العلاقات السعودية العمانية

العلاقات السعودية العمانية
Map indicating locations of Oman and Saudi Arabia

عُمان

السعودية

العلاقات السعودية العمانية، هي العلاقات التاريخية والحالية بين سلطنة عمان والسعودية. لعمان سفارة في الرياض وقنصلية في جدة، وللسعودية سفارة في مسقط. تربط بين البلدين علاقات تاريخية. كلاهما عضوان في مجلس التعاون الخليجي. يتشارك البلدان [[الحدود السعودية العمانية|حدوداً طويلة، الثانية بعد الحدود السعودية اليمنية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

تُشكل وسلطنة عمان جزءاً حيوياً لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية المنظومة الخليجية العربية حيث تتمتع الدولتان بعلاقات جيدة، وتشتركان بروابط الدين والقومية والجوار.[1] دعمت السعودية في منتصف ستينات القرن العشرين وأوائل السبعينات الجبهة الشعبية لتحرير عُمان التي اتخذت من مدينة ظفار العُمانية مسرحاً لعملياتها. وثارت آنذاك على والد السلطان قابوس. ومنذ وصول السلطان قابوس إلى الحكم اعتمدت سلطنة عمان سياسة مستقلّة ومتعدّدة الأقطاب. في عام 1981 أُسّس مجلس التعاون الخليجي وضمّ المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر. في نهاية عام 2013 واجهت سلطنة عمان السعودية وعارضت مشروعها لتوحيد دول مجلس التعاون الخليجي، واصفةً المشروع بأنه محاولة للهيمنة السعودية على الخليج العربي.[2]


الحرب السعودية العمانية

لم يقتصر تقدم الوهابيين على العمليات الحربية في الحجاز وشمال شرقي الجزيرة العربية في بداية العقد الول من القرن التاسع عشر . فقد تمكنوا من فرض سيطرتهم تدريجيا على كل الساحل العربي للخليج بما فيه البحرين وتغلغلوا في أعماق عمان أكثر فأكثر .

كان سكان عمان مكونين من مجموعتين من القبائل: الإباضية الهناوية وسنة الغفري. وكان الصراع بين هاتين المجموعتين قد حدد تاريخ عمان طوال القرون. وهو الذي سهل تغلغل الوهابيين إلى هذه البقاع. ونشير، دون أن ندخل في التفاصيل، إلى أن سلطان، أحد أبناء أحمد بن سعيد زعيم وإمام الإباضية الذي طرد الفرس من عمان في عام 1744، صار حاكما لمسقط في عام 1793. ولكن سلطان لم يعتبر زعيما روحيا (إماماً)، وأدى ذلك إلى إضعاف سلطته. وعلى الساحل العماني من الخليج، وهو ساحل تخترقه الروافد والخلجان والمرافئ الملائمة، كانت تعيش قبائل أخرى تمارس التجارة البحرية والقرصنة وصيد اللؤلؤ والأسماك. كانوا من أهل السنة وكانوا منعزلين عن الهناوية وعن الغفري. وفي عام 1801 شن سلطان بن أحمد حملة على البحرين. وطلب سكان البحرين النجدة من الدرعية. وطرد الوهابيون المسقطيين وألحقوا بهم خسائر فادحة، ولكنهم جعلوا البحرين تابعة لدولة السعوديين.

وقبل ذلك بقليل بعث عبد العزيز إلى عمان نسخة من مؤلف لمحمد بن عبدالوهاب، وطالب بتبني المذهب الوهابي والخضوع لسلطة الدرعية. وفهم العمانيون، وأغلبهم من الإباضية، مضمون الكتاب بشكل فريد. فقد كتب المؤرخ العماني ابن رزيق ما معناه أن هذا الكتاب يحلل قتل جميع المسلمين غير المتفقين مع محمد بن عبدالوهاب والاستيلاء على أملاكهم واستعباد أبنائهم واستحلال نسائهم دون موافقة أزواجهم. ورفض الإباضية مطالب الوهابيين، إلا أن الغفري تحالفوا مع إمام الدرعية.

وورد في (لمع الشهاب) أن الوهابيين في العقد الأخير من القرن الثامن عشر بدأوا بالحملات على عمان بقيادة مطلق المطيري وإبراهيم بن عفيصان وحولوا مجموعة واحات البريمي إلى قاعدة لهم . وكانت البريمي ملتقى لطرق القوافل المؤدية إلى شواطئ الخليج العربي وخليج عمان والجبل الأخضر.

وفي عام 1800-1801 قام جيش الوهابيين بحملة موفقة على عمان قادها سالم الحرق أحد مملوكي عبد العزيز. وأقسم صقر حاكم مدينة رأس الخيمة التي هي مرفأ هام من الناحية الاستراتيجية ومركز لقبيلة القواسم يمين الولاء للوهابيين. ووقعت تحت سيطرتهم المشيخات والإمارات الصغيرة الأخرى على شاطئ الخليج العربي.

وغدا حاكم مسقط سلطان في تبعية للدرعية. حاول أن ينظم المقاومة ضد الوهابيين فصمم على تقوية الصلات مع والي بغداد الذي كان مبعوثوه يحرضونه من زمان على محاربة العدو المشترك. وفي أواخر عام 1804 توجه شخصياً مع أسطول إلى البصرة. وفي طريق العودة إلى مسقط نشبت معركة مع أسطول رأس الخيمة قتل فيها سلطان.

وعاد إلى مسقط قريبه بدر الذي كان منفيا إلى الدرعية مؤهلا بأن يركز أقدامه بمساعدة حماته الوهابيين . وبقى على دست الحكم عدة سنوات وحاول غرس المذهب الوهابي ولكن دون نجاح كبير. فإن أبناء سلطان بن أحمد ثاروا في عام 1807 وأزاحوا بدراً. وفي البداية التزم حاكم مسقط الجديد سالم ومن بعده أخوه سعيد بالخضوع للسعوديين ، ولكنهما رفضا فيما بعد دفع الأتاوات وأخذا يستعدان للعمليات الحربية. وطلب سعيد النجدة من الشاه الفارسي فأرسل إليه هذا بضعة آلاف من الجنود. وفي 1808-1809 بدأ المسقطيون مع حلفائهم من صحار العمليات الحربية ضد رأس الخيمة ولكنهم أعلنوا عن خضوعهم للسعوديين بعد أن فقدوا عدة آلاف من الأشخاص .

وغدا سكان الساحل العماني للخليج العربي، وخصوصا قبيلة القواسم الذين توحدوا تحت سلطة السعوديين وكفوا عن الحزازات الداخلية، قوة كبيرة راح أسطولها المكون من بضع مئات من السفن الكبيرة والصغيرة يجوب الخليج سيدا فيه. وفرضوا الرسوم والضرائب ونهبوا السفن التجارية العائدة لشركة الهند الشرقية والتي تمخر البحر بين بومباي والبصرة.

ونعيد إلى الأذهان أن المؤرخين الغربيين يركزون على (الطابع القرصني) المزعوم لسكان ساحل الخليج العربي. إلا أن الحقيقة هي أنهم كانوا يعيشون بالدرجة الأولى على الملاحة البحرية التجارية (دون أن يستنكفوا عن القرصنة إذا سنحت الفرصة) وكانوا يعتبرون السفن البريطانية منافسة فتاكة لهم. وينبغي على الأكثر اعتبار (قرصنتهم) ضد السفن البريطانية حربا ضد القادمين غير المرغوب فيهم.

وقد اصطدم توسع إمارة الدرعية في عمان وساحل الخليج العربي مع المصالح البريطانية الاستعمارية . في أواخر القرن الثامن عشر ترسخت سيطرة بريطانيا نهائيا على الهند، حيث تمكنت بعد صراع دام قرنين تقريبا من التفوق على سائد منافسيها الأوروبيين. وكان الإنجليز قد سعوا على الإبقاء على الخليج العربي مفتوحا أمام تجارتهم وخاليا من نفوذ أية دولة يمكن أن تهدد الهند. وظلت فرنسا أخطر دولة عليهم في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ولذا اعتبرا الإنجليز المتمركزون في الهند حملة نابليون على مصر عام 1798 مظهرا للخطر القديم. ولم يغير انهزام الفرنسيين في مصر فيما بعد خططهم (المشكوك في إمكان تحقيقها) الرامية إلى التقدم نحو الهند عن طريق الشام والعراق والخليج العربي مثلاً.

وعلى تخوم القرنين الثامن عشر والتاسع عشر صار الوكلاء التجاريون البريطانيون في البلدان المرتبطة بالخليج العربي يتحولون الواحد تلو الآخر إلى ممثلين سياسيين. وفي عام 1798 وقعت بريطانيا معاهدة مع حاكم مسقط موجهة ضد الفرنسيين، ولكنها أرست بداية تبعية مسقط لبريطانيا. وبعد عامين وصل ممثل بريطانيا إلى المدينة.

وحاولت بريطانيا أن تقيم علاقات ودية مع حكومة السعوديين التي كانت تتقوى آنذاك. وكانت وكالة شركة الهند الشرقية التي كانت موجودة في البصرة في أواخر القرن الثامن عشر تبعت الهدايا دوما إلى سعود. وكانت للإنجليز مصلحة في دعم تجارتهم المنتعشة بين بومباي والبصرة، وكذلك في سلامة الطريق البريدي من الهند إلى الشام عبر البصرة. وحاولوا إقناع الوهابيين بعدم المساس بسعاة البريد من البصرة إلى حلب. بيد أن الإنجليز لم يكونوا يتورعون كذلك عن استخدام القوات العسكرية. فإن الفصيل الوهابي الذي اقترب في عام 1798-1799 من الوكالة البريطانية المتواجدة آنذاك في أراضي الكويت الحالية قد تراجع أمام مدافع سفينة حربية بريطانية. وبغية تسوية النزاع على نحو ما وصل إلى الدرعية رينو ممثل شركة الهند الشرقية. وكان يريد الحصول من الوهابيين على ضمانات للمصالح البريطانية في الخليج العربي. ولكنه لم يبلغ مقصده. وحاول الإنجليز في عام 1805 أن يفرضوا الحماية على الكويت إلا أن أميرها عبد الله الصباح فضل أن يبقى مستقلا.

وفي العقد الأول من القرن التاسع عشر شنت السفن الحربية البريطانية عمليات حربية مباشرة ضد أسطول عرب عمان، وفي عام 1805 شنت أول حملة على القواسم. وغدا المسقطيون حلفاء طبيعيين للإنجليز. وفي عام 1809 زحف سعيد بن سلطان بقواته وأسطوله الذي قاده ضابط إنجليزي على رأس الخيمة. وتوجهت إليها عمارة حربية بريطانية. وقام الإنجليز بإنزال قواتهم بعد أن دحروا أسطول العمانيين الضعيف التسليح. وأزالوا المدينة من سطح الأرض ودمروا كل المستودعات وأحواض بناء السفن وقتلوا السكان المحليين. وكانت هزيمة حلفاء السعوديين وأتباعهم ضربة شديدة للدرعية.

وأخذ حاكما البحرين والزبارة من آل خليفة يبديان تذمرهما من سلطة الوهابيين فاقتيدا إلى الدرعية رهينتين. وهرب أبناؤهما إلى مسقط وطلبوا النجدة من الإنجليز. ودمرت السفن الحربية البريطانية حامية الوهابيين في الزيارة ثم في المنامة. وأخفقت محاولات الدرعية لاستعادة سلطتها في البحرين مع أن البحرانيين ظلوا يدفعون جزية ما إلى السعوديين.

وبعد جلاء الإنجليز من رأس الخيمة عمرها سكانها من جديد. ورغم تدمير رأس الخيمة مجددا في عام 1816 فقد تمكن القواسم في العام التالي من جمع قوات بحرية كبيرة نسبياً وظهروا على بعد 70 ميلا عن بومباي. ولكن تلك الأحداث جرت فيما بعد.

في مطلع القرن التاسع عشر سعى الإنجليز إلى فرض سيطرتهم على البحر في هذه المنطقة. ولم تكن سياستهم آنذاك تنص على تدخل نشيط في الأحداث في الجزيرة العربية. فلم تكن قوى الإنجليز كافية لهذا الغرض، ثم إن المكافأة التي يتوقعونها في صحاري الجزيرة ضئيلة للغاية. وكان خصومهم الفرنسيون قد أبعدوا عموما عن مسرح الجزيرة مع أن نابليون، كما يعتقد المؤرخ التركي المعروف عبد الله جودت، كان بوسعه أن يقيم اتصالا مع السعوديين. إلا أن فرنسا كانت مشغولة في مسارح العمليات الحربية الأوروبية، ثم إن الفرنسيين فقدوا في عام 1810 جزيرة موريشيس القاعدة الرئيسية لأسطولهم في المحيط الهندي.

