حكايات كانتربري

حكايات كانتربري
Canterbury Tales.png
نقش خشبي من الطبعة الثانية لوليام كاكستون من حكايات كانتربري طبعت في عام 1483
المؤلفجفري شوسر
العنوان الأصلي (إذا لم يكن بالعربية)The Canterbury Tales
البلدFlag of England.svg إنگلترة
اللغةالإنگليزية المتوسطة
الموضوعمجموعة من القصص يسردها الشاعر على لسان عدد من الحجاج إلى ضريح القديس توماس في كانتربري
الصنف الأدبيقصص شعرية
الناشر
الإصدار1387
نص كتاب حكايات كانتربري-جيوفري تشوسر-هام انقر على الصورة للمطالعة

حكايات كانتربرى هي مجموعة قصص شعرية من تأليف جفري شوسر، وبدأها عام (1387) ووافته المنية دون أن يتمها، وهي مجموعة من القصص يسردها الشاعر على لسان عدد من الحجاج إلى ضريح القديس توماس في كانتربري.

وتظهر شخصية كل من هؤلاء الحجاج واضحة جلية من خلال القصة التي يرويها. وتصور لنا هذه (الحكايات) الحياة والمجتمع الإنگليزي في القرون الوسطى أبدع تصوير.

ولقد جمع جفري شوسر في فنه بين صدق الوصف ورحابة الخيال بحيث أصبحت (حكايات كانتربرى) من روائع الأدب العالمي. ويذكر أنها كتبت بالإنگليزية المتوسطة بلهجة أهل لندن مما يجعلها أكثر مقاربة للإنگليزية الحديثة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أحداث الرواية

تعتبر حكايات كانتربري واحدة من أهم الأعمال في تاريخ الأدب الإنگليزي، كما تسجل بداياته، في شكل أكثر تحديداً، بدايات الطابع الإنساني في الأدب المكتوب باللغة الإنگليزية. وإذا كان تشوسر شرع في العمل على هذه النصوص منذ حوالى عام 1387 فالمعروف أن الكاتب ظلّ يواصل العمل فيها حتى آخر أيامه، من دون أن يتمكن من إنجاز ما كان خطّط أصلاً لإنجازه: فتخطيط تشوسر للعمل كان يفترض أن يتألف في شكله النهائي من مئة وعشرين حكاية. بيد أن منفذي وصية تشوسر لم يعثروا بين أوراقه بعد موته إلا على أربع وعشرين حكاية لم تكتمل جميعها. ولكن، لماذا 120 حكاية؟ بكل بساطة لأن فكرة الحكايات كانت تقوم أصلاً على مسابقة تجرى بين ثلاثين حاجاً يتوجهون في رحلة حجّ، ذهاباً وإيابا، من لندن إلى كانتربري، ويجتمعون في نزل على طريقهم. وفي النزل يقترح عليهم صاحبه أن يروي كل منهم حكايتين في طريق الذهاب إلى مكان الحج، وحكايتين أخريين في طريق العودة، وتكون مكافأة صاحب الحكاية الأجمل، أن يتناول عشاءه مجاناً في النزل عند العودة. هكذا، يبدأ كل واحد من الحجيج رواية ما عنده. ولكن، من الواضح أن أيام تشوسر انتهت من دون أن تمكّنه من توفير حكايات لكل الحجاج المشاركين.[1]

على رغم جمال الحكايات المروية ودلالاتها، فإن الباحثين اعتبروا دائماً أنها - أي الحكايات - ليست أهم ما في هذا العمل الأدبي التأسيسي، الأهم هو تعاطي تشوسر مع الشخصيات التي يصورها، ورسمه للعلاقات بينها، ولأخلاقياتها طوال طريق الرحلة. فالواقع أن تشوسر أتى بشخصياته من شتى فئات أو طبقات المجتمع، من الحرفيين إلى البورجوازيين، ومن البحارة إلى الرهبان، ومن حاجب في محاكم التفتيش إلى التجار، إلى العاطلين من العمل والطلاب وربات البيوت. وهو تمكّن، عبر اختياره الشخصيات، من رسم صورة واضحة ودقيقة لطبقات المجتمع الإنكليزي في ذلك الحين، ثم جعل من كل حكاية يرويها واحد من الحجاج، صورة عن ذهنيته وذهنية طبقته. وعزّز هذا أن بعض الحكايات جاء أشبه بردٍّ على حكايات رويت قبلها (مثلاً الحكاية التي يرويها حاجب محكمة التفتيش، أتت رداً مباشراً على الحكاية التي كان رواها القسيس، وصوّر فيها كيف أن الشيطان نزل إلى الأرض ذات مرة متنكراً بثياب قاضٍ، والتقى بحاجب محكمة روى له كيف يتعامل مع الناس بخسّة، فما كان من الحاجب إلا أن طبق النظرية وحاول أن يسلب أرملة ما تملكه). والحال أن هذا النوع من التعاطي مع الحكايات أسفر عن نوع من الحوار التناحري بين الطبقات والفئات والأفكار (البورجوازية تروي مثلاً كيف أنّ على المرأة أن تسيطر على الرجل، فيقوم الموظف بالرد قائلاً إن هذه السيطرة لن تسفر إلا عن تعاسة الرجل)، وذلك عبر حكاية تالية يرويها.

