مايستر إكهارت

مايستر إكهارت
الفلسفة الغربية
الفلسفة القروسطية
الاسم الكاملEckhart von Hochheim
ولدحوالي 1260
بالقرب من گوتا، الامبراطورية الرومانية المقدسة
توفي1327 أو 1328
أڤينيون؟

إكهارت من هوخ‌هايم Eckhart von Hochheim ‏O.P. ولد ح. 1260 - ح. 1327)، ويشيع تسميته [مايستر إكهارت Meister Eckhart ‏ ˈmaɪ̯stɐ ˈɛkʰaʀt] كان فيلسوف وعالم لاهوت صوفي ألماني.

ولد بالقرب من گوتا في مارگرافية ثورنگيا في الامبراطورية الرومانية المقدسة.[note 1]

درس في احد المعاهد الدينية وتخرج وحصل على رتبة عالية في الكنيسة، وعمل في فرنسا كمعلم لاهوتي، أثارت أفكاره بعض الارثوذكسيين المتخوفين من كل جديد وأدى ذلك لاتهامه بالهرطقة, كما ان فكره كان مشابها أحيانا لفكر جماعة أخوية الروح الحرة والتي كانت الكنيسة تحاربها بشدة، كتب دفاعا عن نفسه وأعلن انه يتراجع مقدما عن أى من كتاباته التى ترفضها الكنيسة، وقبل صدور الحكم توفى لياتى الحكم بتحريم عدة اقوال له والتحفظ على بعض اخر مع اعتبار ايكهارت توفى مسيحيا طاهرا لانه كان اعلن انه سيسحب أى أقوال ترفضها الكنيسة. و بالرغم من رفض الكنيسة له إلا أن تلاميذه ظلوا يحترمونه و يلقبونه بالمعلم المقدس, كان له عدة اتباع مثل تاولر و سوزو و زويسبرويك و غيرهم ممن عرفوا بباطنى الراينلاند او (اصدقاء الله). ظل ايكهارت احد اهم رموز الاصلاح إلى لوثر. و لكن شهرته خفتت بعد ذلك و ظل منسيا الا ان احيا الثيوصوفى فرانز بفايفر فكره الافلاطونى الجديد و قام بنشر مقاطع كثيرة له باللاتينية و الالمانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فكر إكهارت

بوابة مايستر إكهارت بكنيسة إرفورت

كان إكهارت يعتمد فكرا باطنياً افلاطوني الطراز. كان يرى أن الإله الأعلى godhead من المستحيل ادراكه بالعقل والحواس، لأنه لا يدخل في عالم الحواس أو الكثرة. فهو الواحد فقط, ليس الها "شخصيا" أي أنه لا يفكر أو يشعر أو يتكلم, مجرد نوع من "النور الصافى" اذا ما استخدمنا لغة الرمز. ويتجلى الاله اللاشخصى في صورة الله، أي أن الله هو صورة شخصية للإله الأعلى اللاشخصي، فالله يفكر ويحب ويكره ويعرفنا، الله هو الأب ونحن الابناء، من هنا يأتي تفسير إكهارت للثالوث المسيحي، كيف يكون الله أباً وابناً وروحاً قدس ومع ذلك هو إله واحد؟ الاجابة بسيطة من وجهة نظر الفلسفة الايكهارتية. الاله الاعلى واحد فقط, الاب هو الاله الشخصى في السماء اما الابن فهو بداخل كل واحد منا كلنا ابناء الله لكننا لا ندرك جوهرنا الإلهي الكائن بنا ( يحب إكهارت تسمية ذلك الجوهر بقمة الروح) وقمة الروح ليست هى الروح، فلكل واحد منا روحا تختلف عن روح الاخر أما القمة فهي كيان لاشخصي أي أنه يتطابق فينا كلنا، تخيل اننا صفحات مختلفة مكتوب على كل واحدة منها كلاما مختلفا عن الصفحة الاخرى، فبياض الصفحة وحد بنا أما الاختلاف فهو بالحروف وترتيبها. لكن عندما تصل الروح لقمتها تنسى كل ما هو بها من معلومات وحروف وكلمات ولا يبقى بها إلا البياض فقط، ومن ثم أستطيع أن أقول أنني أصير كل الناس عندما لا أعود نفسي، انظروا لهذه العبارة:

" من وجد نفسه يضلها اما من اضل نفسه فهو يجدها " كيف يكون هذا؟ إذا وجدت نفسك التجريبية (اى الروح فقط) فانت بذلك تهتم بالمعلومات والكلام المكتوب فيك ، لكنك تنسى بياضك الاصلى ، تنسى روحك الترانسندنتالية. وعندما تنسى نفسك, عندما تمحو الحروف و الكلمات ، فانك ترى بياض الصفحة الذى كان تختبىء وراء الكلام، أي أنك تعود طفلاً. ومن هنا فعبارة المسيح هذه تصبح واضحة جداً في ظل الفكر الإكهارتي (أو الباطني عموماً):

"لحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" اما الروح القدس فهو رابطة الابن بالاب ، اى انه اشتياق الانسان للعودة لله, و لذلك اذا لم يشعر الانسان بالرغبة في الاتحاد بالله, فلن يخلص ابدا و من هنا ايضا يظهر معنى آية كهذه :

"كل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له."

