ميليشيا الحرس القومي

ميليشا الحرس القومي قوة عسكرية تابعة لحزب البعث العراقي ، ويعود تشكيله إلى انقلاب 8 فبراير عام 1963 م والتي تم فيها إنهاء حكم عبد الكريم قاسم ، ويحل محله بالحكم حزب البعث والقوميين ، والذي أصدر قانون يحمل رقم ٣٥ بتاريخ ١٨ / ٥ / ١٩٦٣ م والذي جعل من هذه القوة قانونية تتمتع بصلاحيات وأمتيازات من قبل السلطة ، وقد نص هذا القانون بأن الحرس القومي هو قوات شعبية منظمة ومدربة على إستعمال السلاح قوامها الشعب المؤمن بحقه في الحياة الحرة الكريمة ، ولكن الهدف الأساسي الحقيقي هو حماية سلطتهم وبسط نفوذهم على الشارع العراقي والمؤسسة العسكرية . وقد أوعز حزب البعث إلى جميع منتسبيه بالإنخراط في هذا التشكيل فصار كل بعثي حرساً قومياً بالإضافة إلى فتح أبواب التطوع ، وكان هذا حسب ما بينوه يهدف إلى إعداد قوة من الشباب القومي العربي تتدرب على إستعمال السلاح لغرض معاونة القوات المسلحة للدفاع عن الوطن العربي وصيانة الأمن الداخلي بموجب تعليمات خاصة تصدرها وزارة الدفاع . وقد ضم العديد من المتطوعين العراقيين والعرب والعسكريين المنسبين من الجيش والجنود والضباط . وقد كان لهم دور كبير في انقلاب ٨ شباط عام ١٩٦٣ م فقد قاموا بالنزول للشوارع قبل إذاعة البيان الأول للإنقلاب وقاموا بالسيطرة على مراكز الشرطة والتمركز على مأذن الجوامع العالية والسيطرة على مفارق الطرق والإنتشار في الساحات والتقاطعات ، بالإضافة إلى إغتيال عدد من القادة في حكومة الرئيس عبدالكريم قاسم ، ودارت بينهم وبين ميليشيا المقاومة الشعبية التابعة للحزب الشيوعي عدة معارك في عدد من المدن العراقية .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انقلاب عبد السلام عارف على حزب البعث

وصار الحرس القومي قوة عسكرية تُضاهي الجيش العراقي من حيث التسليح والتدريب ، فقد إنخرط عدد من إعضائهم في دورات للتدريب على السلاح الثقيل وإستخدام الدبابات ، كما قام العديد من أفراده التحرش بمنتسبي الجيش العراقي من ضباط وأفراد وتعمد إهانتهم وكذلك السطو على ذخائر الأسلحة التابعة للجيش ، مما سبب تذمراً لدى ضباط الجيش العراقي من ممارسات الحرس القومي ، وقد أتخذ عبد السلام عارف هذا الأمر ذريعة للقضاء على الحرس القومي عندما أعطى أوامره للجيش العراقي بالقضاء على الحرس القومي في عام ١٩٦٣ م ، فقد كانت قيادات الجيش العراقي متلهفة لهذه الأوامر للتخلص من تصرفات الحرس القومي تجاههم ، فتحركت قطعات من الجيش العراقي تساندها بعض الدبابات والأليات المدرعة بالسيطرة على المقر العام للحرس القومي في منطقة الأعظمية بمدينة بغداد ودارت معركة من مساء ١٧ تشرين الثاني إلى عصر ١٨ تشرين الثاني ، وهوجمت بعدها كافة مقرات الحرس القومي في مدينة بغداد والمدن العراقية الأخرى ، ليتمكن الجيش العراقي بعدها بالقضاء على الحرس القومي وإعتقال معظم قادة حزب البعث وعلى رأسهم رئيس الوزراء أحمد حسن البكر لينتهي عهد حزب البعث وتشتت تنظيماته ، وقد أصد الرئيس عبد السلام عارف بياناً بشر فيه العراقيين بالقضاء على حزب البعث وحل الحرس القومي وقد وصفه بالحرس اللاقومي . وخلال الفترة التي ظهر فيها تشكيل الحرس القومي وحتى فترة القضاء عليه وحله قام بالعديد من الأعمال التي سببت سخط المجتمع العراقي وإستياءه من تصرفاتهم اللإنسانية ، منها : السرقات والإعتداءات والإبتزازات والإعتقالات الكيفية وفتح سجون خاصة بهم وتشكيل محاكم غير قانونية وممارسة التعذيب بحق مواطنين أبرياء وإعدام العديد من الذين لا ذنب لهم