبر جهاز قطر للاستثمار، من بين الداعمين الماليين الرئيسيين لها، ووقعت عقد إيجار طويل الأجل بمبلغ تزيد قيمته عن مليار دولار لبرج المكاتب في عام 2018.[2]

وذكرت أن الصفقة جاءت في أعقاب جهود من جهة عائلة كوشنر، لجمع أموال كافية لسداد دفعة رهن عقاري بقيمة 1.2 مليار دولار على البرج، وتزامنت مع سلسلة من التحولات الحادة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قطر، مشيرة إلى أنه في ذلك الوقت كان كوشنر يلتقي بقادة الشرق الأوسط خارج القنوات الدبلوماسية التقليدية، وله يد طولى في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية. وفي هذا السياق، كتب السناتور رون وايدن، والنائب خواكين كاسترو: "بينما ادعت بروكفيلد أن الممثلين القطريين لم يشاركوا في صفقة 666 Fifth Avenue، ما زلنا قلقين من أن الأموال القطرية في النهاية أمنت مليار دولار لشركة مرتبطة مباشرة بجارد كوشنر". وأضافا: "لا تشمل قوانين تضارب المصالح الجنائية الفيدرالية لكبار مسؤولي البيت الأبيض فقط الأمور التي تؤثر على مصالحهم المالية الخاصة، بل ومصالح أقاربهم المباشرين".

وبناء على طلب كوشنر، اشترت الشركة "666 Fifth Avenue" في عام 2007 مقابل 1.8 مليار دولار وسعت في البداية إلى إعادة تحديد موقع الأصل، لكنها خططت لاستبداله بناطحة سحاب جديدة من شأنها أن تحتوي على شقق سكنية وفندق ومحال تجارية. إلا أنه وبعد عقد من الزمن، كان المبنى لا يزال شاغراً بنسبة 30%، وكان سداد الدين بقيمة 1.4 مليار دولار مستحقاً. وقد رفض صندوق الثروة السيادية القطري في البداية طلب كوشنر، استثمار حوالي مليار دولار في العقار، والذي يقول المشرعون إنه تزامن مع تحول جذري في السياسة الخارجية تجاه قطر.

وخلال رحلة إلى الشرق الأوسط عام 2017، التقى كوشنر بممثلين عن الإمارات والسعودية لمناقشة حصار قطر. على الرغم من الأسئلة والمخاوف التي أثارتها وزارة الخارجية، تم دعم الخطوة (الحصار) المثيرة للجدل بعد أسبوعين من قبل ترمپ، وفقاً للتحقيق.

وبعد أكثر من عام، تلقى كوشنر خطة إنقاذ بقيمة 1.28 مليار دولار من شركة بروكفيلد، التي اشترت عقد إيجار للطابق السفلي في البرج ودفعت ما يقرب من قرن من الإيجار مقدما، قبل أشهر فقط من استحقاق السند الأصلي. بعد ذلك، تم تخفيف القيود المفروضة على قطر. توصل تحقيق أجرته فاينانشال تايمز إلى أن صندوق الثروة السيادية القطري كان ثاني أكبر مساهم في بروكفيلد پروپرتي پارتنرز، الكيان الذي زود كوشنر بالتمويل.

المصادر

  1. ^ "جاريد كوشنر صهر ترامب وتحقيق في قضايا فساد مالي". بي بي سي. 2020-12-11. Retrieved 2020-12-11.
  2. ^ "الكونغرس يحقق في تورط قطر في صفقة بأكثر من مليار دولار مرتبطة بعائلة كوشنر". روسيا اليوم. 2020-12-11. Retrieved 2020-12-11.