البروتستانتية والعلم

مكتبة جامعة كولومبيا، والتي كانت من معاقل البروتستانت، أثرت البروتستانتية على انتشار الأبحاث العلمية.[1]

يرى عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن ظهور البروتستانتية كان لها أثر كبير في نشوء الثورة العلمية،[2] وكأحد الأسباب التي أدت إلى الثورة العلمية خاصًة في انكلترا وألمانيا، فقد وجدوا علاقة ايجابية بين ظهور حركة التقوى البروتستانتية والعلم التجريبي.[3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أطروحة ميرتون

روبرت بويل، عالم بروتستانتي تقي ومن أبرز أعلام الثورة العلمية.[4]
غيرهارد إرتل، حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء وهو بروتستانتي تقي.[5]

استنادًا إلى روبرت ميرتون فإن العلاقة بين الانتماء الديني والاهتمام بالعلم هو نتيجة لتضافر كبير بين القيم البروتستانتية وتلك في العلوم الحديثة.[6] وقد شجعت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح بالعلم لتحديد تأثير الله على العالم، وبالتالي يتم تقديم مبررات دينية لأغراض البحث العلمي.[3] وتاريخيًا فالبروتستانتية لم تدخل في صراع مع العلم.[7] وكان روبرت ميرتون قد أسند نظريته بسبب كون أغلب العلماء في الجمعية الملكية وهي من المؤسسات العلمية المرموقة من البروتستانت.[2] وكانت قد سبقه عدد الباحثين في اعتبار أخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[8] وسبب لتطور المجتمع اقتصاديًا ودافع لتطوير العلوم وواحدة من المحركات الدافعة لبنية المجتمع العلمي، كون البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة والمعرفة والعقل.[9][10]


البروتستانت وجائزة نوبل

وجد الخبير الاقتصادي جون هوللي الذي عمل مع البنك الدولي في كتابه مذنب، يهود ومسيحيون أن 86% من جوائز نوبل بين الأعوام 1901 و1990 كانت من نصيب البروتستانت واليهود، حصل البروتستانت على 64% من جوائز نوبل مقارنة مع 22% من اليهود، على الرغم من أن نسبة البروتستانت في العالم هي 7.0%.[11] في حين وجدت دراسة أخرى لشيربي أودلبرغ عام 2000 أنّ 35% من الحائزين على جائزة نوبل هم من البروتستانت أو من خلفية مسيحية.[12] ذكرت دراسة نُشرت في كتاب النخبة العلميّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة أنّ 60% الحائزين على جائزة نوبل في الطب في الولايات المتحدة بين الأعوام 1901-1972 هم من خلفية بروتستانتية، ويشكل العلماء من الخلفية البروتستانتية نسبة 84.2% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء بين الأعوام 1901-1972، ويشكلون أيضًا نسبة 58.6% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل في الفيزياء. [13] تشير الدراسة أيضًا الى أنّ 70.3% من النخبة العلميّة في الولايات المتحدة من خلفية بروتستانتية مقابل 20% من خلفية كاثوليكية و9.3% من خلفية يهودية؛ يذكر أنّ حوالي 60.9% من نخبة الأطباء في الولايات المتحدة هم من خلفية بروتستانتية، فضلًا عن 74.1% من نخبة علماء الكيمياء و68.2% من نخبة علماء الفيزياء هم من البروتستانت.[13]

أداء البروتستانت في اختبار سات SAT

وفقًا لدراسة نشرتها وال ستريت جورنال وجدت أن ستة طوائف بروتستانتية تتصدر قائمة أولى العشرة طوائف دينية التي حصلّت على أفضل اداء في اختبار سات SAT على مستوى الولايات المتحدة.[14]

الكويكرز في العلوم

جمعية الأصدقاء الدينية أو الكويكرز شجعت على القيم العلمية والمواهب العلمية، عرفت الطائفة حضور هام للعلماء من حيث حضور العلماء هو أعلى لديهم مقارنة مع طوائف وديانات أخرى كما وقد برز عدد كبير منهم في الجمعية الملكية البريطانية وجوائز نوبل وبنسبة تفوق نسبتهم السكانية.[15] وبحسب عدد من الدراسات منها دراسة في كتاب الدين والذكاء لآرثر رايسترك، أظهرت الدراسات علاقة إيجابية بين الكويكرز وارتفاع معدل الذكاء.[16] [17]

يعود بروز جمعية الأصدقاء الدينية المعروفين أيضًا بالكويكرز في العلوم بسبب القيم التي حملها هذا المذهب في تشجيع المواهب العلمية. وقد أشار ديفيد هاكيت فيشر ذلك في كتابه بذور البيون من نظرية اقترحها في أن الكويكرز في الولايات المتحدة يفضلون "دراسة مميزة" عن الدراسات التقليدية الشعبية مثل اللغة اليونانية أو اللغة اللاتينية وكثيرًا ما ارتبط الكويكرز مع النخبة الثقافية في الولايات المتحدة.[18] وتقترح نظرية أخرى سبب ذلك إلى تجنبهم الكهنوت واعطائهم مكانة خاصة للتعليم مما أعطاهم مزيدًا من المرونة في الاستجابة للعلم.[19] ومن الأسماء التي لمعت في مجالات علمية جون دالتون وتوماس هودجكن وتوماس يونج وهنرييتا سوان ليفيت وكاثلين ونسديل، العالمة في دراسة البلورات بالأشعة السينية وفردريك سانغر عالم كيمياء حيوية الذي تحصل مرتين على جائزة نوبل في الكيمياء.

الانتقادات

تَعرّض الجزء الأول من أطروحة ميرتون للنقد من قبل بعض علماء الإجتماع الذين وجدوا أن النظرة لدور علم الرياضيات والفلسفة الميكانيكية في الثورة العلمية غير كفاية. وقد أنتقَد أيضًا بعض علماء الإجتماع الجزء الثاني الذي يتعلق بتأثير وإحتكار البروتستانت للثورة العلمية. إذ أثّر عدد كبير من العلماء الكاثوليك أمثال كوبرنيكوس، ليوناردو دا فينشي، ديكارت وجاليليو وغيرهم على الثورة العلمية بشكل لا يقل شئنًا عن العلماء البروتستانت.[2][9][10]

على الرغم من أن البروتستانتية تاريخيًا لم تدخل في صراع مع العلوم الا أنّ بعض القضايا مثل نظرية الخلق، تطور، والخلايا الجذعية، وتنظيم النسل من القضايا أثارت جدلًا في علاقة الدين مع العلوم.[20] إحد أبرز هذه القضايا الجدليّة والحديثة نسبيًا هي نظرية نظرية النشوء والارتقاء إذ حارب ناضلت الانجيلية التي تؤمن في نظرية الخلق من أجل تدريسها في المدارس الحكومية، وشكلّت محاكمة المدرس جون سكوبس ذروة الصراع بين الداروينين وأتباع الكنائس الانجيلية، وتركزت هذه القضية التي وقعت في دايتون بولاية تنيسي عام 1925، على اتهام مدرس يسمى جون توماس سكوبس بخرق قانون الولاية الذي كان يحرّم تدريس نظرية النشوء والارتقاء في المدارس العامة. ما أثار جدلًا عنيفًا وبخاصة أن هذه النظرية تعتبر مخالفة للتعاليم الدينية بحسب المتدينين.

مراجع

  1. ^ McCaughey, Robert (2003). Stand, Columbia : A History of Columbia University in the City of New York. New York, New York: Columbia University Press. p. 1. ISBN 0231130082. {{cite book}}: |access-date= requires |url= (help)
  2. ^ أ ب ت Gregory, 1998
  3. ^ أ ب Sztompka, 2003
  4. ^ Deem, Rich (2005). "The Religious Affiliation of Robert Boyle the father of modern chemistry. From: Famous Scientists Who Believed in God". adherents.com. Retrieved 2009-04-17.
  5. ^ Till Weishaupt (Dezember 2007). "Glauben Sie an Gott?". Cicero. Retrieved 2008-06-05. Translated from German: Oh, yes, I believe in God. (...) I am a Christian and I try to live as a Christian (...) I read the Bible very often and I try to understand it. {{cite news}}: Check date values in: |date= (help)
  6. ^ Becker, 1992
  7. ^ John William Draper, History of the Conflict Religion, D. Appleton and Co. (1881)
  8. ^ Kiely, Ray (Nov 2011). "Industrialization and Development: A Comparative Analysis". UGL Press Limited: 25-26.
  9. ^ أ ب Ferngen, 2002
  10. ^ أ ب Porter & Teich 1992
  11. ^ JEWS AND PROTESTANTS WIN VAST MAJORITY OF NOBEL PEACE PRIZES!!
  12. ^ An Ethical and Intellectual Profile of Atheists
  13. ^ أ ب Scientific Elite: Nobel Laureates in the United States
  14. ^ مقارنة معدل الذكاء بين اليهود والاسقفيون البروتستانت (بالإنجليزية)
  15. ^ الكويكرز والعلوم (بالإنجليزية)
  16. ^ العرق والذكاء (بالإنجليزية)
  17. ^ ارتفاع معدل الذكاء بحسب الديانات (بالإنجليزية)
  18. ^ Quakers in Science and Industry by Arthur Raistrick. ISBN 1-85072-106-8
  19. ^ Thomas, Anne (24 April 2000), This I Know Experimentally, Spring 2000 Monday Night Lecture Series: Science and Religion, Pendle Hill (published 6 October 2003), Archived from the original on 10 November 2005, http://web.archive.org/web/20051110024157/http://www.pendlehill.org/Lectures+and+Writings/spring2000_424.html, retrieved on 29 June 2009 
  20. ^ Ronald Numbers (Lecturer) (May 11 2006). Myths and Truths in Science and Religion: A historical perspective (Video Lecture). University of Cambridge (Howard Building, Downing College): The Faraday Institute for Science and Religion. {{cite AV media}}: Check date values in: |date= (help)

انظر أيضًا

تمّ الاسترجاع من "https://www.marefa.org/w/index.php?title=البروتستانتية_والعلم&oldid=2099950"