طائفة سبتة

خريطة توضح طائفة سبتة.

طائفة سبتة Taifa of Ceuta، كانت طائفة أمازيغية تشكلت بعد تفكك خلافة قرطبة في أوائل القرن 11.

نجح البربر المهاجرون إلى الأندلس في إقحام أنفسهم في مجال السياسة وحكموا مدنًا كثيرة من مدن الأندلس أيام الطوائف، واندمجوا في المجتمع الأندلسي بوسائل شتى، فلما اشتدت وطأة الصليبيين على ملوك الطوائف، كانت بلاد الدولة الحمادية بما أشيع عنها من أمن وتحضر نسبيين أكبر الملاجئ المتاحة للساخطين على ملوك الطوائف والمتوجسين خوفًا على مستقبل الأندلس.

كانت المدن الحمادية الساحلية تضم أعدادًا كثيرة من هؤلاء المهاجرين الأندلسيين الذين نقلوا إلى الجزائر خبرتهم وعلومهم، واندمجوا في المجتمع الجزائري اندماجًا تامًا، ومن الواضح أنه نتيجة للظروف السياسية الأندلسية والحمادية التي سادت أياك الدولة الحمادية، كانت العلاقة بين الأندلس وبني حماد علاقة اقتصادية واجتماعية وثقافية أكثر منها علاقة سياسية.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كانت مدينتي سبتة وطنجة جزءاً من طائفة ملقة تحت حكم بنو حماد من عام 1026. من 1036 (427 هـ) كانت الطائفة تحت حكم قبيلة أمازيغية غير مسلمة تسمى بورغواطة (نيابة عن بني حماد)[2].[3] بعد عام 1061 قام البورغواطة تحت قيادة سقوط[4] بالاستيلاء على السلطة من بني حماد.[5]

تقلبت أحوال الأندلس الإسلامية في عهد بني حماد تقلبات عدة، بيد أن السعة السمة العامة التي سيطرت على كل تقلباتها في هذه الفترة الممتدة من اول القرن الخامس إلى منتصف القرن السادس الهجريين كانت سمة الضعف والفرقة الداخلية، وفي تالنصف الأول من القرن الخامس الهجري كانت سياسة الحماديين مجرد تابع لسياسة بني زيري، وبالتالي فنحن لا نتوقع علاقات خارجية يمكن أن تمتد خيوطها بين الحماديين وغيرهم بصورة مستقلة واضحة، وكل ما نتوقعه أن تكون ثمة علاقات أخرى حضارية اقتصادية أو عمرانية.[6]


العلاقات السياسة

كان هناك ثمة عاملين ساعدا في الكشف عن طبيعة العلاقة السياسية بين بني حماد والأندلس في هذه الفترة:

  1. أن الحماديين كانوا يخضعون سياسيًا للفاطميين الشيعة في القاهرة، بينما كان الخط الأندلسي العام معاديًا للشيعة على كثرة تقلب حكوماته.
  2. أن زناتة التي حاولت أن تعتمد على بني عامر في الأندلس ضد صنهاجة، قد سدَّت باب الاتصال بين الأندلس والحماديين سياسيًا.

فلما انتهى عصر الطوائف في السنوات الأخيرة من القرن الخامس الهجري على يد المرابطين، صارت الأندلس مجرد تابع للسياسة المرابطية، ولم تكد الأندلس تنفصل على المرابطين حتى انتقل أمرها - لاسيما في علاقاتها الخارجية - من يد المرابطين إلى يد الموحدين.

فمن الملاحظ أن الأندلسيين طيلة فترة الحماديين لم تكن لهم سياسة خارجية ذات شأن في عهد ملوك الطوائف، وذلك بفعل صراعاتهم الداخلية، وبعد عهد الطوائف فقدوا السيطرة على سياستهم الخارجية شواء لخضوعهم لسيطرة المرابطين أو المواحدين من بعدهم.[7]

الهوامش

  1. ^ "« دولة بني حماد صفحة رائعة من التاريخ الجزائري "". ‘الألوكة. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
  2. ^ François Clément, Pouvoir et légitimité en Espagne musulmane à l'époque des taifas (Ve–XIe) (L'Harmattan, 1997), 236.
  3. ^ David Nicolle, El Cid and the Reconquista, 1050–1492 (Oxford: Osprey, 1988), 12–14.
  4. ^ Clément, Pouvoir et légitimité, 100.
  5. ^ Clifford Edmund Bosworth, The New Islamic Dynasties (New York: Columbia University, 1996), 14–16.
  6. ^ "« العلاقة بين بني حماد والأندلس "". ‘كتب. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
  7. ^ "« دولة بني حماد "". ‘موضوع. 2019-10-28. Retrieved 2019-10-28.
الكلمات الدالة: