وُلدت قاتلةً بالفطرة

تستخدم الأفعى ذات المجسين، المميتة منذ ولادتها، حيلا ماكرة إلى حد مذهل، لاصطياد السمك.

C .K. كتانيا


باختصار

2012 07 08 50.jpg

إن الأفعى ذات المجسين(1) هي أفعى مائية صغيرة تعيش في جنوب شرق آسيا: أُطلق عليها هذا الاسم لتميّزها بوجود زائدتيْن على جانبي خطمها(2).

لقد ظل دور هذين المجسين لغزا لفترة طويلة. وقد أخذ المؤلف على عاتقه اختبار وظيفتهما.

وقد اكتشف الباحث، في مسار بحثه، أن هذه الأفعى تمتلك منذ ولادتها ترسانة مدهشة من استراتيجيات الصيد المتقدمة – وهذا مثال قصّيّ على الطبيعة عوضا عن التطبيع في تشكيل السلوك.

نفخر - نحن البشر - ونعتدُ كثيرا بأدمغتنا الكبيرة و طرائق سلوكياتنا الحاذقة. ولكن إذا كان ثمة شيء واحد قد تعلمتُه كبيولوجي، فهو ألاّ أقلل أبدا من قدرات الحيوانات التي يعتبرها معظم الناس بدائية وذات عقل بسيط. وقد تعلمت هذا الدرس عادة من الثدييات. ولكن السلوكيات المعقدة التي لاحظتها منذ عهد قريب على الحيوان الزاحف العجيب المعروف بالأفعى ذات المجسين جعلتني أقف مذهولا فاغر الفم.


إن الأفعى ذات المجسين، المسماة علميا Erpeton tentaculatus، هي ثعبان مائي بالكامل، موطنه في تايلند وكمبوديا وجنوب ڤيتنام. أفعى صغيرة نسبيا (طولها بعد البلوغ نحو 60 سم), وهي تلد صغارا حية ويقتصر اغتذاؤها بالسمك. ويدل اسم الحيوان على أكثر صفاته تمييزا له، وهي: وجود زوج من المجسات تبرز على جانبي الخطم. لقد بدأ اهتمامي بهذه المخلوقات منذ ما يقرب من عقد من الزمن بعد زيارتي، بدافع الحنين إلى الماضي، لحديقة الحيوانات الوطنية في مدينة واشنطن، حيث عملت خلال الصيف كطالب جامعي. ولدى مروري عبر جناح الزواحف، لفت انتباهي حوض مائي كثيف النباتات يحتوي على الأفعى ذات المجسين تكمن متربصة، وهي تحاول جاهدة أن تنتصب في الماء لتأخذ شكل العصا، فينحني جسمها على الهيئة المميزة للحرف J التي تتخذها الأفاعي عند تأهبها للصيد.


وفي أثناء مراقبتي لهذه الأفعى تساءلت عن دور مجسيْها، إذ لا يمتلك أي ثعبان آخر ما يماثل هذين العضوين. ولما كان اغتذاء هذه الحيوانات مقصورا على السمك، فمن المنطقي التفكير في وجود علاقة ما تربط بين هذين المجسين وكشف السمك. ولكن عندما عدت إلى مختبري في جامعة ڤاندربلت وبحثت في المراجع العلمية وجدت أنه على الرغم من اقتراح نظريات المجسات ومن بينها هذه النظرية، إلا أنه لم يقم أحد باختبارها تجريبيا، ولهذا شرعت في العمل على حل لغز هاتين الزائدتين الغريبتين للأفعى بشكل نهائي.


اكتشفت في مسعاي لتوضيح الغرض الحقيقي للمجسين، أن هذا الحيوان أكثر تشويقا مما كنت أتوقع. فقد تبين أن الأفعى ذات المجسين تستخدم منظومة من الاستراتيجيات الهجومية المتقدمة اللافتة للنظر لاقتناص فريسة. يضاف إلى ذلك ملاحظة أنه حتى حديثة الولادة في هذا النوع تمتلك تلك المهارات، وهذا مثال دراماتيكي dramatic جليّ على تأثير الطبيعة وليس التطبيع في تشكيل السلوك.

تستغل استراتيجيةُ خداع الأفعى الدارات العصبية في السمك التي تساعده عادة على تفادي الافتراس. واستجابة للمنبهات الصوتية، ثمة خلايا كبيرة تسمى عصبونات ماوثنر Mauthner neurons، واحدة على كل من جانبي الدماغ، تقوم بنقل الإشارات عبر محاويرها إلى الجانبين المتقابلين من الجسم مما يؤدي إلى تقلص العضلات التي تجعل السمك يدور نحو اليسار أو اليمين. فالصوت الذي يولده المفترس أصلا من الجانب الأيسر مثلا سوف يحفز عصبون ماوثنر الأيسر الذي يعبر محواره إلى الجانب الأيمن من الجسم، فيسبب التقلص العضلي الذي يوجه الحيوان نحو اليمين. وفي الوقت نفسه تكبح عصبونات مثبطة العضلات في اليسار من التقلص، وهذا ما يضمن حدوث الدوران في الاتجاه الصحيح المطلوب.

في طرفة عين


قبل أن أتمكن من اختبار نظرية عمل المجسات كواشف للسمك، كان لابد لي أولا من مراقبة سلوك الاقتناص عند هذه الأفاعي. ولكن مراقبتها كما يبدو، ليست بالأمر السهل. إذ تهاجم الأفعى ذات المجسين بسرعة فائقة، وكذلك تكون سرعة السمك على حد سواء. يجري الصراع برمته بين الأفعى والسمكة وينتهي في غضون أربعين ملّي ثانية أو 1/25 جزءا من الثانية. ولمشاهدة هذه الأحداث، قمـــت بتسجيــل هجــوم بعــد هجــوم لعــدد من الأفاعي مستخدما آلة تصوير سينمائية (كاميرا) ذات سرعة فائقة تلتقط من 500 إلى 2000 صورة في الثانية، ومن ثم إعادة عرض الفيلم المصوَّر (الڤيديو) بالحركة البطيئة. لقد لاحظت لدى مراقبتي للهجمات، مشاهد غريبة جدا: وجود سمك انتحاري كما يبدو.


في حالات كثيرة، تستدير السمكة نحو الفكَّين المقتربين للأفعى المهاجمة، سابحة أحيانا إلى داخل فم الأفعى مباشرة. وهذا ما يدعو إلى التساؤل. إذ يشكل السمك هدفا رئيسيا للكثير من الحيوانات المفترسة. وعلى هذا فهي كائنات خبيرة بأساليب الهروب وقد طورت دارات عصبية سريعة وما يناسبها من أنماط سلوكية سريعة رشيقة يمكِّنها من الشعور بخطر الأعداء والفرار منهم. فعندما تستكشف الأصوات وحركة تموجات الماء التي يحدثها المفترس، تستطيع البدء بالفرار إلى مأمن في غضون ست إلى سبع ملِّي ثانية - أي أقل من 1/150 من الثانية - وتسمى استجابة الفرار هذه، الانطلاقة (3) C لأنها تبدأ بانحناء جسم السمكة على شكل الحرف C، يفترض أن هذا يدفع السمكة بعيدا عن المفترس المستعد للصيد. وعلى هذا يُطرح السؤال: لماذا تتحرك السمكة مباشرة نحو فم الأفعى ذات المجسين؟


والجواب الذي اهتديت إليه، له علاقة ما بهيئة القنص غير العادية التي تتخذها الأفاعي بانتصاب جسمها على الشكل J والتي تؤلف ضربا من الفخاخ. وتُفضّل هذه الأفاعي تعقّب السمكة التي دخلت في المساحة المقعرة من الهيئة J التي تشكلت بين رأسها وأعلى جسمها. وأوضح الفحص الدقيق للڤيديو بالحركة البطيئة أنه قبل الهجوم بالضبط، تُحرك الأفعى جزءا من جسمها مقابل الجزء الأبعد من جسم السمكة عن رأس الأفعى دافعة السمكة نحو فمها الفاغر. وعندما صُوِّرت الهجمات بسرعة 2000 صورة في الثانية وسجلت في الوقت ذاته الأصوات في الحوض المائي بواسطة الميكروفون (المِصْوات الجهيري) تحت المائي، لاحظت أن حركة جسم الأفعى تولِّد، قبيل الهجوم بالضبط، موجة ضغط تنتشر بقوة كافية لمباغتة السمكة.



