ملكشاه

(تم التحويل من جلال الدولة ملكشاه)
Malik-Shah I
Büyük Selçuklu Sultanı Melikşah.jpg
Miniature of Malik-Shah I
Sultan of the Great Seljuq Empire
العهد1072 – 1092
سبقهAlp Arslan
تبعهMahmud I
وُلِد8 August 1055
توفي19 November 1092 (aged 37)
Baghdad
المدفن
الزوجTerken Khatun
Zubayda Khatun
Taj al-Din Khatun
الأنجالBarkiyaruq
Muhammad Tapar
Ahmad
Mahmud I
Dawud
Mah-i Mulk Khatun
Sitara Khatun
Gawhar Khatun
Ismah Khatun
البيتHouse of Seljuq
الأبAlp Arslan
الديانةIslam

جلال الدولة ملكشاه بن ألپ أرسلان18 نوفمبر 1092) ثالث وأعظم سلاطين السلاجقة. تولى الحكم بعد أبيه ألب أرسلان عام 1072 حتى وفاته.

أقام السلاجقة في النصف الأول من القرن الخامس الهجري دولة قوية في خراسان وبلاد ما وراء النهر، وأعلنوا تبعيتهم للخلافة العباسية في بغداد، ولم تلبث هذه الدولة الفتية أن اتسعت بسرعة هائلة وتمكنت من بسط سيطرتها على إيران والعراق، وتوج "طغرل بك" إنجازاته العسكرية بدخول عاصمة الخلافة في (25 من رمضان 447هـ= 23 ديسمبر 1055م)، معلنًا عصرًا جديدًا لدولة الخلافة العباسية، أطلق عليه المؤرخون عصر نفوذ السلاجقة؛ حيث كانت بيدهم مقاليد الأمور، ولم يبق للخليفة العباسي سوى بعض المظاهر والرسوم.

يعد طغرل بك، المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة، التي نشأت على يديه، ومدت سلطانها تحت سمعه وبصره حتى صارت أكبر قوة في العالم الإسلامي، وتُوفي سنة (455هـ= 1063م) دون أن يترك ولدًا يخلفه على الحكم، فشب صراع على السلطة حسمه ابن أخيه ألپ أرسلان لصالحه، بمساعدة وزيره النابه نظام الملك.

وكان ألب أرسلان امتدادًا لعمه طغرل في القدرة والكفاءة والمهارة والقيادة، فحافظ على ممتلكات دولته، ووسع حدودها على حساب الأقاليم المسيحية للأرمن وبلاد الروم، وتوَّج جهوده في هذه الجبهة بانتصاره الرائع على قيصر الروم في "معركة ملاذكرد" في (ذي القعدة 463هـ= أغسطس 1071م) بعد أن سحق الجيش الرومي سحقًا تامًا، ووقع القيصر أسيرًا، ولم يخلص نفسه إلا بفدية كبيرة قدرها مليون ونصف من الدينارات، وعقد الروم صلحًا مع السلاجقة مدته خمسون عامًا، واعترفوا بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلاد الروم.

ولم يهنأ ألب أرسلان كثيرًا بما حققه من نصر عظيم ويجنِ ثماره، ويواصل فتوحاته، فقد قُتل بعد عام وبضعة أشهر من فوزه العظيم على يد أحد الثائرين عليه، وهو في الرابعة والأربعين من عمره، في (10 من ربيع الأول 465هـ= 29 من نوفمبر 1072م)، وخلفه ابنه ملكشاه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ولاية ملكشاه

ولي ملكشاه السلطنة بعهد من أبيه، وتولى الوزير نظام الملك أخذ البيعة له، وأقره الخليفة العباسي "القائم بأمر الله" على السلطنة، ولم يكتف ملكشاه بإقراره نظام الملك في الوزارة كما كان في عهد أبيه، بل زاده بأن جعل تدبير الأمور في يديه، وفوَّضه في إدارة الدولة لما يعلم من قدرته وكفاءته، ولقبه ألقابًا كثيرة، أشهرها لقب "أتابك" الذي يعني الأمير الوالد، وكان نظام الملك هو أول من أُطلق عليه هذا اللقب.