ولا يرى ايكهارت خلق العالم كفعل كاى فعل, الله ياتى ، يقول للكون كن فيكون, ثم يذهب الله لفعل اى شىء و الكون يظل موجودا, فايكهارت يرى ان الله لابد ان يبقى بالكون ليظل الكون موجودا, اى انه اذا ما خرج الله من جوهر اى شىء, لعاد هذا الشىء للاشىء الذى كانه قبل ان يكون و من هنا يقول ايكهارت :

God is not only a Father of all good things, as being their First Cause and Creator, but He is also their Mother, since He remains with the creatures which have from Him their being and existence, and maintains them continually in their being. If God did not abide with and in the creatures, they must necessarily have fallen back, so soon as they were created, into the nothingness out of which they were created.

" الله ليس فقط ابا لكل الاشياء الخيرة ، لانه سببها الاول و خالقها, لكنه ايضا ام لكل الاشياء ،لانه يبقى بالمخلوقات التى تستمد كيانها ووجودها منه ، و يبقيها دوما في وجودها. لو لم يبق الله مع و في المخلوقات, لكانت المخلوقات قد عادت ثانية بمجرد خلقها للعدم التى خلقت منه"

و قد دفع هذا ايكهارت إلى رفض فكرة الشيطان رغم ذكرها في الانجيل مما جعل الكهنة يفتحون افواههم ذهلا و غضبا ، فلقد راى ايكهارت ان الشيطان بمجرد ما حاول الانفصال عن الله تلاشى و زال, فلقد جرد نفسه من العنصر الاهم في (وصفة الوجود) اذا ما جاز التعبير

و من هنا قد يقول البعض ان ايكهارت كان يؤمن بوحدة الوجود بلاشك pantheism الا ان لى راى اخر, فايكهارت قد امن ان الله موجود بمعزل عن الكون و في الكون اى ان الكون بكل موجوداته كائنة في حضن الاب و لكن لله ايضا وجودا ترانسندنتاليا عليها ، بل ان الاله الاعلى لا يظهر للروح الا عندما تتخلص من كل التفرقة و التثنية إلى توحيد الكل, حتى توحيد الذات مع الاله. و من ثم يتضح ان إكهارت كان اقرب للـpanentheism منه لوحدة الوجود بمفهومها المحدد. الله لامتناهى في بساطته وبسيط في لا تناهيه، و بالتالى فهو في كل مكان و في كل مكان كامل. هو في كل مكان لانه متناهى و هو كامل في كل مكان لانه بسيط (اى ان جوهر الله شيئا واحدا بسيطا فاذا ما اخذت من الله قطرة كانك اخذته كله,) الله فقط يسرى في كل الاشياء, لجوهرها الاعمق. لا يوجد شىء اخر يسرى في الاشياء. الله هو اعمق جزء في كل و اى شىء, فقط في اعمق جزء.

الواحد يهبط لكل شىء بالرغم من بقاؤه الواحد الذى يوحد كل ما هو متفرق (لاحظ ترانستندنتالية الاله الاسمى بالرغم من تجليه و حلوله في الكون)

لا شىء يعارض الله كالزمن ، لا توجد عمليات كينونة في الله, توجد فقط لحظة الحاضر انها صيرورة من دون صيرورة ، صيرورة من دون اى شىء جديد . كل ما هو في الله هو لحظة حاضر ازلية ، زمان من دون تجدد . ( من هنا يتضح ان الزمن يستخدم للتعبير عن الاختلاف و تتابع الاحداث, فاذا نظرنا لاى حدث على حدة, راينا الزمن, لكننا اذا نظرنا للزجود ككل, نرى ان كل الاحداث في النهاية لا توجد شيئا جديدا ، كلها حركة داخل الكون, الاجزاء زمنية اما الكل الموجود في الاله الاعلى فلا يطرا عليه تجديد ، انما هو الشىء ذاته. الكل لازمانى ) 1- الله خلق العالم بمجرد ان كان الله. لا دهشة في ان عبارة كهذه احتلت المركز الاول في الادانة, فهى تظهر الله غير ازلى, بدا ببداية الكون لكننى اراها طبيعية تماما اذا ما فهمنا معناها. التفسير معقدا لحد ما, فارجو ممن ليس متبحرا في الفلسفة القفز للنقطة التالية

