خل التفاح

التفاح وخل التفاح.

خل التفاح، أو Apple cider vinegar، هو أحد أنواع الخل المصنوع من السيدر أو التفاح والذي يتميز بلون عنبري شاحب إلى متوسط. خل التفاح الغير مبتسر أو العضوي يحتوي على خلاصة الخل، والذي يتميز بشكله الواهي مما يعطي مظهراً متخثراً للخل.

يستخدم خل التفاح بشكل رئيسي في عمل صلصات السلاطة، التتبيلات، المخللات، وخفظ الأغذية، والصلصات. يُصنع خل التفاح من ثمار التفاح المهروسة والتي يتم عصرها لاستخلاص السائل. تضاف البكتريا والخمائر لذلك السائل حتى تبدأ عملية التخمر الكحولية، وتقوم السكريات بتحويله إلى كحول. في المرحلة الثانية من التخمر، يتحول الكحول إلى خل بفعل البكتريا المكونة لحمض الخليك (الخلالة). يعطي حمض الخليك وحمض الماليك المذاق اللاذع الشهير لخل التفاح.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

عرف الإنسان خل التفاح منذ آلاف السنين، وقد استخدم في بادئ الأمر في حفظ الأطعمة والمواد الغذائية حتى لا تتغير رائحتها أو طعمها، كما تم استخدامه كمطهر لما يتميز به من خاصية قوية في هذا المجال، وبذلك أخذ خل التفاح أهميته منذ عهد بعيد حتى ظهرت خصائصه الاستطبابية في العصر الحديث التي زادت من أهميته.


تحضير خل التفاح

ينتج خل التفاح عن تخمير للتفاح حيث يتفاعل نوع من الفطريات مع سكر التفاح، ومع الأطعمة الكربوهيدراتية بشكل عام، ويتحول السكر بموجب هذا التفاعل إلى كحول وثم يتخمر إلى خل، وهناك تفاعل آخر بواسطة نوع من البكتيريا حيث يتحول الكحول إلى حمض الخليك وهو المكون الأساسي للخل الذي يكسبه صفاته العلاجية.

يعتبر خل التفاح تركيبة غذائية وعلاجية لا غنى لأي منزل عنها وهو هدية عظيمة وهبها الله تعالى للخلق لينتفعوا بها، ويجب علينا الحرص على جني فوائده المتعددة، فهو ضروري في حياتنا اليومية، فهو مهم في المطبخ، وفي المائدة، وفي الصيدلية وفي كل مكان، وللحصول على خل التفاح الطبيعي في البيت، يجب أن نشتري كمية من ثمار التفاح الكبيرة الناضجة، نمسحها بقطعة صوفية جيداً، ثم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة دون أن نبعد القشرة أو البذور، نضع هذه القطع في إناء مناسب وتغطى بقماش شفاف، ويحفظ في مكان دافئ لبضعة أسابيع (في العادة 40 يوماً), خلال هذه الأسابيع تحدث عملية التخمر والتقطير وتحصل على خل التفاح، وتصفى المحتويات للحصول على خل نقي، يحفظ في زجاجات ويحكم قفله جيداً، ويجب عدم استعمال أوان معدنية في تحضير الخل لأنها قد تحدث تفاعلاً ضاراً، ويفضل استخدام أوان خشبية أو زجاجية أو بلاستيكية.


الاستخدامات

يستخدم خل التفاح كصلصلة للسلاطات، كما يستخدم عند صنع المخللات. ويشتهر استخدام خل التفاح مع تخفيفه في الماء الدافئ للتخلص من السمنة. اشتهر خل التفاح كأحد عناصر الطب البديل، إذ يتم خلطه على بعض الأعشاب لصناعة مستحضرات لعلاج بعض الأمراض.


الطب القديم

في الطب القديم كان للتفاح دور كبير في العلاج، فاليونانيون كانوا يعالجون أمراض الأمعاء بعصيره، وكان غيرهم يعالج به الجروح والقروح، واستعملوا من مسحوق التفاح ومزجه بحليب المرأة علاجاً للرمد، كما عالجوا النقرس، والرثية "الروماتيزما"، والصرع بعصير التفاح المطبوخ. أما الأطباء العرب فقد عالجوا الجروح النتنة، والأُكال "الغنغرينة" بعفن التفاح، وسبقوا بذلك "البنسلين ومشتقاته". لقد عرف العرب كغيرهم من الشعوب الخل منذ زمن ليس بالقصير وذكروه ووصفوه في أحاديثهم وأقوالهم من نثر وشعر وخلاف ذلك، وتحدث الأطباء العرب القدماء عن الخل، فعددوا منافعه ومضاره، وقالوا الخل ينفع المعدة الملتهبة ويقمع الصفراء ويدفع ضرر الأدوية القتالة ويحلل اللبن والدم إذا جمد في الجوف، وينفع الطحال ويدبغ المعدة ويعقل البطن ويقطع العطش ويمنع الورم من الحدوث ويعين على الهضم ويضاد البلغم ويرق الدم. وقد قال داود الأنطاكي في تذكرته، "يحبس الفضلات ويقوي المعدة ويفتق الشهوة للطعام ويقوي المعدة الحارة ويقطع النزف والإسهال المزمن ويدمل القروح والجروح الطرية ويزيل الأورام طلاءً بالعسل والنقرس بالكبريت والخدر والكزاز والمفاصل بالحرمل، يقطع البواسير، ويزيل الكلف والنمش، يمنع حرق النار طلاءً. إذا هري فيه بصل الفصل بالبطيخ ثم صفي وشمس أسبوعاً وأخذ فيه كل يوم 50ملجم قطع عسر النفس وأوجاع الصدر وقروح الفم". ويقول ابن البيطار: "إذا بل الصوف غير المغسول به أو الإسفنج ثم وضع على الجروح أبرأها وقد يرد السرة أو الرحم إلى الداخل إذا نتآ إلى الخارج ويشد اللثة المسترخية وينفع من القروح الخبيثة التي تنتشر في البدن. إذا صب على نهش الهوام فإنه مضاد لها، وإذا تغرغر به قطع سيلان الفضول في الحلق ورفع اللهاة الساقطة وإذا تمضمض به ساخناً أفاد من وجع الأسنان، يطفي حرق النار أسرع من كل شيء. اختصاراً يتحدث إبن سينا عن الخل في قانونه: "الخل مركب حار بارد، والبارد أغلب، والذي فيه حرافة أسخن، وإن لم يكن فهو بارد رطب.. مجفف قوي يمنع إنصباب المواد إلى الداخل.. يمنع نزف الدم ويمنع الورم ويعين على الهضم مضاد للبلغم.. الخل مع العسل ينفع طلاءً من آثار الدم، يعالج حروق النار أسرع من كل شيء، الخل مع الكرنب (السلق) طلاءً يعالج النقرس، بخار الخل الحار ينفع من ضعف السمع ويحده، يلطخ مع العسل على الكهنة تحت العين (الهالات السوداء)، التغرغر بالخل يبرئ من اللهاة الساقطة والسعال المزمن.". عند قراءتي لما كتبه إبن سينا عن الخل علمت سبب كل الفوائد التي يزخر بها ولعل ابرز استخدامات الناس للخل وبخاصة النساء في الآونة الأخيرة هو شُربه مخففاً بالماء لعلاج مشكلة السمنة والتخسيس وأنا من أكثر المتحمسين للنتائج التي يعطيها خل التفاح البلدي (الطبيعي) في مشكلة السمنة، فحسب إبن سينا فأن الخل يتميز بالميزات التالية:

1- تركيبته الرائعة المتوازنة بين الحرارة والبرودة.

2- تأثيره القوي في التجفيف.

3- منعه لانصباب المواد (بما فيها الدهون طبعاً) لداخل الجسم.


الطب الحديث

التفاح غني بفيتامينات أ، ب، ج، ويحتوي على مواد سكرية، وبروتين، ومواد دهنية وبكتينية، وأحماض عضوية، وأملاح معدنية، مثل: البوتاسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، وغيرها مما لا غنى عنه في تغذية الخلايا وإنمائها، وتقوية العظام، وتجديد الخلايا العصبية، ويعتبر مصدر مهم لتخليص الجسم من السموم كما أن عصيره يقتل الفيروسات والبكتيريا والميكروبات في الجسد. كماوصف في الطب الحديث بأنه منعش ومرطب ومدر للعرق والبول ومنبه للمعدة، وقد قال الطبيب الشهير (جارفيز) في كتابه بعنوان "طب الشعوب" على خل التفاح خاصة فقال: "إذا شرب مع الماء كان أحسن علاج للبرد، وهو يسمن ويفيد ضد القشف والقوباء وتناوله مع البيض يحسن البشرة، ونصح زبائنه وأصدقاءه أن يتناولوا صباح كل يوم على الريق كأساً من الماء في ملعقة صغيرة من الخل والعسل فإنهم بذلك يطهرون جهازهم الهضمي من كل سوء ويحصلون أيضاً على عناصر مفيدة ومغذية ومطهرة. وقال أيضاً أن شرب الماء مع الخل أحسن علاج للبرد وللجروح".

يستعمل خل التفاح عادة مع ماء بارد ويستعمل بعد الانتهاء من الوجبة مباشرة وينصحك بعدم استخدامه ما دامت المرأة ترضعين طفلاً حيث انه يؤثر عليه، إن خل التفاح له أهمية كبرى في جعل خلايا الجسم بحالة جيدة، وفي تعزيز مقاومة الجسم للكثير من المخاطر التي تهدده، وذلك أن تركيب هذا الخل غني بالعناصر التي يحتاج إليها الجسم لتأمين التوازن بين خلاياها، وفي طليعة هذه العناصر: الفوسفور، والحديد، والكلور، والصوديوم، والكلسيوم، والمغنيز، والسلكيوم، والفلور.

العناية بالبشرة

لا تقتصر الجوانب العلاجية والايجابية لخل التفاح على الأمراض السابق ذكرها، بل تمتد فوائده لتشمل الجوانب الجمالية، حيث يفيد في التخلص من حب الشباب الذي يمثل مشكلة تقلق الشباب من الجنسين، فتضاف ملعقتان صغيرتان من خل التفاح إلى فنجان ماء وتغمس فيه قطعة قطن وتمسح بها الحبوب عدة مرات يوميا، وإذا اضيف خل التفاح إلى عصير البصل فإنه يعالج حب الشباب والبقع البنية، كما تستخدم حمامات خل التفاح في تجميل البشرة والتخلص من مشاكلها والتخلص من العدوى والالتهابات. ويدلك الجسم بمعقم خل التفاح خاصة في الأماكن الداخلية من الجسم مثل تحت الإبطين وغير ذلك فإنه يطرد رائحة العرق الكريهة، كما يستخدم في التخلص من خشونة اليدين، ويعطي البشرة نعومة فائقة، ويساعد خل التفاح على تلوين الشعر وزيادة نعومته، حيث يشطف الشعر بعد الغسل بالشامبو بمحلول مخفف من خل التفاح فيزيد من بريق الشعر ويخلصه من القشور، وبإضافة بعض الأعشاب الأخرى مثل المريمية والبقدونس والبابونج فإنه يزيد سواد الشعر. هذا بالإضافة إلى فاعلية التفاح في المحافظة على طلاء الأظافر وتليين بشرة الوجه.

