مسعود بن مضيان الظاهري

مسعود بن مضيان الظاهري الحربي ( - 1825؟) قائد الجيش السعودي في المدينة المنورة، الذي أسر أثناء معارك الجيش المصري لاستعادة المدينة المنورة للحكم العثماني، وأُرسل إلى القاهرة ثم إلى الأستانة حيث أعدم.

ولد في قرية الخيف، واسطة عقد القرى المنتظمة في خيط وادي الصفراء والتي تبعد مسافة 100 كم إلى الجنوب الغربي من المدينة المنورة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هو مسعود بن بدوي بن عيد بن سعد بن بدوي بن أحمد بن رحمه بن مضيان، يعود نسبه إلى الظواهرة من المرواحة من بني سالم أحد فروع قبيلة حرب.


معركة وادي الصفراء

في عام 1226هـ استيقظت هذه القرية من سباتها المترع بأحلام الحياة الأجمل على وقع خطى غريبة , نفضت غبار الأحلام من أعينها لترى التاريخ يأخذ مكانه بين جبالها وسنابك خيل محمد علي باشا تملأ المكان أغبرة وصهيلا , جيش عظيم بقيادة طوسون باشا جاء من أجل مهمة اطفاء الضوء المنبعث من قلب جزيرة العرب. أما في أحشاء وادي الصفرا فاحتشدت جيوش الدولة السعودية الأولى بقيادة الأمير عبد الله بن سعود بُغية وقف زحف هذه الجيوش الغازية. التقى الجيشان في قرية الخيف وكادت الدوائر تدور على جيش الدولة السعودية لولا أن قيّض الله قائداً محنّكاً استطاع أن يقلب ظهر المجن ويغيّر من دفة سفينة المعركة ليصل بها إلى شاطيء الأمان والانتصار , هذا القائد هو أمير قبيلة حرب في ذاك الزمان / مسعود بن مضيان الظاهري. هذا القائد كان على رأس جيش ارتأى الأمير عبدالله بن سعود أن يكون على تخوم الخيف ليحمى ظهر الجيش السعودي ويقطع الطريق دون أي محاولة غدر من الجيش المقابل , احتدمت المعركة ولا مناص من أن يشترك فيها فعلياً الأمير القائد / مسعود بن مضيان وكان أمر الاستعانة به دلالة على حكمة وبُعد نظر , فهذا القائد هو ابن قبيلة حرب المستوطنة لتلك الديار . ليس ابنها فحسب بل شيخها الذي تدين له تلك القبائل بالولاء والطاعة وتدين له كذلك تلك الأرض بمعرفة جبالها وشعابها ودروبها , دخل هذا الأمير المعركة بجيشه الصغير وإرادته الكبيرة واشتد أوار المعركة , معركة كأنها ليل تهاوت نجومه وادلهمت خطوبه , الحوار فيها يأخذ لغة الليل المكتوبة بأحرف التوجس وغموض المصير , ذاب خلق كثير في أتون المعركة المتضرم قبل أن تخمد جذوتها وينقضي ليلها ليسفر الصبح عن انتصار يدين بالفضل لهذا البدوي القائد / مسعود بن مضيان ..هذا الانتصار الذي لو رُفعت سجف الغيب المسدلة دون ما ستئول إليه المعركة فيما بعد لقرأ هذا الأمير في سطوره أنه سيدفع حياته ثمناً باهضاً لهذا الانتصار.

عاد طوسون باشا إلى مصر يجر خطاه المثقلة بوقع الهزيمة ويدفع أمامه بأسبابها التي ذكرها في تقريره المتضمن مبررات الهزيمة والتي اختزلها في مقولته التي قطعت قول كل معتذر - إن سر قوة الجيش السعودي تكمن في الأمير / مسعود بن مضيان - ....... وإلى مدينته / المدينة المنورة عاد مسعود بن مضيان شامخ النفس مرفوع القامة ليتسنم أمرها عام 1226هـ.

عاد طوسون باشا إلى المدينة المنورة عام 1227ه بهدف القضاء على هذا الأمير واطفاء شعلته المتقدة , كان لابد من القضاء على مسعود بن مضيان ولأسباب سأوجزها ..المدينة المنورة هي حاضرة قبيلة حرب المنتمي لها هذا الأمير والمسيطرة على طريق الحاج بين المدينة ومكة , تنامي قوة هذا الأمير ستنعكس إيجاباً على وضع قبيلته في الحجاز قوة وسيطرة . الأمر الذي سيؤدي إلى انعتاق الحجاز من ربق الخلافة العثمانية وسيُفقدها أغلى جوهرة تزيّن تاجها المرصّع.

حوصرت المدينة المنورة وضاقت دائرة الخناق حول عنقها وبدأت نُذر الهزيمة تلوح في الأفق , حوصر الأمير وأربعون من أهل بيته في قلعة من قلاع المدينة وسُدت أمامه مذاهب الطريق إلا مذهبين هما الموت أو الاستسلام ..آثر الأمير الموت تحت ظلال السيوف على الحياة في ظل الهزيمة والذل، أبى أن يستسلم. ووقع الأمير أسيراً. نُقل الأمير / مسعود بن مضيان إلى مصر التي أرسلته بدورها إلى استانبول عاصمة الخلافة العثمانية وهناك كُتب آخر حرف في سطور حياة هذا الأمير الحافلة بكل فواصل العز ونقاط التمكين , أُعدم الأمير وصُلب وأُعدم الأربعون الذين كانوا في معيته ..

انظر أيضاً

المصادر

ابن المدينة / يوسف الحربي .. . ملاحظة .. الأمير مسعود بن مضيان الظاهري هو أحد أجداد الشاعر والكاتب الصحفي الأستاذ / هاني الظاهري -