حصار روما (537–538)

حصار روما
جزء من الحرب القوطية
Siege of Rome 537.jpg
التاريخمارس 537– مارس 538 م
الموقع
النتيجة نصر روماني
التغيرات
الإقليمية
روما دوقع عنها بنجاح
المتحاربون
الامبراطورية الرومانية الشرقية مملكة القوط الشرقيين
القادة والزعماء
بليساريوس ڤيتيگس
القوى
5,000 رجل
5,600 من التعزيزات
رقم غير معروف من المجندين
~45,000 رجل

حصار روما الأول أثناء الحرب القوطية استمر لعام وتسعة أيام، من 2 مارس 537 إلى 12 مارس 538.[1] وقد فرضه جيش القوط الشرقيين بقيادة الملك ڤيتيگس؛ المدافعون من الرومان الشرقيين ("البيزنطيين") كان يقودهم الجنرال بليساريوس. وكان الحصار أول ملاقاة كبيرة بين قوات الخصمين، ولعب دوراً حاسماً في التطورات اللاحقة في الحرب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

پورتا أرسيناريا، التي من خلالها دخل الجيش الروماني الشرقي روما.

مع عودة شمال أفريقيا في أيدي الرومان بعد حرب الوندال الناجحة، تحول الامبراطور جستنيان الأول بناظريه تجاه مهد الامبراطورية، إيطاليا، وعاصمتها القديمة، مدينة روما. ففي أواخر القرن الخامس، سقطت شبه الجزيرة تحت سيطرة القوط الشرقيين، الذين بالرغم من استمرارهم في الاعتراف بسيادة الامبراطورية عليهم، فقد أسسوا عملياً مملكة مستقلة. إلا أنه بعد وفاة مؤسسها القدير، ثيودوريك الأكبر، في 526، سقطت إيطاليا في اضطرابات. استغل جستنيان ذلك للتدخل في شئون دولة القوط الشرقيين.

وفي 535، غزا موندوس دلماتيا، واستولي بليساريوس، بجيش من 7,500 رجل، على صقلية بسهولة.[2] ومن هناك، في يونيو من العام التالي، عبر إلى إيطاليا عند ريجيوم. وبعد حصار استمر 22 يوم، اجتاح الرومان ناپولي في مطلع نوفمبر. وبعد سقوط ناپولي، تجمع القوط، الذين كانوا غاضبين بشدة من عدم فاعلية ملكهم ثيوداهاد، في مجلس وانتخبوا ڤيتيگس ملكاً جديداً.[3] ثيوداهاد، الذي فر من روما إلى راڤـِنا، اغتاله أحد عملاء ڤيتيگس في الطريق. وفي تلك الأثناء، عقد ڤيتيگس مؤتمراً في روما، حيث تم اتخاذ القرار بالسعي لمواجهة فورية مع بليساريوس، ولكن مع انتظار وصول الجيش الرئيسي، المتمركز في الشمال، حتى يتجمع. غادر ڤيتيگس روما متجهاً إلى راڤـِنا، تاركاً حامية من 4,000 جندي لتأمين المدينة.[4]

إلا أن مواطني روما دعموا بليساريوس بحسم، وفي ضوء الاجتياح الروماني الهمجي لاستعادة ناپولي، فلم يكن أهالي روما مستعدين لتحمل مخاطر حصار مشابه. ولذلك فقد ذهبت بعثة نيابة عن الپاپا سيلڤريوس ووجهاء المدينة إلى بليساريوس. وسرعان ما علمت الحامية القوطية بذلك، ومع كراهية السكان لهم، فقد أصبح موقف القوط لا يُحتمل. ولذلك ففي 9 ديسمبر 536ن، دخل بليساريوس عبر البوابة الأسينارية على رأس قوة من 5,000 جندي، بينما كانت الحامية القوطية تغادر المدينة من البوابة الفلامينية واتجهت شمالاً باتجاه راڤـِنا.[5] وبذلك فبعد 60 عاماً، عادت روما إلى أيدي الرومان.


الحصار

أمر ثيوداهاد Theadahad بقتل أمالاتنسا Amalathunsa، فخلع القوط الشرقيون ثيوداهاد واختاروا وتجيس Witigis ملكاً عليهم. وحشد وتجيس جيشاً مؤلفاً من 000ر105 رجل حاصر به بليساريوس في روما. ولما اضطر أهلها إلى الاقتصاد في الزاد والماء، والامتناع عن الاستحمام في كل يوم، بدءوا يتذمرون من بليساريوس الذي لم يكن معه إلا خمسة آلاف رجل مسلح، دافع بهم عن المدينة بمهارة وشجاعة، اضطر معهما وتجيس أن يعود إلى رافنا بعد ما بذل من الجهد الكبير مدة عام كامل.

وظل بليساريوس ثلاث سنين يلح على جستنيان بأن يمده بعدد آخر من الجند، حتى أرسلهم آخر الأمر ولكنه عقد لواءهم لقواد معادين لبليساريوس.

الأطوار الابتدائية

خطأ في إنشاء صورة مصغرة: convert: no images defined `/tmp/transform_3f42dad192d7.png' @ error/convert.c/ConvertImageCommand/3258. Error code: 1
الأسوار الأورلية لروما كما كانوا في القرن السادس. مواقع معسكرات القوط موضحة.

الطواحين المائية

الهجوم الكبير الأول

ضريح هادريان شهد معركة شرسة بين الرومان والقوط.


نجاحات الرومان

القوط يحققون النصر في المعركة المفتوحة


صعود الرومان وانتهاء الحصار

وقال البرابرة: "[...] نتنازل لكم عن صقلية، العظيمة الثرية، والتي نرى أنكم بدونها لن تتمكنوا من الاحتفاظ بليبيا بأمان."

ورد بليساريوس: "ونحن من جانبنا نسمح للقوط بالحصول على كل بريطانيا، التي هي أكبر كثيراً من صقلية وكانت خاضعة للرومان منذ العصور القديمة. لذا فمن العدل أن يكون المقابل مساوياً لأولئك المبادرين بالفِعال الطيبة عن طيب خاطر."

البرابرة: "حسناً إذاً، إذا ما عرضنا عليك كامپانيا أيضاً، أو ناپولي نفسها، فهل سيحظى العرض بإهتمامك؟"

بليساريوس: "لا، فلسنا مخولين بإدارة شئون الامبراطور بشكل يخالف رغباته."

حوار بين بليساريوس والسفارة القوطية
پروكوپيوس، في الحرب القوطية II.VI

عانى القوط، مثلهم مثل المحاصَرين، من الأمراض والمجاعة، فلجأوا إلى الدبلوماسية. فأرسلوا سفارة من ثلاث رجال إلى بليساريوس، وعرضوا تسليم صقلية وجنوب إيطاليا (اللذين كانا بالفعل في أيدي الرومان) في مقابل انسحاب الرومان. الحوار، كما حفظه پروكوپيوس، يصور بوضوح الموقف المعكوس للطرفين، فالرسل يزعمون أنهم تعرضوا لظلم ويعرضون الأراضي، بينما بليساريوس، المطمئن لموقفه، يرفض عروض القوط، بل ويعلق ساخراً من عروضهم. إلا أن هدنة لثلاثة أشهر تم التوصل إليها لكي يسافر الرسل القوط إلى القسطنطينية للتفاوض.[6] وقد استغل بليساريوس ذلك وجلب إلى روما بسلام 3,000 إيساوري، كانوا قد هبطوا في اوستيا، ومعهم إمدادات كبيرة. وأثناء الهدنة، تدهور وضع القوط لنقص امداداتهم، وأُجبروا على التخلي عن پورتوس، التي سرعان ما احتلتها الحامة الإساورية على الفور، وكذلك مدينة چنتوم‌چلاي (حالياً: چيڤيتاڤكيا) وألبانو. وبذلك، مع نهاية ديسمبر، أصبح القوط محاطين من جميع الجهات بفصائل رومانية، وخطوط إمدادهم مقطوعة تقريباً. احتج القوط على تلك التصرفات، إلا أن ذلك كان دون جدوى. بل أن بليساريوس أرسل أحد أفضل جنرالاته، جون، على رأس 2,000 رجل بإتجاه پيچنم، بأوامر بتحاشي الاصطدام ولكن، حين يؤمر بالتحرك للاستيلاء على موقع حصين أو نهبه، فقد كان عليه ألا يترك خلفه أي عدو وراء ظهره.[7]

حصار راڤنا

وعرض القوط الشرقيون المحاصرون في راڤـِنا، والذين أوشكوا على الهلاك جوعاً، أن يسلموا المدينة إذا رضى بليساريوس أن يكون ملكاً عليهم. وتظاهر بليساريوس بالقبول حتى استولى على المدينة ، ثم أسلمها إلى جستنيان 540.

أعقاب فض الحصار

وشكر له الإمبراطور حسن صنيعه وداخلته فيه الريبة. ذلك أن بليساريوس قد كافأ نفسه على عمله بالاستيلاء على قدر كبير من الغنائم ، هذا إلى أنه كسب ولاء جنوده إلى حد أزعج الإمبراطور وأنه قد عرضت عليه مملكة كاملة ، فهل يستبعد عليه مع هذا كله أن يتطلع إلى الاستيلاء على العرش من ابن أخي رجل أغتصبه من صاحبه الشرعي؟ لهذا استدعاه جستنيان، وشاهد وهو قلق مرتاب حاشية القائد العظيم ومظهرها الفخم. ويقول پروكوپيوس:

