خورشيد پاشا

(تم التحويل من أحمد خورشيد باشا)
خورشيد أحمد باشا
Hurşid Ahmed Pasha
Hoursit.jpg
خورشيد باشا، رسم من القرن التاسع عشر.
وُلِدَالقرن 18
توفي30 نوفمبر 1822
سبب الوفاةالانتحار بالسم
المهنةالصدر الأعظم للدولة العثمانية (1812-1815)
بايلرباي مصر (1804-1805)
بايلرباي البوسنة (1815- )
بايلرباي روملي
الزوجأسماء (المفضلة وشقيقة السلطان) و أسيتسا و فاطمة و عائشة

خورشيد باشا Hurşid Ahmed Pasha (ت. 1822)، كان قائد عام وصدر أعظم عثماني من أصل جورجي في القرن التاسع عشر.[1] [2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد خورشيد في جورجيا من أصل جورجي، وكان والده قس مسيحي أرثوذكسي يعاني من جنون الارتياب.[3][4] وقد أُخـِذ إلى اسطنبول يافعاً، حيث بيع إلى حسن باشا جزايرلي. وتحول إلى الإسلام (حسب نظام الدڤشيرمه) والتحق بالإنكشارية فتميز بفضل قدراته العسكرية وبتوصيات الجزايرلي. انتقل إلى العمل مع أمير البحار محمد خسرو پاشا في فلسطين ضمن الحملة العثمانية ضد ناپليون (بالتعاون مع الإنگليز). ثم عمل في حرس السلطان. وهناك حاز إعجاب السلطان محمود الثاني فتولى عدداً من المناصب المرموقة.


مصر (1801-05)

عـُيـِّن خورشيد باشا عمدة للإسكندرية بعد جلاء الفرنسيين عن مصر 1801،[5]

ثم عينه الباب العالي والياً على مصر عام 1804. لم يكن مطمئناً لموقف محمد علي؛ فأراد التخلص منه لأنه مصدر خطر لإكتسابه ثقة الشعب فطلب خورشيد باشا من السلطان العثماني سحب وإستدعاء فرق الألبان والأرناؤوط إلى إسطنبول، ورفض محمد علي تنفيذ ذلك بتأييد من العلماء، فطلب خورشيد باشا من محمد علي التوجه إلى الصعيد لإبعاده عن القاهرة، كما طلب من السلطان العثماني إرسال فرق عسكرية لدعم سلطة الحكم، فأرسل له السلطان فرقاً عرفت بالـ"دولاه" (الدالاتية) قامت بأعمال نهب وسلب ضد الأهالي.

غضب الشعب وزعماؤه وتوجهوا مع عمر مكرم إلي محمد علي لتوليته حكم مصر بشروطهم وغادر خورشيد باشا مصر عام 1805 متوجهاً إلى القصيص.

وفي كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار لمؤرخ ذلك العصر عبد الرحمن الجبرتي أنه في أول صفر 1220 هـ حضر سكان مصر القديمة نساء ورجالا إلي الجامع الأزهر يشكون ويستغيثون من الدالاتية، الذين أخرجوهم من مساكنهم وأوطانهم قهرًا، ولم يتركوهم يأخذون ثيابهم ومتاعهم بل ومنعوا النساء أيضا، ولم يستطيعوا التخلص منهم إلا بتسلق ونط من الحيطان. ركب المشايخ وصعدوا إلي القلعة حيث مقر خورشيد باشا وشرحوا له الحالة المتردية التي تعيشها البلاد والعباد فكتب فرمانًا للدالاتية بالخروج من الدور وتركها إلي أصحابها فلم يمتثلوا.

وخاطب المشايخ الوالي العثماني أحمد باشا خورشيد مرة أخري وأخبروه بعصيان الدالاتية فقال أنهم سيسافرون بعد ثلاثة أيام ، لكن المشاكل ازدادت ولم تتوقف أعمال السلب والنهب، فاجتمع المشايخ يوم الخميس بالأزهر وتركوا قراءة الدروس وخرج الأولاد الصغار يصرخون بالأسواق ويأمرون الناس بغلق الحوانيت وحصل بالبلدة ضجة ووصل الخبر إلي الباشا ، فأرسل مبعوثا إلي الأزهر لكن المشايخ كانوا قد انتقلوا إلي بيتهم لأغراض نفسانية وفشل مستمر فيهم، فذهب إلي بيت الشيخ الشرقاوي وحضر السيد عمر أفندي مكرم وغيره فكلموه ثم انصرف وعند خروجه رجمه الأولاد بالحجارة وسبوه وشتموه.

وفي الأحد الثاني عشر من صفر ركب المشايخ إلي بيت القاضي واجتمع به الكثير من المتعممين والعامة والأطفال حتي امتلأ الحوش والمقعد بالناس وصرخوا قائلين شرع الله بيننا وبين هذا الباشا الظالم وهتف الأولاد يا لطيف ومنهم من يقول يا رب يا متجلي أهلك العثملي ومنهم من يقول حسبنا الله ونعم الوكيل وغير ذلك.

وطلبوا من القاضي أن يرسل بإحضار المتكلمين في الدولة لمجلس الشرع، فحضر الجميع واتفقوا علي كتابة عرضحال بالمطالب الشرعية ففعلوا ذلك وذكروا فيه تعدي طوائف العسكر علي الناس وإيذاءهم، وإخراجهم من مساكنهم،

"الفساد الأمني"، وقبض مال الميري المعجل "سرقة المال العام" ومصادرة الناس بالدعاوي الكاذبة" فساد القضاء" وغير ذلك.

وفي الاثنين الثالث عشر من صفر أرسل خورشيد باشا رسالة إلي القاضي يرفق فيها الجواب ويظهر الامتثال ويطلب حضوره في اليوم التالي مع العلماء للتشاور معهم، فحمل الرسالة وذهب بها إلي السيد عمر مكرم لكنهم اتفقوا علي عدم التوجه إلي خورشيد باشا وغلب علي ظنهم أنها خديعة وفي عزمه شيء آخر لأنه حضر بعد ذلك من أخبرهم أنه أعد أشخاصًا لاغتيالهم في الطريق ونسبة هذه الجريمة لأوباش العسكر.

وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من صفر اجتمعوا ببيت القاضي ومعهم الكثير من العامة فمنعوهم من الدخول إلي بيت القاضي وقفلوا بابيه، ثم ركب الجميع وذهبوا إلي محمد علي باشا وقالوا له لا نريد خورشيد باشا حاكمًا علينا ولا بد من عزله من الولاية فقال ومن تريدونه يكون واليا قالوا لا نرضي إلا بك وتكون واليا علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير فامتنع أولا ثم رضي، وأحضروا له كركًا وعليه قفطان وقام السيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي فألبساه له وأرسلوا إلي أحمد باشا خورشيد الخبر بذلك فقال إني مولي من طرف السلطان فلا أعزل بأمر الفلاحين ولا أنزل من القلعة إلا بأمر من السلطنة.[6]

وعاشت مصر أياما متتالية من الفوضي والمواجهات، بين الشعب وخورشيد باشا حتي جاء الفرمان العثماني، بالاستجابة لمطالب الشعب بإسقاط خورشيد وتعيين قائد عساكره في مصر محمد علي واليا علي البلاد استجابة لرغبة الشعب.

حرب الساحل البربري الأولى

وبالتوازي مع الحصار كانت أمريكا تعمل من خلال قنصلها في تونس، وليام إيتون، على خطة لتغير نظام طرابلس عبر استمالة أحمد باشا القرة مانلي شقيق حاكم طرابلس يوسف.

كان أحمد باشا، المقيم في مصر، يعتبر نفسه أحق بالعرش من أخيه الأصغر الذي انقلب عليه وأقصاه عن الحكم، لينفرد به لوحده. فخطط الأمريكيون من خلال المبعوث الأمريكي إلى تونس، وليام إيتون، لإقناع أحمد القرة مانلي بأنهم قادرون على تتويجه على عرش طرابلس بعد التخلص من أخيه. غادر وليام إيتون الولايات المتحدة ومعه سبعة جنود أمريكان واتجهوا إلى رشيد بمصر، حيث التقى القنصل البريطاني بمصر، الذي أعطاه مساعد مصري، ثم نزل إيتون إلى القاهرة حيث قدم رشوة إلى والي مصر العثماني خورشيد باشا، وكانت أول رشوة لشخص أجنبي توافق عليها الحكومة الأمريكية. وأخبر إيتون خورشيد برغبته في اقناع أحمد القرمانلي بالتوجه مع القوة الأمريكية إلى ليبيا ليحل محل أخيه في حكم طرابلس. فسمح خورشيد باشا لإيتون وقوته بالبحث عن أحمد القرمانلي. ما أن وصلت أخبار بحث القوة الأمريكية عن أحمد القرة مانلي، حتى تولى الرعب قلب أحمد ظناً منه أنهم يريدون قتله. فطاردوه إلى الصعيد حتى ألقوا القبض عليه في المنيا، وهدأوا من روعه بإخباره أنهم لا يريدون به سوءاً، وبل يريدون تنصيبه حاكماً على طرابلس. فوافق وذهب معهم للهجوم على الجمهورية الطرابلسية. وتوقفوا في الإسكندرية حيث تمكنوا من تجنيد 250 شخصاً من مقاهي الإسكندرية من الطليان واليونان والعرب. وشكلوا ما سمي لاحقاً مشاة البحرية الأمريكية.[7]

الروملي

في 1808، عـُيـِّن خورشيد باشا حاكما (بايلرباي) على إيالة روملي.

قمع ثورات الصرب

Ćele kula (1883) بريشة Đorđe Krstić. عقب معركة چگار، أمر خورشيد باشا ببناء برج الجماجم من رؤوس قتلى الصرب، بالقرب من نيش، صربيا.

في مارس 1809، أُرسل خورشيد باشا إلى صربيا لقمع انتفاضة قرة دزوردزه پتروڤتش.

في 5 مارس 1812، حمل لقب الصدر الأعظم، واحتفظ به حتى 1 أبريل 1815. وعُين سر عسكر القوات العثمانية في صربيا، ونجح في قمع الثورة بعد استعادته بلگراد في أكتوبر 1813. في 1815 عُين حاكم على البوسنة ومن خلال منصبه قام بحملة نجح من خلالها في قمع الانتفاضة الصربية الثانية بقيادة ميلوش اوبرنوڤتش.

برج الجماجم

برج الجماجم هو نصب تذكاري بُني من جماجم 3,000 من الثوار الصرب الذين قضوا في معركة گاريگار، بالقرب من نيش.

المورة

في نوفمبر 1820، عـُين خورشيد باشا حاكما على ولاية المورة، ومقره في تريپوليتسا.

قمع ثورة علي باشا والثورة اليونانية

ضريح علي باشا في يوانينا.

في نوفمبر 1820 أصبح حاكم على موريا (المورة أو پلوپونز)، وكان مقره طرابلس وسر عسكر التجريدة الثورة التي قادها علي باشا في يانينا. قبل أن يغادر إلى يانينة، أزعجته شائعات ثورة محتملة تعتمل بين يونانيي المورة. إلا أن تلك المخاوف سرعان ما تبددت، حين زاره وفد من وجهاء اليونانيين في 8 نوفمبر 1820 في طرابلس المورة. وبذلك، ففي 6 يناير 1821، غادر طرابلس المورة متجهاً إلى الشمال، تاركاً خلفه خزينته وحريمه، وبقي نائبه (قائمقام) محمد صالح بقوة عديدها 1,000 ألباني لحفظ النظام. وبعد شهور قليلة، بينما كانت الجيوش العثمانية تحاصر يانينة، نشبت أولى انتفاضات حرب الاستقلال اليونانية.