فتوحات

الدولة السلجوقية عند وفاة ملكشاه, 1092

وما كاد الأمر يستقر لملكشاه حتى انصرف إلى إكمال ما بدأه أبوه من الفتوح، وبسط نفوذ دولة السلاجقة حتى تشمل جميع أنحاء العالم الإسلامي، فولَّى وجهه أولاً شطر بلاد الشام، وكان قد دخلها في عهد أبيه حتى وصل إلى بيت المقدس عام (463هـ= 1070م)، واستطاع أن يضم إلى دولته معظم بلاد الشام، وأرسل جيشًا للاستيلاء على مصر، فتوغل في أراضيها حتى بلغ القاهرة وحاصرها، غير أنه فشل في فتحها، لاستماتة الفاطميين في الدفاع عنها، وارتد راجعًا إلى الشام، ولم يفكر في غزو مصر مرة أخرى.

وحرص ملكشاه على تأمين بلاد الشام بعد انتزاعها من الفاطميين، فأسند حكمها إلى أخيه تاج الدين تتش في سنة (470هـ= 1077م)، وفوّضه فتح ما يستطيع فتحه من البلاد المجاورة وضمها إلى سلطان السلاجقة.

وفي الوقت نفسه عين سليمان بن قتلمش على البلاد التي فتحها السلاجقة في آسيا الصغرى، ويعد سليمان هذا المؤسس الحقيقي لدولة سلاجقة الروم (انظر #ثورة الأناضول)، التي شاء لها القدر أن تكون أطول عمرًا من الدولة الأم، فقد ظلت تحكم حتى عام ( 700 هـ= 1300م)، وقد نجح سليمان في فتح أنطاكية عام (477هـ= 1084م) وهي من بلاد الشام، لكنها كانت تحت حكم الروم منذ عام (358هـ).

وبعد أن فرغ "ملكشاه" من إقرار الأمن وبسط النفوذ في الجزء الغربي من دولته رحل إلى بغداد، حيث توطدت عرى الصداقة بينه وبين الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله بعد أن تزوج ابنة ملكشاه في سنة (480هـ= 1087م)، فازداد نفوذ السلاجقة قوة واستقرارًا.

ثم تهيأت الفرصة لملكشاه أن يخضع إقليم ما وراء النهر، فانتهزها على الفور، وتجاوزه إلى إقليم "كشغر" حيث خضع له واليه، وبذلك بلغ ملك السلاجقة أقصى اتساعه، فشمل حدود الهند شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا، وضم تحت لوائه أقاليم ما وراء النهر وإيران وآسيا الصغرى والعراق والشام، وبلغ من نفوذ الدولة وقوتها أن ظل قياصرة الروم يقدمون الجزية المفروضة عليهم بعد معركة ملاذكرد إلى ملكشاه كل عام دون إخلاف أو تسويف.

ملكشاه ونظام الملك

ارتبط نجاح ملكشاه في سياسة الدولة بوزيره "نظام الملك" الذي كان له أثر لا يُغفل ويد لا تُنسى في ازدياد قوة الدولة السلجوقية، واتساع نفوذها، وازدهار حركاتها الثقافية، واستطاع بحسن سياسته، ورجاحة عقلة أن يجعل الأمور منتظمة في جميع أنحاء الدولة، وأن يوجه سياسة السلاجقة نحو الثغور الإسلامية المتاخمة للروم، وهو ما أكسب السلاجقة احترام المسلمين وتقديرهم، وبث الهيبة في نفوس أعدائهم.

وقد وضع هذا الوزير النابه كتابًا عظيمًا في تدبير الملك سماه "سياست نامه" ضمنه آراءه في السياسة والحكم، وكيفية إدارة البلادة وتنظيم شئون الحكم.

وشجّع نظام الملك على تعمير المدن وإصلاح البلاد، وشيد كثيرًا من المساجد والمدارس، وخلف كثيرًا من الأبنية والآثار العظيمة في بغداد وأصفهان، كما كان خيّرًا عادلاً، أقر الأمن والنظام في جميع البلاد الخاضعة للسلاجقة.

