أخبار:إنسان نالدي، قبل 3 مليون سنة، كان يقيم الجنائز ويطهي الطعام

عالم الأحياء القديمة لي بيرجر، الذي قاد البحث الجديد، وهو يتجول في نظام كهوف رايزينغ ستار في جنوب أفريقيا، حيث تم اكتشاف المواقع الخاصة بإنسان نالدي المحتملة للدفن. [1]
  • ممكن أن يكون البشر القدماء ذوي الأدمغة الصغيرة، (إنسان نالدي) قد قاموا بدفن موتاهم، وفقاً لدراسات حديثة.[2]

في 7 يونيو 2023، توصل الباحثون إلى امكانية أن تكون طقوس دفن الموتى أقدم بكثير مما كان معروفاً، وذلك بعد أن اكتشف علماء الأحياء القديمة موقع دفن يعود لسلف البشر المنقرض إنسان نالدي. في كهف رايزنگ ستار في جنوب أفريقيا.

وإن تأكدت النتائج، فإن ذلك يعني أن اسلاف البشر المنقرضين دفنوا موتاهم عمداً قبل فترة طويلة من وجود الإنسان العاقل. إذ من المعروف سابقاً أن البشر والنياندرتال، اقمن من كانوا يُعرفون بدفن الموتى.[3]

يقول كريس سترينجر، عالم الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن والذي لم يشارك في البحث: "ربما كنت واحداً من الأشخاص الذين كانوا متشككين في الفكرة بأن مخلوقاً ذو دماغ صغير مثل إنسان نالدي قد ينزل بعمق إلى الكهف للتخلص من الموتى، ولكن يجب أن أقول، استناداً إلى ما رأيته حتى الآن، نعم، إن هذا الاكتشاف يغير رأيي حول الاحتمال ذلك."

وتعود أحفورة إنسان نالدي، التي اكتشفت لأول مرة في جنوب أفريقيا في عام 2013، إلى ما بين 236,000 و335,000 سنة مضت. وفي الوقت نفسه، تعود أقدم موقع دفن بشري معروف إلى حوالي 78,000 عام مضى. وبالتالي، فإن دفن إنسان نالدي في مغارة رايزنگ ستار سيكون قد تم قبل دفن البشر بحوالي 160,000 سنة أو أكثر.

كان إنسان نالدي نوعاً من أشباه البشر، وهي مجموعة من الأنواع تشمل البشر الحديثين وأجدادنا المنقرضين. سارت هذه الأنواع على قدمين، وكان طولها حوالي خمسة أقدام، وكانت لديها أصابع قدم معقوفة. ومن الملفت للنظر، فإن حجم أدمغة إنسان نالدي كان حوالي ثلث حجم أدمغتنا، مما يجعل من الأمر أكثر مفاجأة أنهم ربما قد دفنوا موتاهم.

في هذه الصورة التي قدمتها ناشونال جيوغرافيك، يرتب الباحثون أحافير إنسان نالدي في معهد دراسات التطور بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، جنوب أفريقيا في عام 2014.[4]

ويقول لي بيرجر، عالم الأحياء القديمة في جامعة ويتواترسراند في جنوب أفريقيا الذي قاد البحث، "إن هذا الأمر يستغرق وقتاً وجهداً كبيراً للقيام به".

وأشار الفريق إلى عدة سمات لموقع الكهف إلى أن الدفن كان متعمداً، حسبما كتب الفريق في الورقة البحثية. فعلى سبيل المثال، تخلخل طبقات المواد الرواسبية بطريقة تشير إلى أن أشباه البشر البدائية قاموا بحفر وملء الحفر. وكان بعض العظام في انخفاضات بيضاوية الشكل، مع طبقة من الطين حول الحفر، ولكن ليس في داخلها. وهذا يشير إلى أن الباحثين لم يكنوا يعتقدون أن البقايا انغمست في الرواسب بوزنها الخاص.[5]

وتقول أورور فال، عالمة الحيوان في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، والتي لم تشارك في الدراسة، أن النتائج لا تستبعد احتمالات أخرى لكيفية وجود العظام هناك، مثل أن تكون سيول الأمطار أو تدفق الطين قد حملتها من جزء آخر من الكهف.

وتشير تقول ماريا مارتينون-توريس، عالمة الأحياء القديمة في جامعة كوليدج بلندن، والتي لم تساهم في النتائج أيضاً، أن العديد من العظام غير متصلة ومنتشرة بطريقة "لا يمكن تفسيرها بواسطة العملية الطبيعية للتحلل".

وفي ورقة بحثية أخرى، يصف الفريق النقوش على جدران الكهف، التي يدعون أنها تم إنشاؤها بواسطة إنسان نالدي. يقول بيرجر: "هذا يعني أن البشر ليسوا فريدين في تطوير الممارسات الرمزية، بل قد لا يكونون حتى اخترعوا مثل هذه السلوكيات".

لكن بما أن الباحثين لم يؤرخوا النقوش بعد، فمن الممكن أن تكون من صنع البشر المعاصرين، ويقول بوتس:"بشكل عام، يمكن أن يعني اكتشاف الموقع المحتمل للدفن والنقوش في الكهف معاً أن الحجم الأكبر للدماغ ليس ضرورياً للتفكير المعقد"، كما يشير الباحثون في ورقتهم البحثية الثالثة.


مرئيات

يوضح الفيديو أن إنسان نالدي قد قاموا بدفن موتاهم من خلال اكتشافات الباحثين في كهوف جنوب أفريقيا، 7 يونيو 2023.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Luca Sola / AFP via Getty Images
  2. ^ Will Sullivan (2023-07-06). "Ancient Human Relatives May Have Buried Their Dead". www.smithsonianmag.com.
  3. ^ Carl Zimmer (2023-07-06). "Ancient Human Relatives Buried Their Dead in Caves, New Theory Claims". www.nytimes.com.
  4. ^ (Robert Clark/National Geographic via AP)
  5. ^ Eric Ralls (2023-07-06). "Homo naledi may have been the first to bury their dead 200,000 years ago". Earth.com staff writer.