من الواضح، إذاً، في حكايات كانتربري أن تشوسر إنما شاء منها أن تكون بعضاً من أهم النصوص التي تدرس أخلاق المجتمع وأصوله في زمن كان المجتمع قد بدأ يستقل بمكانته وإرادته عن وضعية كانت تجعله خاضعاً كلياً للكنيسة، من دون أن يكون له رأي في مكانه الخاص ومكانته. فإذا كانت تلك هي غاية تشوسر، ونعرف أنه نجح حقاً في الوصول إليها، فهل يهمّ بعد ذلك أن يكون حجاجه قد اقتبسوا الحكايات التي راحوا يتفننون في روايتها، عن كتب سابقة كانت معروفة وموجودة في لغات أخرى، ولا سيما عن «ديكاميرون» وعن نصوص لدانتي وربما أيضاً عن «ألف ليلة وليلة»؟ ليس ثمة أي شك في هذا المجال: فالواقع أن هناك حكايات في عمل تشوسر، منقولة حرفياً تقريباً عن حكايات فرنسية (حكاية رجل القانون مأخوذة عن يوميات كان كتبها القانوني النورماندي نيكولا تريفيه في عام 1335، حكاية البورجوازية مقتبسة من نص عنوانه «مرآة الزواج» لأوستاش ديشام، حكاية فرانكلين مأخوذة عن ديكاميرون... إلخ). غير أن تشوسر لم ينكر هذا، في الواقع، بل إنه تحدّث دائماً عن أن عمله إنما هو أشبه بأن يكون بانوراما لآداب عدد من الشعوب والكتاب، تماماً كما هو بانوراما للأخلاق.

مهما يكن من أمر فإن ما توقف الباحثون عنده طويلاً ودائماً، هو «مدنيّة» تلك الحكايات و «مدنيّة» الحجاج أنفسهم، حيث إن هؤلاء الباحثين وصفوا «حكايات كانتربري» بأنها ربما تكون أول أعمال أدبية مدنيّة في تاريخ الأدب الإنگليزي. إذ، في مقدمة كل حكاية، كما في المقدمة العامة التي كتبها المؤلف للعمل، نجد حضور المدينة طاغياً: أوكسفورد أو لندن، باريس أو يوركشير أو كامبردج، كلها - وغيرها - هنا حاضرة وموصوفة سكاناً وأخلاقاً وفي شتى التفاصيل اليومية. وهذا أيضاً ما يزيد من كون «حكايات كانتربري» أشبه بصورة لزمن وأهله وأخلاقه وصراعاته وضروب التنافس القائمة فيه. كل هذا من دون أن يغيب عن بال المؤلف الجانب الديني، خصوصاً أن شخصياته إنما هي أصلاً، متوجهة لأداء فريضة الحجّ... وهذا الواقع يجعله، وسط رسمه الحاد حتى لشخصيات رجال الدين، لا يتورع عن التفرقة بينهم وبين فعل الإيمان نفسه.


النص

وربما يكون قد بدأ "حكايات كانتبري" عام 1387 وكان مشروعاً رائعاً، أن ينظم إلى جمع مختلف من البريطانيين في حانة تابرد في سوث وارك، حيث تعاطى شوسر أقداحاً كثيرة من الجعة-ثم يركب معهم في عطلة الحج إلى ضريح بكت في كانتربري، ويضع على أفواههم الحكايات والأفكار التي جمعها الشاعر من رحلاته طوال نصف قرن. ولقد استعملت هذه الوسائل لجمع القصص بعضها إلى بعض، قبل ذلك مراراً، ولكن هذه الوسيلة أحسنها جميعاً. ولقد حشد بوكاشيو في مجموعته "ديكاميرون" طبقة واحدة فقط من الرجال والنساء، ولم يظهرهم شخصيات مختلفة، أما تشوسر فخلق حانة زاخرة بالشخصيات، بلغت حداً من الواقعية في عدم التجانس، حتى بدت أقرب إلى الحياة الإنجليزية من الأعلام التاريخية الجامدة، إنهم يعيشون ويتحركون كما يتحرك الأحياء بالضبط، إنهم يحبون ويكرهون، ويضحكون ويبكون، نحن لا نسمع وهم

