نبذة تاريخية عن المليشيات في العراق

نبذة تاريخية عن المليشيات في العراق

Kadhim3004@yahoo.com 11- 11 - 2006


كانت الميليشيات سمة من سمات الدولة العراقية الحديثة سواء خلال عقود الهيمنة البريطانية وخلال الحكم الملكي ، أو عبر عقود الاستقلال الوطني واعلان الحكم الجمهوري بعد ثورة 14 تموز 1958 ، والى اليوم الحاضر في ظل الإحتلال الأمريكي المشرعن بقرارات الامم المتحدة .

وحيث نلمس تعدد الميليشيات المسلحة في العراق هذه الايام بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخه، وهي تجوب قرى ومدن العراق كأذرع قوة للأحزاب والمنظمات الوطنية والشرعية في نشأتها، وتنظيمات الارهاب من الصداميين والسلفيين التكفيرين بالاضافة الى العصابات الفوضوية التي لا ترتبط بأي جهة. ويمكن حصر هذه المليشيات المتواجدة على الساحة العراقية اليوم بثلاثة أصناف من حيث النشأة التاريخية : اولا : ما نشأ زمن المعارضة للحكم وللاحتلال في العراق عموما كالبيشمركة. ثانيا : مانشا في ظل ظلام البعث كقوات بدر التي سميت فيما بعد بمنظمة بدر. ثالثا : وما نشأ بسبب تداعيات الاحتلال الامريكي للعراق : قبل الاحتلال الامريكي للعراق وفي اعقابه وفيما بعد الى اليوم فنشأت المنظمات المرتبطة بحزب البعث، والمنظمات التي تدعي المقاومة، وفرق الموت، والعصابات الاجرامية والعشائرية.

ولكن بعيداً عن حجم الميليشيات واسمائها وتصنيفها ومرجعيتها وأجنداتها السياسية ، وأساليب العنف التي تستخدمها ، ومدى مشروعية وجودها القانوني في الساحة السياسية ، أو حجم التعاطف الشعبي معها في الشارع العراقي ، فإنها تشكل مأزقاً كبيراً للحكومة العراقية والدولة ومؤسساتها ولأي مشروع سياسي وطني يمكن أن ينهض بالوطن العراقي من حالة الخراب الى حالة البناء.

وبرغم كل الدعوات التي يتم إطلاقها لمعالجة هذه الحالة غير السويّة في المجتمع العراقي ، إلا أن الواقع الفعلي يقول عكس ذلك ، بل أن من الأحزاب والكتل السياسية من بدأ يسعى جاداً لتأسيس ميليشيات جديدة للاستقواء بها على الخصوم السياسيين،  وقادتها تنادي بحل المليشيات ، وقد يمضي وقت طويل دون أن نشهد حلاً لهذه المعضلة الكبيرة في المجتمع السياسي العراقي .

وبما ان الشعب العراقي يتمتع بالوعي السياسي والادراك العميق للواقع الذي نعيشه اليوم فانه يطالب مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية بضرورة استخدام القوة العنيفة لمواجهة العنف الذي يحيط بالبلاد ويخنقها، ويطالب القوى السياسية والكتل الحزبية بالتخلي عن احلامهم وآمالهم في اعادة النظام السابق الى دفة السلطة والحكم مرة اخرى، كما ويطالبهم ايضا بالوحدة والشعور العالي بالمسؤولية اتجاه الشعب الذي اوصلهم الى ما هم عليه . ولكن الذي يطالع وسائل الاعلام المختلفة ويقرأ ويشاهد ويسمع السياسيين عندما يتحدثون عن المليشيات وحلها يتصور الانسان البسيط وكأن الامر سيحل بقرار فوري، كلا والف كلا . فبعد ان تعقد المشهد العراقي وكثرت الاطراف المتناحرة وانتشرت الجرائم باسم المليشيات فالقرار وحده لا يكفي وانما يجب تكاتف الجهود والاخلاص والسعي الدؤوب لايجاد حكومة قوية ووضع تشريع سليم ياخذ مدة زمنية كافية للتخلص من هذ القوى وتاثيراتها.وهنا تتأتى اهمية وضع نبذة تاريخية عن المليشيات او المجاميع المسلحة في العراق ونعرف كيف نشأت وكيف اندثرت وماهي اعمالها ومناقبها . والا فان الاحتلال الامريكي سيبقى في العراق وسيبني مستعمراته على شكل قواعد تعتدي على دول الجوار وسيستمر العنف والدم والنتيجة سيتبوء السياسيون مزبلة التاريخ لانهم خانوا العهد الذي قطعوه على انفسهم امام الله.

ملاحظة : سبق وان نشر بحث لي على صفحات الانترنيت بعنوان حكومة المالكي وحل المليشيات فليراجع باربعة حلقات . وكذلك : حل المليشيات خلاصة وتوصيات ومقترحات http://www.iraqsunnews.com/modules.php?name=News&file=article&sid=3844


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعريف المليشيا

اصبحت هذه الكلمة تثير الخوف في النفوس او تثير الاشمئزاز في القلوب وتشير الى الوجوه السوداء الكالحة التي تقتل وتذبح فقط وكل هذا بسبب الارهاب وإعلامه المساند وازدياد الروح الطائفية وضعف الاجراءات الحكومية للبدء في حل المليشيات فلابد من الفرز

ولذلك سأ ُعَر ِف المليشيا : بانها

تصنف الى : مجاميع مسلحة خارج سيطرة الحكومة او تحت إمرتها،

او هي كل مجموعة مسلحة تحت سيطرة قائدها او خارج سيطرته، او هي عبارة عن عصابات ارهابية او اجرامية، او مجموعات عشائرية او شرعية قانونية. او هي مجاميع مستقلة او سياسية او قومية او دينية او طائفية. او تصنف ايضا الى مجاميع امنية او حراسات او منظمات اجتماعية كالدفاع المدني في حالة الطواريء.

واما الاهداف التي تسعى لتحقيقها فهي اهداف مادية ومعنوية، غاياتها سامية او منحطة ومنها القيام بتنفيذ اعمال انتقامية او ثأرية او تحقيق اهداف شخصية لقائدها او تحقيق اهداف عامة: وطنيا وقوميا ودينيا وطائفيا.

وسأفرد فصلا خاصا عن تعريف المليشيا ودراسة فلسفة هذه التسمية إن كانت سليمة في الوضع الراهن أم لا ، حيث ان هذه الكلمة عند اول ظهورها في العهد النازي اطلقت على قوى الامن - الاستخباراتي والهجومي - المندسة بين الجماهير التي تريد التحرر الشعبي من ظلم النازية الالمانية والقاء القبض عليها، وانا استغرب اطلاق هذه التسمية على قوى شبه عسكرية مثل البيشمركة وقوات بدر في القانون 91 الذي شرعة بريمر في 7 _6 _ 2004 حول حل المليشيات ، ولماذا قبلوا بها في حينه ؟ ، وكيف مرت ؟. وقد تنبه الاكراد الى خطورة هذه التسمية لاحقا فاعترضوا على تسمية قواتهم بالمليشيات لا بل اتخذوا اجراءا عمليا في دمجها بمؤسسات اقليم كردستان الامنية، لضمان حيويتها وانصياعها للاوامر واخيرا ضمان افرادها من الانحراف بتعيين الرواتب والتقاعد ... الخ.



نبذة تاريخية عن المليشيات العراقية

عرف العراق أنواع الميلشيات قديماً وحديثاً، في بغداد والبصرة والنجف وكربلاء والموصل والحلة والانبار، حتى انها أخذت تزاحم الدولة في تحملها للمسؤولية الامنية، وفي احيان كثيرة تحرجها ، وكثيراً ما اضطرت الدولة إلى مسايرتها لاستغلال نفوذها، أو تجنب شغبها.

كان ظهور هذه المليشيات بسبب نظام الحكم في العراق الذي اعتمد على التعصب الطائفي، والتكتل السياسي، واستيراد الاعراق المختلفة ودمجها بالشعب العريق، وتلاحظ هذه السياسة في الحكم العثماني حيث استقدم الاعراق المختلفة للحكم كالاتراك، وكذلك مجيء المماليك في حكم الدولة العباسية في العصر الثاني والثالث. وكان أخطر هذه المجاميع ما ظهر في القرن الرابع الهجري، حتى أضطر الخليفة الراضي بالله (ت 329هـ) إلى منع واحدة منها، تمترست بالسلاح والعقيدة وهم الحنابلة، خشية من الشغب بالطرقات والمساجد، وهذه الفرقة دخلت في حرب دموية مع الشيعة في بغداد. (انظر:تجارب الأمم).

ثم ظهرت مجاميع الفتوة المسلحة، وانتظم الناس فيها. كانت الفتوة العلوية تعقد اجتماعها في مسجد براثا، بغرب بغداد. (مصطفى جواد، مقال الفتوة وأطوارها). وقد حصلت الفتنة عندما قابل الفتوة العلوية الشيعية تأسيس الفتوة النبوية السُنَّية ، قال ابن جبير (ت 614هـ) في رحلته في هوية الأخيرة: «تعرف بالنَّبوية، سُنّيون يدينون بالفتوة، وبأمور الرجولة كلها... يقتلون هؤلاء الروافض أين ما وجدوهم» .

اذن قتل الرافضة وإضطهادهم هو الحجة الاساس والورقة الرابحة في ظهور هذه المجاميع والعصابات، من الطرفين في الماضي لمواجهة العنف الذي يصيب طائفة على حساب طائفة اخرى ، وفي غياب سلطة القانون وهيبة الدولة وضعفها. وعلينا ان لا نستهين بهذه الاطروحة التي توظف الطائفية والاختلاف السياسي كاداة للقتل والعنف للتستر على الاستعمار والظلم ونهب الخيرات وتمرير المخططات اللئيمة، ففي هذه الايام ، قد وضفت لها الاموال والطاقات المحلية والدولية والاقليمية فنجد فتاوى علماء السوء في السعودية واموال السعودية وخنازير السعودية التفخيخين، بقيادة السلفيين الوهابيين التكفيريين. ولا ننسى بقية دول الجوار فكلهم مشارك بدور خاص به يعطي نتيجة مؤلمة للشعب العراقي، فمنه من يسهل عبورهم ومنهم من يجهزهم بالسلاح ومنهم من يجهزهم بالمال ومنهم من يجهزهم بالخبرة القتالية واخيرا المساهمة في عقد المؤتمرات والندوات المعارضة للحكم في العراق . فكانت اهم الاهداف المعلنة لمعظم المليشيات المرتبطة بالتكفيريين والبعثيين والقاعدة، ألا وهو قتل الشيعة الرافضة والاكراد الخونة والسنة المرتدين، لانهم من أتى بالاحتلال او ساعده او مكن له في الارض.

ويضاف الى كل ذلك الاهداف الاستعمارية للاحتلال، وتصريحات عملائها من الصداميين وبعض الحكام العرب، الذين رفعوا شعار الخوف من هلال شيعي او ماشابه من اكاذيب وحجج.

وقد عشنا الماضي القريب فكان هنالك نوعين من المليشيات الشعبية والحكومية وهي الاخطر التي تهدد المواطن وتنتهك حقوقه لانه تتقوى بالدولة، وكانت متمثلة بالحرس القومي او الجيش الشعبي ومجاميع الامن الصدامي الذي ركز على الشيعة والسنة والاكراد مما ادى الى سجن واعدام وتهجير اعداد غفيرة من العراقيين، اما حرب النظام مع المليشيا الكردية فلها لون آخر وهي من النوع الذي تدخل فيه السياسة والاقتصاد والاجتماع .

ولكن لنترك هذا الموضوع قليلا ونذهب الى بدايات هذا القرن ونرصد المجاميع المسلحة التي تشكلت واعلنت عن نفسها او عملت في السر، فكان ان:

ولعب الشقاوات دورا كبيرا في اثارة الفتن والحروب الاهلية بين ابناء البلد الواحد وحققوا اهدافا استعمارية للدولة العثمانية والبريطانية والفارسية في كربلاء والنجف، ففي بدايات القرن ظهرت في مدينة النجف الاشرف طائفتين، الشمرت والزكرت، في محلتين سكنيتين احدهما تؤيد وضع شروط على الحاكم حتى لا يستبد والاخرى لا تؤيد ذلك ، فاستمرت الحال فيما بينهما من التقاتل الى ان تدخلت الدولة العثمانية في احلال الامن والنظام بالقوة بعد مذبحة ومجزرة.


1914 - مليشيات السيد محمد سعيد الحبوبي

وشهد العراق ظهوراً مبكراً للميليشيات مع وضوح بدايات الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914 عندما قام السيد محمد سعيد الحبوبي بتجنيد أكثر من عشرة آلاف مقاتل من العراقيين الذين لبوا فتوى الجهاد التي أصدرها علماء النجف الأشرف للدفاع عن الوطن ضد (المحتل الكافر) وقاتلت هذه الميليشيات المكوّنة من بعض علماء الدين وشيوخ العشائر وبعض رجال المدن العراقية الى جانب القوات التركية (العثمانية) التي كانت – قبل ايام- تسوم العراقيين أنواع الاضطهاد والقمع والتعسف قبل نزول البريطانيين في (الفاو) جنوبي العراق، وكان المبرر الوحيد للقتال مع القوات التركية أنها قوات (مسلمة) ، وأسفرت هذه التجربة عن إستشهاد نصف عدد هؤلاء المقاتلين في معركة غير متكافئة سميت فيما بعد بـ (معركة الشعيبة) في موقع بين البصرة والناصرية يقال له (النخيلة) .

1920 – ثورة العشرين

وإستمر ظهور الميليشيات طوال فترة الاحتلال البريطاني سواء في ثورة العشرين ( 1920 ) التي لم يكن فيها الثوّار ضد الاحتلال سوى ميليشيات مسلحة بأسلحة بدائية، ومسلحة بعقيدة تكره وتحرم وتجرم الاحتلال، ومن ذلك انطلق المثل الشعبي الطوب احسن لو مكواري. وتمثل ثورة العشرين أول عمل سياسي منظم يأخذ طابع العنف في العراق الحديث.

1936 – الآثوريين يقودون التمرد واستمر العنف والعنف المضاد بعد قيام الدولة العراقية بسبب الاحتلال البريطاني للعراق فقد قام الفريق بكر صدقي رئيس أركان الجيش بسحق تمرد الاثوريين قبل ان يقود اول انقلاب عسكري في المنطقة عام 1936 م والذي أودى بحياة وزير الدفاع العراقي جعفر العسكري الذي واجــه إطلاق نار من قبل جنــود عراقيين، واصبح مؤسس الجيش العراقي ضحية الجيش الذي عمل على بنائه، وبعد ذلك قتل الفريق صدقي بعملية اغتيال دبرها له احد حراسه اثناء مروره بقاعدة عسكرية في الموصل قبل مغادرته الى تركيا لحضور مناورات عسكرية هناك.

1941 – حركة رشيد عالي الكيلاني وخلال حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 وماسمي بعد ذلك بـ ( ثورة مايس ) ، والتي ختمت تاريخ الميليشيات في العهد الملكي، عادت بغداد إلى نظام الفتوة، وتبنى أمرها الطبيب سامي شوكة (ت 1986)، المعجب بفاشية موسوليني ونازية هتلر حيث أسس شوكة «منظمة من الشباب من ذوي القمصان السُّود»، وهي عبارة عن ميليشيا قومية، لا تحسب على مذهب أو طائفة. (انظر : حميد المطبعي، موسوعة أعلام العراق ، والجادرجي، افتتاحيات جريدة «الأهالي»)

1936 – 2003 المليشيات العشائرية في العهدين الملكي والجمهوري ويمكن إعتبار القبائل العراقية التي إعتمدت على منطق الحرب والقتال ضد الدولة المركزية التابعة للمحتل البريطاني أنموذجاً من نماذج الميليشيات ، كما هو الحال في ثورة العشرين وامتداداتها العشائرية والدينية والوطنية مثل : إنتفاضة عشائر سوق الشيوخ عام 1936 ، أو عشائر آل زيرج عام 1952 . اما العشائر الكردية في كردستان العراق التي استمر تمردها خلال حقبة طويلة تمتد الى ايامنا الحاضرة، وافرزت قوات متمرسة شبه نظامية سميت بالـ البيشمركة ، فهم هددوا الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم ، ولحد الان، حيث يهددون بالانفصال عن العراق وتكوين دولتهم كردستان الكبرى. ولكن الموضوع يحتاج الى اسس واموال وسياسات ومزيدا من الضمانات. وفي ظل نظام حكم البعث، كانت هناك عشائر ارتبط بعض افرادها بالمخابرات بصورة مباشرة او غير مباشرة مما ادى الى ان تتخذ لها مواقع دفاعية وهجومية طيلة حرب ايران في المثلث الحدودي قرب زاخو مع تركيا وايران وسوريا، اعطيت لهم الاموال والارض لكي يزرعوها والسلاح لكي يدافعوا عن اي تسلل او هجوم مرتقب من هذه المواقع . كذلك انشأ النظام البعثي الصدامي بعد سنة 1991 ، رؤوس عشائر جدد ينظم تحت لواءكل واحد منهم الف او يزيد من الاتباع ، تم استخدامهم للاغراض الامنية والحمايات.

1958 – المقاومة الشعبية البداية الحقيقية لإرهاب الدولة في العراق وإطلاق شرعية العنف في الحياة السياسية ومع العهد الجمهوري وتسلم الزعيم عبد الكريم قاسم مقاليد السلطة في العراق عام 1958 بعد 14 تموز ، ظهرت فصائل ( المقاومة الشعبية ) حيث صدر أمر وزاري بتشكيل ميليشيا المقاومة الشعبية، دفاعاً عن الجمهورية ولمواجهة المد البعثي. وكانت ذراعاً للحزب الشيوعي العراقي، مكونة اعضائها من عناصر الحزب الشيوعي العراقي والمتعاطفين معه، وحاولت تصفية القوميين العرب، وكان قائدها كردياً اسمه طه مصطفى البامرني. عاثوا في الارض الفساد، وماذا ينتظر من شباب مسلحين يجوبون الشوارع مزهوين بملابس الكاكي، التي لها القوة والشرعية في اللحظات الثورية، غير مضايقة الناس وإشاعة العنف! ولم يمر من الوقت كثير حتى قامت المجازر الدموية الرهيبة في الموصل، وكركوك، والتي حصلت بين الشيوعيين والقوميين وراح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين .استمر وجودها أقل من عام وحلت بأمر وزاري أيضاً. الفعل ورد الفعل: وكان مقابل هذا التنظيم، أن تشكلت ميليشيات سرية اخرى، بعثية وقومية، للاقتصاص من الشيوعيين، فأخذت حمى الصراع تتصاعد عبر الاغتيالات والتصادم في الشوارع، وكان هناك قائمة طويلة من المغتالين بالأعظمية والأنبار. فهذه المليشيات توزع الموت على الجميع وضحاياها الابرياء واتذكر بانهم اتوا على أبي وهو في محله الخاص بخياطة وبيع الاقمشة في الفلوجة، مطالبين اياه ان يشارك في تظاهرة ضد جمال عبد الناصر، فرفض متعللا بعمله، فقاموا باحراق محله. 8 شباط 1963 – الحرس القومي : ما أشبه اليوم بالبارحة

البداية الحقيقية لإرهاب الدولة في العراق وإطلاق شرعية العنف في الحياة السياسية

ملاحظة: هذه المرحلة من تاريخ البعث يجب دراستها بامعان والتوقف عندها طويلا بسبب تماثل اعمال الارهاب الذي نعيشه في ايامنا الحاضرة وما حصل من اعمال ارهابية وعنف بيد الحرس القومي بالامس. وللمزيد من المعلومات عن اعمال الحرس القومي المشينة والتي خجل منها حتى من اصدر الامر بانشاءها من قادة الانقلاب، فلينظر الكتاب الوثائقي الذي اصدرته الحكومة العراقية سنة 1964 بعنوان (المنحرفون) والذي يوضح بالوثائق والصور الاعمال اللا اخلاقية التي قام بها الحرس القومي. ومن الجدير بالذكر ان رئيس الجمهورية المشير الركن عبدالسلام عارف ورئيس وزرائه العقيد احمد حسن البكر انضما الى الحرس القومي وارتديا الزي الخاص به.

ويمكن تعريف الحرس القومي، بانها مليشيات وعصابات مسلحة تاسست بعد نجاح الانقلاب العسكري في 8 شباط 1963 التي سميت في حينه ثورة 14 رمضان 1963 , كانوا مخولين بأبادة كل من يشتبه به , كانوا يشدون شرائط خضراء، يحملون العصى والهروات والرشاشات , اعتقلوا وعذبوا واغتصبو واعدموا الالاف من شباب العراق واحراره من الشيوعيين والاسلاميين والمفكرين ، وقد وضعت مراكز لهم في كل مدينة ومحلة وشارع ...عـُرفوا بدمويتهم وشراستهم ...لقد ابادوا عوائل آمنة في دورها , كانوا يحملون صور وقوائم مطبوعة باسماء المطلوبين. كانت مهمتهم الرئيسية القضاء على الشيوعيين بالدرجة الاولى حسب اعترافاتهم . انتقام البعثيين هذا كان له سبب وهو تعرضهم لحملة اغتيالات وقتل جماعي في نهاية الخمسينيات قام بها مليشيات الحزب الشيوعي المسماة بالمقاومة الشعبية، ولذلك شكل حزب البعث (فرق حماية) للدفاع الذاتي عن مناضليه البعثيين، وتطورت هذه الفرق وتحولت الى ما سمي بـ (الحرس القومي) في يوم 8/2/1963. وقد شارك فيها بعض السياسيين الحاليين. أن الحقيقة العملية التي تكشفت يومها، أزاحت الستار عن ماهية كتائب الحرس القومي هذه بما قامت به وارتكبته من ادوار إجرامية رهيبة وممارسات فضيعة ضد أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية والإسلامية الشريفة، فاقت كل تصور ببشاعتها من قمع وقتل دموي وفساد واغتصاب الأعراض وانتهاك الحقوق.

نزل الحرس القومي الى الشارع بزعامة الطيار منذر الونداوي في اليوم الاول من الانقلاب، وهي كما قلنا مليشيا حزب البعث والموالية لتيار على صالح السعدي، فاحدث فوضى عارمة كان من آثارها السيطرة على مقاليد الامور بعد احتلال بعض مراكز الشرطة والمؤسسات الحكومية. وكانت هنالك محاولة من رئيس هذا التيار البعثي المتشدد علي صالح السعدي لاحداث انقلاب على تيار حازم جواد رئيس التيار البعثي المرن وبقية اعضاء تنظيم الضباط الوطنيين والاخرين،الذين اسهموا بالحركة ايضا كما رافق ذلك انفلات بين بعض اعضاء مليشيا الحرس القومي بالانتقام من الشيوعيين من اعضاء مليشيا المقاومة الشعبية, والتنكيل بهم بالاعتقال والاهانة فاختلط معهم الكثير من الضحايا من المواطنين الابرياء . ظهرت وشكلت ميليشيا الحرس القومي بقانون رقم (35) صدر في ليل ثمانية شباط : «يسلح أفراد الحرس القومي بالمسدسات والغدرات (رشاش بور سعيد المصري) والبنادق من الأنواع المتيسرة». وقد صدر قبله البيان رقم( 13) ، وهو بيان صادر عن الحاكم العسكري للانقلابيين مساء 8 شباط الاسود / 1963 ايضا , بُثّ من راديو بغداد ، ودعى رؤساء الوحدات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي لابادة الشيوعيين وكل من ( يعكر صفو الامن وسحقهم حتى العظم ....) . سعى الانقلابيون إلى استغلال القانون المذكور ابشع استعمال فتم تشكيل الحرس القومي تحت عنوان حرس البعث الأمين على أهداف الأمة العربية، وانضم إليها أصناف غير سوية من البشر. التي عاثت في الأرض فساداً حيث قامت بتصفية الشيوعيين بمشاهد دموية قل نظيرها في التاريخ العراقي، وكان ان تكرر المشهد في اواخر السبعينات عند عودة الحكم البعثي كما شاهدنا وسمعنا.

ثم سرعان ما إنقلب عليهم عبد السلام عارف (الضابط القومي) ليزج بهم في السجون والمعتقلات ولينتهي الحرس القومي على يديه، ففي شهر حزيران 1963  ضجت الجماهير الواسعة من الشعب من تصرفاتهم وإجرامهم ، وظهرت أسباب أخرى مثل القيادات المتعددة والخلافات بين أعضاء قيادة حزب البعث حول الحرس القومي، فكان ان وجهت القيادة العليا للقوات المسلحة في 4 تموز 1963 برقية إلى قيادة الحرس القومي تحذرها وتهددها بحل الحرس القومي إذا لم تتوقف هذه القوات عن الإجراءات المضرة بالأمن العام  وراحة المواطنين. 

إلا أن القائد العام لقوات الحرس القومي [ منذر الونداوي ] لم يكد يتسلم البرقية حتى أسرع إلى الطلب من القيادة العليا للقوات المسلحة سحب وإلغاء البرقية المذكورة في موقف يبدو منه التحدي، مدعياً أن الحرس القومي قوة شعبية ذات قيادة مستقلة، وأن الحق في إصدار أوامر من هذا النوع، لا يعود إلى أي شخص كان، بل إلى السلطة المعتمدة شعبياً والتي هي في ظل ظروف الثورة الراهنة، هي المجلس الوطني لقيادة الثورة ولا أحد غيره . وهكذا وصل التناقض والخلاف ، بين البعثيين وضباط الجيش، وعلى رأسهم عبد السلام عارف، إلى مرحلة عالية من التوتر، وبدأ عبد السلام عارف يفكر في قلب سلطة البعثيين بأسرع وقت ممكن. حُلَت هذه المليشيات بتاريخ 18/ تشرين الثاني /1963 ، إلا أنها تسعة شهور عجاف سيطر فيها الحرس القومي، تشكلت بامر جمهوري وبقرار من رئيس الجمهورية العراقية الانقلابي (عبد السلام محمد عارف ) ، وحُـلـَت بأمر جمهوري أيضاً. وكان عدد ضحاياها 12 - 16 الف عراقي ، وصدر ضدها كتـــاب" المنحرفون"، وأخذ يُطلق عليها فيما بعد تسمية الحرس اللاقومي.

زعامة البعثيين

وتزعم هذه المليشيا في بداية الأمر ضابط بعثي، شارك في الانقلاب، وهو الطيار منذر توفيق الونداوي، الذي اصبح سفيرا لصدام في ما بعد واما مساعده فهو نجاد الصافي. حيث يمثل مع زعامة علي صالح السعدي التيار المتشدد والمتسلط على زمام السلطة في انقلاب 1963 . وهنالك ايضا تيارا يميل نحو المرونة والحلول السياسية بزعامة حازم جواد ويساعده عبد الكريم الشيخلي الذي اصبح بعد حركة 1968 وزيرا للخارجية. اما تيار أحمد حسن البكر فكان يمثل التيار المعتدل والذي يحاول عدم اظهار نفسه بمظهر التيار المتكتل بقدر ما يظهر نفسه على انه جهة استشارية ناصحة. كما تميز البكر في تلك الفترة بانتماءه المهني الذي تغلب على انتمائه الحزبي وهذا واضح من خلال اتخاذه لسلسلة من القرارات العسكرية داخل الجيش للضرب على يد الضباط البعثيين ضد فوضى احداث الحرس القومي داخل الجيش. كما انه كان من المساهمين لوضع الخطة الخاصة بالاطاحة بالحرس القومي لمصلحة الجيش وللتبرؤ من الجرائم التي شاركهم فيها باعتباره احد قادة الثورة. .

ومن جرائم امريكا : البعث والقطار الامريكي وعلينا ان لا ننسى او نتناسى الدور الرئيسي للمخابرات والدوائر الامريكية (CIA ) قبل و بعد انقلاب 8 شباط 1963 , حيث كان ل (سي.آي .اي) دورا بارزا في انجاحه, ويقول رامسي كلارك احد ابواق النظام الصدامي واحد المدافعين الاشداء في هيئة الدفاع عن الطاغية صدام : " في عام 1963 قامت ال (سي . اي .اي) بانقلاب اطاح بعبد الكريم قاسم" . أما سكرتير الدولة الامريكي في حينه ، فقد صرح بعد الانقلاب بان الحكومة الجديدة هي معادية للشيوعية وبموقفها هذا فانها تجد لنفسها من يعطف عليها. وعلقت الـ (نيويورك تايمز) بقولها ان الانقلاب العراقي مقبول من وجهة النظر الامريكية وهو متفق مع ما نطلبه. أما حديث المللك حسين بن طلال عاهل المملكة الاردنية الهاشمية بعد عدة اشهر من الانقلاب الاسود مع رئيس تحرير جريدة الاهرام الاستاذ محمد حسنين هيكل في 27 ايلول 1963 فخير دليل على ذلك حيث قال: ( ان ما جرى في العراق في 8 شباط قد حظى بدعم الاستخبارات الاميركية , ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الامر ولكني اعرف الحقيقة , لقد عقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الامريكية , وعقد اهمها في الكويت .. اتعرف ان محطة اذاعة سرية كانت تبث الى العراق، زوّدت يوم 8 شباط رجال الانقلاب باسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم واعدامهم ).

جرائم البعث صار العراق من شماله الى جنوبه في تلك الايام السوداء، سجنا رهيبا مفاتيحه في يد هؤلاء القتلة وعصاباتهم وتعاملوا مع السجناء بلغة المكواة , والمثقب الكهربائي , والمنشار الالي , والسموم , وقضيب حديدي مدبب يغرس في جسم الضحية ثم يضاف لجرحه احد انواع السموم , والاسلاك الكهربائية لحرق الجسم و سوائل للحرق. اما مسلخ قصر النهاية الأكثر من سئ الصيت فكان اسما على مسمى حيث عذب في سراديبه ومسالخه معظم الشخصيات الشيوعية والوطنية, وامتلات سراديبه ببرك الدماء وبالجثث المتفسخة للضحايا و بايادي واصابع مقطوعة بالة القطع الرهيبة، وجرى اغتصاب الفتيات والنساء وبنات وزوجات المعتقلين، امام اعين ذويهم او باجلاسهم على قضبان وقوازيخ من الحديد في سراديب مظلمة, موحشة, رطبة. ولو تصفحنا الكتاب الوثائقي المصور (المنحرفون) - الذي اصدرته اجهزة دوائر انقلاب تشرين العسكري التالي لخجلها مما جرى وحدث ولاعلان برائتها من الاعمال الاجرامية - وفيه جزء من الوثائق والتقارير والبرقيات وكتب رسمية وقرارات وشكاوى وافادات المتهمين ومعلومات وحقائق وبرقيات سرية و فورية وادوات والات التعذيب الوحشي سراديب قصر النهاية والمستندات والصكوك وتفاصيل عن القتل في الاحواض الحامضية والمفروشات والاسرة الجرمية، ويشتمل اسماء الضحايا والقتلى والمفقودين من المواطنين الابرياء من ابناء وبنات الشعب العراقي، قبل محاكمتهم!! لانهم كانوا يقتلون ثم يحقق معهم!!

ونرى ايضا صور للضحايا الابرياء من النساء و الرجال دفنوا وهم احياء وبملابسهم وصورا لمقابر جماعية في منطقة الجزيرة (وهي منطقة نائية تقع بين بغداد والكوت, والتي دفن فيها مئات الابرياء من قبل جلادي الحرس القومي وان اغلبية الصور ماخوذة في شهر 12 من عام 1963, وحسب تقارير الطب العدلي اثبت بان اغلبية هؤلاء الضحايا دفنوا وهم احياء)، بالاضافة الى تفاصيل جرائم اخرى كثيرة يندى لها الجبين, نعم هكذا كانت اعمال المنحرفين العفالقة مع وصولهم للحكم واغتصابهم للسلطة في شباط 1963 حين فتحوا بوابة الجحيم على شعبنا العراقي وحين كان حلهم لاية مسالة هو العنف و القتل و الاغتيال والتعذيب والاغتصاب.

يقول احد شهود العيان : نعم تم نشر مراكز الحرس القومي في كل مدينة وفي كل محلة وشارع , وكان اعضائها كالوحوش البشرية يقطعون الابرياء اربا اربا وكانوا يحملون الرشاشات والهروات والعصى وقضبانا من الحديد يصفعون ويركلون ويضربون كل من لا يعجبهم مما صادفوه ببساطيلهم الجهنمية و يعتقلون كل من اشتبهوا به, نعم كانوا كعزرائيل جاءوا ليقبضوا على الارواح البريئة, كانوا يقتحمون البيوت ليلا ويحطمون الابواب والشبابيك ويدنسون حرم البيوت الامنة, وكم مات من الابرياء بركلات هؤلاء الهمج، حين كانوا في بيوتهم يغطون في نوم عميق لا يعرفون ماهي السياسة، والأمثلة كثيرة لاتعد ولاتحصى لجرائم تلك الوحوش الكاسرة .

الكرد الفيلية وتسفير او تهجير البعث

وفي عام 1963، ايضا، ارتكبت من قبل الحرس القومي جرائم بشعة ضد الكورد الفيلية وبخاصة ما عرف بجرائم حي الاكراد في بغداد والسبب في ذلك ان حي الاكراد كان معقلا للحركة الوطنية للحزب الديمقراطي الكردستاني وللحزب الشيوعي العراقي والمكان الذي يسكن فيه العديد من التجار الاكراد وهو ما شكل مصدر الخطر على نظام حكم الحرس القومي في بغداد حينذاك. وتكررت هذه الاعمال القذرة بيد البعثيين ضد الكورد الفيلية والشيعة على حد سواء حيث تمثل الفترة السوداء في تاريخ العراق وهي منذ توقيع اتفاقية اذار عام 1970 وحتى عام 1988 حيث قام نظام البعث بقيادة صدام بممارسة ابشع صنوف الاضطهاد والجرائم المحرمة الدولية ضد شعب امن مسالم يحب الحياة والحرية فقد قامت السلطات بتهجير واخفاء مئات الالاف من البشر بلغ عددهم مايقارب مليون انسان دون ذنب سوى انهم من خيرة ابناء العراق لا يسجدون لصنم ولانهم من الكورد أو من اتباع المذهب الشيعي وهم يمسكون عصب الحياة التجارية في العراق ولهم دور كبير في الحركة الوطنية العراقية. وإختفى مئات الالوف وغيب وفقد في سجون النظام كما صار العديد منهم حقولا لتجارب الاسلحة البايولوجية والكيماوية وفقا للوثائق التي تم العثور عليها، ومنها ما قامت به الوحدة العسكرية رقم 5013 من الصنف الكيماوي من الحرس الجمهوري.

البعث وهجرة العقول والاساتذة تم اعتقال وتعذيب وتهجير العلماء فلم يذهب عن بالنا والى الان العالم ماساة الدكتور “عبد الجبار عبد الله” الذي سافر خارج وطنه العراق مرغما ، فبعد إشتداد الحملات المسعورة من قبل البعثيين والمأجورين من رعاع البعث والحرس القومي للنيل من الأساتذة والرموز الوطنية والإبداعية وكان لابد ان تشمل بالطبع عالما وطنيا فذا كعبد الجبار عبد الله.. تلميذ انشتاين والمتخصص في النظرية النسبية الذي غادر العراق وهو يحمل على جسده النحيل بصمات التعذيب لجلادي الحرس القومي كوصمة عار تأريخية على جبين سلطة البعث عندإغتصابها المبكر لدولة العراق. .

البعث هو البعث في العراق او سوريا ونفس تجربة الحرس القومي البعثية ، تكررت في آذار سنة 1963 بسوريا في حماة حيث بدأ الحرس القومي البعثي بإثارة و استفزاز حفيظة الشعب المؤمن المحافظ وإرعابه ، بأفكار البعث التي فرضوها على المجتمع. و رفعوا شعارات : ( يا أخي قد أصبح الشعب إلهاً )، و ( لا تسل عني و لا عن مذهبي * أنا بعثـي اشتراكي عربي ) و (آمنت بالبعث رباً لا شريك له * وبالعـروبة دينـاً ماله ثاني) و (هات سـلاح وخـذ سـلاح * ديـن محمـد ولّـى وراح)

جماعة الخالصي في الكاظمية هذه الميليشيا المحدودة العدد التي عُرفت بجماعة الخالصي مقرها مدينة الكاظمية، وهم مسلحون يأتمرون بأمر الشيخ محمد مهدي الخالصي (ت 1963) ويعتبر مرجعا دينيا لها وكان ابيه الخالصي الكبير من قادة ثورة العشرين ومن الذين واجهوا الاحتلال البريطاني رحمه الله ومن الذين طردهم المحتل خارج العراق. وقف الخالصي بوجه قانون الاحوال الشخصية ولدي مسودة رسالة بخطه مرسلة الى الزعيم عبد الكريم قاسم لتفنيد بعض النقاط المذكورة في القانون. لكن الشيخ استخدم العنف مستغلا الظرف الراهن لمواجهة الشيوعيين ولذلك أعان ميليشا الحرس القومي بصورة مباشرة او غير مباشرة، ولكنه استمر في نهجه المساند لحكومة عبد السلام عارف حتى قيل بانه كان سنيا قوميا. اصبح سرداب مدرسته المسماة مدينة العلم في الكاظمية ، سجنا للشيوعيين في حينه وقد تم تعذيب وقتل الكثير منهم وتصفيتهم وزاول اتباعة سياسة التهجير القسري ضد البعض من الذين اتهموا بالشيوعية من الساكنين في محيط مدرسته خصوصا وفي الكاظمية عموما، كما رأيت وسمعت في حينه. اما في زمن امين بغداد ( المقبور خيرالله طلفاح ) عندما منع السفور قام جماعته بصبغ اقدام وارجل النساء والفتيات السافرات . لازالت هذه الجماعة متواجدة في الكاظمية ، وهاجر قادتها الى سورية في ابان الحملة المسعورة لصدام في الثمانينات. والمتحدث باسمها اليوم الشيخ جواد الخالصي وله موقف من العملية السياسية الجارية في العراق ويتناغم مع حارث ضاري هيئة علماء المسلمين المساند للنظام الصدامي ، وقد وضعت المدرسة واتباعها تحت نظر الامن واستجوبوا عدة مرات على تجميع تبرعات او نشر كراس.

وللشيخ محمد مهدي الخالصي خطبة شهيرة عنوانها (( قل اعوذ برب الفلق، من شر ماخلق، ومن شر ميشيل عفلق)) وتندر بها المعارضون للحكم الصدامي لفترة طويلة خطبة الجمعة التي القاها سماحة الامام الشيخ محمد الخالصي رحمه الله في صيف عام 1963 م ابان تسلط العفالقة، وذلك في المسجد الكبير في الصحن الكاظمي المطهر (جامع الصفوي سابقا، جامع الجوادين حاليا)، انفرد بها، وجسدت شجاعته و جراته في بيان حقيقة مشيل عفلق ودوافعه الخبيثة ضد الاسلام و العراق: (( فتمسكوا بالقرآن، القرآن يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- المائدة آية ٥١ ) القرآن يقول (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ- آل عمران آية ٢٨)، القرآن يدعو إلى نبذ من خالف الاسلام من اليهود والنصارى، وعلى هدي القرآن حاربنا في الحرب العالمية الاولى الانكليز لانهم مسيحيون، وحاربنا اليهود اشد الحرب لانهم يهود، وحاربنا في الثورة الكبرى ثورة العشرين لنطرد النصراني الحاكم من بلادنا، وحاربنا فيصل وزمرته ووزرائه وما اعد له الانكليز من عدة الى ان هلك لانه مطيع للانكليز، وحاربنا شريف مكة لانه خدعه الانكليز، خدعه النصارى. وحاربنا هذه الحروب الكثيرة الطويلة لاننا لا نريد ان نطيع يهوديا ولا نصرانيا مع ان اليهودي و النصراني يؤمن بالله و الانبياء وينكر خاتم الانبياء فحاربناهم. فماذا فعل الاستعمار؟ جاءنا بالذليل الهالك الخاسر...

قلنا حاربنا اليهود لاننا لا نقبل حاكما كافرا يهوديا ونستهدي بالقران الكريم (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً-سورة النساء- آية١٤١ ) 

فماذا عمل الاستعمار؟؟ دس يهوديا امه يونانية، ابوه قبرصي، صار مسيحيا دسه ليكون مرشدا للمسلمين فهل يجوز لنا ان نسكت عن ذلك... اننا لا نخالف من لا يمنع صلاتنا ولا يصدنا عن دين الله... ولكن هيهات ان نقبل يهوديا نصرانيا يونانيا ليكون مرشدا لنا، اين القران، محمد (ص) مرشدنا، ائمة الهدى (ع) هداتنا، اصحاب رسول الله (ص) قدوتنا، نرفع اليد عن كل ذلك ونتبع يهوديا. اثار الاستعمار فتنه البابيه و البهائية في ايران و سخرهم له وجعلهم مطية لاغراضه وجعل لهم اسما فسماهم اغنام الله، واليوم في كتب البهائيين يفتخرون بهذا الاسم و يقولون انه وحي منزل. والقاديانيون بعد ان سخرهم الاستعمار فانه سمى كل واحد منهم باسم حمار المسيح الموعود. ولكن بلاء العرب اشد واشق من كل ذلك، جعل مرشدا و سماه عفلق للسخرية، الاستعمار بعد ان يملك ويستعبد البلاد يسخر منهم حتى بالالفاظ... ولكن مصيبة العرب اشد و اشق جاءنا بـ(مشيل عفلق)، من هو ميشيل عفلق، ما هذا الاسم، الا يوجد اسم عربي، الا مرشد عربي الا مرشد مسلم؟


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ميشيل عفلق=

انقل لكم عبارة القاموس و اعتذر عن نقلها لترون مدى سخرية الانكليز و الاستعمار بنا وكيف يصدنا عن ديننا ويهزا بنا، واعتذر عن نقلها لانها بذيئة، ولكن لا بد من نقلها تنبيها لاخواننا كي لا يتبعه احد، وارجوا منكم ان تكتبوها عن القاموس وتبثوها بين الناس ليعلم درجة استهزاء المتسعمرين بنا، قال في القاموس: عفلق الفرج الواسع الرخو و المراة السيئة المنطق، تركنا الالفاظ العربية كلها والاسلامية واتينا بعفلق... فليس معناه ان نقبل يهوديا وعفلقا. ليكن مرشدنا عربيا مسلما وليحذر المسلمون والعرب من اتباع هذا الشر ويوحدوا كلمتهم. الله اكبر، عفلق مرشدنا يا ضيعة الدنيا وضيعة اهلها والمسلمين وضيعة الاسلام، كما لم يكن لماركس وانجلس ولينين وخروشوف موطيء قدم في بلادنا فسوف لا يكون لعفلقنا موطيء قدم في البلاد الاسلامية العربية.

الحكم لله وحده و للاسلام و للعرب وحدهم وللوحدة الاسلامية... نذب عن شرفنا، عن مجدنا، عن عروبتنا، عن اسلامنا ولا نقبل عفلقا ولا ماركس... قل ما ماشئت لا اليهودية و لا النصرانية ولا كل من يخالف الاسلام، عفلق مرشدنا.... القرآن يذهب، محمد يمحى اسمه، ويخسا يخسا وليخسا عفلق.... عفلق ما معنى هذا.... انا لا اتمنى الموت ولكن الشاكي يقول: فياموت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي ان دهرك هازل جاء احد اخواننا واصدقائنا يقول كف عن عفلق، قلت ولماذا؟ قال: لان بعض الناس لا يرغبون في ذلك او يغضبون، فقلت سبحان الله، ان كان الغاضب مسلما او عربيا فليس يغضب لانني ادعوه الى احياء اللغة العربية و احياء الاسلام، وان كان غير مسلم فلا يهمنا كان من كان اذا اصر على اتباع عفلق وعدم تبديله وتغييره نحن نصر اكثر على اتباع محمد، اهل بيت محمد، اصحاب محمد، قرآن محمد، من نخشى؟؟؟ نخشى عفلق ومن اتبعه ممن اصر على امامته للعرب وللاسلام ولكل شيء؟

نحن اعداء عفلق ولكننا اولياء كل عربي وكل مسلم، وندعو الى الوحدة وندعوا الى نبذ الخلاف... وندعوا الى كل ذلك ولا نبالي ونلتمس العون من الله...

ننصحهم الا يقولوا ان اعدى اعدائنا زمرة الخالصي، ولئن قالها قائل فزمرة الخالصي المؤمنة بالله لا تبالي بهذا القول ولا ترى الموت الا سعادة والحياة مع عفلق، مع الظالمين الا برما، و اقراوا: ( قل اعوذ برب الفلق، من شر ما خلق ومن شر ميشيل عفلق) )).

ميليشيات صدامية قبل وبعد الاحتلال وفي أعقابه

المقدمة دخلت البلاد في دوامة الإرهاب وأصبح قطع الرؤوس والقتل العلني والقاء الهاونات على المناطق الامنة اخبارا مألوفة ، والمتهم الرئيسي في ذلك هم ازلام صدام ، الذين كانوا يزاولون هذه الاعمال ايام النظام المقبور في المعسكرات والمقرات السرية لاجهزة القمع المتخصصة .

ادت دوامة الارهاب هذه، إلى الفوضى في الشارع العراقي وادت الى ان يكون ضحايا اعمال القتل والاختطاف والذبح والتفجير والتفخيخ بأكثر من 655 ألف عراقي، بين محترق بنيران عبوة ناسفة او سيارة مفخخة او مقطوعة الرأس، بعد حوالي اربع سنوات من سقوط نظام حكم صدام حسين.

نعم تحول الأمر من إرهاب الدولة المحاط بالسرية والكتمان، إلى إرهاب المجاميع المختلفة التسميات والأهداف، والتي تشترك في شيء واحد الا وهو إنها تحتفل بإراقة دماء الآخرين وإنها تحفظ الدرس الذي تعلمته من المؤسسة الامنية والحزبية الدموية التي تديمها دماء الآخرين ونجد بصمات البعث في ما يحصل اليوم الذي هو كمثيله في الماضي عندما قامت قوات الحرس القومي بافضع الجرائم وكما بيناه سابقا.

وهذا الامر غير مستبعد اليوم خصوصا واننا عشنا ايام لاعتقال بعض النساء الغواني ممن لهن علاقات واسعة مع الطبقة المتنفذه في الحكم او من المتعاونات مع الاجهزة الامنية والمخابراتية ، وقد تم اعتقالهن وسلمن الى ذويهن بعد ذبحهن او رميت جثثهن في الشارع وامام ابواب بيوتهن مقطوعة الرؤوس.

المليشيات البعثية في العراق بعد 17 تموز 1968 قام النظام الدكتاتوري البعثي بإنشاء ميليشياته الخاصة لانه خبير بذلك ولديه نظرية وتجربة ايضا في تشكيل الحرس القومي سنة 1963 ، ولكنه بعد ثورة 17 تموز طـَور النظرية وعمم التجربة، وكانت هذه الميليشيات تُؤسس وفق شعارات براقة مثل ( تحرير فلسطين ) او ( مقاتلة الأمريكان )، وقد أثبتت التجربة العملية أن القيادة البعثية وصدام كانا يقصدان: عسكرة المجتمع العراقي أولاً ، وقمع أي تحرك شعبي ثانياً ، وإلهاء أعداد كبيرة من الشعب العراقي للتغطية على جرائمه وسرقاته ثالثاً وتعطيل التوجه والفعل الجماهيري عبر زجها في تلك الميليشيات رابعاً .

وكان واقع المليشيات في ظل الحكم الصدامي في المرحلة الاولى كالاتي:

اولا وثانيا : الفتوة والطلائع ففي بداية حكم البعثيين في 1968 تم انشاء مليشيتين طلابيتين وهما الفتوة، والطلائع او : «الفتوة وكتائب الشباب»، وتشكلتا بقرار من مجلس قيادة الثورة نفسه، وهو على نمط كتائب مليشيات سامي شوكة في الأربعينيات وانضم لها طلبة الثانويات والجامعات. كانت تلك التشكيلات مقدمات لعسكرة المجتمع، وتهيئته لكوارث قادمة. وكانت مفتاح البداية، ضرورة اشتراك الطلبة في معسكرات العمل الشعبي، وعلى سبيل المثال كانت حقوق الطلبة ومساعدتهم متوقفة بالحصول على تأييد بالمشاركة في معسكر العمل الشعبي في ابو منيصير لغرض الحصول على قرض الاقسام الداخلية 5 دنانير شهريا سنة 1971 .

ثالثا: مليشيات الحزب الواحد - المنظمة الحزبية انتشرت المنظمات الحزبية بين زقاق وزقاق وكان لها شرف مراقبة العوائل العراقية وكسب شبابها للعمل الامني والاعتداء على اعراض فتياتها وانتهاك حرمة العائلة العراقية حيث لا قدسية للذي يصلي ويصوم او غير منتمٍ لحزب البعث او شيوعي او مستقل. بعد الاحتلال كان هنالك اكثر من 100 الف اضبارة تخص المتعاونين مع الاجهزة الامنية الذين يسمون بالاصدقاء او المؤتمنين ولهم ارتباط تنظيمي مع المنظمات الحزبية في مناطق عملهم او سكناهم. واغلب هذه الاضابير بيد قوات الاحتلال.

رابعا: المنظمات الأمنية الحكومية ، عملها عمل مليشيات الامن العامة، المخابرات، الاستخبارات، الأمن الخاص، طوارئ بغداد، الأمن العسكري، الأمن القومي، الحرس الرئاسي، .. والقائمة طويلة .

خامسا: الجيش الشعبي وظهرت ميليشيا «الجيش الشعبي» البعثية سنة 1980، وفقاً لمرسوم من مجلس قيادة الثورة، وهو تنظيم شبه عسكري ضم اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق في بداية تكوينه، ويمثل القوة الموازية للجيش النظامي ويمتاز بتبعيته المباشرة إلى رئيس الجمهورية وولاءه الدائم له. وبذلك تقلص دور الجيش في ظل حكم صدام حسين حيث عمد إلى إبراز دور الجيش الشعبي المنافس والموازي للجيش النظامي المحترف وذلك بهدف إيجاد توازن في القوة المنفدة للقانون والقوة البعثية الهمجية التي تحكم الشارع. وكان ظاهر انشاء هذه المليشيا حماية ( الجبهة الداخلية ) ضد الاستعمار والصهيونية، فشارك اعضاء هذا الجيش مع قوات الحدود وتوزع على سلسله طويلة من المخافر الحدودية وشارك الجيش الشعبي ايضا في التعبئة الجماهيرية لحرب ايران وغزو الكويت، وأستُخْدِم كجهة إسناد للجيش العراقي خلال المعارك الضارية في الحرب مع إيران ، فانتشر اعضاءه في المدن والازقة والمحلات لغرض التبليغ عن اي متخلف عن الذهاب الى حرب صدام المقدسة مع ايران، والتي أسفرت عن سقوط ما يقارب نصف المليون من أزاهير شباب العراق فضلا عن سبعمائة ألف من المعاقين والمشوهين ، إضافة إلى نفقات الحرب التي تجاوزت المائتي ألف مليون من الدولارات وكذلك تجميد كل تنمية طوال مدة زمنية تجاوزت الثماني سنوات . مارست قوات الجيش الشعبي مسؤوليات الميليشيا المسلحة التابعة لحزب السلطة وقوته الضاربة في القمع والاستبداد ضد الشعب العراقي لا غير. تم حل هذه الميليشيات بنهاية الحرب العراقية – الإيرانية ، وأعيد تشكيلها من جديد بعد غزو الكويت في 2 / 8 / 1990 ، باسماء ومسميات اخرى.

سادسا : مليشيات الفرسان الكردية ولا ننسى بان بعض الفصائل الكردية المسماة بالفرسان والتابعة لعشائر الجاف قد شاركوا صدام في حربه المقدسة في القادسية الثانية، واغراهم صدام فكانوا يلعبون بالسلطة في بغداد وبالدنانير العراقية وبازهاق ارواح العراقيين العرب المغلوبين على امرهم والاكراد الابرياء على حد سواء،

اضافة الى ان صداما امر  باحتساب المدة التي يخدمون فيها في فصيل الفرسان كخدمة عسكرية مجزية لاغراض الراتب والعلاوة والترفيع والتقاعد مما ساعد في اضفاء الشرعية عليها .

وهذه القوات الغيت بعد انتهاء عمليات القادسية الثانية.

سابعا: طوق بغداد العشائري قام النظام البعثي بتهيئة طوق عشائري يضرب على اطراف بغداد ومحيطا بها وهذا الطوق يتكون من عشائر متعاونة مع البعث ومستفيدة من الامتيازات والسلطة، غاضبة على الناس الابرياء في بغداد بعد ملئهم بالكراهية ، وهي اليوم تمارس القتل اليومي في مثلث اليوسفية وابوغريب واللطيفية والتاجي والطارمية والعامرية والمدائن والانبار والفلوجة. وشاهدناهم ينتشرون باسلحتهم على طول الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء او النجف عند احياء المناسبات الدينية.


المليشيات البعثية في العراق التي ظهرت بعد 1991==

ثم ركز النظام البعثي الصدامي بعد إنتفاضة شعبان عام 1991 على انشاء الميليشيات المختلفة في حماية نفسه من أي تحرّك شعبي داخلي، حيث كان درس الانتفاضة الشعبية درساً قاسيا للنظام البعثي، وأظهر الدرس ايضا فاعلية الميليشيات العربية والكردية، ودورها الكبير في إمكانية إسقاط أي نظام دكتاتوري مهما كان قوياً كنظام صدام حسين، ولكي يبقي صدام محكما قبضته على سلطة الحكم والسيطرة المطلقة على الوضع وتقلباته المفاجئة، والحيلولة دون تكرار الشعب لما قام به من انتفاضة عارمة عام 1991 التي اجتاحت غالبية محافظات ومدن العراق في الشمال والوسط والجنوب وكادت أن تطيح بحكمه الجائر لولا مساندته امريكيا. لذلك لجأ صدام إلى اتخاذ سلسلة إجراءات داخلية ومبادرات قصد منها حجز قوى الشعب في طوق دائرته الأمنية، وعسكرة المجتمع فقام بتأسيس مليشيات مختلفة بغيه استخدامها في قمع أي انتفاضة أو محاولة يشم منها رائحة الانقلاب والاطاحة بسلطته، حتى وأن تطلب ذلك ذبح وإبادة الآلاف بل ومئات الآلاف من أبناء الشعب في حالة التمرد عليه، عند نشوب الحرب المرتقبة مع امريكا. حرب المليشيا وحرب العصابات ففي عام 2001 حينما تيقنت القيادة العراقية من حتمية وقوع التغيير والغزو الامريكي، تبنت ستراتيجية عبر عنها صدام بالقول: (تستطيع امريكا غزو العراق ويستطيع العراق شن حربه بعد الغزو)، وهي تقوم على التعويل النهائي على حرب عصابات المدن، لان الحرب النظامية ، وان كانت تستطيع استنزاف امريكا بشريا وماديا بسبب تفوقها المطلق عسكريا وتكنولوجيا وماديا الا انها لا تضمن ردع ثورة او القضاء على سلبية الشعب العراقي عند دخوله في حرب مع امريكا، ولهذا الشعب موقف لاينساه صداما وعائلته في اعقاب عمليات طرده من الكويت، لذلك برزت الحاجة لاعادة تنظيم المقاتلين المدنيين الذين جرى اعدادهم خلال 12 سنة سبقت الغزو، خصوصا (فدائيو صدام) و (جيش القدس) و (أشبال صدام) لقمع أي تحرك شعبي على غرار إنتفاضة شعبان . وهذا الكلام عشناه وشاهدنا ، ولكن النتيجة دخول صدام واعوانة انابيب المجاري، والهروب الى ابعد نقطة في العراق كراوه وهيت وعانه او الموصل وعلى الحدود في ديالى ، ورميت الاسلحة وتبدلت الثياب ، فالنظرية جميلة والفعل مخزٍ. كانت التنظيمات المسلحة التي اوجدها نظام صدام بعد عام 1991 كالاتي: اولا : (فدائيو صدام) أو كتائب الموت الأسود تنظيم شبه عسكري بدأت تدريبها العسكري منذ عام 1992م ، لتنفيذ واجبات مبهمة، ترأس قيادتها (عدي) النجل الأكبر لصدام، وتتوزع هذه القوات في المحافظات . ولكننا رأيناهم قبيل الاحتلال وهم يجولون في شوارع مدينة الحرية وحي العدل والمقاهي الشعبية يقطعون ألسن الاحرار الذين ينتقدون دخول العراق في حرب مع امريكا والبلاد ما زالت تئن من الانهيار والخراب الذي اعقب غزو الكويت، وقد سبق لهم ان قطعوا رقاب الغواني فسلمت او رميت الجثث مقطوعة الراس. هل سبق للشعب العراقي ان رأى شاباً بلا لسان وآخر بلا كف وثالثاً موشوم الجبين كعبيد أفريقيا او مقطوع الاذن قبل نصف قرن من الزمان؟ ولكن في ايام البعث السوداء وتحت ظل حكم البعث فهذا امر طبيعي وواجب وطني مقدس.

ثانيا : (جيش القدس) الذي أوله في القدس واخره في بغداد وتعداده على صفحات الاعلام ستة ملايين، وقد تالف من 21 فرقه خفيفة، بمعدل (6000) مقاتل للفرقة الواحدة، ثم تقلصت إلى 17 فرقه.

وقد تأسس هذا الجيش لدعم الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة (انتفاضة الأقصى) عام 2000 بمستوى الفرقة واللواء وملاك القيادة وهيئات الركن مزدوج من فائض الجيش والحرس الجمهوري، ومن عناصر الحزب ومتطوعيه من مختلف شرائح المجتمع العراقي.

ولكن السبب الرئيسي لانشاء هذه القوة هو صراع صدام مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش (الابن)، ولذلك هدد باللافتة الفلسطينية تحت عنوان معركة تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك ، فقام باستعراضات دعائية مفتعلة لكتائب ما يسمى بجيش القدس والتي راحت تتكرر يوميا في العديد من المحافظات العراقية والعاصمة بغداد. وسبق وان ضرب اسرائيل ببعض الصواريخ بعيدة المدى مما جعله اعلاميا كصلاح الدين والشعب اليوم يدفع ضريبة وتكاليف اضرارها. كان بهذه الشعارات يريد التغطية على حقيقة نوايا ومقاصد صدام المبطنة فبهذا الجيش وهذا الهدف يظهر بمظهر الرجل والقائد العربي الحريص والمخلص لأمته والعامل المجاهد في سبيل قضاياها المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف، وهذا ما حدث فعلا فانطلت الكذبة وحتى هذه اللحظة على اغبياء الامة العربية، وكأن صداما هو البطل القومي الأوحد الذي يملك سر الحسم وخلاص أمة العرب والإسلام من كل ما يتهددها من مخاطر وتحديات.

ثالثا : جيش النخوة تأسس قبيل الغزو الامريكي للعراق اضافة لما ذكر في اعلاه، واحيط بتهريج اعلامي ومقابلات تلفزيونية يومية ، والنتيجة فلت اصحاب النخوة كرئيسهم.


رابعا : تنظيمات فدائية حكومية من اعضاء الاجهزة الامنية هناك مؤسسات أمنية حكومية مثل المخابرات العراقية والامن العام والاستخبارات العسكرية والامن الخاص وقوى الامن الداخلي دُرِبَت عسكريا لتصبح قادرة على خوض حرب عصابات مدن ضد امريكا وقواتها عند بدء الهجوم على العراق ولذلك اصبح لكل منها تنظيما فدائيا يتقن خوض حرب العصابات . وكانت الهزيمة كما شاهدنا وسمعنا تمثل الواقع الحقيقي.

خامسا: انشاء مليشيا برئآسة شيوخ عشائر اضافة الى طوق بغداد العشائري المذكور آنفا، كانت هنالك حلقة جديدة بعد انضمام شيوخ عشائر جدد بعد احداث 1991 ، الذين هم في حقيقة الامر من البعثيين والصُيع الذين لا يعترف بهم حتى اهلهم وعشائرهم ، والذين سُمُوا في حينه شيوخ عشائر التسعين الذين لا يدخلون الجنة نكاية بهم، فكل شخص يحصل على توقيع الف فرد يكون رئيسا للعشيرة او الفخذ او غيره ، يكون مسؤولا عنهم وعن تصرفاتهم ويوصل للامن العامة جميع ما يتعلق بهم من معلومات تختص بالامور الشخصية لاتباعه. وهؤلاء كان لهم الاثر في الانقضاض على النظام العشائري الاصيل الحقيقي. وسنتحدث عن هذه المجموعة باسهاب في حلقات آتية إن سمح لنا الزمن وفي العمر بقية وكيفية تجنيدهم لصالح وزارة الداخلية.

سادسا: مليشيا السراق والقتلة وقطاع الطرق 120 ألف مجرم محترف، من الذين إرتكبوا جرائم قتل وسرقة واغتصاب بالاضافة الى انهم من قطاع الطرق والقوادون والمنحرفون وتجار المخدرات ، اطلق صدام سراحهم من سجن أبو غريب في 20 – 9 – 2002 ، والسجون الاخرى . أين كان هؤلاء الـ 120 ألف بعد غزو العراق؟ وما هو الدور الذي اضطلعوا به؟ واين هم اليوم؟. ولكن انظر الى اعمال القتل والاختطاف والسرقة التي تحصل اليوم ، فستجد بصماتهم. استغلوا الفوضى التي تضرب أطنابها في كل مكان، وخصوصا بعد حل القوات المسلحة العراقية وقوات الشرطة وبعد غياب قوة الدولة العراقية وهيبتها وسطوتها وتاثير التنوع السياسي والطائفي في اضعافها. ولذلك لم يبق للدولة هيبة او سطوة على نفوس هؤلاء الاوغاد ولاخوف من الاجهزة الامنية، فكانت اعمال هؤلاء الذين أخرجوا من السجون قبل نشوب الحرب أن استباحوا الشارع العراقي وامتلكوه ، ولا زالوا يثيرون الشغب والفوضى بين طبقات الشعب فهم من الهمج الرعاع الغاضب.


صفحة ضبابة في تاريخ العراق وميليشيات نشأت قبل سقوط النظام الدكتاتوري وبعده

مقدمــة نؤكد اولا بان قوى الاحتلال مسؤولة بموجب القانون الدولي للامم المتحدة التي اعطاها الحق باحتلال العراق عن العنف في العراق واستمراره وزيادة الفوضى الامنية والاعمال الارهابية في العراق بحق المدنيين العزل وهي تسير بالبلاد نحو التمزق السياسي والتقسيم الجغرافي والحرب الطائفية موظفة في ذلك الاموال والمليشيات في تحقيق هدفها، وهنا علينا ان نكون منصفين في تصنيف هذه المليشيات وتقسيمها . فبتاريخ 4 – 8 – 2006 قامت الهيئة العليا للمصالحة والحوار الوطني المنبثقة من مشروع المصالحة الوطنية التي رفع لواءها رئيس الوزراء في خطوة مهمة لاحلال الامن والسلام في العراق ومن ثم الاسراع في اخراج قوات الاحتلال منه ، وفي اجتماعها الثاني ، باعلان ووضع الاسس التي يمكن بموجبها تصنيف المليشيات في الوقت الحاضر حيث صنفت القوى السياسية المعارضة والجماعات المسلحة في العراق الى اربعة مجاميع رئيسية معتمدة في ذلك على أهداف هذه الجماعات المعلنة  :

اولا : عشائرية: جماعات مسلحة ذات طابع عشائري، وتندرج العمليات المسلحة التي اضطلعت بها هذه الجماعات ضمن ردود الفعل على الهجمات وعمليات الدهم التي تعرضت لها. ولا تعتبر هذه الجماعات معادية للتجربة السياسية.

ثانيا : وإجرامية: جماعات مسلحة غير سياسية إجرامية الطابع امتهنت الجريمة لتحقيق مكاسب مادية وهذه يمكن الاقتصاص من عناصرها عبر القضاء.

ثالثا : وإرهابية:اعمالها سياسية إرهابية تندرج أعمالها ضمن الإرهاب الدولي.

رابعا : وشرعية: جماعات مسلحة دينية وقومية ووطنية، وهذه يجب إيجاد طريقة للتعامل معها، كون أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها مشروعة وجديرة بالاحترام.

ولذلك أقرت الهيئة تشكيل أربع لجان سيتم بموجبها التعامل مع عناصر لكل مجموعة او فئة وتتولى: • وضع الضوابط لتصنيف القوى السياسية المعارضة والجماعات المسلحة • فتح قنوات حوار مع فئة من هذه الفئات التي من المفترض ان تكون من لحمة الشعب العراقي، • عقد مؤتمر موسع لهذه الفئة أو تلك، • التوقيع على ميثاق شرف او تعهد ملزم لجميع الأطراف. • تسمية رؤساء اللجان الأربع وأعضائها الذين سيتولون مهمة فتح قنوات حوار • وعقد مؤتمرات مع الأحزاب المشاركة في العملية السياسية وغير المشاركة، ورجال الدين وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني

ولكن على العموم ، مع سقوط النظام الدكتاتوري في العراق، ظهرت مليشيات كثيرة ومنها التي ذكرت في القانون 91 الخاص بحله والذي اصدره بريمر قبل سفره وانتهاء مهمته بثلاثة اسابيع اي صدر القانون في 7 – 6 – 2004 وتسمى هذه بالمليشيات الشرعية او شبه المسلحة او شبه الحكومية.. الخ. وتشكلت ايضا مليشيات من بقايا اعضاء المليشيات الصدامية التي ذكرناها آنفا وخصوصا ماتشكل بعد 1991 واعضائها بالطبع من الاجهزة الحزبية والامنية بالاضافة الى افراد بعض العشائر ورؤسائها والعصابات الاجرامية التي عاثت بالارض الفساد .

وبدأت تظهر ميليشيات أخرى ايضا وسط غياب القانون بفعل إنهيار مؤسسات الدولة العراقية يضاف الى ذلك تداعيات الإحتلال الذي عمل منذ اللحظات الأولى على تجريد الدولة العراقية من كل قدراتها العسكرية والامنية عبر حل الجيش العراقي واجهزة الشرطة بصورة تامة مما ادى الى الفراغ الامني . فكان اعضاء هذه المليشيات من • المتطوعون العرب المرتبطون بالقاعدة او بتشكيلات حزب البعث فرع السودان واليمن وفلسطين او ممن دفعهم الحماس تحت شعار الجهاد الاسلامي لتحرير العراق من المحتلين، او من • اعضاء التيار الصدري الذين أعلنوا التطوع ضمن تشكيلات جيش المهدي، او من • افراد وجماعات تدعي مقاومة الاحتلال ولكنها في الواقع تقتل الابرياء وتفجرهم، وقد أساءت هذه العصابات الى المقاومة الاصيلة التي لابد من وجودها في هذه الاجواء الاستعمارية، وسناتي الى ذكرها وتسميتها بالتفصيل لاحقا.



ولكن لنا وقفة مع : اثر حل الجيش العراقي وانتشار الاسلحة في الشارع ومسؤولية قوات الاحتلال في تكوين هذه المليشيات الجديدة :- فبعد هزيمة حزب البعث الصدامي ورمي اسلحته والفرار دون مواجهة قوات المحتل، وبعد قرار بريمر بحل الجيش العراقي حلت الفوضى العارمة بالبلاد فتم نهب معظم الدوائر والمؤسسات الحكومية وحتى الاهلية بالاضافة الى حرقها، ولكن الاحتلال اضطر الى ان يؤسس جيشا وشرطة وقوى امنية ومخابراتية بائسة في عددها وعدتها وسرق من خلالها مليارات الدولارات فجهزت هذه القوى باسلحة خفيفة لا خير فيها بعد ان ترك الاحتلال مخازن اسلحة الدولة وعتادها الثقيل منتشرا في الازقة والبساتين والساحات، فإمتدت اليه السراق والتجار والارهابيين، فهربت الى الدول المجاورة عبر منافذ الدولة الشرعية وبيعت على الارصفة، وكانت الدولة ضعيفة في حينه فلا حرس لحماية الحدود ولا شرطة لكبس المهربين والسراق او جمع الاسلحة واعادتها الى المخازن ولا مال بيدها حتى تتمكن من شراء هذه الاسلحة واستردادها. اما اليوم ، فقد اعيد الى الخدمة في الجيش والشرطة اغلب اعضاءهما من رتبة مقدم فما دون في ظل حكومة المالكي والجعفري، واعيد تأهيل الجيش والشرطة وتنظيمهما ليُسهما في حماية العراق من آلاف الإرهابيين الذين يشكلون صورة المشهد الدموي السائد الآن في العراق، وليُسهما أيضاً في الحفاظ على البنية التحتية لمؤسسات الدولة العراقية التي تم نهبها من قبل اللصوص والعصابات المحلية والدولية المُنظمة التي عادت بالبلد الى عقود من التخلف والحرمان، وعند تكامل بناءهما سنقول للاحتلال: هيا أُخرج ، لقد حان الوقت.









فمن المليشيات التي ظهرت في العراق قبل الاحتلال وخلاله والى اليوم

ميليشيات المعارضة العراقية ظهرت في ظل الفساد البعثي ومذكورة بموجب الامر 91

نشأت في زمن المعارضة للحكم البعثي في العراق خصوصا، وظلت تحتفظ بسلاحها بعد زوال النظام، مثل قوات بدر التي تحولت الى منظمة مدنية وحراسات خاصة لاعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بعد اقرار القانون 91 في 7 – 6- 2004 الخاص بحل المليشيات . وقد حدد القانون هذه المليشيات بتسعة وهي : مليشيات البيشمركة الخاصة بالحزبيين الكرديين ، ومليشيا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية - قوات بدر والحزب الشيوعي وحزب الدعوة وحزب الله ومليشيات اياد علاوي واحمد الجلبي والحزب الاسلامي . استقرت قياداتها في المنطقة الشمالية بعد ان تعاون اغلبها مع الاحزاب الكرية في التسعينات والفترة التي تليها.

ا - ميليشيات ( البيشمركة ) الكردية وهي من المليشيات التابعة للحزبين الكرديين الرئيسيين التابعين لجلال الطالباني ومسعود البرزاني والمذكورة في القانون 91 الخاص بحل المليشيات ورفضت حل نفسها بموجب القانون المذكور، بالرغم من موافقة الاطراف ذات العلاقة على حل نفسها في حينه.

حتى إنقلاب عام 1968 الذي سيطر فيه البعثيون على مقاليد الحكم في العراق، وخلال هذه السنوات ظهرت وتبلورت في العراق أهم الميليشيات المسلحة التي إتخذت من شمال العراق مقراً لها نتيجة للطابع الطوبوغرافي للمكان الذي يسمح بمقاتلة السلطة المركزية على شكل ( حرب عصابات ) حيث برعت فيها ميليشيات ( البيشمركة ) الكردية، فهي قد واجهت السلطة لاكثر من 50 سنة على الاقل حيث ان لها عمقا تاريخيا طويلا، وواجهت الحكومات العراقية المتعاقبة، وكانت الاسلحة تأتيها من شاه ايران ومن روسيا واسرائيل – حسب ادعاء الحكومة البعثية ، كما شاهدنا على شاشات التلفزيون عندما سلم الاكراد اسلحتهم- عبر سلاسل الجبال الوعرة التي لم تتمكن الحكومة من منع وصولها الا بعد الاتفاق مع شاة ايران محمد رضا بهلوي في اتفاقية الجزائر عام 1973 فلجأ مصطفى البرزاني الى روسيا. استمرت جرائم صدام ضد الاكراد، ولكن الروح ردت لهم تحت حماية المظلة الامريكية في التسعينات. ومليشياتها اليوم هي في اوج نشاطها وحيوتها بعد ان جهزت بالمال والسلاح من الخزينة العراقية، واعتبرت اليوم ايضا بأنها تمثل قوى تابعة للحزبين الكرديين الرئيسيين وليست مليشيا. انشأت حكومة الاقليم وزارة خاصة اسمها وزارة البيشمركة، وهذه القوات اليوم تتولى أمن المنطقة الشمالية التي هي بحاجة إلى حراسة متمرسة وخبرة في حروب الوديان والجبال ولكنها اليوم لا تزال بعيدة عن المواجهة العسكرية فيما بينها اومع غيرها وبعيدة عن الحرب الاعلامية كما حصل ويحصل لمنظمة بدر وجيش المهدي ، لا ، بل ان السفير الامريكي في العراق يدافع عنها ويضفي عليها الشرعية على عكس المليشيات الشيعية التي أ ُسيء لهما من بعض المندسين فيما بينهما الذين اساءوا الى العراق والعراقيين ، ولكن هنالك تضخم في تعداد هذه المليشيات عما كانت عليه في بداية سقوط النظام حيث كان عددها يتراوح 40 الى 50 الف منتسب واليوم وصل عددها من 120 الى 150 الف منتسب، وفي بعض الاحيان يهدد المسؤولون الاكراد بالانفصال في حالة اي تهديد لهذه القوات .

2 - ميليشيات ( حركة الأنصار ) الشيوعية ومع أواخر السبعينيات من القرن الماضي تبلورت ( حركة الأنصار ) الشيوعية التي كانت بمثابة ميليشيات ضاربة للحزب الشيوعي العراقي حيث قاتلت السلطة المركزية البعثية بالتنسيق مع ميليشيات ( البيشمركة ) طوال عقود الحكم البعثي للعراق . عند مجيء حزب البعث الى السلطة، تعرض الحزب الشيوعي للتصفية، واستمرت الحملة بشدة من خلال إعتقال عزيز الحاج وإنشاء الجبهة وانتهاءا باجتثاثهم سنة 1978 حيث تفرغ صدام كليا للاسلاميين الشيعة من عناصر الدعوة. وهذه المليشيا مذكورة في القانون 91 الخاص بحل المليشيات.

3 - عناصر الدعوة وتنظيماته المسلحة ومع إنقلاب صدام حسين على أحمد حسن البكر وتصفيته للبعثيين الأوائل في القيادة القطرية لحزب البعث فيما سمي فيما بعد بـ ( مؤامرة عام 1979 ) وسيطرته على مقاليد السلطة في العراق، بدأت تتكشف خطط صدام حسين الجهنمية لتصفية كل الأحزاب والحركات الوطنية، تمهيداً لحربه المدمرة على إيران، وقد إستغل هذه الحرب كغطاء قومي لتصفية ( حزب الدعوة ) الذي إتهمه بالولاء لإيران، وأصدر قانونه الشهير بإعدام كل من ينتمي الى هذا الحزب، الأمر الذي دفع بكوادر الدعوة الى اللجوء الى مناطق الأهوار في جنوب العراق ومتخذين من الطبيعة الديموغرافية للمكان ستاراً للضربات المتكررة التي كان يوجهها الجيش العراقي لعناصر الدعوة وتنظيماته المسلحة ، وهذه المليشيا مذكورة في القانون 91 الخاص بحلها.

