ملاية لف

LAIDY-2778.jpg

قطعة من القماش الأسود طولها مترين وعرضها 4 أمتار، تلف بطريقة محكمة حول جسد المرأة لتضيق نوعا ما عند خصرها ويرفع طرفها فوق الرأس كي لا تقع، مع الاستعانة ببعض الاكسسوارات اللازمة من برقع بقصبة نحاسية أو ذهبية أو فضية طويلة على الأنف ومنديل بأوية وخلخال وقبقاب، لتكون النتيجة النهائية هيئة جذابة تعطي صاحبتها قدرا عاليا من الأنوثة.

هكذا اشتهرت الملاية اللف كالزي الرسمي للنساء في عصر كانت الطرابيش تعتمد كاسسوار رسمي في ملابس الرجال بمصر منذ عهد حكم محمد علي باشا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أنواع الملاية اللف

وللملاية اللف نوعان؛ ذات القماش المطاط اللامع الخاصة بالشابات، والأخرى القطنية المطفية سوداء اللون، والقماش في النوعين أملس سهل الانزلاق.

كما أن بنات المحافظات الساحلية اعتدن على ارتداء ملايات لف قصيرة يلفونها على خصرهن بطريقة ضيقة ومحكمة، بينما كانت بنات الدلتا ترتديها في هيئة أكثر وقارا.


من الرومان إلى العثمانيين

"الهيماتيون" كان الاسم الذي يطلق على الملاية اللف في العصر الروماني، لتنتقل لاحقا إلى البحر المتوسط وتصل إلى مدينة الإسكندرية منذ العصر العثماني، وتشتهر بناتها؛ المعروفات بـ"بنات بحري" بارتدائها في ذلك الوقت مع اكسسوارات البرقع على الوجه والمنديل بأويا فوق الرأس؛ والذي كانت أنواعه تختلف بين المقصقص وذا الترتر وذا الخرز. ثم انتقلت الملاية اللف بدورها مع باقي اكسسواراتها إلى المحافظات المصرية الأخرى من القاهرة إلى الفيوم والشرقية وغيرها.


التعبير الأشهر للملاية اللف

Fa9fc5f98b2ba8d1934e99b292394546.jpg

ووصل ارتباط سيدات مصر بزيهم الرسمي المتمثل في الملاية اللف إلى استخدامها في تعبيراتهن الدارجة، فكان تعبير "أفرشلك الملاية" هو الأشهر بينهم، وهو يدل على التفرغ للردح والعراك ومواجهة الخصم من خلال فرش الملاءة على الأرض والتربع فوقها.


بداية التمرد على الملاية اللف

كان حادث خلع الناشطة النسوية هدى شعراوي البرقع في ميدان التحرير أثناء ثورة 1919، هو بداية ولادة اتجاه بالتمرد العام على الملاية اللف، لما رمز إليه من تحرر للمصريات، ليتبعن موضة ارتداء الفساتين النسائية الإفرنجية تدريجيا، وتبلغ ذروتها مع قيام ثورة يوليو عام 1952، لما تحمله من مبادئ تعزز من تنمية المجتمع وتطوره والارتقاء بدور المرأة بداخله.

ومع محاولة تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين طبقات الشعب، كانت للملابس نصيبا من ذلك التغيير، وخاصة بعد إصدار قرار بمنع ارتداء الطربوش بالنسبة إلى الرجال والذي كان يرتديه أصحاب المناصب العليا والباشاوات وأبناء الطبقات الراقية، لتنشأ طبقة متوسطة يطغى على ملابس نسائها الزي الإفرنجي المناسب لحياة أكثر عملية مثل البنطلون، الميني جيب، والميكروجيب، عوضا عن الملاية اللف التي اختفت بدورها بين نساء تلك الطبقة، وبقت مقتصرة على نساء الطبقة الفقيرة من الشعب، ومنتشرة في البيئة الشعبية التي يعيشون بداخلها، واللاتي ألحق بهم وصف "بنات البلد"، ليظلوا يرتدونها حتى منتصف التسعينيات؛ ذلك الوقت الذي انتشرت فيه موضة ارتداء التيشيرتات والبنطلونات.

وفي السنوات الأخيرة، أوشكت الملاية اللف على الاختفاء، ليقتصر ارتدائها على بعض السيدات الكبيرات في السن في القرى الريفية والصعيد. وقد عكست بعض الأعمال الفنية ارتداء النساء للملاية اللف، وخاصة إذا كانت الشخصية التي ترتديها "بنت بلد".