هداده (قرية)

الموقع والحدود :-

قرية هدادة بمنطقة نجران وهي إحدى القرى التابعة لمنطقة نجران، تقع في الجزء الشمالي الغربي من منطقة نجران وتبعد حوالي 90كم عن مقر إمارة نجران ويحدها من الشرق مركز الحرشف ومن الشمال مركز الخانق ومن الغرب الحدود الإدارية مع منطقة عسير ( محافظة ظهران الجنوب ) ومن الجنوب مركز عاكفة , ويعتبر هدادة من المراكز ذات الطابع المهم في موقعها .

السكان :-

يبلغ تعداد سكان مركز هدادة حوالي 5000 نسمة ويزاولون العديد من الأنشطة .

ويسكن فيها عدد من القبائل من أهمها : 

آل فاطمة وهم قبيلة الشرمان : آل فتـات وآل حلزا وآل هره وآل محيمدان وآل جروة ،

أيضا عدد من قبيلة آل سالم الوعلة وبعض من قبائل آل حارث ، ال العون  وغيرهم من القبائل.

المعالم السياحية :-

يعتبر مركز هدادة من المراكز السياحية والأثرية والتي تجذب السياح لها من داخل المنطقة وخارجها . وقرية هداده يوجد فيها منتزه ( موعاه ) الذي يعتبر من أجمل المنتزهات في منطقة نجران، إذ إنه يجذب عدد من المصيفين و محبي السفر وكبار الشخصيات للمنطقة، وكذلك سد وادي هدادة والذي يتم إنشاءه حديثاً . وهناك العديد من الأثار والمعالم السياحية والقلاع والتي يعود تاريخها إلى الآف السنين ومنها مسجد خالد بن الوليد على خط هدادة.

ويشتهر في قرية هداده زراعة النخيل والحمضيات، ومما يميز هذه القرية عن بقية القرى في المنطقة صيد بعض الحيوانات
كالوبران والأرانب والسفع والدرج ( نوع من أنواع الطيور )، 

أما المناخ فيها فهو معتدل طوال السنة مع هطول اللأمطار في فصل الصيف.

هداده وتاريخها:

منذ العصور القديمة ، أخذت هذه القرية مكان تجاري ، وذلك لموقعها الهام التي تقع بين مدينة عسير وبين بعض مدن اليمن ، إذ كان التجار يمرون بهذه القرية ، لذا بدأت العلاقات الحميمة بين أبناء هذه القرية وبين المدن الآخرى ، وخاصة قبائل وادعة في ظهران الجنوب .

هداده السعودية :

فيما سبق المعروف ومما تدل عليه زوارق التاريخ ، عندما غزيت المنطقة من الزعيم اليمني ، فتشتت المنطقة وقراها ودب الهروب إلى هذه القرية من قبل قبائل رجال يام ، فوجدوا كرم الضيافة النجرانية ولا سيما بعض الشخصيات البارزة في هذه القرية كـ : ناصر بن فتات و مسفر ابن حلزا ودواس بن حلزا وفيهم مشيخة قبيلة الشرمان ،أيضاً عبد الله بن جخيف و صالح بن كحلة وحسين بن بزيخ ، أذ ان لهم تاريخ جميعاً في دورهم في محاربة الغزو اليمني متمثلاً في شخصية لا ينكر تاريخها البطولي وهو المغفور له الشيخ/ صالح بن حلزاء أذا أن هذا الرجل كان لا يتوانى في الوصول إلى اليمن والقتال فيها وعمل الأغتيالات ولوحدة أحياناً ،وعندما بدأ الغزو من الزعيم اليمني ظهر زعيم الزعماء الشيخ أبو ساق ببسالته وحكمته البالغة فدعا أبناء المنطقة بالصمود في الموقف ، وخاطب ملك المملكة المغفور له الملك / عبد العزيز آل سعود بأن أبناء المنطقة عزموا على حماية منطقتهم ، فأرسل الملك المغفور له المؤن لهم ، وواصلوا الدفاع حتى وصلوا إلى هداده فردوا الهجوم بشجاعتهم و بحكمت شيخهم المرحوم / أبو ساق ..