يجسون خلال الطريق الحكايات التي يقصونها فقط، ولكنا نسمع متاعبهم ومشاجراتهم وفلسفاتهم. ومن الذي يعترض على ذكر هذه الأبيات المخضلة بنضارة الربيع مرة أخرى؟

عندما يحل ابريل بشآبيبه

تكون رياح مارس قد نفذت إلى الجذور،

وغسلت كل يوم كرم برحيق أغصانها،

وتكون الزهرة هي الفضيلة التي أثمرت،

وعندما ألهمت الريح القرية بأنفاسها الحلوة

في كل حقل وكل مرج، أيضاً

النباتات الندية، تكون الشمس الفتية

قد سارت نصف مدارها في برج الحمل ،

فترسل بغاث الطير أنغامها،

وهي التي أنفقت الليل بطوله مفتوحة الأعين،..

ثم يذهب الناس المشوقين إلى الحج...

إلى الأضرحة البعيدة، المعروفة في بقاع شتى..

وفي سوثورك في تاباد حيث أقطن

أسعد لأقوم بالحج

إلى كانتربري بغرم خالص كامل،

وجاء إلى المنزل في الليل.

تسعة وعشرون صحبة واحدة،

من أناس مختلفين، التقوا بالصدفة

وألفوا زمراً، وهم جميعاً حجاج،

يتجهون راكبين إلى كانتربري

ثم يقدمهم تشوسر الواحد بعد الآخر في رسومه الطريفة من استهلاله الذي لا يضارع،

وكان بينهم فارس، وهو رجل محترم،

وهو في ذلك الزمان أول من بدأ

الخروج راكباً، فقد كان يحب الفروسية،

والصدق، والشرف، والحرية والتهذيب..

وقد خاض المعارك الدامية،

وحارب من أجل عقيدتنا في ترامسين...

ومع أنه كان جديراً بالاحترام، إلا أنه كان حكيماً، يشبه في هيئته العذراء

ولم يصدر عنه الخبث ولم يقله

في كل حياته، ولم يعرف عنه خلق فظ؟

فلقد كان فارساً كاملاً دقيقاً.

وابن الفارس:

...سيد شاب،

عاشق، وأعزب شهواني..

وقد توله في عشقه، حتى أنه في كثير من الليالي.

لا ينام أكثر مما ينام العندليب.

وحارس يخدم الفارس والسيد، وراهبة بارعة الجمال:

وكانت هناك أيضاً راهبة، رئيسة راهبات،

وفي بسمتها البساطة والخفر،

وقسمها الأعظم هو بالقديس لويس،

وكانت تدعى مدام اجلنتين.

تحسن ترتيل الصلاة،

مفعمة بالغنى الكامل...

وكانت جد محسنة رحيمة

تجهش بالبكاء، إذا رأت فأراً

وقع في مصيدة، فمات أو جرح

ولها جراء صغار، تطعمها

باللحم المقلي أو اللبن وفتات الخبز،

وتبكي بحرارة إن مات أحدها..

وتلف معصمها بسوار من المرجان الصغير

وخرزتين مذهبتين ومزخرفتين باللون الأخضر.

ويتلألأ على صدرها دبوس من الذهب،

منقوش على أوله حرف "ا" متوجاً،

وبعده عبارة "الحب ينتصر على الجميع".

يضاف إلى هؤلاء راهبة أخرى، وثلاثة قسس. وناسك مرح "يجب

الصيد"، وراهب لا يضارع في إخراج الاكتتاب من حوافظ المتقين،

ومع أنه كان أرملاً لا ينتعل حذاءاً،

إلا أنه راضياً في مبادئه. يستطيع أن يحصل على فلس، قبل أن يمضي

ويكلف تشوسر بطالب الفلسفة الشاب أكثر من غيره:

وكان بينهم أيضاً كاتب من أكسفورد،

قطع في دراسة المنطق مرحلة طويلة.

وجواده ضامر مثل الكلب الأعجف،

لقد رأيته غير بدين.

