مدينة جاوه

خريطة تبين موقع مدينة جاوه

تقع مدينة جاوه في بادية الشام وتحديدا شمال شرق الأردن، شرق بلدة الصفاوي وتطل على وادي راجل والذي يعتبر من أهم الأودية في المنطقة، وتميز المنطقة بكثرة انتشار الحجارة البازلتية في الموقع على أثر البراكين التي قامت في المنطقة خلال العصور الجيولوجية، وقلة الأمطار السنوية مما قد يعني الجفاف وذلك بسبب الطبيعية المناخية لصحاري (Helms1981).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ البحث الأثري

كان أول من زارها وينت وذلك في عام 1950م، وأكد بأنها من المدن الرئيسية الواقعة على وادي راجل، وقد أعيد المسح في المنطقة في الأعوام 1966م و 1972م و 1973م، وبناءا على المسوحات الأولية أرخت إلى العصور البرونزية، بدأ العمل المنتظم في المدينة على يد هيلمز.

صورة توضح موقع جاوه


تاريخ الاستقرار البشري في المدينة

كانت بدايات تأسيس الموقع ترجع إلى النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد، اشتهر الموقع في العصر البرونزي المتوسط المرحلة الأولى MBI (Helms1981: 83- 85). و لكنه هجر مع نهاية العصر البرونزي، ويعزى العلماء ذلك إلى الجفاف وقلة الأمطار.

سكان جاوه

يرجح أن سكان جاوه الأوائل جاؤوا من جنوب بلاد الرافدين، وذلك بسبب الكشف عن نظام مائي معقد ومتطور في الموقع، وليس له مثال متشابه معه في باقي المواقع الأخرى في هذه الفترة في بلاد الشام، ويعتبر النظام المائي المتمثل بالخزانات والسدود لحفظ مياه الأمطار التي تعتبر المصدر الرئيسي للمياه في جاوه، وقام سكان جاوه ببناء مدينتهم معتمدين على المركزية المدينة، فقاموا ببناء الأفران والورش ومرافق التخزين وسيطروا على الطرق الداخلية والخارجية (Helms1981: 83- 85). و لكن يبدو أن هذا الموضوع ما زال قيد الدراسة آذ تشير الدراسات على أن سكان جاوه كانوا على اتصال مع المناطق القريبة والبعيدة عنهم، ومما قد يدل على ذلك العثور على فخار في موقع تل دير علا مطابق للفخار الذي عثر عليه في جاوه (Betts 1991).

العمارة

مخطط يبين مدينة جاوه

تم الكشف عن بيوت دائرية الشكل تؤرخ إلى العصر البرونزي المبكر، وقد تم استخدام الحجارة البازلتية في البناء، وكان يلحق بكل بيت غرفة للتخزين الطعام، كما عثر على بيوت ذوات الجدار المنحني، وكان السقف المنزل يرفع بدعائم خشبية ترتكز على قواعد من البلاطات البازلتية، وبنيت البيوت تحت مستوى الأرض، وكانت الأرضيات والجدران مطلية بطبقة من القصارة Helms1976)). جاءت المباني في جاوه مبنية من حجارة البازلت، تم استخدام البلاطات الحجرية لبناء السقوف والتي رفعت بدعامات.

تم تقسيم المساكن في جاوه كالتالي:

  1. ساحة مركزية مكشوفة تحيط بها غرف صغيرة.
  2. حظائر الحيوانات.
  3. مبان تشبه القبو.
  4. و مباني ذات حجرة صغيرة، قد تحتوي على ساحات مكشوفة، ومنها لا يحتوي على ساحات. (Helms 1989: 144).

أما أكثر مباني جاوه في العصر البرونزي المتوسط أهمية هي القلعة التي بنيت على أعلى نقطة في الموقع، وقد تم بناءها من الحجارة البازلتية وبلغت أبعادها 26م*18م، أما تخطيطها على شكل حجرات صغيرة مثل الخلايا وتنفيذ هذه الحجرات على بعضها بأبواب ضيقة ليست مرتفعة ويعود بنائها إلى العصر البرونزي المتوسط الأول MBI (Helms 1989: 144).

حتى الآن لم يتم العثور على أثر معماري لعمارة دينية أو إدارية أو صناعية كتلك التي عثر عليها في سوريا أو بما يوازيها (الديري 1990: 89).