وقد بلغ نفوذ الوهابيين في عمان أوجه في عهد القائد العسكري السعودي مطلق المطيري في بداية العقد الثاني من القرن التاسع عشر. وبالرغم من الدعم البريطاني اضطر حاكم مسقط سعيد بن سلطان لدفع 40 ألف ريال إلى أمير الدرعية. ويبدو أن الوهابيين توغلوا في نفس تلك الفترة إلى الجنوب الغربي، إلى ما وراء مسقط، واقتحموا حضرموت، حيث كان أوائل المبشرين الدرعيين قد وصولا في عام 1803-1804. ولم تكن جهودهم الدعائية موفقة آنذاك، إلا أن حضرموت دفعت هذه المرة الجزية إلى الدرعية. غير أن مطلق المطيري قتل في عام 1813 خلال مناوشة غير كبيرة. وفي تلك الأثناء بدأ الغزو المصري للجزيرة، فأخذ الوهابيون يسحبون قواتهم من عمان. وكان بعد هذا البلد وعداء الإباضية للوهابية ومقتل القائد العسكري الموهوب مطلق وغزو المصريين للحجاز والإجراءات المضادة التي اتخدتها بريطانيا – كل تلك العوامل أعاقت توسع إمارة الدرعية في جنوب شرقي الجزيرة.


القرن 21

محمد بن سلمان يستقبل السلطان هيثم بن طار في مطار نيوم، 11 يوليو 2021.


في 11 يوليو 2021، وصل السلطاني العماني، هيثم بن طارق إلى مطار خليج نيوم في السعودية، في زيارة دولة تستغرق يومين. واستقبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هيثم بن طارق، وسط مراسم كبيرة وضخمة، إذ حلقت الطائرات استعراضاً، وأطلقت طلقات المدفعية، إذ أن هذه الزيارة هي أول زيارة خارجية له منذ تقلده الحكم.[3]



النزاعات الحدودية

واحة البريمي

موقع منطقة البريمي على خريطة عمان

تمثّل التنافس بين القوى السياسية بشبه الجزيرة العربية على واحة البريمي منذ القرن السابع عشر الميلادي بين القواسم وأمراء ساحل عُمان ومشايخها وبين سلطنة مسقط وأئمة الإباضية في عُمان الداخلية وبين بريطانيا، كان كل طرف من هذه الأطراف يعمل لصالحه ويغير تحالفاته بحسب الأحوال. منذ عام 1793 دخل السعوديون طرفًا في التنافس والنزاع، وذلك مع وصول النشاط العسكري السعودي إلى الواحة وبداية علاقات الدولة السعودية الأولى في (1774 - 1818) مع إقليم عمان، ولقيت القوات السعودية مقاومة عنيفة من دولة آل بوسعيد في مسقط ومن أغلب قبائل عُمان، كما لقيت بعض العون والتأييد من المعارضين لحكم دولة آل بوسعيد الذين استعانوا بهم في الصراع ضد الخصوم. لكن هذا التدخل العسكري السعودي وذلك النفوذ السعودي انحسر عام 1819 بعد زوال الدولة السعودية الأولى وسقوط عاصمتها الدرعية بيد والي الدولة العثمانية في مصر محمد علي باشا، وأعقب هذا الانحسار بروز النزاع على الواحة بين الشيخ سلطان بن صقر القاسمي شيخ القواسم مع عشيرة النعيم المتصلة بصلة القربى مع القواسم، وبين سلطان مسقط سعيد بن سلطان المستند إلى تأييد بريطانيا.