من العادات المعروفة :

من قدم الآوان ، وعصور الكرم لنجران ، تميزت قبائل يام جميعاً وخصوصاً قرية هداده ( وذلك لموقعها ) ، بصفات جليلة حكيمة لا يصنعها إلا رجال شجعان ، وكان من أشهرهم في ذاك الآوان قبيلة الشرمان وبعض قبائل آل سالم ( الوعلة ) ، وكانت عاداتهم عادات قبلية شديدة وتسمى ب : التسيير والتربيع ، وهذه العادة عادة فيها نصرة للجاني و حكم قبلي ورضاء عام للمجني عليهم .

التسيير : وفيها عندما يأتي الخائف منذ القدم ومنذ عصور قطاع الطرق والنهب والفوضى ، كان لايستطيع إكمال مسيرة سفره ، أيضاً الهارب أو الجاني ، فعند ذلك يعتزي للقبيلة ، وتمتثل القبيلة لتعزيته وترحب به وتكرمه ، ويرسلونه للمكان الذي يريده ومعه بعض أفراد القبيلة ، يؤمنونه على نفسه وعلى من معه وعلى مؤنه ، حتى يرتدي المكان الذي يريده بأمان وإطمئنان ..

التربيع : منذ القدم ، كان هناك ما يسمى ب " الثأر " ، عندما يكون هناك دم بين القبائل ، فهذه العادة تمتثل في : عندما يكون الجاني متوعد بالقتل من قٍبل القبائل الآخرى لا يكون هناك إلا هدر للدم ، من غير مفاوضات ، إذ أن الأمر وصل لجميع أفراد قبيلة الجاني ، وذلك أن جميع من كان له صلة قرابة للجاني ، فيفسح دمه ، وهذا مما حرمه الدين الإسلامي ، فعند ذلك يذهب الجاني ومن كان معه من قبيلته ، إلى القبيلة ويعتزون بهم جميعاً ، ولا يجدون سوى الترحيب والضيافة من قٍبل تلك القبيلة العريقة ، بعد ذلك يتفهمون بعض مشائخ القبيلة على الأمر الذي سبب في ذلك ، ثم يرسلون لبعض القبائل بأن الجاني وقبيلته ممتثلون عند قبيلة الشرمان ، وأنهم في وجيههم ، وأن من أراد حق له فليأتي لقبيلة الشرمان ، بعد ذلك يُرسل للقبيلة التي تطالب بالحق لعدد من المفاوضات والنقاشات والطلبات والجيهان والمقاصد والمناصد ( عادة قبلية لدى قبائل يام ) ، حتى يسمحون ويفسحون الجاني وقبيلته ، وبهذا تنتهي معظم القضايا بهذه العادة الحميدة ، التي تولف بين العرب حسن الجوار ، والرفقة الحسنة ...

هداده من القرى التي قبل أن ننظر إليها ، نجد أننا أمام قرية لها تاريخ عميق ، قرية ينبع منها كرم الضيافة النجرانية ... قرية تترسم بها حياة لطالما تمنينا أنها تبقى كما هي ، جبال وديان بيوت لازالت تذكر أصالة الماضي وتشهد بأصالة الحاضر وتنتظر أصالة المستقبل . هداده إسم لايزال يذكر شجعان أبطال من شجعان عصر نجران المجيد ، فما إن تنظر إلى كل جبل من جبالها وبيت من بيوتها القديمة تتذكر أبطال ضحوا بأنفسهم من اجلها ، ولم يتوانى الأمر إلى هذا فقط ، بل رجال أتوا ليشاركوا الكارثة التي حلت بأهل هداده أيام الغزو اليمني ، ومن أبرزهم الشيخ المغفور له / جابر بن حسين أبوساق وأبناءه ، ذلك الرجل العظيم الحكيم ..

هداده ترسم آمال ، آمال أينعت ولاتزال تنظر من يسقيها من ظمأ الزمان ، هداده ( أم نجران ) كما يجب أن نطلق عليها هذا الإسم ، لأنها تستحق هذا اللقب العظيم .

.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

City Front.png هذه بذرة مقالة عن مدينة أو بلدة أو قرية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
الكلمات الدالة: