عوالم ولكنها نهائية

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
Shafeiمحمد نبيل كبها

عوالم ولكنها نهائية

المثقف والمفكر الإسلامي محمد نبيل كبها

يتساءل المفكر محمد كبها في تأويل الآية 33 من سورة الرحمن:

قال تعالى: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ" (الأية رقم 33 من سورة الرحمن) هذه الآية الكريمة دفعتني لجملة أسئلة: هل يمكن أن يحدث في يوم ما أن تُفتح هذه العوالم على بعضها؟ وهل يمكن أن نلتقي بقاطنيها؟ أو ان يحدث صراع وحروبات بيننا وبينهم!؟

اعتقاد المفكر محمد كبها بالنسبة لتعدد العوالم:

هذه العوالم في إعتقادي ليست لا نهائية كما قال عالم الدين المسيحي والفيلسوف الإيطالي (نولانو دي نولا) المعروف "جوردانو برونو"، والذي إتهمتهُ الكنيسة بالهرطقة لقوله بتعدد العوالم اللانهائي، وتم تنفيذ حكم الإعدام به حرقا وهو حي!

عالم الدين المسيحي نولانو دي نولا، هو أول من ألهم كل من قال بفكرة تعدد العوالم من العلماء، حتى صكّت نظريّة لاحقاً، ومن جملتهم العالم الفيزيائي الأمريكي (هيو إيفرت) صاحب نظرية تعدد الأكوان "Multiple Universal" في فيزياء الكم، والتي نصّت على وجود أكوان متعددة وأكوان أخرى مُشابهة للكون الذي نعيش فيه، وقد أبلغت عن تصوّري سابقا في هذا المدار أنهن سبعة عوالم أو سبعة أكوان فقط، وليست لا نهائية كما قال نولانو دي نولا، أو كما قال صاحب النظرية هيو إيفرت، لأنه سيصبح حينها الحديث عن عالم مادي أزلي لا حاكم له ولا رب! لذلك قمت بتقنين هذه العوالم إلى سبعة حسب تحليلي للكتاب "القرآن".

المصحف الكريم هو الكتاب الديني الوحيد الذي تحدث عن تعدد العوالم، حيث أشار إليها في قوله تعالى: "الحمد لله رب العالمين" (الأية رقم 2 من سورة الفاتحة) معظم المفسرين ذهبوا لتفسير هذه الآية على أن المقصود "بالعالمين" هو عالم الإنس وعالم الجن، ومنهم من ذهب إلى تقسيم من يقيمون في الأرض الى عوالم، كعالم الأسماك وعالم الطيور وعالم الثدييات إلى آخره، ولكني أعتقد أن الآية أوسع من هذا بكثير، فيبدوا أنها تتحدث عن عوالم وأكوان ومخلوقات وأجناس لا نعلمها، ولا يعلمها إلا الله.

قال تعالى: "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قديروأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" (الأية رقم 12 من سورة الطلاق) كلمة "مثلهن" في الآية الكريمة تعني التماثل في كل شيء، بمعنى أنهن سبعة أراضين، ليست متراكبة فوق بعضها، لأنه تعالى لم يقل "طباقا"، بل قال "مثلهن"، أي مثل السماوات في العدد والحجم! فإحتماليّة أن هناك سبعة أرضين تسبح في فضاء هذا الكون وارد بشكل كبير، وعندما قال تعالى: "يتنزل الأمر بينهن" (الأية رقم 12 من سورة الطلاق) أي أن الوحي يتنزل بين السماوات السبع وبين الأرضين السبع أيضاً.

وفي حديث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي أخبرنا أن ندعو به عند الذهاب للنوم أو عندما يلتهمنا القلق، فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين وما أقلّت، وربّ الشياطين وما أضلّت، كن لي جارًا من شرّ عبادك كلّهم جميعا أن يفرّط عليّ أحدٌ منهم أو يطغى، عزّ جارك وجلّ ثناؤك "، نلاحظ أنه صلى الله عليه وسلم قال: رب الأرضين، ولم يقل رب الأرض!؟ وهذا تأكيد منه صلى الله عليه وسلم على أنهن أكثر من أرض.

وجاء في حديث "البيهقي" في الأسماء والصفات، أثراً عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال في تفسير هذه الآية: "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن"، أي: "سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى".

المثقف والمفكر الإسلامي محمد نبيل كبها