[سلوك معقد]

هجوم مباغت

تقوم الأفاعي ذات المجسين عند الاستعداد للصيد، بثني جسمها بعد انتصابها على شكل الحرف J بحيث تصنع منه فخَّا للسمك الذي لا يشكُّ في أي شيء. عندما تدخل السمكة الحيز المقعر المتكون بين الرأس وأعلى الجسم، تحرك الأفعى جزءا من جسمها باتجاه رأسها محدثة انتشارَ موجةٍ ضاغطة. وتفاجِئ هذه الموجةُ السمكةَ فتندفع إلى الجهة المقابلة. وإذا ما اتخذت السمكة وضعا موازيا لفكّي الأفعى في أثناء هذه الخدعة، يجعلها هذا تسبح في غفلة من أمرها مباشرة إلى داخل فم الأفعى المفتوح. ولكن إذا كانت السمكة تواجه فم الأفعى لدى حدوث هذه الخدعة، تقوم الأفعى باعتراض طريق فرار السمكة. و قبل تحرك هذه الأخيرة تضرب الأفعى المكان المتوقع لرأسها، وهكذا يتموضع فكّا الأفعى في البقعة المحددة لوصول السمكة.


وتتصف استراتيجية الخداع عند الأفعى بالمكر بشكل خاص لأنها تستهدف بدقة الدارة العصبية للسمكة التي تعمل عادة لصالحها وسلامتها. إذ يمتلك السمك زوجا من الخلايا العصبية العملاقة، واحدة في كل من جانبي الدماغ تسمى عصبونات ماوثنر Mauthner neurons. وتمتد الزوائد الناقلة لإشارات العصبونات، المسماة بالمحاوير(4) axons، متصالبة إلى الجانب المعاكس للجسم. ويحدد التسابق في سرعة نقل إشارة هذين العصبونين وجهة رد فعل الهروب. فعندما يصدر الصوت من الناحية اليسرى مثلا، تحرض الأذن أول الأمر عصبون ماوثنر الأيسر الذي ينقل بدوره الإشارة عبر محواره، منبها العصبونات المحركة في الجانب الأيمن من الجسم ومسببا تقلصا عضليا قويا يوجه دوران السمكة نحو اليمين. وفي الوقت ذاته، تقوم عصبونات مثبطة، تتصالب مع الجانب الأيسر، بمنع العضلات اليسرى من التقلص؛ وهذا ما يضمن إعاقة تدخل أي شيء يعطل الدوران الأيمن الكبير الأهمية. وتكون النتيجة الحتمية الهروب السريع إلا إذا كانت السمكة تسبح قريبة جدا من الأفعى ذات المجسين. في تلك الحالة، عادة ما توجِّه خدعة جسم الأفعى تسلسل تعاقب الأحداث العصبية التي تؤدي إلى الدوران بالاتجاه الخاطئ. ولسوء حظ السمكة يتزامن ذلك كله مع تفعيل الدارة المثبطة التي تعمل عادة كإجراء للسلامة، وهذا يعني أنه ليس ثمة استدارة إلى الخلف.


مِجسّان حرشفيان مصوران بالمجهر الإلكتروني الماسح، يستطيعان تحسس حركة الماء الخفيفة جدا، فيقومان بدور كاشف ممتاز للسمك.


وتفسر حيلة الأفعى المذهلة بعض المشاهدات المحيرّة السابقة. ففي عام 1999 أعلن <C .J. مورفي> [من متحف فيلد للتاريخ الطبيعي في شيكاغو] أن السمك يُلتهم بسرعة كبيرة بل كان أحيانا يختفي تماما خلال انقضاض الأفعى (في غضون لقطة واحدة من جهاز للڤيديو الذي يلتقط 30 صورة في الثانية) وهذا أسرع كثيرا مما كان يتوقعه. ويظهر الڤيديو الفائق السرعة الخاص بي، أنه حتى عندما لا تجبر السمكةُ الأفعى على السباحة مباشرة إلى فمها، فإن الاستدارة التي تقوم بها تجاه الأفعى عادة ما تسمح باقتناصها من رأسها، وهذا يشكل الطريقة الأسرع للأفعى لابتلاع السمك. وهذا الالتهام السريع لا يُمكّن الأفعى من الأكل مرات أكثر فحسب، بل إنه يساعد أيضا على إبقاء ذاتية المفترس طي الكتمان (فمن العسير أن تبدو كعصا غير مؤذية إذا رأتك الأسماك وأنت تلتهم رفيقاتها). هذا إضافة إلى أن الأفاعي لها - هي أيضا - مفترِساتها، ومن الراجح أن تُرى هي نفسها وهي تبتلع سمكة، ومن ثم فإن تناول طعامها بهذه السرعة الفائقة قد يقلل من فرص تحوّل الصائد إلى طريدة.


مِجسّان حرشفيان مصوران بالمجهر الإلكتروني الماسح، يستطيعان تحسس حركة الماء الخفيفة جدا، فيقومان بدور كاشف ممتاز للسمك.



التنبؤ

قال عالم النفس <F .B. سكنر> ذات مرة: «عندما تصادف أمرا يثير اهتمامك تخلَّ عن كل شيء آخر واجتهد في دراسته». بهذه الروح قررت أن أطرح اهتمامي بالمجسات(5) جانبا بصورة مؤقتة وأن أركز على سلوك الافتراس لدى الأفاعي - وهذا التغيير أدى إلى اكتشافي خدعا إضافية في هذه المخلوقات.


مع أن ترويع السمك نحو هجمة الأفعى يثير الإعجاب، فإنه لا ينجح إلا عندما تتموضع السمكة في «البقعة الحلوة» بين رأس الأفعى وعنقها بصورة موازية لفكيها. ولكن ما هي حال السمكة في الاتجاهات الأخرى؟ لما كانت استجابة السمكة للهروب نحو اليسار أو نحو اليمين، فالأفعى لا تستطيع ترويع السمكة نحو فمها إذا كانت السمكة فعلا مقابل فكّيها. وفي هذه الحالة تلجأ الأفعى ذات المجسين إلى استراتيجية أخرى أكثر عَجبا: إذ هي تتنبأ بسلوك السمكة. في البدء، تستخدم الأفعى خدعة الجسم وذلك بأن تتظاهر بالهجوم لترويع السمكة وإبعادها عن جسمها دافعة إياها إلى الوضع الموازي لفكيها. عندئذٍ، وحتى قبل تحرك السمكة تُطبق الأفعى نحو المكان المتوقع لرأس السمكة بحيث يبلغ فكّاها تماما النقطة التي سوف تصل إليها السمكة السيئة الحظ. وتجري الأحداث بسرعة فائقة بحيث لا تتيح للأفعى استعمال ردود الفعل البصرية لمتابعة مسار حركة السمكة أثناء الضربة، لذا عليها أخذ الخطة المستقبلية بالحسبان. في بعض المحاولات التجريبية، لم تبتعد السمكة عن خدعة الجسم (الوسيلة التكتيكية لا تنجح دوما). ومع ذلك تتابع الأفعى انقضاضها في الاتجاه المتوقع أن تتبعه السمكة في العادة. وهذا السلوك أكد أن الأفعى تنقض مستندة إلى التنبؤ بدلا من تتبع حركة السمكة.


في بعض الأحيان تنقضّ الأفاعي على السمك ببساطة حتى إذا لم تستطع ترويعه ليأخذ الاتجاه المناسب. ولكن في أغلب الحالات انتظرت الأفاعي بأناة دخول السمك في الفخ المشكل من وضعية جسمها على الهيئة J المخصصة للصيد. ولدهشتي لاحظت وجود أنواع كثيرة من الانقضاضات التنبئية بأفعال السمك في هذه المنطقة، اعتمادا على وضعية السمكة. في إحدى البدائل البهلوانية عقصت الأفاعي رأسها تحت جسمها لمجابهة السمكة الهاربة وجها لوجه. يبدو أن الأفاعي ذات المجسين تستطيع الاختيار من قائمة من استراتيجيات الهجوم الموجودة في ترسانتها، اعتمادا على الوضعية التي تتصدى لها. تثير هذه الضربات التنبئية سؤالا مهما: هل تتعلم الأفاعي التنبؤ من حياة طويلة من الهجوم، أم إنها تولد ومعها هذه المقدرة؟ من حسن الحظ أن العديد من أفاعينا قد ولدت في المختبر. وعندما اختبرنا الأفاعي الحديثة الولادة بالسمك الحي، كانت تنقض بصورة واضحة نحو الموقع المستقبلي للسمك الهارب (عندما كان السمك في الوضعية الملائمة)، وهذا ما أوضح أنها منذ ولادتها تعرف كيف يتحرك السمك وما هي أفضل طريقة للتغلب عليه بحنكة.


لدى عرض نتائج بحثنا في مجلة PLoS ONE عام 2010، نوهنا بأن هذه المقدرة الفطرية تشهد على التاريخ التطوري الطويل للأفاعي ذات المجسين في افتراس السمك وتسهم في توضيح أكثر التساؤلات الأساسية المطروحة في علم الحياة، وأعني بها الأدوار النسبية للطبيعة الفطرية والتربية في تطور السلوك. تقع الأفاعي ذات المجسين في أقصى أطراف تأثير الطبيعة الفطرية من هذا المدى، على الأقل عندما يتعلق الأمر بانقضاض حديثات الولادة. إن الاستجابة الصائبة للسمك ردا على الاضطراب المفاجئ للماء تُقدِّم إطاراً لتطور إحدى السلوكيات الفطرية (ضربات تنبئية) التي تستغل سلوكا فطريا آخر (استجابات هروب السمك).


إن عدم استنباط السمك لاستراتيجية مضادة يقترح أن الأفاعي ذات المجسين تتصرف وفقا لما أطلق <J .S. گولد> عليه مصطلح «الأعداء النوادر» مستغلة السلوك الذي عادة ما يكون تكيفيا. يجابه السمك الكثير من المفترسين، وفي أغلب الأوقات يكون رهانه الأفضل اكتشاف اضطراب الماء المفاجئ للفرار في الاتجاه المعاكس. والسمك السيئ الحظ هو الذي يصادف هذه الأفعى وينخدع فينعطف نحو عدوِّه بدلا من الابتعاد عنه.


إبصار في الظلام


بالنسبة إلى المجسات قمت - مع طالبي للدراسات العليا ومساعدتي في البحث <D. گوتييه> - بإجراء سلسلة من الأبحاث لتحديد وظيفتها. وقد نشرنا نتائجنا عام 2010 في مجلة البيولوجيا التجريبية Journal of Experimental Biology. ونتيجة لفحص تشريح النهايات العصبية في هذه اللواحق ولاستجاباتها تجاه المنبهات المختلفة وخريطة تموضعها في الدماغ، استطعنا بيان أن المجسات هي أعضاء لمس حساسة بشكل استثنائي تكشف تحركات الماء التي تولدها حركة الأجسام القريبة. تلك هي وظيفة المجسات كما هو متوقع بالضبط لعضو مهيأ لكشف السمك لمفترس كامن. وقمنا أيضا بتصوير الأفاعي بالأشعة تحت الحمراء، غير المرئية لها، وقدمنا البرهان على قدرتها على اصطياد السمك دون اللجوء إلى البصر. فعلى ما يبدو تسمح المجسات للأفاعي باكتشاف السمك وصيده في الليل أو في الماء العكر. لما كانت الأفعى ذات المجسين مسلحة بكشاف من الطراز الممتاز للحركة وقادرة على ترويع الهدف نحو موته، فهذه الأفعى هي أسوأ كوابيس السمك.




المؤلف Kenneth C. Catania

<كتانيا> أستاذ مشارك للعلوم البيولوجية في جامعة فاندربلت، وفي عام 2006 حصل على منحة ماك آرثر «للنبوغ». يركز بحثه على علم البيولوجيا العصبية المقارن، وبالأخص الأجهزة الحسية الحيوانية. ومقالته العلمية هذه، هي الثالثة في مجلة «ساينتفيك أمريكان».

مراجع للاستزادة


Tentacled Snakes Tum C-Starts to Their Advantage and Predict Future Prey Behavior. Kenneth C. Catania in Proceedings of the National Academy of Sciences USA, Vol. 106, No. 27, Pages 11183—11187; July 7,2009. Function of the Appendages in Tentacled Snakes (Erpeton tentaculatus). K. C. Catania et al. in Journal of Experimental Biology Vol. 213, No. 3, pages 359-367; February 2010. Born Knowing: Tentacled Snakes Innately Predict Future Prey Behavior. Kenneth C. Cata- nia in PLoS ONE Vol. 5, No. 6, e10953; June 16, 2010.