منديل بأوية

Mndel download.jpg
15074d97d1e300b004a32cf77aa5c336832c3969.jpg

يعد "المنديل بأوية" أحد أهم ملامح التراث المصري خاصة الزى المصري لدى النساء بجانب الجلباب والملاية اللف والعباءة واليشمك، وغيرها من الملابس الفلكلورية التي كانت تميز كل مدينة عن الأخرى.

و"المنديل بأوية" أو المنديل بترتر والحرير بداية صنعه كان بمحافظة دمياط، وكان بمثابة النشاط الأساسي للسيدات بدمياط ومن أشهر الصناعات التى كانت تشتهر بها دمياط هى صناعة الحرير وملايات اللف ولجأ بعض السيدات بدمياط لاستخدام الحرير بصناعة المناديل والتفنن في ادخال الترتر للمنديل وبيع المناديل بأوية على شواطئ رأس البر خلال موسم الصيف لرواد المصيف من المحافظات المجاورة وأغلبهم ممن يطلق عليهم "علية وكبار القوم".

وحرصت الهوانم من رواد رأس البر على شراء المنديل بأوية كتذكار من مصيفهم المفضل، وكان مميزًا للغاية بالترتر والحرير الدمياطى.

الجدير بالذكر أن المنديل بأوية "تراث شعبي ترتديه المرأة المصرية لتستر بها رأسها، ويُعد من التراث الشعبي، بدأ في الظهور منذ العهد العثماني بمصر، وذلك لأن السيدات الأتراك أول من ارتدته وكانت ترتديه السيدات المصريات سواء في الريف أو الصعيد أو السواحل.

ومثل أشياء كثيرة من التراث المصري اختفت فقد اختفى المنديل بأوية الآن، ولم يعد له أثر إلا من خلال الأحياء الفقيرة بمصر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصل كلمة أوية

كلمة أويه هى كلمه تركيه من المصدر ( أويمق ) وهى المنديل ذا الألوان المبهجه مثل ، الاحمر ، والأصفر ، والأزرق الزهرى ، وأيضا الوردى.


التاريخ

ظهر فى مصر منذ العهد العثمانى ، وكانت ترتديه السيدات المصريات سواء فى الريف أو الصعيد أو السواحل ليسترن به رؤوسهن ، وكان أبو أويه تراث شعبى وعاده أكثر منه إلتزاماً بكونه غطاء للرأس ، و أصل أبو أويه مع الفراعنه ، هناك بعض الأقوال التى تؤكد أن القدماء المصريين هم أول من عرفوا هذا النوع من المناديل المطرزه ، فقد وجد لديهم ما يشبه أشغال الإبره حيث كشفت الحفريات عن أقمشه كتانيه مشغوله بأسلاك من الذهب فى مقبرة الملك تحتمس بطيبه ، وأيضا قطع مشغوله بالإبره فى مقبرة الملك توت عنخ آمون ، وقد كشف أنها كانت تعلق على جدران قصور عيلة القوم ، وقد وجد من تلك المناديل فى أحد قبور سقاره

أما المنديل من غير أوية فقد عرفته مصر فى أوائل العصر الفاطمى فى القرن الثانى عشر ، عندما كانت مصر تحت حكم العزيز بالله وكانت وقتها مناديل النساء تطرّز " بغرزة " السلسلة ، أما الزخارف فكانت على أشكال طيور أو عصافير أو فاكهة

أمافى عهد السلطان " الناصر بن قلاوون " كان هناك أمير يدعى " سلار " أبتكر منديلا يغطى الرؤوس أطلق عليه أسم " المنديل السلارى "

أما فى عهد السلطان قايتباى ، كان هناك محتسب للقاهرة أسمه " يشبك الجمالى " أخرج مناديا ليحذر النساء من الخروج إلى الشوارع وهن يرتدين المناديل فوق رؤوسهن ، فكانت أوامر الحاكم تطالب كل سيدة بأن تضع فوق رأسها عصابة من القماش لا يقل طولها عن ثلاثة أذرع ، وتجنباً للتلاعب فى الطول ، كان القماش يختم بخاتم السلطان ، ولم يكتف حاكم القاهرة بذلك ، بل أرسل جواسيسه إلى المجتمعات العامة والأسواق ، فإذا عثروا على إحداهن وهى تعصب رأسها بمنديل قصير أهانوها وعلقوا المنديل فى عنقها على مرأى من الناس لتكون عبرة لغيرها

لم يقتصر ارتداء المنديل بأوية علي الطبقات الريفية أو الشعبية فقط بل أيضًا ارتدته فتيات الطبقة الأرستقراطية ولكن الاختلاف كان في نوعية وجودة القماش المصنوع منه المنديل وكانت الفتيات المصريات يشغلون مناديلهم ويطرزونها بأنفسهم حتى يأخذونها لـ بيوت أزواجهن، ولهذا تميزن السيدات بدمياط في صناعته لتوافر الحرير بمحافظة دمياط.


أبو أويه يسحر الأدباء

ألهم هذا المنديل جيل كامل من الأدباء والشعراء ، ووجدناه فى أعمالهم الروائيه ، فنجده فى أعمال نجيب محفوظ على رؤوس بطلاته ، وأيضا يوسف إدريس ، و توفيق الحكيم ، وغيرهم الكثير من الأدباء المصريين


دخول أبو أويه صالونات الأغنياء

بعدما كانت الفتيات يرتدين هذا المنديل على رؤوسهن ، أخذت العائلات من الطبقات الأرستقراطيه فى تزيين صالونات قصورهن بهذا المنديل ، حيث وضع على الترابيزات كمفرش وأيضا على الأرائك ، ومن وقتها وحتى الآن أعتادت البيوت المصريه على وضع أبو أويه فى صالوناتهم ، ومازالت بعض من الجدات يحتفظن بمناديلهن حتى يومنا هذا.