المدارس النظامية

كان نظام الملك عالمًا أديبًا، محبًا لنشر العلم والثقافة، أنشأ كثيرًا من المدارس التي حملت اسمه، فعرفت بالمدارس النظامية، وكان الهدف من إنشائها مواجهة الدعوة الشيعية التي ذاعت بعد قيام الدولة الفاطمية، وقد انتشرت هذه المدارس في بغداد ونيسابور وطوس وهراة وأصفهان وغيرها من البلاد، غير أن أشهرها "نظامية بغداد" التي تخير نظام الملك لها مشاهير الفكر والثقافة وكبار أئمة العلم للتدريس فيها، مثل: حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، صاحب كتاب إحياء علوم الدين، الذي فوّض إليه نظام الملك مهمة التدريس في المدرسة النظامية في بغداد ونيسابور التي كان يدرّس فيها أبو المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين، وكان الوزير ينفق في كل سنة على أصحاب المدارس والفقهاء والعلماء ثلاثمائة ألف دينار.

ثورة الأناضول

تمرد سليمان على ملك شاه, ونصّب نفسه "سلطان الروم" Rüm, جاعلاً عاصمته في نيقية Nicaea. ووسع ملكه, إلا أنه قـُتِل قرب أنطاكية سنة 1086 من قبل طـُطـُش الأول, الوالي السلجوقي على الشام. ابن سليمان, قـِلـِج أرسلان الأول, اُلقِي القبض عليه وضمت الأناضول إلى حكم ملك شاه في إصفهان. ومن غير الواضح ما إذا كان ططش قد قتل سليمان بدافع الولاء لملك شاه أم ببساطة للتنفع الشخصي.


وفاة ملكشاه

ظل ملكشاه عشرين عامًا يعمل دون ملل حتى بلغ بالدولة السلجوقية إلى ما بلغت من القوة والازدهار، حتى وصف بأنه أعظم سلاطين السلاجقة، وأحسنهم سيرة، وأعدلهم حكمًا، وأسخاهم يدًا، وأبذلهم في الإنفاق على وجوه الخير، حتى تُوفي في (15 شوال 485هـ= 18 نوفمبر 1092م)، وكان قد سبقه إلى ربه بخمسة وثلاثين يومًا وزيره النابغة "نظام الملك".

ذكرى ملك شاه

بعد وفاة ملك شاه في 1092 انحلت الامبراطورية السلجوقية إلى دويلات صغيرة, متناحرة, حين تشاجر أخاه وأبناؤه الأربعة على تقسيم السلطنة بينهم. في الأناضول, خلف ملك شاه قلج أرسلان الأول الذي أسس سلطنة الروم, وفي الشام أخوه ططش الأول. وفي فارس خلفه ابنه محمود الأول والذي نازعه في الحكم اخوانه الثلاثة برقي يروق في العراق, محمد الأول في بغداد و أحمد سنجر في خرسان.

تفكك أملاك السلاجقة أتاح الفرضة للنجاح غير المتوقع للحملة الصليبية الأولى التي أتت بعد هذا التفكك بفترة وجيزة في 1096.


سبقه
ألپ أرسلان
سلطان السلاجقة العظام
10721092
تبعه
محمود الأول السلجوقي


المصادر

  • "ملكشاه.. قمة ازدهار السلاجقة". إسلام أون لاين.
  • در الدين الحسيني: أخبار الدولة السلجوقية ـ تحقيق محمد إقبال ـ لاهور ـ 1933م.
  • عبد المنعم محمد حسنين: إيران والعراق في العصر السلجوقي ـ دار الكتب الإسلامية ـ القاهرة ـ 1402 هـ= 1982م.
  • عصام عبد الرؤوف الفقي: الدول الإسلامية المستقلة في الشرق ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1987م.
  • حسن أحمد محمود وأحمد إبراهيم الشريف: العالم الإسلامي في العصر العباسي ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1977م.
  • حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلامي الديني والسياسي والثقافي ـ دار الجبل ـ بيروت ـ 1991م.

الهامش


ملكشاه
وُلِد: 1055 توفي: 19 November 1092
ألقاب ملكية
سبقه
Alp Arslan
Sultan of the Seljuq Empire
1072-1092
تبعه
Mahmud I