4 - فيلق بدر او قوات بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ظهرت للوجود وتشكلت ( قوات بدر ) التابعة كذراع عسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق . ومن الاراضي الايرانية وعبر المنطقة الشمالية والاهوار أخذت تتسلل وتقاتل النظام السابق، ورغم أنها شيعية صرفة، إلا أنها ضمت عناصر من أهل السُنَّة، من الفارين أو أسرى الحرب. وانجزت العديد من العمليات العسكرية ضد القوات الصدّامية طوال عقد التسعينيات من القرن الماضي ثم تحولت فيما بعد هذه القوات الى فيلق كامل سمي بـ ( فيلق بدر ) الذي لعبت بعض عناصره دوراً كبيراً في إشعال إنتفاضة شعبان عام 1991 ولكنها لم تدخل الى العراق كما كان مخططا لها لاحداث انقلاب ضد صدام بسبب خيانة القوات الامريكية لما كان متفقا عليه بينهما. ودخلت العراق بعد سقوط دولة البعث بيد الأمريكان عام 2003 في 19 آذار. ومذكورة ايضا في القانون 91 الخاص بحل المليشيات.

مليشيات اخرى ذكرها القانون 91 وبالإضافة الى ذلك فقد ظهرت قبل سقوط النظام البعثي في 9 / 4 / 2003 العديد من الميليشيات الأخرى التي حاربت النظام الدكتاتوري في العراق مثل: 5 - ميلشيات ( حزب الله ) العراقي 6 - والميليشيات التابعة للمؤتمر الوطني العراقي التي تشكلت من بعض عناصرالمعارضة العراقية 7 - ومليشيات اياد علاوي 8 - ومليشيات الحزب الاسلامي

مليشيات لم تذكر في القانون 91 ولكن هناك ايضا مليشيات مسيحية كانت تتدرب على السلاح واستخدام المتفجرات ولها معسكرات في المنطقة الشمالية وهم من اتباع احدى الكنائس سوف اقوم بنشر تقرير كان قد رفع عنها الى الاجهزة الامنية.





ملاحظات مهمة الملاحظة الاولى إن المليشيات الخاصة باحزاب المعارضة التابعة لاياد علاوي واحمد الجلبي وحزب الله العراقي ، ففي الواقع، تاريخها غير واضح، وما نشر عنها يبين بانها " ميليشيات غير مؤثرة على النظام الصدامي، في الماضي وعند الاحتلال، ومن الناحية العسكرية ايضا لأنها تفتقر للقدرات القتالية العالية التي تتمتع بها ميليشيات عراقية أخرى مثل (فيلق بدر) أو (البيشمركة) لذلك كان تأثيرها محدوداً ضمن العمليات العسكرية التي كانت تستهدف النظام البعثي" . اما الحزب الاسلامي فكان من المتعاونين مع السلطة البعثية وله وجود رسمي في العراق وكان حزبا رسميا له اجازة وجمعية الشبان المسلمين مقر ثقافي وديني لاعضاء الحزب، وبعض اعضائه هم من المنتمين للمخابرات او من اصدقاء الاجهزة الامنية وأُمناءها، فلا اعلم سبب لذكر مليشيات الحزب الاسلامي في الامر 91 ، الا في حالة واحدة، وهي انها توظف بعض افراه لاغراض عودة حزب البعث بالتعاون مع الادارة الامريكية.

والملاحظة الثانية الحملة الاعلامية المضادة لمنظمة بدر وجيش المهدي، انتشر كالنار في الهشيم في وسائل الاعلام المختلفة ومنها المحطات الفضائية المرئية والمسموعة وفي الصحف المحلية والعالمية وبالخصوص الصحف الامريكية والانكليزية وكان له اثره في تركيز اتهامات الحقد والكراهية والاجرام على جهتين رئيسيتين دخلتا في العملية السياسية وهما منظمة بدر وجيش المهدي او بمعنى آخر توجيه الاتهام الى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والتيار الصدري بالتبعية الى ايران وسوريا وكونهما سبب في كل جرائم الارهاب والاغتيالات التي يمر بها عراق اليوم .


الملاحظة الثالثة ان عمل هذه المليشيات في اسقاط النظام محدود والمخابرات والعملاء في خارج العراق





من المليشيات التي وردت الى العراق قبل الاحتلال وخلاله والى اليوم فهم : المتطوعون العرب او العرب الافغان والعرب العراقيين او العائدون

فقبل الاحتلال ولغاية 9/4/2003

بصرخة من صدام، تطوع بعض شبان العرب للدفاع عن العرب والعروبة والاسلام في العراق قبل المباشرة بالهجوم الامريكي للعراق، فاستقدمت المخابرات العراقية 5000 منهم، قتلوا في المواجهات مع الامريكان عند دخولهم الى بغداد وبعض المدن الاخرى التي استقبلهم فيها اعضاء من المخابرات او الحزب، وبعد ذلك دفنهم الاهالي والمتطوعون على اكتاف قناة الجيش او في الاراضي الخالية المهجورة او تركوا في العراء فنهشت الكلاب اجسادهم، وباستمرار القتال والزحف وجدوا لهم ساحة جيدة في قتال قوات الاحتلال الامريكي فيما بعد ووجدوا لهم ملجأ جيدا في الجعيفر وفي صدامية الكرخ واخيرا الاعظمية التي حصلت فيها معارك ضارية بعد شهر من دخول قوات الاحتلال. 

وكانوا من تنظيمات حزب البعث في سوريا واليمن والسودان ولبنان ومن الفلسطينيين والسعوديين او من الشباب العربي الذي اخذه الحماس لمقاومة المحتلين. ولم يستهدفوا المواطنين في تنفيذ عملياتهم بل ساعدهم بعض المواطنين وبعض المناطق في الاختباء والحماية وتجهيزهم بالمال والسلاح لمواجهة الامريكان.

وبعد 9 – 4 – 2003 اصبح ملجأ هذه المجاميع العربية المقاتلة في المناطق المذكورة آنفا بالاضافة الى توفر الملاجيء الامنة لهم في الفلوجة والرمادي والقائم والموصل وتلعفر. وانضم الى الدفعة الاولى من المتطوعين العرب مايسمى بالعرب الافغان وهم من مقاتلي القاعدة او المناصرين لها والذين جندوا في البلدان العربية والاوربية وامريكا ولقياداتها علاقات وثيقة مع النظام السعودي والامريكي على حد سواء وكما نشر على مواقع الانترنيت، اضافة الى التسهيلات التي تؤديها كل دول الجوار لهم وبالخصوص سوريا والاردن والسعودية وبصورة محدودة الكويت وايران وتركيا، ساعدوهم بالفتاوى والتسلل والاموال والسلاح والتخطيط والتدريب . المهم في الامر ان هؤلاء انتشروا وتجذروا في العراق بوجود ومساعدة الامريكان في العراق باستخدام استراتيجية العصا والجزرة، وبتوفر الحاضنات التي تؤمن لهم المأوى والمال والسلاح وتهيئة الخطط والتنفيذ من قبل القيادة المتحدة الخاصة بازلام صدام والخاصة بالتكفيرين الزرقاويين، التي تعاملت مع العراقيين بكل وحشية وعنف و إستهدفوا المواطنين الابرياء في تنفيذ عملياتهم بل ساعدهم الاحتلال في اخراجهم من السجون عند اعتقالهم او عقد الاتفاقات الثنائية بينهم للتعاون الامني والاستخباراتي ، والغريب في الامر ايضا ان قادة المتطوعون اتفقت مع ازلام النظام وفلوله على تحرير العراق بقتل ابناءه من الشيعة الرافضه والاكراد الخونة والسنة المرتدين وترك الامريكان، فاستهدفت الجوامع والحسينيات كما استهدفت الدوائر الرسمية ومساطر العمال، واستهدف الطفل والمرأة والشيخ ، والخلاصة اصبح كل شيء مستهدف في العراق.

العراق ساحة التصفيات اصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات مع امريكا ، وساحة رئيسية لمواجهة الارهاب العالمي ، وساحة رئيسية لدفع الخطر الامريكي عن دول الجوار الخائفة من التواجد الامريكي بقربها ، فبكل هذه العوامل استقدم الامريكان والحواضن هذا الخصم الجديد - القاعدة والعرب الافغان والمتطوعون العرب – مستخدمين سلاح التعصب الديني ضد الشيعة الرافضة والثأر من الامريكان - واغلبهم من ذوي الخبرة في استخدام المتفجرات واللياقة البدنية لانه سبق وان تدرب على قمم وفي كهوف توربورا أفغانستان كالزرقاوي وابو ايوب المصري وابو قتادة وابو عبيدة او تدربوا في مخيمات عين الحلوة الفلسطينية او الذي تدرب على الاراضي السورية القريبة من الحدود السورية قبل الدخول للعراق او داخل الاراضي العراقية في المعسكرات المهجورة في المنطقة الغربية او من الذين تمت تهيئتهم مخابراتيا وحزبيا لهذا اليوم الموعود من فدائيو صدام وجيش القدس في معسكر انصار الاسلام في احمد آواه في المناطق الشمالية الوعرة.

القاعدة والزرقاوى

فالزرقاوي بعد عفو ملكي اردني ، دخل العراق وسكن في المنطقة الشمالية في قاعدة انصار الاسلام في احمد آوه خلال حكم صدام، وأ ُعلن عن وجوده في العراق في 11 – 3 – 2003 أي قبل هجوم الامريكان على العراق باسبوع، واعتقد اعتقادا جازما بان له علاقة مع صدام مباشرة ولكن غير مباشرة واستند في ذلك على استراتيجيته البعثية التي كان يستخدمها ضد العراقيين وبالاخص الشيعة وطريقته في التعبير عن العنف. 

وللقاعدة في العراق تسميات مغرية: جند الإسلام، أنصار الإسلام او الطائفة المنصورة، والجهاد والتوحيد، وصوت الرافدين وعشرات التسميات. كل هذه الاسماء والمسميات المتعددة التي تداولت في العراق هي لتنظيم رئيسي واحد او اثنين ومنها مجلس شورى المجاهدين والجيش الاسلامي.


القيادة وتوجيهاتها من يحركها اليوم في العراق هم فلول صدام بالخصوص واعضاء هذه الحركات هم من التكفيريين السلفيين والوهابيين بالاضافة الى الصداميين ويضاف اليهم ايضا رؤساء العشائر والعصابات التي تستغل الوضع الامني المتردي وعدم اتخاذ اجراءات رادعة بصددهم.

التفجير بالفتاوى

وهذه الكتائب تعلمت تفجير الأنفس البريئة في صبيحة عيد أو عرس وحتى مأتم، في جامع او مدرسة في سوق شعبي لبيع الخضر او شراء الملابس، في مسطر للعمال او في معمل ، معتمدة في ذلك على فتاوى جهلة السعودية من سفهاء علماء السوء، او فتاوى خطب صلاة جمع القرضاوي الخرف، في حلية تفجير النفس وحلية التترس بالمسلمين عند تنفيذ العمليات الارهابية، 

الاموال يجبى الى هذه المجاميع والفلول المال من مصادر متعددة منها اطراف في الحكومة السعودية ومنظمات إنسانية ومؤسسات تجارية والتبرعات من جهات معروفة او مشبوهة او من اموال الدعم الامريكي المخابراتي لمؤسسات المجتمع المدني في العراق ، فهذه كلها واجهات لتبييض أموال قتل العراقيين.

واليــــــوم

منافذ الدخول في داخل العراق وخارجه انتشرت دعوات سياسية ودينية للمشاركة في قتل العراقيين واصبح واجبا شرعيا لا يمكن التنازل عنه، والا فالنار والموت والتهجير مصير من يسكت عن المساعدة لهذه المجاميع المسلحة او المتمردة او اعضاء المقاومة الشريفة سمها ما شئت ولكن عليك مساعدتها بالاموال والمخبأ والسلاح والمشاركة معهم بالجهاد المزعوم، ولذلك فانهم يدخلون العراق من منافذه الشرعية تحت رعاية موظفي هذه المنافذ العراقية والسورية او الاردنية الذين يسهلون عملية الدخول للقتل بـ 100 دولار وهي غير محمية ومتروكة عمدا لكي يدخلوا الى العراق ويشاركوا في خلايا تهاجم الامريكان ، وفي بعض التحقيقات ان هذا الدخول يكون بعلم الامريكان وبمساعدتهم من الالف الى الياء.

العائدون : عودة المقاتلين الى مواطنهم الاصلية وتتمثل الخطورة اليوم في ان هؤلاء المتمردون من اعضاء القاعدة هم جماعات ناشطة ذو همة واندفاع عاليين، تدربوا في العراق في ساحة حقيقية مواجهين للامريكان وقوات الاحتلال، عائدون الى اهاليهم وبلدانهم وكلهم ثقة بالنصر والتاييد الالهي ومنفذون، لما استفادوا منه في العراق، عملياتهم بحق الحكام العملاء الكفرة او من يتعاون معهم وهؤلاء يسمون اليوم بالعرب العراقيين او العائدون من العراق. عندما يخرجوا من بلدانهم وفي طريقهم للعراق يجدوا امامهم كل السبل مفتوحة للتخلص منهم في العراق ومهيئة لهم وسائل التنقل والتسلل والملجأ الى العراق ولكن عند عودتهم احياء يتم اعتقالهم واستجوابهم ، وفي السعودية على العائلة التي تفقد ابنها لثلاث ايام ابلاغ اقرب مركز للشرطة عن غيابه وإلا تعرضوا لاشد العقوبات ، وكان الله في عون العراقيين!!

اللاعب الحقيقي : البعث والسياسة الامريكية ولكن دخل لاعب آخر تعاون مع الامريكان سابقا وابدى استعداده للتعاون اليوم ومستقبلا، وهم البعثيون، فالموقف اليوم تبدل بعد عودة البعثيين الى اعادة تنظيم انفسهم، وبعد تخلصهم من دكتاتورية الزرقاوي، مما جعلهم يقودون هذه البهائم الى حتفها – فالى جهنم وبئس المصير – محققة لامريكا اهدافها في التخلص من اعضاء تنظيم القاعدة الشعار والهدف الاستراتيجي لامريكا في الانتقام من القاعدة وابعاد الخطر الارهابي عن بلادها وفي نفس الوقت تهيء لهم الارضية المناسبة للاستقرار في العراق على المدى البعيد والسيطرة على ثرواته.

فما اشبه اليوم بالبارحة ، فلنتوقف قليلا ونقارن السياسة الامريكية بين مرحلتي 1963 و2003 ودورها في الاتيان بالمليشيات وتقويتها وتهدف من ذلك خلق الفوضى والاضطراب في البلاد. ويلاحظ بان السياسة الامريكية في العراق قد ساهمت الى انشاء وتقوية هذه المجاميع بالاضافة الى استمرار اعمال العنف التي تقودها بعض العشائر والعصابات المتعاونة مع الاحتلال الامريكي وفي ظل الفوضى. واليوم يمكن ان نلخص اهداف السياسية الامريكية من انشاء المليشيات غير الشرعية المسلحة وتقويتها كما هو معروف للقاصي والداني ، بالاتي: • ايصال التيار البعثي الذي دخل في العملية السياسية الى السلطة ولكن تحت ستار اجتثاث البعث وتحت خيمة ساسة ومرجعيات مشكوك في ولائها للعراق بل هي عميلة لمخابرات دول الجوار واخرى عربية وعالمية ، ولذلك نرى بان موظفي ومساعدي هؤلاء هم من اجهزة النظام السابق . • ويدخل في ذلك ، المساعدة في خلق قوى جديدة لاعبة في الساحة تاخذ موقعها في التاثير على القرار السياسي للحكومة العراقية المنتخبة وتوجيهه لما يخدم مصالحها في العراق والمنطقة خصوصا وانهم من المعروفين بانتمائهم البعثي او عملهم في اجهزة صدام القمعية. • خلق قوة عشائرية كبيرة تعيث في الارض الفساد خصوصا اذا علمنا بان قوة العشائر تمثل انحسارا لسلطة الدولة وهيبتها، ان النظام البائد قد استفاد منها بجعلها تحت يده وسطوته فكانت ستارا للقوى الامنية واغلب رؤسائها قد ظهروا بعد احداث 1991 وغزو الكويت، والنكته المعروفة بان رؤساء عشائر التسعين لا يدخلون الجنة . وهؤلاء هم اليوم من يتحكم بالمئات من افراد عشائرهم وتقوم القوات الامريكية برعاية وحماية البعض منهم ممن لدية اصابع في التهجير والقتل والفوضى. • في ظل انهيار الدولة العراقية وحل اجهزتها ومؤسساتها الامنية، تم استيراد منظمات الجريمة التي تقوم باعمال يندى لها الجبين بمساعدة البعثيين والمخابرات وقوى الامن الداخلي الذي تم اعادة استقطابهم ، بالاضافة الى توريد الخنازير المفخخة من قبل عملائهم لبعض واجهات المرجعيات الدينية المعارضة ، مستفيدة من الاموال الهائلة التي تنفق عليهم، بالاضافة الى تخصيص اموال الشعب العراقي التي تمت سرقتها في ظل الفساد الاداري والمالي والاحتلال الامريكي ، لتغذية هذه العصابات وانشاء اخرى جديدة.

• الوقوف بوجه وزير الداخلية او الدفاع من تشكيل جهاز استخباراتي او اعادة تشكيل منتسبي الوزارتين وتنظيفهما او عبر التاثير على الحكومة للمجيء بوزراء ضعفاء او عملاء غير مؤثرين يساعدون على نمو الجريمة .

ولذلك قرر الشعب التوجه وبقوة نحو انجاح الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على الدستور لانه يعلم بان ذلك خطوة اولى لاخراج قوات الاحتلال من العراق ويعلم ايضا خباثة الاحتلال الامريكي وسطوته وغاياته المستقبلية وسعيه الدائم من ستينات القرن الماضي والى الان في: • ضمان استمرار حكم وسيطرة البعث في الماضي او العمل لاعادة البعثيين الى السلطة في الحاضر. • السيطرة والمحافظة على موارد النفط والثروات . • ضمان استمرار الهيمنة الاستعمارية الجديدة في العراق والمنطقة تحت شعار محاربة الارهاب وخلق ساحة صراع ومواجهة لها في العراق و اعادة تشكيل صورة الشرق الاوسط الجديد او بناء خارطة جديدة للشرق الاوسط. وبهذه المناسبة نود ان نؤكد - وعلينا ان لا ننسى او نتناسى - الدور الرئيسي للمخابرات والدوائر الامريكية (CIA ) قبل و بعد الانقلاب البعثي في 8 شباط 1963 , حيث كان ل (سي.آي .اي) دورا بارزا في انجاحه, ويقول رامسي كلارك احد ابواق النظام الصدامي واحد المدافعين الاشداء في هيئة الدفاع عن الطاغية صدام : " في عام 1963 قامت ال (سي . اي .اي) بانقلاب اطاح بعبد الكريم قاسم" .

اما سكرتير الدولة الامريكي في حينه ، فقد صرح بعد الانقلاب  بان الحكومة الجديدة معادية للشيوعية وبموقفها هذا فانها تجد لنفسها من يعطف عليها. وعلقت الـ (نيويورك تايمز)  بقولها ان الانقلاب العراقي مقبول من وجهة النظر الامريكية وهو متفق مع ما نطلبه. 

أما حديث الملك حسين بن طلال عراب السياسة الامريكية وعاهل المملكة الاردنية الهاشمية بعد عدة اشهر من الانقلاب البعثي مع رئيس تحرير جريدة الاهرام محمد حسنين هيكل في 27 ايلول 1963 فخير دليل على ذلك حيث قال: ( ان ما جرى في العراق في 8 شباط قد حظى بدعم الاستخبارات الاميركية , ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الامر ولكني اعرف الحقيقة , لقد عقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الامريكية , وعقد اهمها في الكويت .. اتعرف ان محطة اذاعة سرية كانت تبث الى العراق، زوّدت يوم 8 شباط رجال الانقلاب باسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم واعدامهم ).

إن قوات الحرس القومي وحكومة البعث التي جاءت إلى الحكم في الثامن من شباط عام 1963 بقطار أنجلو – أمريكي ا لى الحكم كما ذكر ذلك نائب رئيس وزراء البعث الأول على صالح السعدي، وقتلت عصابات البعث في الأسبوعين الأولين ما بين 12 ألف إلى 16 ألف مواطن ومواطنة عراقية ، وفي شهر تموز عام 1963 قام البعثيون بمجازر رهيبة أخرى في تعذيب وقتل العراقيين ومنها جريمة قتل السجناء بما يسمى بقطار الموت. وقد صدر للكاتـب الروماني هانس هنله Hans Henle عام 1966 كتابا بعنوان : الشرق الأدنى الجديد وقام كورت أولريش بمراجعة الكتاب وإضافة الأحداث التي حدثت في الشرق الأدنى لغاية سنة 1971 ، وصدرت طبعته المنقحة عام 1972 باللغة الألمانية عن دار النشر سوركامب كالأتي: Hans Henle: Der neue Nahe Osten, durchgesehen und ergänzt von. Curt Ullerich, 1. Auflage 1972, Suhrkamp ويمكن للقارئ العربي قراءة ترجمة ما ذكره هانس هنله في كتابه في الصفحتين 105 إلى 106 : " وفي شهر ديسمبر من عام 1962 حدثت مأساة عندما اجتمع خليط من ممثلي حزب البعث العراقي وأفراد من المحافظين العراقيين مع أعضاء شركة النفط العراقية IPC ومندوبي وكالة المخابرات الأمريكية CIA والمخابرات البريطانية في البحرين لمباحثات تفصيلات الإنقلاب القادم في العراق وتحديد ساعة الصفر . وفي الأيام الأولى مـن شهر شـباط قامت مجموعة من الجيش العراقي ضد الزعيم عبد الكريم قـاسـم يساندهـا خليط غير متلائم من عناصر حزب البعث والناصريين والوحدويين والمتطرفين اليمينين والإقطاعيين من أنصأر نوري الـسعيد. كانت الأسلحة والأموال تـتدفق من شركة الـنفط العراقية والولايات المتحدة الأمريكية. وبعد قتال عنيف دام ثلاثة أيام تم القضاء على الشهيد المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسـم والمقربين المؤيدين له. رفض المتآمرون وعلى رأسهم عبد السلام عارف العفو عنهم، إلا أنهم أمروا برمي الزعيم عبد الكريم قاسم أمام كامرات التلفزيون وبهذا الفعل الشنيع إنتقموا لحركة الموصل الدموية. وبعد ذلك تحول الإضراب الطلابي الى مذابح صحراوية، حيث تسلم حزب البعث زمام الأمور وقام بتسليح آلاف التلاميذ والطلاب الجامعيين لملاحقة وصيد الضباط المحايدين والموظفين وعمال النقابات وأعضاء الأحزاب الأخرى. وقام البعثيون في الأيام الخمسة الأولى بقتل على الأقل ثلاثة آلاف من مؤيدي عبد الكريم قاسم . لكن تقديرات المصادر الأخرى تقول بأن عدد المقتولين يزيد عن ثمانية آلاف شهيد في أيام الإنقلاب الخمسة إضافة إلى نفس العدد قام البعثيون في الليل وتحت جنح الظلام باختطاف الشباب والشابات في بغداد وضواحيها وقتلهم بحجة أنهم ينتمون الى الحزب الشيوعي العراقي. إلا أن المصادر الأخرى تشير الى أن بعض أعضاء الحزب الشيوعي قد اختفوا الأمر الذي أدى الى سقوط ضحايا من الأحزاب الأخرى اليسارية والتقدمية الديمقراطية. وفي مداخل بغداد والموصل قامت مظاهرات عنيفة لـلـذ ود عن عبد الكريم قاسم ومكاسب ثورة 14 تموز إلا أنهم قتلوا تباعا الواحد بعد الآخر. يتضح الآن أن عبد الكريم قاسم أخطأ كثيرا عندما سحب الأسلحة من المقاومة الشعبية التي كانت القوة الوحيدة القادرة على الدفاع عن ثورة 14 تموز المجيدة ومكاسبها . دامت المعارك لمدة ثلاثة أسابيع . وقد تم إلقاء القبض على القوى القيادية على الأقل 12 الف شخص . وتم تعيين عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية ". و في كتاب آخر صدر عام 1975 للمؤلف ملي باو Milli Bau بعنوان : الهلال الخصيب : Milli Bau: Der Fruchtbare Halbmund, Irak. Syrien. Jordanien. Libanon, Glock und Lutz, Nürenberg 1975 يذكر مؤلف الكتاب في صفحة 184 عن الإنقلاب الإنجلو – أمريكي المشؤوم ما يلي : " تم انعقاد مؤتمر في البحرين حضره ممثلو حزب البعث العراقي والوحدويون والناصريون والمحافظون وحزب اليمين المتطرف، والإقطاعيون وممثلون عن شركة النفط العراقية IPC ( Irak-Petroleum - Company ) و أعضاء من وكالة المخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية. وقد وضعت الأمواال والأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية للإنقلاب تحت تصرف المتآمرين وعلى رأسهم عبد السلام عارف . " وحسب تقديراته للضحايا الذين قتلهم حزب البعث العراقي لا يقل عن إثني عشر شخصا ."

ومن المليشيات التي اُعلن عنها بعد احتلال العراق وفي اعقابه جيش المهدي حيث يطلق عليها وعلى منظمة بدر اسم المليشيات المسلحة

وهو ما ظهر علنا وفجأة وسط الفوضى وغياب الدولة، ومطالبا برحيل الاحتلال ومقاوما له في احداث مدينة الصدر والنجف وكانت اعنف معاركه في تشرين الاول سنة 2004 . ولكنه دخل في عملية تطور سياسي وفكري ايديولوجي، تطور لاعادة توازن العنف الذي قدم مع الاحتلال الامريكي والذي قادته بعض الفصائل السياسية والمسلحة والتي تدعي بانها سُنية حيث انها قامت باختطاف وقتل وتهجير العشرات من العراقيين يوميا بحجة الطائفية او تنفيذ اجندة خاصة بها – فكان الفعل ورد الفعل وهكذا فعملية العنف تصاعدية لا تتوقف عند حد.

ثم ظهر مليشيا جيش المهدي التي اعلن عنها يوم 18 – 7 – 2003 وهي التي ترفض تسميتها بالمليشيات وتدعي بانها قوى سياسية تطالب باخراج المحتل وانسحابه من العراق متكاتفة مع السنة والشيعة على حد سواء ،

في خطبة صلاة الجمعة ليوم  25 /7 في النجف طالب السيد  مقتدى الصدر وامام عشرات الآلاف من الاشخاص بخروج «قوات الاحتلال» الاميركية من النجف وبحل مجلس الحكم الانتقالي العراقي. 

وقال ان «هذه التجمعات الهائلة العدد» من المصلين الذين استجابوا لدعوة السيد الصدر دليل على ان التيار الاكبر تابع لحوزته «لا لمجلس الحكم الذي اسسته اميركا. يتعين بعد ذلك حل المجلس وانهاء الاحتلال والهيمنة الاميركية». وأكد في خطبته على ان «جيش الإمام المهدي» هو «جيش العراق» منتقدا الجيش الذي يتم تشكيله باشراف القوات الاميركية. وكان الصدر قد اعلن في خطبته يوم الجمعة الماضي 18/7 انشاء «جيش المهدي» لاستدعائه عند الضرورة على حد قوله. وبدأ على الاثر تجنيد المتطوعين في الجيش المذكور في عدد من المناطق العراقية. وكان عشرات الآلاف من المصلين يحملون رايات خضراء واعلاما عراقية، كما حملوا لافتات كتب عليها «جنود المهدي»، في اشارة الى «جيش المهدي». وأكدت الحشود انها ستقوم بحماية منزل السيد الصدر اذا تم تطويقه. وكان المصلون يشيرون بذلك الى تأكيد الناطق باسم الصدر مصطفى اليعقوبي الاسبوع الماضي ان القوات الاميركية طوقت منزل الصدر في النجف لبعض الوقت غداة خطبة الجمعة حيث اتهم بقتل السيد مجيد الخوئي (10 أبريل 2003).

واخيرا تمردت بعض المجاميع من هذا الجيش على قادتها بسبب انتشار العنف في العراق وعدم وضع حد له من قبل الدولة والحكومة العراقية ومؤسساتها الامنية والمخابراتية بالاضافة الى سلبية الاخرين- ونقصد بهم السياسيون الداخلون في العملية السياسية او خارجها ومتهمون بان لهم مليشيات اخرى- الذين تمادوا في اعمالهم الارهابية ضد الشيعة مما سبب رد فعل اخر ويضاف الى كل ذلك عدم اتخاذ التدابير الامنية اللازمة من قبل قوات الاحتلال المسؤولة بموجب قوانين الامم المتحدة باحلال الامن في العراق . وهكذا فنحن نعيش اليوم حالة من الفوضى وردود الافعال السنية والشيعية كما يعلن عنها الاعلام ووسائطه مما ادى الى اعطاء مساحة واسعة من الحرية للقائمين بالاعمال الارهابية، كذلك الى انتشار اعمال الثأر العشوائي فظهر اصطلاح القتل على الهوية وعمليات التهجير القسري للعراقيين داخل مدنهم وقراهم. وصدق رسول الله ص حيث قال في علامات آخر الزمان "ان الانسان يقتل ولا يعلم فيم قتل والقاتل يقتل ولا يدري لماذا قتل" . اعاذنا الله واياكم من شر يوم المحشر.

ولجماعة جيش المهدي محاكم شرعية خاصة بمدينة الصدر حيث اسست هذه المحاكم من قبل السيد محمد الصدر في زمن النظام البائد،

ولهذا الجيش خطوط استخباراتية كما تدعي امريكا. 

ومع ذلك يضم التيار الصدري، الذي يعد جيش المهدي ذراعه، عقلاء يحاولون درأ الفتنة والتأثير الإيجابي في الأحداث. واعلن السيد مقتدى الصدر برائته من 50 فردا من اتباعه الذين لم يعودوا يأتمرون بأمره. وانشئت الكيانات البعثية المتمردة المندسة داخل جيش المهدي، كيانا خاصا بها يتمثل بالقتل العشوائي والدخول وسط الاجندة الامريكية وتحقيق اهدافها بإسم المقاومة وجيش المهدي. وبرز من قياداته شخص يدعى (أبا درع)، اتهم بارتكاب جرائم يندى لها الجبين كما صورته وسائل الاعلام، حتى برز وكأنه ثلاثي القوى: النسخة الشيعية من أبي مصعب الزرقاوي الذي اعلن الحرب ضد الرافضة والشرطة، شخصية ابو طبر البعثية التي تم التخلص بواسطتها من الشيوعيين ، شخصية علي الزيبق المصري الذي يأخذ الحق للمظلوم من الظالم .



ومن المليشيات التي اُعلن عنها بعد احتلال العراق وفي اعقابه مليشيات الدم التي تدعي المقاومة لتحرير العراق واطلق عليها اسم المجاميع المسلحة او المجاميع المتمردة او مجاميع المقاومة الشريفة اخيرا يشير الاعلام ووسائطه بهذه التسميات الى القوى والمليشيات السنية وبما انها تستهدف الشعب العراقي بالخصوص

فهي 

بعيدة عن السنة وعن الدين وعن الجهاد ولكنها المجاميع الارهابية التي تقتل المدنيين والعزل والابرياء

مقدمة وهذه ظهرت مليشيات عراقية وعربية واسلامية وعالمية واقليمية بقيادات مشبوهة وتمويل امريكي بحجة التشجيع على انشاء مؤسسات المجتمع المدني او ظهرت بتاثير من دول الجوار والعرب بحجة ابعاد الخطر الامريكي عن بلدانها وانظمتها ، واخرى ظهرت بدعم صدامي للعودة الى السلطة والمال والجاه والحنين الى الدماء والسجون والتعذيب . ولكنها كلها تشترك في هدفين لا ثالث لهما ، اولها يتمثل بإعاقة المشروع السياسي الديمقراطي العراقي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي ظاهرا، وثانيها والعمل ضمن اجندة داعمة للمشروع الامريكي الذي يؤدي الى استمرار احتلال العراق ومنطقة الشرق الاوسط بالكامل، فهذه المجاميع لها ايدي وخيوط امريكية وبعثية واموال عربية وعالمية وخنازير تورد لهم.. وربما يعتبرني القاريء العزيز قاسيا في تحديد الاهداف فالمفروض وجود هدف ثالث الا وهو مقاومة المحتل واخراجه من العراق وهناك هدف رابع هو دعم المقاومة والمسيرة الحقيقية للديمقراطية في العراق وترسيخ اركان الدولة وحرية الشعب والحفاظ على حقوقه فاين تكمن هذه المجاميع التي تحقق هذين الهدفين الاخيرين. الذي يلاحظ بان المليشيات التي لم تدخل في تحقيق الهدفين الاوليين ولم تحقق الهدفين الاخيرين (المقاومة والمساندة) ولكنها انغمست في اعمال العنف الدائر في العراق وشاركت في صنعه ونسيت تاريخها الزاهر او اصابها الاعلام بسهمه فشوه سمعتها فانزوت وسكتت مدافعة عن نفسها ضد الاشاعات والاتهامات الباطلة او اكتفت بما حصلت عليه جهاتها الداعمة من مصالح وعقود ورشوات ونفط وغاز الخ .

يمكن تصنيف المجاميع الارهابية التي ظهرت اليوم على الساحة العراقية الى خمسة مجاميع رئيسية يتفرع منها عدد كبير من المليشيات حقيقية ومزعومة: 1 – مليشيات البعث الصدامي ويتكون من فلول النظام السابق من اعضاء الجيش السابق، والاجهزة الامنية، والمنظمات الحزبية، ومن بقايا المليشيات المذكورة آنفا ومن العاملين في فرق موت صدام . 2 – فرق الموت الامريكية – العراقية 3 – مليشيات ترتبط بالمصالح والاهداف الامريكية منظمات عربية وعالمية تهدف لانجاح او افشال المشروع الامريكي في المنطقة والعالم كالقاعدة والزرقاويين العرب ، فمن اصدقاء امريكا منظمة مجاهدو خلق الايرانية ، ومن اعداء امريكا في الداخل الامريكي والحكومات العربية المجاورة للعراق التي تساند بزعمها المقاومة السنية لدفع خطر شعوبها عنها، بالاضافة الى دفع الخطر الذي يتهدد اسرائيل من قبل ايران وسوريا ولبنان. 4 – ومع ذلك فالوضع السياسي والامني والاجتماعي في العراق، ادى الى ظهور عدد كبير من المنظمات والمليشيات التي اتخذت لها تسميات عديدة وكثيرة ولكنها تنتظم في عدد محدود ورئيسي مثل كتائب جيش المجاهدين او من افراد ومجاميع متمردة من مليشيات شيعية او كردية. التسميات لمليشيات الاحزاب المبهة كثيرة ومتعددة ، ولكنها اشتركت في سرية قياداتها، واعلان اعمالها الارهابية ضد المدنيين، فالتسميات تخلط بين الحقيقة والخيال ، وكثرتها تدعو الى ارباك الخصم وهو منهج استراتيجي للبعث وغيره من الاحزاب، وقد تكون بعض من هذه الميليشيات حاملة لأكثر من أسم للتمويه وللإيحاء للناس بحجمها الكبير والتغطية على حجمها الفعلي الحقير ،

تناحرت هذه المجاميع فيما بينها ، ولكنها لم تكد ان تتخلص من قيادة الزرقاوي لها حتى تبين للعالم بانها لا تمتلك قيادة موحدة بل متعددة ومتناحرة وضعيفة ولكنها اليوم اصبحت بايدي البعثيين من ذوي السلطة والمال ويقودون حمير السلفية التكفيرية الى حتفهم لان المخابرات العراقية والامنية تعرف عنهم الشيء الكثير من خلال الخبرة السابقة والدراسة الاكاديمية.

فمن ما برز تدريجياً من المليشيات مازجةً بين سرية قيادتها ، والعلنية في عملياتها ، وتحت ذريعة المقاومة تنهش بالعراقيين وتكفرهم وتخونهم وتصفهم بالمرتدين فيمكن ان نذكر منها كتائب ثورة العشرين، ويشار إلى صلتها بهيئة علماء المسلمين، ومليشيات الجيش الإسلامي، ويشار إلى صلته بالحزب الإسلامي ، جماعة التوحيد والجهاد فيشار الى صلتها بتنظيم القاعدة ، أنصار الإسلام السلفية رغم أنها كانت موجودة في كردستان العراق والقي القبض على زعيمها الملة كريكار في السويد واطلق سراحه بعد محاكمة واهية ، وهناك الجيش الإسلامي في العراق وجيش المجاهدين ، وجيش عمر وجيش محمد، وغيرها من الميليشيات السلفية التي تمزج بين العناصر الصدّامية العاملة في الأجهزة الأمنية والمخابراتية المُنحلة وبين العناصر التكفيرية تنظيم القاعدة من المغرر بهم عابرين الحدود والقارات. وبالضد من ذلك بدأت تظهر للوجود ميليشيات أخرى ممثلة بمليشيات تابعة لاحزاب لا علاقة لها بالحرب او العنف او الجريمة المنظمة كمليشيات الحزب الاسلامي، وميليشيات ( جيش المهدي ) التي اعلنت وقوفها العلني السياسي وتبنت اسلوب المواجهة ضد الاحتلال . وهناك ميليشيات غير معلن عنها للعديد من الأحزاب السياسية العراقية والعشائرية والعصابات الاجرامية والارهابية الدولية تلعب أدواراً في الخفاء دون أن يكون ثمة إعلان عنها يمكن بواسطته معرفة طبيعتها وتوجهاتها.

الاموال العربية المساندة في قتل العراقيين ففي 4 نيسان 2006 تتحدث تقارير غربية في منطقة الخليج, عن مساعدات ودعم تقدمه مجموعات سلفية كويتية وخليجية الى "المقاومة العراقية " وابدت هذه التقارير مخاوفها من استغلال هذه الجماعات السلفية للضوء الاخضر من بعض السلطات الخليجية في جمع الاموال لـ " المقاومة العراقية " واستغلالها لجمع الاموال وتقديمها الى مجموعات ارهابية مرتبطة بالقاعدة في منطقة الخليج. واشارت هذه التقارير الى ان احزاب وشخصيات عراقية استلمت ومازالت تستلم اموالا طائلة لتغطية ودعم الجهاد ومحاربة التحرر في العراق. وسجلت هذه التقارير الغربية نجاح بعض الاحزاب العراقية في احياء علاقات قديمة مع الحركة السلفية في الكويت وخاصة خلال زيارات مسؤولين للكويت. وذكرت هذه التقارير انباء مترشحة من تيار الحركة السلفية, بان تجارا كويتيين جمعوا عدة ملايين من الدولارات, واعتبروا هذا العمل بانه يأتي تعبيرا عن "النصرة" لسنة العراق ولتثبيتهم للدفاع عن مكاسبهم ومنع محاولات الشيعة الحد من الامتيازات التي كان يتمتع بها السنة في العقود الماضية. وركزت هذه التقارير الغربية على خطورة الموضوعات التي صبغت المحادثات مع بعض رموز الحركة السلفية في المنطقة وبضمنها الكويت, ومنها اشارته الى تشكيل ميلشيا خاصة بحزبه واقناعه لضباط في جيش العراقي المنحل في تنظيم وتدريب اعضاء هذه الميلشيا. وحسب مصادر دبلوماسية غربية فان المواطن الكويتي مبارك عبد الرحمن البذالي الذي اعلن في حوار مع قناة العربية الفضائية بانه يقوم بتجنيد الشباب الكويتي والعربي ويقوم بارسالهم الى العراق لتنفيد اعمال "ارهابية"..! المصدر: نهرين نت

ويدخل في هذا السياق زيارات المسؤولين في الحكومة العراقية الى دول الخليج وتصريحاتهم بترك العمل السياسي والمبادرة الى حمل السلاح . وعلى الاثر انتشرت فرق الموت في بغداد تذبح الناس الابرياء على الهوية وانتشر خلال الاسبوعين الاخيرين من يوم 29 – 10 – 2006 والى اليوم هذا السيناريو بدون ردع من الدولة او من قوات الاحتلال التي اعلنت انها سوف تلتزم بالمهلة المعطاة الى حكومة المالكي والا فانها سوف تطير برياح التغيير . استنجد اشخاص باسيادهم واعلنوا استعدادهم لحمل السلاح ولكن بوجه من بالطبع بوجه الشعب العراقي الاعزل واتمنى من الله ان يذهبوا بانفسهم الى الطب العدلي لاستلام جثة عزيز لهم ليجدوا الذلة ورائحة الموت التي لاتقدس روح الله، فاكثر من الف جثة مطروحة على الارض بعضها فوق بعض كالسمك المعروض للبيع، وعندما تسالها لم قتلت ستجيبك الجثة بالقول : لا اعلم تسالها هل انت شيعية تقول لك قتلت بايدي جماعات تدعي بانها من السنة والشيعة واذا سالتها هل انت سنية تقول لك قتلنا بايدي جماعات تدعي بانها من السنة والشيعة وتتوج جميع هذه الاسئلة بالسؤال عن من قتل معكم؟ فيجيب قتل معنا علي وعمر بايدي من يدعون بانهم من جماعة علي او عمر

قيادة مبهمة فجميع هذه القيادات والافراد المنتمين لها وجميع المسميات المنتشرة تعود لاصل واحد يحركها وهم فلول البعث الصدامي وهم بقايا تنظيمات حزب البعث الكافر الذي اخذ تسمية اخرى هي حزب العودة او حزب التحرير او الاصلاح او القيادة المؤقتة أو .. او .. وسبق ان حذرنا الحكومة العراقية منه قبل ما يزيد على السنة ، ولكن دون جدوى. ولكن القيادة الرئيسية لهذا القسم فهي تعود الى اثنين هما : 1 - فلول البعث الصدامي بالخصوص مستغلين عرب التيار التكفيري السلفي الجهادي ومتعاونين معهم ، بالاضافة الى المتمردين في التيار الصدري ، او متناغمين مع قوات الاحتلال والامريكان. 2 - قوات الاحتلال والامريكان ويتمثل دورها بالتعاون مع فلول البعث وتمكينهم من الاستفادة المتبادلة من المتطرفين من الاكراد ومجاهدي خلق المتواجدين في المنطقة الشمالية وفرق الموت التي أنشأتها قوات الاحتلال.

هذه المليشيات والمنظمات ، لم تعلن عن نفسها، وعن برنامجها، وليس لها قيادة واضحة، وتستخدم القوة المفرطة في عملياتها الانتقامية، وتستهدف العراقيين فقط للنيل منهم، بسبب تحميلهم هزيمة صدام وبعثه. لم تعلن عن قيادتها بسبب وجود تنافس ودكتاتورية من قبل الزرقاوي هذا اولا ، وثانيا خوفا من استهدافها المباشر حال الاعلان عنها من قبل الشعب او من قبل القانون الحكومي او لكونهم مطلوبين من قبل امريكا ، ولكنها بعد قتل الزرقاوي اصبحت مضطرة للاعلان عن نفسها، وبسبب ضعف هيبة الدولة وسوء تدبيرها ادى الى تفاقم قوة هذا الخط مما ادى الى الاعلان عن نفسه جزئيا واعلن دخوله في مفاوضات علنية مع قادة الحكومة كنائب رئيس الجمهورية او رئيس الجمهورية نفسه او رئيس الوزراء ومما يلاحظ بانهم لا تاثير لهم على ارض الواقع ولا تاثير لهم على المجاميع المسلحة او المتمردين = الارهابيين.

امكانيات معلوماتية ومادية هؤلاء عندهم سجلات مخابراتية وعندهم عملاء في مؤسسات الدولة الحديثة ممن لهم خط بعثي واضح. وتجبى لهم الاموال من ارباح العائدات التي وظفها صدام وابنه عدي في الخارج او من الاموال التي نهبت من البنوك والمصارف قبل واثناء الاحتلال ، وأصبحت تتلقى الدعم السري والعلني بعد المباحثات الخاصة بينها وبين قيادات قوات الاحتلال وبعض الجهات المشبوهة في دول الجوار.

المشروع السياسي وتختلف هذه الميليشيات عن غيرها في أن لها مشروعا سياسياً تعمل على تحقيقه بواسطة العنف ويتكون هذا المشروع من شقّين :

الأول ، إعادة النظام البعثي من جديد لحكم العراق ، أو إقامة نظام سلفي تكفيري على غرار حكم طالبان المقبور في أفغانستان ولكن برعاية امريكية بعثية ثانيا ، 

واهداف تسعى لتحقيقها ونجحت وستنجح في ذلك في ظل الاختلاف السياسي والفوضى الامنية لكنها كلها تشترك في هدف واحد ، يتمثل بإعاقة المشروع السياسي الديمقراطي للعراق الجديد وبناء مؤسساته على اسس الحرية واحترام حقوق الانسان زاعمين بان هذا المشروع مدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي.

ولكن هذه المجاميع  في واقع الامر داعمة للمشروع الامريكي الذي يؤدي وادى الى احتلال العراق ومنطقة الشرق الاوسط بالكامل. 

وانقسموا تكتيكيا الى قسمين :احدهم دخل في العملية السياسية والاخر يدخل في حرب ظاهرية مع القسم الاول ومع الحكومة ومع الامريكان في آن واحد، ولكنهم في الحقيقة متناغمون في تقسيم الكعكة، وهم متفاهمون بينهم على برامج سياسية معينة وواضحة ومنها: • اعادة الجيش العراقي القديم : وهذا في اصلة لا مانع منه ولكنه ستار لاعادة المخابرت والاستخبارات الى الحكم وتسللهم الى مرافق الدولة المختلفة • الغاء اجتثاث البعث : وهو يتفق مع الهدف الاول في اعادة تنظيمات البعث الى الساحة العلنية وقد قال الشعب قوله في الاستفتاء على الدستور ان لا للبعثيين ولحزبهم الصدامي الذي قتل مئات الالوف من الشيعة والاكراد ، بالاضافة الى تهميش دور القوى الوطنية . • اطلاق سراح المعتقلين والقتلة : الذين يقومون باعمال القتل الطائفي في المناطق الشيعية والسنية على حد سواء وهذا ما يذكرنا بالاسلوب الاسرائيلي عندما هجروا الناس الى المناطق الامنة في اسرائيل لتحقيق هدفهم المنشود. • خروج الاحتلال الامريكي من العراق : هذا شعار جيد ، ولكنهم اليوم يرفضون خروج الاحتلال لانهم يخافون ان تذبحهم المليشيات الشيعية التي يحكم رؤسائها معهم في الدولة. يطالبون الامريكان بالبقاء ولكنهم يعترضون على الحكومة عندما تمدد بقاء القوات المحتلة. • والانكى من كل ذلك يريدون الغاء الدستور أواعادة كتابته بمنظار بعثي او لا يكتب الا بعد خروج قوات الاحتلال. • المطالبة بالغاء الجيش والشرطة ومؤسساتها الحالية والعودة بالعراق الى نقطة الصفر . هذه المطاليب مشتركة بين المعارضين للعملية السياسية والداخلين فيها من التيار البعثي الذي يبدا يمجد بالمقاومة بعد مؤتمر القاهرة الذي عقد برعاية عمر موسى.







تصنيف المجاميع الارهابية والظلامية

فلول النظام البعثي

اولا : فلول النظام السابق من الجيش السابق هذا النظام الدكتاتوري الشمولي كانت له صنوف مسلحة متعددة، شملت الجيش والحرس، الجمهوري، وفدائيي صدام، والجيش الشعبي، وجيش القدس. هؤلاء كانوا يمتلكون الكثير من النفوذ والسطوة والمال والسلاح والخبرة القتالية، فجأة وقع الاحتلال وتم تسريح كل تلك التشكيلات، إضافة إلى قوى الأمن الداخلي. وكرد فعل حتمي انتفض بعض هؤلاء ، ولهم الحق في ذلك لان الموظف في الدولة العراقية لا يطرد الى الشارع فورا وانما ينقل الى دوائر اخرى او يحال على التقاعد ، فكانت تظاهراتهم التي تطالب بالعمل او الاعادة قانونية ولكن بريمر ومجلس الحكم لم يهتم بهم. ولكن قيادة الاحتلال البريمرية لم تعر لهم اي اهتمام فكانت منهم بعض الأعمال العسكرية الانتقامية ضد قوى الاحتلال لهذا السبب الذي ذكرناه او لاسباب ثارية لممارسة قوات الاحتلال العنف معهم ومع ذويهم. بالاضافة الى تفشي البطالة واحتياج هؤلاء وعوائلهم الى ضرورات العيش اضطرهم الى الوقوع في براثن امراء العصابات التي اغرتهم بالمال للاستفادة من خبراتهم القتالية في الميدان او في التصنيع الخاص بالسيطرة عن بعد وبالتفخيخ.

ثانيا : فلول النظام السابق من القوات الامنية هيء صدام لهم خطة العمل قبل غزو امريكا للعراق فقاموا بالسيطرة على المعلومات الامنية او احراقها والتخلص من تبعاتها ، وهيء لهم المال والسلاح داخل العراق ، وهرب الاموال الى خارج العراق وسجلها باسماء وهمية يسهل الحصول عليها وعلى عوائدها ، فأمنوا شراء وخزن الاسلحة ، كما وان لديهم المخابيء والبيوت الامنية الآمنة.

حالة للدراسة ونشر موقع (صوت العراق) بتاريخ 06-11-2006 مقالا لصحيفة الحياة اللندنية بعنوان البعث يتفاوض مع المحتل الأميركي على أساس الثوابت بعد عودته الى الساحة العراقية واستجماعه قواه ، خصوصا بعد موت الزرقاوي وعدم تمكن خليفته ابو لهب المصري من تجميع فصائل المتمردين حوله وظهور حالة الاقتتال الداخلي بينهم وما تواجهه الادارة الامريكية من اتهامات اعلامية بالفشل الظاهر، اعلان حزب «البعث» في العراق عن نفسه أخيراً، كحركة سياسية و «حركة مقاومة وطنية» من خلال طرح «برنامج سياسي» وانا اعتقد بان هذا الاعلان سبقة عمل سري تمثل باعادة التنظيم وفلوله ومارس التهديد والقتل لبعض اعضاءه مما اضطرهم للهجرة او اعادة العمل معهم ، بحسب بعض المراقبين، مؤشراً الى مسألتين مهمتين:

صحيفة الحياة : البعث يتفاوض مع المحتل الأميركي الأولى هي ان الحزب أعاد تنظيم صفوفه، وباشر العمل السياسي على الساحة العراقية حزباً سرياً.

والثانية هي ان تشكيل «البعث» حكومة مقاومة للاحتلال - وهي ليست جديدة - وقيادته هذه «الحركة» التي تضم الى جانبه قوى قومية ووطنية أخرى اتفقت على ثوابت وطنية واضحة، يمثل قوة فعلية على الساحة العراقية.

ويجيء هذا في وقت تشير فيه بعض الدلائل الى اكثر من حقيقة تخص الواقع العراقي، او تنبع من ظروفه الراهنة، ابرزها وأكثرها حضوراً «المأزق الاميركي» الذي يؤشر بوضوح الى فشل أميركا ومشروعها في العراق. والحقيقة الأخرى هي تصاعد «أعمال المقاومة» واستهدافها القوات الأميركية تحديداً، وارتفاع وتيرة الخسائر في صفوف الأخيرة، افراداً ومعدات عسكرية، ما يكشف عن طبيعة تنظيمية دقيقة للمقاومة، دفعت بالادارة الاميركية الى ابداء رغبة في «فتح باب المفاوضات» مع المقاومة - وهو ما رأى فيه بعض المراقبين رغبة اميركية في حل «مشكلة العراق».

هذا كله تواجهه حقيقة اخرى في الواقع العراقي اليوم هي فشل حكومة نوري المالكي حتى الآن في إجراء تغييرات جذرية في هذا الواقع. وكذلك فشل «خطته الأمنية» التي مضت ثلاثة اشهر على تطبيقها من دون ان تثمر أي نوع، او مستوى، من الاستقرار الأمني في البلد، ما جعل الإدارة الاميركية في العراق تفكر بحلول خارج هذه الحكومة، وتقدم بدائل تحمل تصورات للمشكلات القائمة، من بينها: التفاوض مع أطراف مسلحين، وإعادة النظر في «قانون اجتثاث البعث»، أو بالأحرى تجميد العمل به تمهيداً لإلغائه،. ثم إدخال تعديلات على الدستور في ضوء ما تراه بعض الأطراف المشاركين في العملية السياسية.

نقطة البداية الجديدة هذه القضايا ليست بعيدة، ولا تتم بمعزل عن عودة «البعث» الى الساحة السياسية العراقية. بل ربما كان جانب مهم وأساسي فيها حصل بفعل هذه «العودة» المتحققة في وجهتين: اولى تنظيمية، تتمثل في استعادة كيان الحزب السياسي. وثانية عسكرية من خلال الإعلان عن تنظيم «حركة مقاومة» يدرك الاميركيون، قبل سواهم، مدى تأثيرها بفعل الخبرات العسكرية والتنظيمية لها، وعبرت عن نفسها في الأعمال والمواجهات التي جرت في المدة الأخيرة ضد القوات الاميركية، والتي وصفت – بحسب تقديرات خبراء عسكريين - بأنها «أعمال نوعية». وهذا هو ما يعيدنا الى نقطة البداية، والسؤال عن «الطبيعة الراهنة» - ولا نقول الجديدة - لتنظيمات «البعث»، وما إذا كان أجرى «تعديلات» على استراتيجيته، وفي مسارات عمله السياسي والفكري.

تنبغي الاشارة أولاً الى أن «البعث» لم يعقد، حتى الآن «مؤتمراً قطرياً» لانتخاب «قيادة قطرية جديدة» تتولى شؤون الحزب وعمله في المرحلتين الراهنة والمقبلة، وكذلك إقرار «برنامج سياسي» يتضمن تقويماً للاوضاع الحالية، وتحديداً للنظرة المستقبلية - كما جرى عليه العرف في مثل هذه المؤتمرات - وانما كل ما جرى حتى الآن هو إصدار بيانات سياسية تتضمن تقويماً للأوضاع الحالية، موقعة باسم «القيادة القطرية» التي لا تزال متمسكة بوضعها السابق، وبما تدعوه «قيادة تاريخية» بقيادة صدام حسين. هذا في وقت يؤكد فيه أطراف بعثيون ان تنظيمات «البعث» أعيدت، ليس فقط في بغداد والمحافظات الغربية - التي التأم فيها الكيان التنظيمي للحزب قبل سواها - وانما ايضاً في محافظات الوسط والجنوب العراقي ومدنها، وهو ما يعني «استعادة القوة» في اكثر من موقع بالنسبة الى «البعث». ولعل هذا الوضع هو ما دفع الى اعلان «البرنامج السياسي للمقاومة».

حقائق تواجه «قرار الحل» هذا الواقع يعيدنا الى نقطة بداية أخرى تتمثل في مجيء القوات الاميركية وإسقاطها «نظام البعث» في العراق، واعتماد «قوى اخرى» في إدارة العملية السياسية. والإخفاقات التي منيت بها هذه القوى الجديدة. فضلاً عن وجود «كيانات بعثية» أخرى، غير «التنظيم الرئيس»، على الساحة العراقية، أعلنت عن نفسها في أعقاب الاحتلال، مع إعلان مناهضتها له - توجس منها البعض خشية ان تكون عاملاً في تعقيد الموقف داخل «البعث» اكثر من كونها عاملاً مساعداً في مضاعفة قوة وجود «البعث» على الساحة العراقية. فيوم أصدر الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر قراره حل حزب «البعث» وقف عدد من السياسيين العراقيين مندهشين من مثل هذا القرار، وعلق احدهم عليه بالقول: «اذا كان نظام البعث في العراق أسقطته قبل قوات الاحتلال فإن هذا لا يعني ان هذه القوات يمكنها ان تتحكم بتنظيم حزبي له كيانيته المستقلة عن «تنظيم الدولة» – وان كان هو «الحزب القائد» للدولة والنظام» على مدى خمسة وثلاثين عاما؟. وتساءل: «ماذا يعني» حل حزب البعث» في مثل هذه الحال؟ هل هو مؤسسة من مؤسسات الدولة التي جرى إسقاطها؟».

لا شك في ان إسقاط النظام، ودك كيان الدولة، وانفراط عقد «قيادة البعث»، ووقوع بعض أعضائها في الأسر، واضطرار عدد من الكوادر الأساسية للحزب الى الاختفاء، او مغادرة العراق خشية الاعتقال او التصفية... أثرت سلبياً في الواقع التنظيمي للحزب، ما جعله في وضع اقرب الى «التفكك». ولعل هذا ما شجع، ودفع ببعض البعثيين السابقين الذين كانوا على خلاف مع صدام وقيادته، والذين عاش فريق منهم خارج العراق ضمن تنظيم مستقل عن «تنظيم العراق» ومعارض له الى استثمار الفرصة، إضافة الى فريق معارض من الداخل. حاول الفريقان استئناف عملهما، مستفيدين من واقع «الفراغ الحزبي» لقيادة «البعث» التقليدية، بفعل الاحتلال، وإسقاط النظام، وملاحقة «القيادات الحزبية». فبرز على الساحة تنظيمان كانا بعيدين كل البعد عن «قيادته التاريخية»، وكلاهما يحمل «دعوة مفتوحة» لكوادر الحزب وأعضائه الى الانضمام الى تنظيمه من اجل «إعادة الحزب الى حقيقته النضالية والعقائدية» – كما جاء في بعض «البيانات» الصادرة في هذا الشأن.

فكان التنظيم الأول معلناً، وبمقر معروف، مثله مثل بقية الأحزاب التي أعلنت عن وجودها في حقبة ما بعد الاحتلال... ولكنه اتخذ تسمية جديدة هي:
«حزب الإصلاح»، وضمّ اطرافاً من المجموعة التي كانت انشقت عن الحزب عام 1963 في اعقاب المؤتمر القومي السادس، وحركة 18 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه التي قادها عبدالسلام عارف فأسقط بها أول نظام لحكم البعث في العراق قام بعد ثورة 8 شباط (فبراير) 1963 ضد عبدالكريم قاسم.
وأطلق «التنظيم الرسمي للحزب» على هؤلاء تسمية «المنشقين» الذين أقاموا تنظيماً نهج نهجاً يسارياً، وارتبط بالقيادة القومية في سورية بعد حركة شباط التي انقلبت على القيادة التقليدية هناك، فغيرتها. وبعد مجيء «القيادة التقليدية» الى الحكم في العراق عام 1968 صفي هذا التنظيم الذي ما لبث ان خرج «كبار كوادره» الى سورية، ليقيموا تنظيمهم هناك.

غير ان هذا «التنظيم» الذي اخذ تسمية «حزب الإصلاح» لم تكن له «الفاعلية المرجوة» في الواقع الجديد للعراق.

ولم ينخرط في صفوفه من عناصر الحزب السابقين سوى اعداد محدودة - فالبعض اعترض على «الاسم الجديد» واقعاً، والبعض الآخر اعترض عليه «مضموناً» قائلين: كيف يمكن العمل تحت لافتة «الإصلاح» بعد ان كنا نعمل تحت «الراية الثورية»؟ 

هذا فضلاً عن ان «حزب الإصلاح» هذا لم يشارك في «العملية السياسية» الجارية في عراق ما بعد الاحتلال، وحركته في مستوى الشارع العراقي ظلت محدودة. وأصدر في البداية صحيفة سياسية أسبوعية ما لبثت ان توقفت.

أما التنظيم الآخر فهو ما أطلق على نفسه تسمية «القيادة الموقتة»، وهو خلافاً لسابقه، «تنظيم سري» يضم بعض قدامى البعثيين الذين كان لبعضهم دور في ما سمي يومها بـ «الانشقاق» وفي تشكيل «لجنة تنظيم القطر» التي ما لبثت عن أعلنت عن نفسها «قيادة شرعية للحزب» والتي يمثل «حزب الاصلاح» الجانب الأوسع منها.

اعضاء هذا التنظيم هم ممن لم يغادروا العراق، فاعتزلوا العمل السياسي، وعزلوا في أي مركز وظيفي. بل ان بعضهم بقي خارج مؤسسات الدولة، وكانت النظرة اليهم مشوبة بكثير من الحذر، وبعضهم كان خاضعاً للمراقبة الأمنية من نظام صدام. ومن بين هذه «القيادة الموقتة» شخصيات عسكرية سابقة، وشخصيات معروفة بتاريخها الحزبي وكانت، أيام نظام صدام، اعتزلت العمل السياسي محتفظة بموقفها ورؤيتها. وهذا التنظيم في الوقت الذي يدين فيه «ممارسات صدام وأعضاء قيادته»، فانه يناهض الاحتلال.
ودعا في بياناته الى «وحدة مناضلي الحزب»، معلناً ان عمله «عمل مرحلي» الهدف منه «إعادة بناء الحزب على الأسس السليمة المعروفة تاريخياً» و «التمهيد لعقد مؤتمر قطري يتم من خلاله انتخاب قيادة قطرية جديدة». ومن هنا جاءت تسميته بـ «القيادة الموقتة» - وهو تعبير متعارف عليه في «ادبيات الحزب» وفي «نظامه الداخلي».

إلا ان هذا «التنظيم»، هو الآخر، ظل محدود الحضور والتأثير في الشارع العراقي وتكاد فعاليته تقتصر، على إصدار البيانات التي تعلن عن مواقفه، وتؤكد هذه المواقف بين «مناسبة» وأخرى.

وحقائق جديدة

هذا كله يعيد طرح السؤال عن وضع حزب «البعث» بتنظيماته التابعة لـ «قيادة قطر العراق» التي لم يبق منها خارج الاعتقال سوى عزت ابراهيم الدوري، نائب امين سر القيادة، وعبدالباقي السعدون، عضو القيادة. وهو التنظيم الذي تجاوز عدد اعضائه المليون ونصف المليون بمختلف «الدرجات الحزبية».

غير ان السؤال الذي يثار هنا يمضي بنا في اكثر من مسار: - فأولاً: هناك حقيقة ينبغي عدم إغفالها، وهي ان نسبة قد لا تكون كبيرة من هذا العدد، كانوا اقرب الى «الحزبيين الهامشيين» منهم الى «العناصر الفاعلين» – وهم الذين انضموا الى صفوف «البعث» لغايات ومصالح عابرة كانت تلبيتها تتطلب انضمامهم. وهؤلاء سرعان ما انفرطوا من «عقد التنظيم» مع دخول أولى الدبابات الاميركية الى شوارع بغداد، ليبحث معظمهم عن «موقع»، مهما كان هامشياً، ضمن «الوضع الجديد». - ثانياً: هناك عناصر كان لهم «موقف غير معلن على نطاق واسع من قيادة صدام للحزب فكانوا يرون ان «الحزب» لم يعد، في واقع قيادته، «حزب البعث» الذي يعرفون. وكان لبعضهم ان «عزل نفسه عن التنظيم»، ووجد البعض الآخر منهم في «سقوط النظام» فرصة للتخلص من «التزامات» لم يعد على استعداد للتواصل معها، ومواصلتها. - ثالثاً: هناك «التنظيم الفعلي» الذي عبر المنخرطون فيه عن التزامهم، وعدم التخلي عن موقفهم. وسرعان ما بادر عدد من هؤلاء الى اصدار بيانات باسم «البعث» وقيادته، ومن مواقع جغرافية متعددة. وكان الهدف من ذلك، الإعلان عن وجود الحزب واستمراره. وهذه الفئة هي التي تستدعي التوقف عندها: - فقد بدأت العمل على جمع صفوف البعثيين وعدم التخلي عن القيادة التاريخية ومعلنة في الوقت نفسه «ان المقاومة هي السبيل الوحيد لطرد المحتل ونيل الحقوق الوطنية بالكامل». واليوم، وبعد ان أخذ وجود حزب «البعث»، على ما يبدو، حضوره التنظيمي من خلال قيادة لم يعرف منها حتى الآن سوى الاسمان السابقان يأتي التأكيد من طرفه على «ثوابت التحرير وأسس بناء دولة العراق المستقلة». فإذا ما كان «الوجه المقاوم» هو الوجه الأكثر حضوراً، في عودة «البعث» الى الساحة السياسية، فإن الحزب يقدم اليوم لهذه المقاومة «برنامجها السياسي» الذي هو – على حد وصفه - «برنامج كل الوطنيين العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية»، فاتحاً بذلك الأبواب لجبهة وطنية تضم من وصفهم بالوطنيين العراقيين «الرافضين للاحتلال». آخر المسار: التفاوض غير ان «البعث» وهو يواجه هذا كله بتقديم مثل هذه الأطروحات، لم يستبعد، من برنامجه، مسألة «التفاوض مع المحتل»، ولكن من خلال شروط ثبتها في برنامجه السياسي، الذي هو، في الوقت نفسه، «برنامج المقاومة». واذا كان بعض السياسيين يرى في هذه الشروط «سقفاً عالياً من المطالب» من حيث كونها مطالب تطرح على محتل يسيطر حالياً على البلد ومقدراته. فإن «البعث» يقدم بها ما يعده «ثوابت وطنية» تمثل «الحلول كاملة» وليس «أنصاف الحلول»، كما جاء في «البرنامج» الذي تضمن تصوراً واضحاً لمرحلة ما بعد الاحتلال.





فرق الموت الامريكية

ولعل ما أطلق عليه بـ ( فرق الموت ) لا يتعدى شكل الميليشيات التي تعمل وفق أجندة معينة ، ونجد وسائل الاعلام وبعض السياسيين والامريكان • تنسب هذه الفرق الى جهاز وزارة الداخلية ، • تنسب لقوات عراقية خاصة تعمل بإمرة ضباط إستخبارات عراقيين لتنفيذ (عمليات قذرة) بتوجيه ودعم أمريكي مباشر ضد المواطنين العراقيين لأهداف سياسية كما راينا اعمالها في حسينية المصطفى في حي اور، • بينما يُمذهب آخرون هذه الفرق ويعتبرونها فرقاً للتطهير العرقي والمذهبي ، • ومنهم من يتهم افراد قوات تحرير العراق FIF والتي يبلغ تعداده أكثر من 800 فرد والادعاء بانهم تدربوا في اسرائيل والولايات المتحده وبولندا وهنغاريا ونزلوا قبل إحتلال العراق في شمال العراق ومن ثم نقلوا بالطائرات الأمريكية إلى مدينة الناصرية ومنها إلى بغداد.

وكشفت مصادر امنية عراقية عن حقيقة فرق الموت وإرتباطها والأعمال المنوطة بها: ومنها "القضاء على العراق ووحدة شعبه من خلال تنفيذ أعمال إرهابية ومجاز القتل ". و "تعمد فرق الموت هذه إلى إختطاف العرب السنة بسيارات الدولة ولباس المغاوير والشرطة والحرس الوطني وتقوم نفس تلك المجاميع الإرهابية بإختطاف العرب الشيعة بسيارات الأوبل والبي إم دبليو والتي يستعملها الارهابيون كالقاعدة وغيرها، لتحقيق أهداف واضحة ومرسومة وهي خطة لسحب العرب الشيعة والسنة الى إقتتال طائفي يستمر لعشرات السنوات حتى يجنى القتلة ومن ورائهم إسرائيل وأمريكا حصتهم من تقاسم العراق بذبح العرب السنة والشيعة" ،ولا ننسى في هذا الموقع ان نشير الى نجاح خطة هذه الفرق في تهديم قبة الامامين العسكريين في محاولة منها في اشعال حرب اهلية طائفية.






مليشيات إقليمية ودولية: القاعدة ومجاهدي خلق

• مليشيات معادية للولايات المتحدة وهى تنظيمات معادية للولايات المتحدة وجدت في المناخ العراقي فرصة للنيل منها. وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر محصوراً في تنظيم القاعدة فقط، فالذين يعادون الولايات المتحدة متعددون، وقد يكونوا أفراداً على استعداد لقتالها، وقد يكونوا ضمن تنظيمات معادية. • مليشيات صديقة للولايات المتحدة اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس 20 يوليو 2006 جماعة المعارضة الايرانية الرئيسية التي تتخذ من العراق مقرا لها على مدى العشرين عاما الماضية بالتدخل في شؤون بلاده ولمَح الي أنها قد تواجه الطرد. وقال المالكي في مؤتمر صحفي ان جماعة مجاهدي خلق أصبحت تتدخل بشكل كبير في القضايا السياسية والاجتماعية في العراق. وأضاف المالكي أن هذا يحدث برغم أن مجاهدي خلق تعتبر واحدة من المنظمات الارهابية، وأن وجودها يتعارض مع الدستور. ومن المعتقد أن عدد أعضاء مجاهدي خلق في العراق يبلغ حوالي 4 آلاف يتمركزن في معسكر أشرف الواقع شمالي بغداد. وللجماعة العديد من المؤيدين في أوروبا وأميركا الشمالية. ويُعتقد أن نظام صدام حسين كان يقدم الدعم العسكري لجماعة مجاهدي خلق، ولكن الموقف تغير بعد غزو القوات الأمريكية للعراق في عام 2003 والتي قامت بقصف قواعد الجماعة، وفرضت عليه تسليم سلاحها وقال حيدر العبادي عضو البرلمان العراقي عن الإئتلاف العراق الموحد ان معلومات توفرت لدى المخابرات العراقية بأن الجماعة تجمع معلومات عن شخصيات عراقية ومن ثم " تقوم بتمرير تلك المعلومات لجماعات إرهابية". وبكل صلافة ردت منظمة مجاهدي خلق في بيان لها بأن أعضائها يتمتعون بالحماية بمقتضى اتفاقيات جنيف، وأن سلامتهم هي مسؤولية قوات التحالف " و " ان أي إجراء يُتخذ ضد مجاهدي خلق لا يمثل سوى مطالب ورغبات الطبقة الحاكمة في ايران التي جرى نقلها الى رئيس الوزراء العراقي". ولكن بغداد لم تبلغ الجماعة بضرورة مغادرة العراق.




الخلاصة : وهكذا نجد أن الميليشيات كانت سمة من سمات الدولة العراقية الحديثة سواء خلال عقود الهيمنة البريطانية والعهد الملكي، أو عبر عقود الاستقلال الوطني الجمهورية، أو في سنوات الظلام البعثي وسقوط الاستقلال الجمهوري وعودة الاحتلال من جديد على يد ( الإحتلال الأمريكي ) ، وبعيداً عن حجم الميليشيات ، وأجنداتها السياسية ، وأساليب العنف التي تستخدمها ، ومدى مشروعية وجودها القانوني في الساحة السياسية ، أو حجم التعاطف الشعبي معها في الشارع العراقي ، فإنها تشكل مأزقاً كبيراً لأي مشروع سياسي وطني يمكن أن ينهض بالوطن العراقي من حالة الخراب الى حالة البناء.

وبرغم كل الدعوات التي يتم إطلاقها لمعالجة هذه الحالة غير السويّة في المجتمع العراقي، إلا أن الواقع الفعلي يقول عكس ذلك، ان هناك جهات تريد ترسيخ وجود هذه المليشيات بل أن من الأحزاب والكتل السياسية من بدأ يسعى جاداً لتأسيس ميليشيات جديدة للاستقواء بها على الخصوم السياسيين.

وقد يمضي وقت طويل دون أن نشهد حلاً لهذه المعضلة الكبيرة في المجتمع السياسي العراقي الا ان تبادر الحكومة العراقية المنتخبة باتخاذ اجراءات حقيقية تتسم بالحزم والمواجهة يساعدها في ذلك الشعب والاعلام والمؤسسات الحكومية كمجلس النواب والقضاء وتطبيق بنود قانون الارهاب النافذ اعتبارا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية بحق حاملي الاسلحة وناشري الفتاوى والمتبرعين بالاموال وحاضني الارهاب. يجب ان يكون هناك اعلاما خاصا بالمليشيات وهناك مؤسسة خاصة بها لدراسة حلها ودمجها ووضع الاسس لذلك وتنفيذ خريطة طريق شاملة.

يجب ان لا ننسى بان بريمر وحكومته الامريكية هي من رسخت وجود المليشيات وهي من قررت حلها نظريا بالامر 91 وقد تم اصدار هذا القانون الخاص بحل المليشيات بتاريخ 7 – 6 – 2004 اي قبل رحيله الى غير رجعة في 28 – 6 – 2004.وتركت حلها عمليا قبل التمادي وانهيار الامن في البلاد كليا. وفرضوا على السيد المالكي اجراء عملية قيصرية للتخلص من هذا المسخ الذي ربي في رحم العراق خلال اشهر قليلة تتراوح ب5 اشهر في خضم الاحداث الارهابية والاجرامية التي لم يشهد لها تاريخ العراق مثيلا ، وبدلا من مساندته هددت امريكا باقالة الحكومة والمجيء بالتيار البعثي او المجيء بعملاء يسهلون لها تنفيذ خططها. صحيح اننا نحمل الحكومة نتيجة مايحصل كونها سلطة تنفيذية ولكننا لا نبريء بقية الاطراف من المسؤولية واولها الشعب واخرها اعضاء مجلس النواب قاطبة ورئاسة الجمهورية والسلطة القضائية والاجهزة الامنية والشرطة والجيش والمفكرين والاساتذة ، ووسائط الاعلام المختلفة صحفا واذاعات وفضائيات . الكل مسؤول عن الفوضى الخلاقة التي تبنتها امريكا في العراق. ولكننا تذكر بان جموع الملايين من شعبنا العراقي البطل ذهبت إلى صناديق الإقتراع في الأيام 28 إلى 30 كانون الثاني المبارك 2005 ولأول مرة من تاريخ العراق لإنتخاب حكومة ديمقراطية فيدرالية تعددية وللوقوف بوجه الفوضى الخلاقة .. والسلام على عراق السلام فلابد ان ينجلي الظلام ولابد ان ينهزم.

المصادر 1 – http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=66304 دولة الميليشيات ياسر البراك yassiral-barrak@maktoob.com الحوار المتمدن - العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 2 – http://www.ebaa.net/khabar-v-taleeg/001/009.htm ماذا يخفي صدام وراء جيش القدس المزعوم؟ - المحرر السياسي 3 - المقاومة مستمرة و أكثر تنظيما وإصراراً علي كسب المعركة- صلاح المختار http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic/0904/almukhtar_moqabla_010904.htm 4 - الجيش والدولة في العراق - إعداد سامح رشيد القبج - كانون اول / 2001 جامعة القدس - كلية الدراسات العليا - برنامج دراسات إقليمية – عربية معاصر http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/jayshiraq_09012004.htm 5 - العراق.. ألا يُرخي حل الميليشيات حواضن الإرهاب؟ r_alkhayoun@hotmail.com 6 - البعث ... فكر فاشي ونهج استبدادي شوفيني دموي .. 2 ـ 1 www.sitcenter.dk/shamal شه مال عادل سليم 7 – مقال قيم للاستاذ د. عدنان جواد الطعمة بعنوان هـيـا إلى الإنتخابات، لا تـنتخبوا البعثيين وأعوانهم! adnan_al_toma@hotmail.com 8 - صحيفة الحياة والشرق الاوسط وغيرها من الموضيع على الانترنيت.