على الفور أبلغ خورشيد السلطان بالأحداث، وبدون انتظار لتعليمات، واجه الأحداث بإرسال عمر ڤريونس و محمد پاشا كوسه لإخماد الثورة، أولاً في وسط اليونان ثم عـَبـَر إلى المورة لإخماد الانتفاضة في قلبها. وفي نفس الوقت، أرسل رئيس أركانه، مصطفى بك على رأس قوة من 3,000 رجل لدعم حامية طرابلس المورة. وبقي خورشيد نفسه في يانينة للإشراف على آخر مراحل الحصار. وبالرغم من رد فعله السريع، إلا أن خططه ما لبثت أن حاق بها الفشل: فقد فشل ڤريونس ومحمد كوسه في إخماد الثورة في وسط اليونان، بينما لم تكن تعزيزات مصطفى بك كافية لإنقاذ طرابلس، التي سقطت في يد اليونانيين بقيادة تيودوروس كولوكوترونيس بعد حصار مطوّل، في 23 سبتمبر 1821. وبالرغم من المذبحة المروعة التي تعرض لها مسلمو المدينة، إلا أن حريم خورشيد وجزء من خزانته لم يمسسهم سوء. وأخيراً، في يناير 1822، تمكن من قتل علي پاشا اليانيني بالخيانة، وأرسل رأسه المقطوعة إلى السلطان، وبذلك عاود نجمه الصعود في الباب العالي. فجمع جيشاً من 80,000 رجل (وهو رقم هائل بمقاييس البلقان) و همّ بالزحف ليسحق نهائياً الانتفاضة اليونانية، حين وقعت كارثة. فأعدائه في اسطنبول، انزعجوا من الصيت والسطوة اللتين حققهما والمكانة التي كان سيجلبها له نجاحه في إنهاء كل من ثورتي علي باشا اليانيني واليونانيين، فاتهموه بسرقة جزء كبير من خزينة علي باشا اليانيني. فقد أرسل خورشيد 40,000,000 قرش، مرفقة برسالة يقول فيها أنهم قد عـُثـِر عليهم في أقبية علي باشا، بينما حسب وزراء السلطان ثروة علي باشا فوجدوا أنها يجب أن تزيد عن 500,000,000 قرش. وحين سألوه أن يرسل حساباً تفصيلياً، لم يرد خورشيد على السؤال الذي اعتبره مهيناً. وبعد ذلك بقليل، صدر استنكار رسمي لسوء تصرفه بأموال الخزينة العامة، وتوارى نجمه خزياً. وأقيل من كل مناصبه، و حل محله سر عسكر و والي المورة محمود درملي پاشا. وأُمـِر خورشيد أن يبقى في لاريسا ليتولى تجهيز جيش الدرملي.

وحين بدأت الأنباء في الوصول إلى اسطنبول بفشل تجريدة الدرملي في درڤناكيا، أمر السلطان خورشيد أن يتولى الأمور بنفسه وينقذ ما يمكن إنقاذه من الموقف العصيب. إلا أن معارضيه واصلوا التآمر عليه، وأرسلوا عملاء لإغتياله. وبالرغم من أنه علم بمخاطر تحيق بشخصه، فإنه لم يصدر عنه رد فعل. وبدلاً من ذلك، فقد انتحر بتناول السم في 30 نوفمبر 1822.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Murat Kasap (2009-06-24). "Hurşit Ahmet Paşa". Osmanlı Gürcüleri (in Turkish). Retrieved 20 February 2011.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  2. ^ İsmail Hâmi Danişmend, Osmanlı Devlet Erkânı, Türkiye Yayınevi, İstanbul, 1971, p. 71. (لغة تركية)
  3. ^ Murat Kasap (2009-06-24). "Hurşit Ahmet Paşa". Osmanlı Gürcüleri (in Turkish). Retrieved 20 February 2011.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  4. ^ İsmail Hâmi Danişmend, Osmanlı Devlet Erkânı, Türkiye Yayınevi, İstanbul, 1971, p. 71. (لغة تركية)
  5. ^ Ahmad Fadl Shabloul. "List of governors of Alexandria (1798-2000)" (in Arabic). Retrieved 2008-08-24.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  6. ^ الثورة على خورشيد باشا، أخبار مصر
  7. ^ Robert Allison (2000). Crescent Obsecured: The United States and the Muslim World, 1776-1815. University Of Chicago Press.
عامة
  • Goldschmidt, A. (2000). Biographical Dictionary of Modern Egypt. American University in Cairo Press. p. 106. ISBN 9789774245794. OCLC 45089356.
مناصب حكومية
سبقه
محمد الشوربجي الغرياني
عمدة الإسكندرية
1802–1803
تبعه
علي باشا الجزايرلي
سبقه
علي باشا الجزايرلي
عمدة الإسكندرية
1804
تبعه
طاهر باي
سبقه
أحمد باشا الجزايرلي
والي مصر
1804–1805
تبعه
محمد علي باشا


سبقه
أحمد پاشا لاظ
الصدر الأعظم للدولة العثمانية
يوليو 1812 - 30 مارس 1815
تبعه
محمد أمين رؤوف باشا
سبقه
علي پاشا سلاحدار
والي البوسنة
1815
تبعه
سليمان پاشا بوشناق
سبقه
مصطفى بك
والي المورة
1820
تبعه
استقلت