يبدو نحيلاً، غاية في ال تعقل.

تلفه سترة من الخيط،

فلم يكن يحصل على صدقة من الكنيسة،

ولم يكن خبيراً بشؤون الدنيا ليحصل على وظيفة.

فوضع لنفسه على رأس السرير.

عشرين كتاباً مجلدة بالأسود أو الأحمر،

عن أرسطاليس وفلسفته.

وهي عنده أفضل من الثياب النفيسة أو القيثارة الطروب..

وبذل في دراسته فائق عنايته وغاية انتباهه. ولا يلفظ بكلمة لغو.

ولم يكن يسمع إلا متحدثاً عن الفضيلة الأخلاقية. وكان يسره أن يتعلم،

وأن يعلم:

وهناك أيضاً "زوجة باث" وسنتحدث عنها بعد قليل، وراعي كنيسة

فقير "وهو غني بأفكاره وأعماله الدينية" وفلاح، وطحان، على أطراف

أنفه......وتقف دونها خصلة من شعر أحمر كالشعر الخشن على أذني

خنزير، وأحد زبائن حانة أوزميل، أو ناظر ضيعة، أو محضر محكمة:

كان وغداً رقيقاً حنوناً،

ولا يجد الناس خيراً منه.

وهو يجاهد للحصول على ربع نبيذ،

وقرينة حسنة تصبح له حظية

اثني عشر شهراً، ثم تخليه وهي حامل

...ويركب معه بائع غفران طيب..

وجعبته أمامه على حجره،

تمتلئ إلى حافتها بصكوك غفران لا تزال كلها دافئة من روما، وكان هناك تاجر، ورجل قانون، وصاحب أعمال، ونجار ونساج، وصباغ، ومنجد وطباخ وبحار، وكان هناك جفري تشوسر نفسه، يقف جانباً في خجل، بديناً من العسير احتضانه "ويفحص الأرض بنظراته كأنما يفتش عن أرنب" ولم يكن مضيفاً أقلهم شأناً، وه صاحب حانة تابارد، الذي يقسم أنه لم يرفه عن جماعة كبيرة العدد كهذه، والواقع أنه عرض عليهم أن يذهب معهم وأن يكون دليلهم، واقترح لكي يقضوا الرحلة الستة والخمسين ميلاً، أن يروي كل حاج قصتين في الذهاب وأخريتين في الإياب، وأن من يروي أحسن قصة، سيتناول العشاء على حساب الجميع، عندما يعودون إلى الحانة. واتفق الكل على ذلك، واكتمل المشهد المتحرك لهذه الملهاة الإنسانية، وبدأ الحج، وروى الفارس المهذب الحكاية الأولى-كيف أن صديقين حميمين بلاجونوارسيت، رأيا فتاة تجمع الأزهار في بستان فوقع كلاهما في حبها، واختصما من أجلها في مبارزة دامية... لتكون المكافأة السنية لمن ينتصر منهما.

ومن ذا يصدق أن فلما رومنسياً كهذا، يستطيع أن يتحول في بيت واحد، من إطناب الفروسية إلى الإفحاش في قصة الطحان؟ ولكن الطحان كان يحتسي الخمر وتوقع أن عقله ولسانه قد ينفلتان في شراكهم المنصوب. ويعتذر تشوسر عنه وعن نفسه-فيجب عليه أن يسجل كل شيء بإخلاص-ويدعو القارئ المتعفف أن يتجاوزها إلى قصة أخرى "فإن هذا يخدش الحياء؟ والأخلاق والدين". وتبدأ حكاية رئيسة الراهبات بنبرة دينية حلوة، ثم تردد الأسطورة الفاجعة التي تتحدث عن غلام مسيحي، يقال أن يهودياً ذبحه، وكيف أن محافظ المدينة قام بواجبه وقبض على يهودها وعذب عدداً منهم حتى ماتوا. وينتقل تشوسر من هذا الورع الديني في الاستهلاك، إلى حكاية تاجر صكوك الغفران. إلى سخرية لاذعة بباعة متجولين لصكوك الغفران، وأصبح عمر هذا الموضوع قرناً من الزمان، عندما أذاعه لوثر في العالم، ثم تحول في الاستهلاك إلى حكاية زوجة باث، وبلغ شاعرنا الحضيض في أخلاقياته والذروة في قوته. إنه احتجاج معربد على العذرية والعزوبة، أجرى على لسان فاجر مدرب على شئون الزواج، لسان امرأة حصلت على خمسة أزواج، مذ كانت في الثانية عشرة من عمرها، ودفنت أربعة منهم، وتبحث السادس ليخفف من سورة شبابها.