Cquote2.png "إن سكان بيزنطة كانوا يبتهجون حين يشهدون بليساريوس يخرج من بيته كل يوم ... ذلك لأن خروجه منه وسيره في الطريق كان شبيهاً بموكب في عيد احتشد فيه كثير من الخلق، لأنه كان يصحبه عدد كبير من الوندال والقوط، والمغاربة، يضاف إلى هذا أنه كان بهي الطلعة، طويل القامة، جميل الوجه، ولكنه كان وديعاً رقيق الحاشية، دمث الأخلاق، حتى لقد كان يبدو كأنه رجل فقير لا يعرفه أحد". Cquote1.png

ولم يعن القواد الذين خلفوه في إيطاليا بنظام الجند، وتنازعوا فيما بينهم، فكسبوا لأنفسهم احتقار القوط ، فنادوا برجل قوطي، جم النشاط ، موفور العقل ، رابط الجأش ، ملكاً على الشعب المغلوب. وجمع توتيلا Totila الملك الجديد مجندين ذوي بأس شديد من البرابرة الجوالين الذين لا مأوى لهم في إيطاليا واستولى بهم على ناپولي (543) وتيبور وضرب الحصار على روما. وقد أدهش الناس برحمته ووفائه بوعده، وعامل الأسرى معاملة طيبة، انضووا بفضلها تحت لوائه، واستمسك بما قطعه على نفسه من العهود التي استسلمت بها نابلي، حتى بدأ الناس يتساءلون من هو البربري ومن هو اليوناني المتحضر. ولما وقعت زوجات بعض أعضاء مجلس الشيوخ أسيرات في يده عاملهن بلطف وشهامة وأطلق سراحهن، وأما البرابرة الذين في خدمة الإمبراطور فلم يظهروا مثل هذه الرقة في المعاملة؛ بل أخذوا يعيثون في البلاد فساداً لأن جستنيان لم يؤد اليهم أجورهم لنفاذ ما كان في خزائنه من المال، حتى أخذ الناس يتذكرون في أسى وحنان حكم ثيودوريك وما كان يسوده من عدل ونظام. وأمر بليساريوس أن يعود لإنقاذ الموقف. فلما عاد إلى إيطاليا تسلل وحده إلى روما المحاصرة مخترقاً صفوف توتيلا لكنه وصلها بعد فوات الوقت، فقد فقدت الحامية اليونانية روحها المعنوية، لأن ضباطها كانوا جبناء عاجزين؛ وفتح بعض الخونة أبواب المدينة، ودخلها جنود توتيلا البالغ عددهم عشرة آلاف رجل 546. وبعث بليساريوس وهو خارج منها رسالة إلى توتيلا يطلب إليه ألا يدمر المدينة التاريخية. وسمح توتيلا لجنوده الجياع الذين لم ينالوا أجورهم أن ينهبوها، ولكنه منعهم من إيذاء السكان وحمى النساء من شهوات الجنود الجامحة ثم أخطأ إذ غادر روما ليحاصر رافنا. فلما غاب عنها استردها بليساريوس ، ولما عاد توتيلا وحاصرها مرة أخرى عجز عن أن يخرج منها القائد اليوناني الموهوب. وظن جستنيان أن الغرب قد خضع له فأعلن الحرب على بلاد الفرس ، واستدعى بليساريوس ليذهب إلى الشرق . فلما ذهب استولى توتيلا على روما من جديد 549 ومن بعدها صقلية، وكورسيكا، وسردينية، وشبه الجزيرة كلها تقريباً.

الهامش

  1. ^ Dupuy & Dupuy, p. 203 (cf. Lillington-Martin, 2013: 610-21)
  2. ^ Bury (1923), Ch. XVIII, p. 170-171
  3. ^ Bury (1923), Ch. XVIII, p. 175-177
  4. ^ Bury (1923), Ch. XVIII, p. 178
  5. ^ Bury (1923), Ch. XVIII, p. 180
  6. ^ پروكوپيوس، في الحرب القوطية II.VI
  7. ^ Procopius, De Bello Gothico II.VII


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • پروكوپيوس، De Bello Gothico, Volumes I. & II.
  • Bury, John Bagnell (1923). History of the Later Roman Empire Vols. I & II. Macmillan & Co., Ltd.
  • Richard Ernest Dupuy; Trevor Nevitt Dupuy (April 1993). The Harper encyclopedia of military history: from 3500 BC to the present. HarperCollins. ISBN 978-0-06-270056-8. Retrieved 11 March 2011.
  • Hughes, Ian (2009). Belisarius:The Last Roman General. Yardley, PA: Westholme Publishing, LLC. ISBN 978-1-59416-528-3.
  • Lillington-Martin, Christopher (2013) “Procopius on the struggle for Dara and Rome” in: War and Warfare in Late Antiquity: Current Perspectives (Late Antique Archaeology 8.1-8.2 2010-11) by SarantisA. and Christie N. (2010–11) edd. (Brill, Leiden 2013), pages 599-630

Coordinates: 41°54′00″N 12°30′00″E / 41.9000°N 12.5000°E / 41.9000; 12.5000