پروكوپيوس

(تم التحويل من پروكوپيوس من قيصرية)
پروكوپيوس
Procopius
وُلِدح. 500
قيصرية، فلسطين الأولى، الامبراطورية الرومانية الشرقية
توفيح. 570
الوظيفةمحامي ومستشار قانوني
المواضيعتاريخ علماني
أهم الأعمالحروب جستنيان
الصروح (منشآت جستنيان)
التاريخ السري (أنكدوتا)

پروكوپيوس من قيصرية Procopius of Caesarea (باليونانية: Προκόπιος ο Καισαρεύς), ح. 500 - ح. 565) كان عالماً ومؤرخاً بيزنطياً من أسرة پروكوپيوس. ويوصف بأنه آخر المؤرخين القدامى العظام.

قد ولد هذا الكاتب في قيصرية من أعمال فلسطين (490)، ودرس القانون، ثم انتقل إلى القسطنطينية وعين أميناً ومستشاراً لبليزاريوس. وصحب ذلك القائد في حروبه في سوريا، وأفريقية، وإيطاليا، ثم عاد معه إلى العاصمة. ونشر في عام 550 كتب الحروب. وإذا كان قد عرف من صلته بالقائد والإمبراطور عظمة أول الرجلين، وبخل ثانيهما، فقد خلع عن بليزاريوس ثوب البطولة البرّاق وترك جستنيان منزوياً في الظلام. وقابل الجمهور كتابه أحسن قبول، وسكت عنه الإمبراطور. وكتب بروكبيوس بعدئذ كتابه المعروف باسم الأنكدوتا أو التاريخ السري، ولكنه أفلح في أن يبقيه دون أن ينشره أو يذيع ما فيه حتى طلب إليه جستنيان في عام 455 أن يكتب شيئاً عن الأبنية التي أنشئت أثناء حكمه. فأصدر بروكبيوس في عام 560 كتابه المسمى "الصروح De Aedfiicirs". وأسرف فيه في الثناء على الإمبراطور إسرافاً يحملنا على الضن بأن الإمبراطور قد شك في إخلاصه أو حسبه يسخر منه، ولم ينشر التاريخ السري إلا بعد وفاة جستنيان- وربما بعد وفاة بروكبيوس نفسه أيضاً. وهو كتاب شيق ممتع يحتوي على فضائح شبيهة بما تكتب عن جيراننا، وإن كان التشنيع الأدبي على من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أمراً غير مستحب، وإن كان كل مؤرخ يجهد نفسه في إثبات بحث من البحوث لا يسعه إلا أن يمسخ الحقائق.

ولا تخلو كتب بروكبيوس من أخطاء في الأمور البعيدة عن تجاربه. فقد كان في الأحيان ينقل ما كتبه هيرودوت عن أخلاق معاصريه وفلسفتهم، وفي البعض الآخر ينقل خطب توكيديدز وحصار المدن في أيامه، وكان يشارك أبناء عصره في خرافاتهم، وسود صحف كتبه بأخبار النذر، والتنبؤات، والمعجزات، والأحلام. أما حين يكتب عما يشاهده فقد أثبتت الأيام صدقه. وكان شجاعاً فيما أقدم عليه من عمل عظيم، منطقياً في ترتيب مادته، يستحوذ على لب القارئ وانتباهه في قصصه، ولغته اليونانية واضحة خالية من الالتواء والتعقيد، وهي فصيحة لا تكاد في فصاحتها عن لغة اليونان الأقدمين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شخصيته

كان بروكوبيوس ذا نزعة محافظة، وشديد الاعتزاز بانتمائه إلى الطبقات العليا، ومع إيمانه المسيحي، فإن تاريخه لا يخلو من بعض العناصر التقليدية المقتبسة من المؤرخين الكلاسيكيين الوثنيين، من قبيل دور آلهة الحظ والقدر في صنع الأحداث التاريخية. كتب بروكوبيوس مؤلفاته بلغة إغريقية كلاسيكية واضحة، متأثراً بتقاليد الكتابة التاريخية الموروثة، وخاصة عن توقيديدس، لذلك حظي بتقدير كبير في الماضي والحاضر، فقد سار المؤرخون البيزنطيون على نهجه، وحاولوا تقليده في اللغة والأسلوب وطريقة السرد ووضعوا تواريخهم من حيث انتهى.[1]

كان بروكوبيوس، بلاشك، مؤرخاً من الطراز الأول، ويعد تاريخه أعظم مصدر عن أحداث عصره، وقد نُشرت مؤلفاته في طبعات محققة عديدة مع ترجمات لها بعدة لغات، ومن أشهرها طبعة لويب Loeb الكلاسيكية في ثمانية مجلدات بالإغريقية والإنكليزية.

وبعد فهل كان بروكبيوس مسيحياً ؟ فأما في الظاهر فنعَم، غير أننا نراه يردد أداء من ينسج منوالهم، كما نتبين في كتاباته جبرية الرواقية، وتشكك الأكاديمية. وهو يتحدث عن "طبيعة الحظ المعوجة المتمردة وإرادته التي لا ضابط لها. واعتقادي أن هذه أشياء لم يدركها عقل الإنسان في الماضي ولن يدركها قط في المستقبل. ومع هذا فالناس لا ينفكون يتحدثون كثيراً عن هذه الموضوعات ولا ينقطعون عن تبادل الآراء فيها...لأن كل واحد منها يبحث عما يدارى به جهله...ولهذا سأكون حصيف الرأي فألزم الصمت في مثل هذه الموضوعات، وكل ما أبغيه من هذا ألا أزعزع إيمان الناس بما يجلونه من العقائد القديمة"(33).


كتبه

الإمبراطور جستنيان

تنقسم مؤلفات بروكوبيوس إلى ثلاث فئات هي: الحروب والتاريخ السري والأبنية، وصف فيها أهم أحداث عصره ومختلف أوجه الحياة المادية والاجتماعية والثقافية. يعالج في مؤلفه الرئيس de Bellis تاريخ الحروب في عهد جستنيان في ثمانية كتب أو أجزاء موزعة حسب ساحات القتال، ولعله ألفها بتكليف من بليزاريوس، خصص الكتابين الأول والثاني لتاريخ الحروب الفارسية التي انتهت أولاها عام 532م، ولكنها تجددت بعد هجوم الفرس بقيادة ملكهم كسرى أنوشروان على سورية واحتلال أنطاكية عام 540 ودامت خمس سنوات.

ويروي في الكتابين الثالث والرابع تاريخ الحرب مع الوندال، التي انتهت بالاستيلاء على عاصمتهم قرطاجة عام 533 والقضاء على دولتهم. ويصف في الكتب الثلاثة التالية (5-7) الحروب التي جرت في إيطالية على القوط الشرقيين وتدمير مملكتهم بعد سقوط رومة ورافنة. أما الكتاب الثامن فهو ملخص الأحداث التي جرت بعد عام 540 مع بعض الإضافات التاريخية.

عاصر بروكوبيوس هذه الحروب، وكان شاهد عيان للكثير من وقائعها، كما استقى معلومات مباشرة من المشاركين فيها، ولكنه استخدم أيضاً وثائق ومصادر كتابية أخرى، إغريقية ولاتينية، كما استعان بمصادر آرامية سريانية. كان شديد العناية بمادته التاريخية، وسعى إلى تقصي الحقيقة بموضوعية ونزاهة، ولكنه كان يُكِن إعجاباً شديداً بشخصية قائده المفضل بليزاريوس. ضمن تاريخه كثيراً من الاستطرادات والشروح الجغرافية والإتنوغرافية والعديد من الخطب والرسائل وفقاً للتقاليد المألوفة في الكتابات التاريخية الكلاسيكية.

في المباني

قوس النصر في مدخل جسر سانگاريوس

أما كتابه عن الأبنية (باليونانية: Περὶ Κτισμάτων, Perì Ktismáton; لاتينية: De Aedificiis, "On Buildings") فيبدو أنه وضعه بتكليف من الامبراطور الذي يكيل له آيات الثناء والمديح، فهو يصف فيه الأبنية والمشاريع العمرانية التي شيدها جستنيان في جميع أنحاء الامبراطورية بالاعتماد على السجلات الرسمية، ولذلك، يعد مصدراً من الدرجة الأولى يزخر بالمعلومات الجغرافية والأثرية والفنية مع أدق التفاصيل.

التاريخ السري

Belisarius may be this bearded figure on the right of Emperor Justinian I in the mosaic in the Church of San Vitale, Ravenna, which celebrates the reconquest of Italy by the Roman army under the skillful leadership of Belisarius.

أما كتابه الثالث المعروف باسم Anekdota أو التاريخ السري، الذي نُشر بعد وفاته، فيتضمن كثيراً من النقد اللاذع والروايات والشائعات التي تنال من سمعة الامبراطور جستنيان وزوجته تيودورا وغيرهما من رجال الدولة، ولذلك بقيت نسبته إلى بروكوبيوس زمناً طويلاً مثار شك، ولكن الدراسات الحديثة أكدت نسبته إليه، ويعبر هذا التاريخ عن معارضة حزب مجلس الشيوخ وأرستقراطية العاصمة لسياسة جستنيان.

قراءات اضافية

  • Börm, Henning: Prokop und die Perser. Stuttgart: Franz Steiner Verlag, 2007.
  • Brodka, Dariusz: Die Geschichtsphilosophie in der spätantiken Historiographie. Studien zu Prokopios von Kaisareia, Agathias von Myrina und Theophylaktos Simokattes. Frankfurt am Main: Peter Lang, 2004.
  • Cameron, Averil: Procopius and the Sixth Century. Berkeley: University of California Press, 1985.
  • Evans, James A. S.: Procopius. New York: Twayne Publishers, 1972.
  • Greatrex, Geoffrey: The dates of Procopius' works; in: BMGS 18 (1994), 101-114.
  • Greatrex, Geoffrey: Recent work on Procopius and the composition of Wars VIII; in: BMGS 27 (2003), 45-67.
  • Kaldellis, Anthony: Procopius of Caesarea: Tyranny, History and Philosophy at the End of Antiquity. Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2004.
  • Martindale, John: The Prosopography of the Later Roman Empire III, Cambridge 1992, 1060–1066.
  • Meier, Mischa: Prokop, Agathias, die Pest und das ′Ende′ der antiken Historiographie, in: Historische Zeitschrift 278 (2004), 281–310.
  • Rubin, Berthold: Prokopios, in: RE 23/1 (1957), 273–599.

قائمة من أعماله المختارة

  • Procopii Caesariensis opera omnia. Edited by J. Haury; revised by G. Wirth. 3 vols. Leipzig: Teubner, 1976-64. Greek text.
  • Procopius. Edited by H. B. Dewing. 7 vols. Loeb Classical Library. Cambridge, Mass.: Harvard University Press and London, Hutchinson, 1914-40. Greek text and English translation.
  • Procopius, The Secret History, translated by G.A. Williamson. Harmondsworth: Penguin Books, 1966. A readable and accessible English translation of the Anecdota.

وصلات خارجية

Wikisource
Wikisource has original works written by or about:

This article is based on an earlier version by James Allan Evans, originally posted at Nupedia.

المصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.