لقد دعانا الله إلى أن ننمو ونتكاثر..

ولم يذكر العدد الذي نبلغه،

الزواج من اثنين أو ثمانية،

فلماذا يتحدث المرء عنه بسوء؟

يا عجباً.. هذا هو الملك الحكيم سيدنا سليمان،

أحسب أنه اتخذ أكثر من زوجة،

كما ترك الله الأمر لي

أن أجدد حياتي كالرجل أكثر من مرة...

وا أسفاً وا أسفاً أن يعد الحب خطيئة!

ولن نورد هنا اعترافاتها الفسيولوجية، ولا ما يناظرها من اعتراف مذكور في حكاية المستدعي The Summoner's Tale، حيث يعكف تشوسر على دراسة تشريح البطن المنتفخة. ويصبح الجو مهيأ عندما نصل إلى گريزلدا المطيعة أبداً، في حكاية أكسفورد The Clerk's Tale، ولم يستطع بوكاشيو أو پترارك أن يرويا هذه الخرافة التي حلم بها رجل ألح الضيق عليه بنفس الجودة التي رواها بها تشوسر.

ولم يعطنا تشوسر غير ثلاث وعشرين من الحكايات الثمانية والخمسين التي وعدنا بها في المقدمة، ولعله شعر مع القارئ أن الخمسمائة صحيفة تكفي، وأن نبع ابتكاره قد جف. بل إننا نجد في هذا التيار المتدفق فقرات كدرة. تتجاوزها العين الناقدة. ومهما يكن من شيء فإن التيار البطيء العميق، يحملنا على صفحته وينشر جواً من النضارة، كان الشاعر قد عاش على طوال الشواطئ الخضراء، لا عند بوابة لندن-ومع ذلك فليس نهر التاميز بعيداً عن العين. وتعد بعض الأناشيد من ناحية الجمال الخارجي تمرينات أدبية جامدة، ومع ذلك فإن الصورة المتحركة تأتي حية بشعور وحديث طبيعيين مباشرين، وقلما توجد مثل هذه الملاحظة الكاشفة السريعة للناس والأخلاق بين دفتي كتاب واحد، ولن يزودنا غير شيكسبير بعد ذلك بمثل هذا الحشد من الصور والتشبيهات والمجازات (ويعتلي بائع صكوك الغفران المنبر ويومئ يميناً وشمالاً بين الجمهور كحمامة على سقف مخزن للحبوب) ولقد أصبحت لهجة شرق ميدلاند التي استعملها تشوسر، لغة إنجلترا الأدبية، وكانت مفرداتها قد كثرت إلى الحد الذي يتيح لها التعبير عن جمال الفكر ومناهجه وهكذا صارت لغة الحديث عند الإنجليز للمرة الأولى وسيلة الفن الأدبي العظيم. [2]

وكانت مادة أدبه، كما هو الحال عند شكسبير، مطروقة من قبل. ذلك أن تشوسر استعار قصصه من كل مكان. حكاية الليل من تيسيد لبوكاشيو، وگريزلدا من مجموعة "ديكاميرون"، وأكثر من عشر حكايات من الخرافات الفرنسية. ويفسر المعنى الأخير ما اتسم به تشوسر من فحش، ومع ذلك، فإن أنكر قصصه لا يعرف له مصدر غير شخصه. وليس من شك في أنه كان يشارك كتاب المسرح في عهد إليزابث، في الاعتقاد بأن الأشخاص الذين تدور عليهم يجب أن يعطوا جرعة فاجرة بين حين وآخر لكي يظلوا أيقاظاً، ولقد جعل تشوسر رجاله ونساءه يتكلمون كأنما يناظرون طبقتهم الاجتماعية وأسلوبهم في الحياة، وهو يكرر، أنهم أكثروا من احتساء الجعة الرخيصة. ومرحه في الغالب غير مريض من القلب، تحفزه الشهوة، لا بد أن تكون ممتلئة حسنة الغذاء لقوم من الإنجليز قبل تزمت الطهريين، ولقد مزج هذا المرح مزجاً بارعاً بكل ما في البديهة الإنجليزية الحديثة من حيلة ودهاء.