عاد السعوديون إلى الظهور قوة منافسة جديدة على الواحة للمرة الثانية في عهد الدولة السعودية الثانية (1824 - 1891)، واستطاعوا مدّ نفوذ مؤقت إليها في فترات قصيرة متقطعة، في وجه مقاومة سلطان مسقط وحلفائه الإنجليز وتحفظات شيوخ القواسم والعجمان وأبوظبي في البريمي، ولما قامت الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1902 م في نجد امتد حكمها إلى ساحل الإحساء وأرض الحجاز، وظهرت مطالبهم بالامتداد شرقاً من جديد، وتمسك الإنكليز المهيمنون على عمان وساحل عمان (الإمارات العربية المتحدة لاحقًا) كون خور العديد في جنوب قطر الحد الفاصل بين إمارة أبو ظبي والدولة السعودية، وذلك في أثناء مفاوضات التي حدثت في الفترة (1934 - 1938) المتعلقة بموضوع الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية للمملكة العربية السعودية، وهي المفاوضات التي لم تتطرق قط إلى البريمي، وعلى العكس من ذلك فإن الإنجليز كانوا حريصين على مقاومة أي امتداد عسكري سعودي جديد في اتجاه أرض عُمان.

أثارت قضية البريمي بعد الحرب العالمية الثانية خلافاً شديداً بين الأطراف المتنازعة، وطرحت المملكة العربية السعودية، حقها بملكية هذه الأراضي، في حين عجل البريطانيون باتخاذ إجراءات مضادة باسم حاكم أبوظبي، وكان ظهور النفط في أراضي عُمان سبباً أساسياً في تعمق الخلاف وتضخمه، وقيام انتفاضة عدة قبائل عام 1950 ضد التدخل في شؤون الإمامة، التي أخمدها الإنجليز وقوات سلطان مسقط. صارت إمامة عمان في مستهل الخمسينات بعد كشف احتياطيات بترولية كبيرة فيها، ميدانياً لصراع تنافسي حاد بين بريطانيا التي مارست الضغط على الإمامة عن طريق سلطنة مسقط وإمارات ساحل عُمان (الإمارات العربية المتحدة فيما بعد) عام 1970 وبين المملكة العربية السعودية. في حزيران 1952 استولى الجيش السعودي على واحة البُريمي مع كل الاتفاقات السابقة، فردت بريطانيا في مطلع 1954 بهجوم استعادت به الواحة باستخدام فصائل مسلحة من سلطنة مسقط ومشيخة أبو ظبي وبقيادة ضباط وفنيين بريطانيين، وخيَّم شبح الحرب على المنطقة، ثمّ تُوصِّلَ في تموز 1954 إلى اتفاقية تسوية سلمية للخلاف، وتقرر رسميًا أن ينقب البريطانيون عن البترول في القسم الشمالي من الواحة في حين ينقب الأمريكيون عنه في القسم الجنوبي من الواحة، أما بشأن واحة البُريمي فإن الدول الثلاث التي تنازعت على سيادتها توصلت فيما بينها إلى حلٍ للمشكلة عام 1971، اقتضى إلحاق ثلاث قرى منها بسلطنة عُمان وهي البريمي وصعرة وحماسة، والسبع الباقيات تبعت دولة الإمارات العربية المتحدة وضمت إلى مدينة العين.[4][5]

العلاقات الاقتصادية

أظهرت بيانات صدرت خلال العام 2013، أن التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان 12.3 مليار ريال، منها 6.4 مليار ريال صادرات سعودية، مقابل 5.9 مليار ريال واردات سعودية من سلطنة عٌمان، بفائض ميزان تجاري قدره 509 ملايين ريال لمصلحة السعودية. ويشكل التبادل التجاري بين السعودية وسلطنة عُمان 0.6 في المائة من التبادلات التجارية بين السعودية والعالم في 2013.[6][7] تقيم سلطنة عمان معرض المنتجات العمانية أوبكس في أحد مدن المملكة العربية السعودية، وذلك بشكل سنوي ابتداءً من عام 2012.[8]

يُدشن في عام 2016 الطريق والمنفذ الجديد الذي يربط المملكة العربية السعودية بسلطنة عُمان عبر الربع الخالي، يمتد الطريق السريع عبر منطقة الربع الخالي بطريق طوله 566 كيلومترا، حيث يختصر قرابة 800 كيلو متر، ويبدأ من طريق حرض البطحاء ويستمر باتجاه حقل الشيبة بطول 319 كلم، ثم يتجه نحو المنفذ الحدودي مع سلطنة عمان بطول 247 كلم. بلغت تكلفة إنشاء الطريق 945.6 مليون ريال (حوالي 252.2 مليون دولار) ، نظراً لكون الطريق يمر في معظمه بكثبان رملية هائلة، فقد اشتملت الأعمال على رفع وإزاحة وتسوية تلك الكثبان بكميات كبيرة، بالإضافة إلى الأعمال الإنشائية وفق المواصفات المعتمدة. يعتبر هذا الطريق الوحيد الذي يربط السعودية بسلطنة عمان، ثاني أكبر دول الخليج العربي من حيث المساحة، مباشرة دون المرور بدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك من خلال مروره بالربع الخالي.[9][10]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مشروع الوحدة الخليجية