فوائد خل التفاح

  • ينقص من الوزن، لدوره الكبير في حرق الدّهون وإذابة الشّحوم. وينصح بعدم الإفراط في تناوله لمن يعانون من مشكلات في المعدة.
  • يزوّد الجسم بالفيتامينات والأحماض الأمينيّة والمعادن الضّروريّة.
  • يحسّن عمليّة الهضم ويزيد من قدرة الجهاز الهضميّ على امتصاص المواد الغذائيّة من الطّعام.
  • يحلّ مشكلة حبّ الشّباب والتّخلّص منها، والتّخلّص من الآثار التي تتركها الحبوب.
  • يقوّي ويعزّز جهاز المناعة، ويجعل الجسم أكثر مقاومةً للأمراض.
  • يوازن حموضة الدّم.
  • يخفّف من آلام الدّورة الشّهريّة.
  • يخفّف من مشكلة قشرة الرّأس، لأنّه يقضي على الفطريّات الموجودة في فروة الرّأس والتي تسبّب ظهور القشرة.
  • يعالج مشكلة دوالي السّاقين.
  • يعالج التهاب المفاصل ويخفّف الآلام النّاتجة عنه.
  • يعقّم ويطهّر الجسم من الجراثيم والبكتيريا. يخفّض ضغط الدّم ويقلّل من مستوى الكولسترول فيه.
  • عند الغرغرة بخلّ التّفّاح فإنّ ذلك يعمل على علاج مشكلة التهاب الحلق.
  • يكافح الأرق ويزيد من قدرة الجسم على النّوم.
  • يستخدم لعلاج لدغات الحشرات من خلال تدليك منطقة الّلدغ بالقليل منه. يطهّر المسالك البوليّة ويخفّف الالتهابات.
  • يقوّي الأظافر من خلال غمس الأظافر بالخلّ يوميّاً.

أضرار خل التفاح

على الرغم من الآثار الإيجابية الكثيرة لخل التفّاح عند استهلاكه بكميات مناسبة، إلا أنَّ تناوله بمقادير أكبر من اللّازم قد يتسبَّبُ بعددٍ كبير من الأعراض الجانبيّة السّيئة، ومن أهمّها: الأضرارُ الجانبيّة الأولى للإكثار من استهلاك خلّ التفّاح هي الإصابة بالحساسيّة وتهيُّج الجلد.

  • يؤدي استخدام خل التفاح واستعماله موضعياً على الجلد أو على البشرة إلى التَسبب في إحداث إسمرار في المَنطقة التي وُضِع عليها، فيصبح الجلد داكن اللّون مع حدوث بعض التَشققات فيه، ويكون السبب فيها حُروقاً على الجلد تتسبب بإيذاء وكيِه، وينتج عنها ظهور الكثير من التّجاعيد عليه.
  • إن الأقوال الرائجة بأن خلّ التفّاح يعمل على التخفيف من حب الشباب وإزالته ليست صحيحة، بل إنّه يعمل على ترك بقع وحفر صغيرة في مواضع الحبوب.
  • الإصابة بتهيُّجات قويّة ومُؤلمة في القولون.
  • إنّ تناول خلّ التفّاح يُؤثّر كثيراً على المعدة، ويُؤدّي إلى حدوث تقرُّحات والتهابات عديدة في المَعدة. مرض البواسير يُعدّ من إحدى الأضرار المُزمنة التي يُسبّبها تناول خلّ التفّاح. التعرّض للإصابة بتقرّحات وآلام في المريء أيضاً تُعدّ من الأضرار النّاتجة عن تناول خلّ التفّاح. قد يتسبَّبُ باهتراء طبقة المينا الخاصّة بالأسنان، وبالتّالي يتركُها عُرضة للإصابة بالتسوّس والترهّل.
  • الإصابة بارتداد في المعدة وعودة الطّعام المُتناوَل نحو المريء، ممّا يؤدّي إلى حدوث حموضة عالية في المريء وبالتّالي الشّعور بآلام قويّة.
  • الإصابة بتلوّن الجلد وتحوّله وتغيُّر صبغة الجلد، وقد يعملُ في النّهاية على الإصابة بأمراضٍ جلديّة.
  • الإصابة بالتهاب في القولون أيضاً من الأضرار النّاتجة عن تناول خلّ التفّاح.
  • الإصابة بنقص البوتاسيوم في الدّم، والتّأثير على العظام وإضعافها، والتسبّب بإحداث هشاشة العظم على المدى البعيد، ويُمكن علاج ذلك بأخذ حقنٍ طبيَّة مع خلّ التفّاح، من مثيل الإنسولين وغيره.
  • يُؤثّر خلّ التفّاح على الفم، وكذلك يُؤثّر على الأسنان ويُضعِفها.
  • يُؤدّي إلى الإصابة بحُروقاتٍ في الحنجرة، وخُصوصاً عندما يتناوله الأطفالُ عن طريق الخطأ.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Manning, Joy (September 2009). "Apple Cider Vinegar". WebMD. Retrieved 22 May 2017.