وكان تشوسر على علم بأخطاء البشر وذنوبهم، وجرائمهم وحماقاتهم وغرورهم، ولكنه أحب الحياة على الرغم من هذا كله، وصبر على كل امرئ لا يسرف في التبجح وقلما يفضح، وحسبه أن يصف. وأن يسخر من نساء الطبقة الوسطى الدنيا في حكاية زوجة باث، ولكنه أعجب بقوتها الحيوية العارمة. وكان قاسياً غير مهذب مع المرأة، قد تكشف كلماته وانتقاداته اللاذعة عن الزوج الجريح المنتقم بقلمه عن حياء لسانه عن التعبير بالليل. وهو على الرغم من ذلك يتلطف في الحديث عن الحب، ولا يعرف نعمة أعظم منه، ويملأ معرضاً كاملاً بصور النساء الطيبات. ولا يعترف بالفضل الذي يرتكز على الوراثة، ويرى "أن الفاضل إنما هو الذي يقوم بعمل فاضل" بيد أنه لا يثق في تردد العامة، والمغفل عنده هو كل من يربط حظه بالشهرة أو يندمج مع الغوغاء.

الترتيب

المقطع المجموعة الحكايات
01Fragment I A General Prologue, Knight, Miller, Reeve, Cook
02Fragment II B1 Man of Law
03Fragment III D Wife of Bath, Friar, Summoner
04Fragment IV E Clerk, Merchant
05Fragment V F Squire, Franklin
06Fragment VI C Physician, Pardoner
07Fragment VII B2 Shipman, Prioress, Sir Thopas, Melibee, Monk, Nun's Priest
08Fragment VIII G Second Nun, Canon's Yeoman
09Fragment IX H Manciple
10Fragment X I Parson


اللغة

المصادر

النوع والهيكل

Canterbury Cathedral from the north west circa 1890–1900 (retouched from a black & white photograph)

الأسلوب

السياق التاريخي والمواضيع

The Peasants' Revolt of 1381 is mentioned in the Tales.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الدين

الطبقة الاجتماعية والاتفاقية

Bors' Dilemma – he chooses to save a maiden rather than his brother Lionel

النسبية مقابل الواقعية

التأثير على الأدب

الاستقبال

Chaucer as a Pilgrim from the Ellesmere manuscript.
Opening prologue of The Wife of Bath's Tale from the Ellesmere Manuscript.

القرن 15

إضافات أدبية ومكملات

اقباسات أدبية

اقتباسات مسرحية وأفلام

الهوامش

  1. ^ "«حكايات كانتربري» لتشوسر: صور متنوعة لمجتمع بات الإنسان محوره". دار الحياة. 2012-12-13. Retrieved 2013-07-24.
  2. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

المصادر

  • Bisson, Lillian. Chaucer and the Late Medieval World. New York: St. Martin's Press, 1998. ISBN 0-312-10667-X
  • Cooper, Helen. The Canterbury Tales. Oxford Oxfordshire: Oxford University Press, 1996. ISBN 0-19-871155-7
  • Pearsall, Derek. The Canterbury Tales. London: G. Allen & Unwin, 1985. ISBN 0-04-800021-3
  • Rubin, Alexis P., ed. (1993): Scattered Among the Nations: Documents Affecting Jewish History. 49 to 1975. Wall & Emerson. ISBN 1-895131-10-3.

للإستزادة

  • Collette, Carolyn. Species, Phantasms and Images: Vision and Medieval Psychology in the Canterbury Tales. Ann Arbor: University of Michigan Press, 2001.
  • Kolve, V.A. and Glending Olson (Eds.) (2005). The Canterbury Tales: Fifteen Tales and The General Prologue; Authoritative Text, Sources and Backgrounds, Criticism. A Norton Critical Edition (2nd ed.). New York, London: W.W. Norton and Company. ISBN 0-393-92587-0. LC PR1867.K65 2005.
  • Thompson, N.S. Chaucer, Boccaccio, and the Debate of Love: A Comparative Study of the Decameron and the Canterbury Tales. Oxford: Oxford University Press, 1996. ISBN 0-19-812378-7.

وصلات خارجية

يمكنك أن تجد معلومات أكثر عن The Canterbury Tales عن طريق البحث في مشاريع المعرفة:

Wiktionary-logo-en.png تعريفات قاموسية في ويكاموس
Wikibooks-logo1.svg كتب من معرفة الكتب
Wikiquote-logo.svg اقتباسات من معرفة الاقتباس
Wikisource-logo.svg نصوص مصدرية من معرفة المصادر
Commons-logo.svg صور و ملفات صوتية من كومونز
Wikinews-logo.png أخبار من معرفة الأخبار.

عامة
نصوص اون لاين
طبق الأصل