أبو العباس ثعلب

أبو العباس ثعلب النحوي (200 هـ/816م - 17 جمادى الأول 291 هـ/903م) نحوي كوفي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اسمه ونسبته

أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سَيَّار النحوي، الشيَّبانيّ بالولاء المعروف بثعلب؛ ولاؤه لمعن بن زائد الشيباني. كان إمام الكوفيين في النحو واللغة.والديانة ولد فيما ذكره المرزباني عن مشايخه، سنة مائتين، ومات لثلاث عشرة ليلة بقيت من جماد الأولى، سنة إحدى وتسعين ومائتين، في خلافة المكتفي ابن المعتضد، وقد بلغ تسعين سنة وأشهر وكان رأى أحد عشر خليفة، أولهم المأمون وأخرهم المكتفى وكان قد ثقل سمعه قبل موته، ودفن في مقابر باب الشام، في حجرة اشتريت له، وبنيت بعد ذلك، وقبره هناك معروف


شيوخه وتلامذته

سمع من ابن العرابي، والزبير بن بكار، وروى عنه الأخفش الأصغر وأبو بكر ابن الأنباري، وأبو عمر الزاهد وغيرهم.


أخباره

كان ثقة حجة صالحاً مشهوراً بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم، مقدماً عند الشيوخ منذ هو حَدَثٌ. وكان ابن الأعرابي إذا شك في شيء قال له: ما تقول يا أبا العباس في هذا ثقة بغزارة حفظه. وكان يقول: ابتدأت في طلب العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين، ونظرت في " حدود " الفراء وسني ثماني عشرة سنة، وبلغت خمساً وعشرين سنة وما بقيت علي مسألة للفراء إلا وأنا أحفظها. وقال أبو بكر ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أصحاب الفقه بالفقه ففازوا، واشغل ت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟؟ فانصرفت من عنده، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في المنام، فقال لي: أقرىء أبا العباس عني السلام وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل، قال أبو عبد الله الروذباري العبد الصالح: أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وأن جميع العلوم مفتقرة إليه.

وقال أبو عمر الزاهد المعروف بالمطرز: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء فقال: لا أدري، فقال له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟ فقال له أبو العباس: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت. وقال أبو بكر ابن القاسم الأنباري في بعض أماليه: أنشدني ثعلب، ولا أدري هل هي له أو لغيره:

إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها فكم تلبث النفس التي أنت قوتها
ستبقى بقاء الضب في الماء أو كما يعيش ببيداء المهامة حوتها


وكان له شعر، قال ابن الأنباري: وزادنا أبو الحسن بن البراء فيها:

أغرك مني أن تصبرت جاهداً وفي النفس مني منك ماسيُميتُها
فلو كان مابي بالصخور لهدها وبالريح ما هبت وطال خفوتها
فصبراً لعل الله يجمع بيننا فأشكو هموماً منك فيك لقيتها

مما قيل فيه


قال أحمد ابن فارس اللغوي: كان أبو العباس ثعلب،

لايتكلف الأعراب في كلامه كان يدخل المجلس فتقوم له فيقول: أقعدوا أقعدوا بفتح الألف قال ابن كامل

القاض: أنشدني أبو بكر ابن العلاف لنفسه لما مات المبرد:

ذهب المبرد وانقضت أيامه ... وليلحقنا مع المبرد ثعلب

بيت من الأداب أصبح نصفه ... خربًا وباق بيتها فسيخرب

فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا ... للدهر أنفسكم على مايسلب

ذهب المبرد حيث لاترجونه ... أبدًا ومن ترجونه فمغيب

فتزودوا من ثعلب فبكاس ما ... شرب المبرد عن قليل يشرب

واستحلبو ألفاظه فكأنكم ... بسريره وعليه جمع ينحب

وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتب

فليلحقن بمن مضى متخلف ... من بعده وليذهبن وتذهب

--

قال بعض المحدثين

أيا طالب العلم لاتجهلن ... وعد بالمبرد أو ثعلب

تجد عند هذين علم ورى ... فلا تك كالجمل الأجرب

علوم الخلائق مقرونة ... بهذين في الشرق والمغرب

كتبه

  • كتاب الفصيح، وهو صغير الحجم كثير الفائدة، حققه د. عاطف مدكور، وطبع في دار المعارف بمصر عام 1984، وله كثير من الشروح.
  • كتاب المصون.
  • اختلاف النحوين.
  • معاني القرآن.
  • ماتلحن فيه العامة.
  • القراءات.
  • معاني الشعر.
  • التصغير.
  • ما ينصرف وما لا ينصرف.
  • ما يجُرى وما لا يجُرى.
  • الشواذ.
  • الأمثال.
  • الإيمان.
  • الوقف والابتداء .
  • الألفاظ.
  • الهجاء.
  • المجالس، وطبع باسم مجالس ثعلب بتحقيق عبد السلام هارون، في دار المعارف بمصر.
  • الأوسط.
  • إعراب القرآن.
  • المسائل.
  • حد النحو

وغير ذلك.


ولادته ووفاته

ولد في سنة مائتين لشهرين مضيا منها، قاله ابن القراب في تاريخه، وقيل: سنة أربع ومائتين، وقيل: إحدى ومائتين، والذي يدل على أنه ولد في سنة مائتين أنه قال: رأيت المأمون لما قدم من خراسان في سنة أربع ومائتين وقد خرج من باب الحديد يريد الرصافة، والناس صفان، فحملني أبي على يده وقال: هذا المأمون، وهذه سنة أربع، فحفظت ذلك عنه إلى الساعة وكان سني تقديرا يومئذ أربع سنين.

وتوفي يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى، وقيل: لعشر خلون منها سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد، ودفن بمقبرة باب الشام، رحمه الله تعالى، وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لايسمع إلا بعد تعب، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق فصدمته فرس فألقته في هوة، فأخرج منها وهو كالمختلط، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم.

المصادر