في عام 2011 أعربت سلطنة عمان رفضها لمشروع الوحدة الذي تبنته السعودية في القمة الخليجية. وبعدها بسنتين أعلن يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في القيادة العُمانية، في منتدى الأمن الخليجي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة في ديسمبر 2013، أنَّ سلطنة عُمان لن تكون جزءًا من الاتحاد الخليجي في حال قيامه، ولوح بانسحاب سلطنة عمان من مجلس التعاون الخليجي فيما إذا أصرت دول الخليج العربية على المضي قدمًا في مشروع الوحدة. ترى عُمان أنَّ التصدي لإيران هو السبب الأكثر حضورًا وإلحاحًا وراء طرح مشروع الاتحاد الخليجي بقوة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الكويت في ديسمبر 2013، وذلك بعد التوصل لاتفاق بين إيران من جهة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا من جهة أخرى. أي أن المحرك الرئيسي لمشروع الاتحاد الخليجي، خارجي في جوهره وهو التوجس من إيران ونفوذها ومشروعها الثوري، وسلطنة عُمان لا تشاطر دول الخليج العربية الأخرى هذا التخوف.[11][12]

مرئيات

محمد بن سلمان يستقبل السلطان العماني هيثم بن طارق
في مطار نيوم، 11 يوليو 2021.

المصادر

  1. ^ العلاقات السعودية مع عمان السفارة السعودية في سلطنة عمان. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2017-07-03 at the Wayback Machine
  2. ^ العلاقات العُمانية ـ السعودية: إيران ثمّ سورية البناء، 8 أغسطس 2015. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2017-10-01 at the Wayback Machine
  3. ^ "محمد بن سلمان يستقبل سلطان عمان هيثم بن طارق في مطار خليج "نيوم" ضمن مراسم ضخمة (فيديو)". روسيا اليوم. 2021-07-11. Retrieved 2021-07-11.
  4. ^ البريمي الموسوعة الشاملة اطلع عليه في 31 أغسطس 2015 Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  5. ^ نتائج الاتفاقية التي وُقِّعَت بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية قاعدة معلومات الملك خالد. اطلع عليه في 31 أغسطس 2015 Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine[وصلة مكسورة]
  6. ^ 144 مليار ريال التبادل التجاري بين السعودية ودول الخليج .. نصفه للإمارات صحيفة الاقتصادية، 25 مايو 2014. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2014-06-30 at the Wayback Machine
  7. ^ 100 شركة عمانية تكشف عن أحدث منتجاتها في جدة.. اليوم صحيفة الرياض، 18 مايو 2015. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2016-02-06 at the Wayback Machine
  8. ^ رئيس غرفة عمان لـ «اليوم»: تحالف سعودي عماني لتصدير المواد الخام إلى الدول العالمية صحيفة اليوم، 20 نوفمبر 2014. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 "نسخة مؤرشفة". Retrieved 27 يناير 2016. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  9. ^ افتتاح الطريق البري بين "السعودية- عُمان" الشهر المقبل صحيفة عاجل، 06 سبتمبر 2015. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2017-07-18 at the Wayback Machine
  10. ^ 945 مليون ريال لطريق بري بين السعودية وعُمان العربية نت، 09 سبتمبر 2015. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2017-02-21 at the Wayback Machine
  11. ^ قراءة في رؤية عُمان لقضيتي التقارب مع إيران والاتحاد الخليجي مركز الجزيرة للدراسات، 08 يناير 2014. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2016-02-24 at the Wayback Machine
  12. ^ نقاش رفض عُمان للاتحاد الخليجي وتوسع درع الجزيرة يحتدم بتويتر سي إن إن بالعربية، 08 ديسمبر 2013. وصل لهذا المسار في 27 يناير 2016 Archived 2016-12-12 at the Wayback Machine

وصلات خارجية