التحصينات الدفاعية

مخطط يبين قلعة جاوه

سور المدينة الأثرية

بني سور المدينة الأثرية في الحارتين السفلى والعليا بحجارة بازلتية كبيرة، وان السور التحصيني في الحارة السفلي من المدينة قد بني بجدارين متوازيين ترك بين واجهتيهما فراغا يصل إلى 3 أمتار، وبني السور إلى الداخل من واجهتيهما جدران متعامدة عليهما لتقسيم الفراغ إلى وحدات منفصلة ملئت بالحجارة والتراب، وذلك لتعطي التحصين منعة وقوة ويصل عرض السور الإجمالي إلى 155 متر، أما بقايا الجزء المكتشف من السور في الحارة العليا فهي عبارة عن جدار حجري بعرض 5 متر (الهودلية 1992 : 124 -125).

الابرج التحصينية

كشف في الحارة السفلى عن بقايا برجين نصف دائريين داخليين وبرج نصف دائري (الهودلية 1992 : 126). أما بوابات المدينة تم الكشف عن ثلاثة عشر بوابة، منها خمسة في الحارة العليا من المدينة وثمانية في الحارة السفلى ,و ما زال بعضها بحالة جيدة حتى الوقت الحاضر، أهمها البوابة الرئيسة (UTI) في الحارة العليا، والبوابة (LT4)في الحارة السفلى. تعتبر البوابة UT1 المدخل الرئيسي للمدينة، وتتكون هذه البوابة من حجرة منتظمة الشكل، محورها طويل يمتد مع الاتجاه الطبيعي للمصطبة التي أقيمت عليها البوابة، وقد دعم الجزء السفلي من البوابة من الجهتين الشمالية والجنوبية بالجدار التحصيني الذي أحاط بالموقع، وأحيطت الغرفة بعضدتين ضخمتين لتثبيت الباب الذي يتكون من شقتين، أما وظيفة البوابة كانت لتنظيم عمليات الدخول إلى المدينة، واستخدمت كملجأ أو مكان لسكنى الحرس. تشبه بوابة الحارة السفلى LT4 من حيث تقنيتها وخامة البناء البوابة UT1 لكنها اصغر حجما واقل ارتفاعا، وتتألف البوابة من حجرتين مستطيلتين مدعمة بواسطة ثلاث دعامات حجرية، لها ثلاثة أبواب منفصلة على الطول المنحدر الجنوبي الغربي من المدينة، وكان يتم الوصول إلى هذه البوابة من خلال مجموعات لدراجات الحجرية، ويعتبر هذا العدد من البوابات التي تم الكشف عنها في الموقع الواحد من أهم ميزات التي تميز بها من موقع جاوة عن غيرها (الديري 1999 : 90).

المخطط يبين النظام المائي في جاوه

الفخار

عثر في جاوه على فخار بوجود نتوءات قرب الحافة الإناء تشكل مقابض وهمية، وأكثر هذه الأواني انتشار هي الجرار بدون رقبة Hole- mouth، ويؤرخ هذا الفخار للعصر البرونزي المبكر (كفافي 2006 : 163). كما كشف عن أدوات لطحن والجرش وزبادي ومداقات Betts 1991)).

الفن

عثر في جاوه على دمى مبهمة غير واضحة المعالم ورسومات للأشخاص وحيوانات، كما عثر على خرز من العقيق الأحمر (كفافي 2006 : 168).

قائمة المراجع

الديري، جهاد. 1990؛ المدن في العصر البرونزي المبكر، رسالة ماجستير غير منشورة، إربد: جامعة اليرموك.

كفافي، زيدان. 2006؛ تاريخ الأردن وآثاره في العصور القديمة: البرونزية والحديدية، عمان: دار ورد للنشر والتوزيع.

Betts, A.V.G.(ed) 1991; Excavations at Jawa 1972- 1986, Stratigraphy, Pottery and Other Finds, Edinburgh: Edinburgh University Press.

Helms, S.W. 1976; Jawa,Excavations 1974- A Preliminary Report. Levant 8: 1- 36.

Helms, S.W. 1981; JAWA: Lost City of the Black Desert, London: Methuen.

Helms, S.W. 1989; Jawa at the Beginning of the Middle Bronze Age. Levant 21: 141- 168.