قلنا ان الله في ذاته وحدة خالصة, وجودا لا شخصى فوق كل ادراك حسى, هذا هو الإله الأعلى. ولا يمكن لهذا الاله ان يكون زمانيا ، ولا يمكن له ان يخلق شيئا, فهو السكون المطلق، ومن هنا يظهر تجليه في الاله الشخصى, الزمانى الذى يخلق. فالاله بصورته المطلقة لم يخلق شيئاً لأن لا حركة فيه، ولا يمكن للكون أن يوجد بجانبه إنما يوجد فيه، أما الإله الذى يقف بمعزل عن شيئا ليخلقه فهذا هو الاله الشخصى. الموضوع اشبه بفكر كانط عندما يتكلم عن العالم، فهو يرى العالم في ذاته عالما nominal لا يمكننا ادراكه لكن يمكننا ادراك (ظاهره). يبدو ان ايكهارت يعتمد فكرا مشابها فالله (في ذاته) لا شخصى لا يفكر أو يعمل أو يتحرك، لكن ادراك الانسان الحسى له (أى لظاهر الله دون باطنه) يجعلنا نراه بصورة شخصية وبما أن الله لم يدركه احدا قبل وجود الكون، فلم يكن شخصيا ابداً، إنما نحن من شخص الله بادراكنا المعرفي العادي له. ولا نراه في لا شخصيته إلا في لحظة التجربة الباطنية. ومما يحرك العقل ويثير الاعجاب وصول الباطنيين الهنود لنفس الفكرة قبل إكهارت رغم عدم علم إكهارت بهم، وقاموا بتسمية الاله اللاشخصى تماماً nirguna Brahman اى براهمن الأعلى أما عندما يصير الهة شخصية ذات أجسام (ورؤوس) أفيال احيانا!! فالاله هنا شخصي، يسمى براهمن الأسفل saguna Brahman.


2- مجد الله يظهر في كل الامور, الجيدة و السيئة على حد سواء

اظن ان اكثر مآخذ الناس على الباطنية هو تناسيها لكل شرور العالم و قساوته . فالباطنى عندما يرى الكون، ينظر فيه تضادات و اختلافات ، يوجد الخير و الشر ، الحلو و القبيح ، الغث و السمين, الا ان الكل في النهاية مشبع داخليا بالله, الله يسرى في كل الاشياء, جمال الازل يستعلن حتى في زجاجة مكسورة على جانب الطريق. فيبقى شكل كما هو, يبقى شكل الامور الشريرة قبيحا و يبقى شكل الامور الخيرة حلوا, الا ان الاعماق واحدة ، العمق و الباطن هو الواحد المقدس في كل شىء. وأنا أرى ان مثل هذه التجربة هى ما دفعت قديسى العصور الوسطى للدفاع على ان هناك غرضا مقدسا لله من وجود الشر في العالم. و اننا حتى لو راينا الشر و الظلم باعيننا فلابد لنا من معرفة ان هناك "سبب مبهم" كائن خلف الشر.

3- كل ما اعطاه الله لابنه الوحيد (يقصد يسوع المسيح) في ناسوته ، اعطاه لى !

هنا يخرج ايكهارت عن المسيحية جهرا و لا ارى اى احتمال لمصالحة هذا القول مع معتقدات الكنيسة من دون ان يقال انه غنوصى و مهرطق

الا انه بامكانى تعقب سبب هذا القول, و ايضاح مشكلة رئيسية بين الفكر الباطنى و المسيحية التى هى (نصف باطنية افلاطونية و نصف يهودية في نظرى) . المسيحية ترى ان شخص المسيح هو الله ، هو الابن . قد يقول الله في الانجيل اننا ابناؤه الا ان هذا لا يجعلنا مساويين للمسيح ، هو الابن بالاصل و نحن ابناء بالتبنى, هذه حدود المسيحية القصوى. اما الفكر الباطنى الاصيل فيرى في كل واحدا منا ابنا ، ابنا حقيقيا ، قد يكون ابنا لا يدرك ذلك, و يحتاج مسار روحى ليدرك جوهره الحقيقى, و قد يكون المسيح احد اعظم من حققوا بداخلهم وعى البنوة و لكنه ليس ابن الله الوحيد, كلنا اولاد الله ، قد يكون المسيح احد اعظم, او حتى اعظم من اتحدوا بالله, الا ان ذلك بمقدور الجميع اذا اهتموا و حاولوا ، هذه النقطة في نظرى تعد اكبر خلاف لا يمكن حله بين المسيحية و الباطنية, يمكن حلها فقط اذا ما تبنينا نظرة غنوصية مسيحية, اذا ما صح وصف الغنوصية بالمسيحية.


انظر أيضاً

الملاحظات

  1. ^ Meister is German for "Master", referring to the academic title Magister in theologia he obtained in Paris.

الهامش

وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بمايستر إكهارت، في معرفة الاقتباس.
Wikisource
Wikisource has original works written by or about:
الكلمات الدالة: