مزهر الشاوي

اللواء مزهر الشاوي

اللواء مزهر إسماعيل الشاوي (1908 - 1984) قائد عسكري عراقي.

ولد مزهر إسماعيل الشاوي في بغداد وفيها توفي. عاش في العراق وبريطانيا. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في بغداد، ثم التحق بالكلية العسكرية (1926).انتقل إلى بريطانيا ملتحقًا بالكلية العسكرية البريطانية في ساند هيرست وتخرج فيها برتبة ملازم ثان (1929) ثم التحق بكلية الأركان (1936) وتخرج فيها (1937)، أوفد بعدها إلى كلية الأركان البريطانية وتخرج فيها، ثم التحق بدورة الضباط الأقدمين في بريطانيا (1947).

لم يكن مزهر إسماعيل الشاوي من أبناء محافظة البصرة، ولم يكن رباناً أو مهندساً بحرياً وانما كان قائداً عسكرياً برتبة لواء ركن عندما عينه الزعيم عبد الكريم قاسم في العام 1958 مديراً عاماً لمصلحة الموانئ العراقية التي يقع مقرها في البصرة، وفي غضون خمس سنوات قضاها الشاوي في منصبه جعل من الموانئ العراقية من بين أفضل الموانئ التجارية في العالم.

اللواء مزهر الشاوي في الوسط في صورة جماعية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تطور الموانئ في عهد الشاوي

ويعتبر خبراء الملاحة في البصرة أن الشاوي استطاع الانتقال بالموانئ العراقية إلى مستويات عالمية كما جعلها المركز البريدي لدول الخليج، ويلفتون إلى ان ما صنعه في أواخر خمسينات القرن الماضي ما زال في الخدمة حتى الآن.

وبحسب خيراء الملاحة فإن "الموانئ العراقية بلغت قمة عظمتها في عهد اللواء الركن الراحل مزهر الشاوي، وبفضله صنفت آنذاك ضمن أفضل الموانئ التجارية في العالم".

ويوضح أن "الشاوي حقق إنجازاته من خلال تقديم أحسن الخدمات البحرية للسفن الأجنبية الوافدة، وبناء الأرصفة الجديدة، وتجهيزها بأحدث المعدات والرافعات ومعدات المناولة، إضافة إلى تعاقده على بناء السفن الخدمية والتخصصية من حفارات وساحبات بحرية وسفن للتنوير وزوارق للإرشاد البحري".

ويذكر أن "السفن العراقية العاطلة كانت ترسل إلى الهند لغرض تصليحها لكن الشاوي سارع بعد توليه منصبه إلى استيراد الحوض العائم (اجنادين) المصمم لتسفين وتصليح السفن الكبيرة، ومازال يستخدم إلى اليوم".

ويبين أن الموانئ تمكنت في زمن الشاوي من إقامة قواعد كبيرة للمعامل الإنتاجية، كإنشاء معامل الإسفلت وسباكة المعادن وصيانة العوامات البحرية، وورش تعبيد الطرق وتصنيع أبراج الفنارات البحرية الساحلية وصيانة وتصليح السيارات والمعدات التابعة للموانئ.

ويعتبر المرشد الملاحي الأقدم في الشركة العامة للموانئ الحمامي أن الموانئ كانت تحت إدارة الشاوي "المحور البريدي المركزي لدول الخليج العربي"، ويوضح أنها "كانت تستقبل بانتظام سفن البريد العالمية، كما انه قام بتحديث منظومات الإتصالات اللاسلكية والمراقبة الملاحية".


إداري ناجح ومصلح إجتماعي

ويؤكد الحمامي أن "الشاوي كان يمتلك طائرة مروحية يتنقل بواسطتها من ميناء إلى آخر لمتابعة العمل، كما كان يستخدمها في مراقبة الملاحة البحرية من الجو"، ويروي أنه كان شديد الحرص على "توفير حياة كريمة لموظفي الموانئ"، ويوضح أنه "أنشأ لأجلهم مناطق سكنية ذات بنية خدمية متكاملة منها أحياء الأبلة الأولى والثانية والكندي وحطين، كما أوجد لهم متنزهات عامة ومنتجعات سياحية منها جزيرة السندباد ومتنزهات الأندلس والبيت الصيني والشاطئ".

ويشير الحمامي إلى أن "الشاوي هو من أمر ببناء مدينة الألعاب في منطقة المعقل، كما قام بانشاء جمعيات تعاونية ومدارس ومكتبات عامة ونواد ترفيهية ومساجد وصالات للسينما وملاعب رياضية"، ويبين أن "منطقة المعقل التي يقع فيها مقر الشركة كانت تضم في عهد الشاوي أربعة مسابح أولمبية، فيما تخلو البصرة حالياً من مسبح أولمبي واحد".

ويذكر الخبير الملاحي أن الشاوي لم يغفل حتى عن أدق التفاصيل المتعلقة بحياة عمال الموانئ "لانه أراد بناء مجتمع عمالي متحضر، ويلفت إلى أنه كان يمنح العمال دراجات هوائية لتسهيل انتقالهم من إلى مواقع العمل، ويتابع بالقول "وعندما فرض على عمال الأرصفة إرتداء الزي الموحد أمر بتجهيزهم سنوياً بثياب شتوية وصيفية أجنبية، ومعها أحذية للسلامة المهنية بريطانية الصنع".

ويشدد الحمامي على أن الشاوي "كان مصلحاً اجتماعياً رائداً"، ويؤكد انه "ساهم بخلق جيل من المثقفين والمتعلمين من أبناء الفقراء بلا أدنى تمميز طائفي وعرقي ومناطقي"، ويشير إلى أنه "أرسل الكثير من أبناء العمال الفقراء إلى بريطانيا لدراسة الطب والهندسة والعلوم البحرية في أرقى جامعاتها ومعاهدها على نفقة الشركة".

ويلفت إلى أن "من أبرز مواقف الشاوي الإصلاحية انه لما تلقى شكاوى تفيد بتسجيل حالات سرقة متكررة لعلب حليب كان يضعها الباعة صباح كل يوم على أعتاب بيوت بعض كبار موظفي الشركة في إحدى المناطق، أمر الشاوي بنصب كمين لاعتقال السارق ولما قبض عليه، تم إحضاره إلى مكتبه بطلب منه، وعندما انهار اللص باكياً وأخبره بانه كان يسرق الحليب مضطراً لإطعام أطفاله الجائعين فأمر فوراً بتوظيفه كحارس ليلي في نفس المنطقة التي كان يمارس السرقة فيها، وتضمن الأمر الإداري صرف راتب له بأثر رجعي اعتباراً من أول سرقة نفذها في المنطقة".

البعثيون أطاحوا بالشاوي وتركوه "خالي الوفاض"

وباعتبار الشاوي كان جزءا من الحكومة التي يقودها قاسم فإن مجيء البعث إلى السلطة على اثر انقلاب 8 شباط 1963 أدى إقالته من منصبه فغادر الموانئ "خالي الوفاض" كما يروي الخبير الملاحي كاظم الحمامي.

ويلفت الأخير إلى أن الشاوي حينها "لم يكن يمتلك رصيداً في مصرف، ولا بيتاً أو قطعة أرض"، ويروي أنه شوهد آخر مرة في العام 1984 (في العام الذي توفي فيه)، وهو يراجع مستشفى اليرموك في بغداد لعلاج أسنانه، وكان جالساً على كرسي متحرك تدفعه فتاة، ولما استفسر منه مدير المستشفى الدكتور جعفر المظفر عن حالته الصحية واسمه، أخبره بأنه المواطن مزهر إسماعيل الشاوي، فأندهش المدير وأبلغه على الفور بأنه أحد أبناء عمال الموانئ البصريين الذين ابتعثوا إلى بريطانيا بأمر منه لدراسة الطب على نفقة الشركة عندما كان مديرها.

ويذكر الأديب والإعلامي العراقي احسان وفيق السامرائي في الصفحة رقم 600 من كتابه الذي صدر بداية العام الحالي تحت عنوان (عبير الموانئ والتوابل البعيدة)، إن "مزهر الشاوي شاعر ومثقف ولواء ركن، عمل مديراً للموانئ العراقية، وقد أثبت خلال إدارته لها كفاءة عالية في تطوير الموانئ، وفي المجالات الإدارية والإجتماعية فافتتح جزيرة السندباد وحديقة الأندلس وحول منطقة المعقل إلى فردوس صغير". ولا ينسى السامرائي في كتابه أن يشير إلى اهتمام الشاوي بالرياضيين، ويروي أنه "فرغهم من العمل الإداري حتى وصل بمنتحب الموانئ إلى مستوى العالمية".

الشاوي قائداً عسكرياً من الجيل الأول يعود إلى البصرة قريبا

وعلى الرغم من أن الشاوي كانت إنجازاته اقتصادية - أجتماعية فإن مقربين منه يؤكدون أنه كان قائدا عسكريا من الجيل الأول. ويقول شاكر الشاوي وهو ابن عم مزهر، أنه "تخرج برتبة ملازم ثان من الكلية الحربية في بريطانيا في العام 1929، وأكمل في العام 1937 دراسته العليا في كلية الأركان البريطانية".

ويبين شاكر أن ابن عمه "شارك كضابط مشاة في الحرب ضد إسرائيل في العام 1948، كما عين عميداً للكلية العسكرية، وفي العام 1957 حصل على رتبة (لواء)، وعلى أثر ترقيته أصبح معاوناً لرئيس أركان الجيش"، ويوضح أنه كان أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذي أطاح بقيادة العميد عبد الكريم قاسم بالنظام الملكي في 14 يوليو 1958".

وبعد أيام قليلة من المقرر أن تزيح شركة (بصرة ماس) المحلية للمقاولات الستار عن تمثال لمزهر الشاوي نصب قرب مقر الشركة العامة للموانئ في منطقة المعقل، (نحو 5 كم شمال مركز المدينة)، وبذلك يكون أول تمثال شخصي بالحجم الاعتيادي ينصب في البصرة منذ العام 2003.

ويبين مدير الشركة أن "التمثال الذي نفذه الفنان علي عاشور سيزاح عنه الستار بعد أيام قليلة خلال حفل من المؤمل أن يحضره مسؤولون في الحكومة المحلية"، ويضيف أن شركته التي تنفذ مشاريع في الموانئ بالتعاقد مع إدارتها "تأمل أن يشجع وجود التمثال أصحاب القرار والمسؤولين المحليين في البصرة على الاقتداء بالشاوي كنموذج للإداري النزيه والمخلص في عمله والمتواضع والصادق في تعامله مع الآخرين".

ولم تشهد محافظة البصرة إقامة تماثيل شخصية في أماكن عامة منذ العام 2003، باستثناء تمثال نصفي للقيادي والعضو المؤسس لحزب الدعوة الإسلامي الشيخ عارف عبد الحسين البصري (1937-1974)، وقد أزيح الستار عنه في العام الماضي 2011، وهو يقع في منطقة العشار، وهي نفس المنطقة التي يوجد فيها تمثال عالم اللغة الشهير ومبتكر علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي، فيما يوجد تمثال مؤسس مدينة البصرة القائد العربي عتبة بن غزوان في منطقة الجزائر، وكان شارع كورنيش العشار المطل على شط العرب يضم عشرات التمثايل لمقاتلين سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) لكنها اقتلعت في العام 2003 ونقلت إلى جهة مجهولة، كما يعتقد انها نقلت إلى إيران, بينما ظل تمثال الشاعر العراقي بدر شاكر السياب (1926-1964) شاخصاً عند مدخل نفس الشارع.

وكان محافظ البصرة خلف عبد الصمد أحد السياسيين القلائل الذين جاهروا برغبتهم بتقفي أثر مزهر الشاوي على المستوى الإداري، إذ قال في مؤتمر صحافي عقده في مجلس المحافظة بعد دقائق من انتخابه محافظاً في (9 نيسان 2011)، إن "الأولوية ستكون للخدمات، وأتعهد بأن أسعى بجدية لتوفيرها، كما أتعهد بأن أغادر منصبي من دون أن أغير محل سكني، وأن لا يزداد رصيدي فلساً واحداً"، وأضاف "سأكون محافظاً للفقراء مثلما كان الرجل العظيم مزهر الشاوي مهتماً بالفقراء".

يذكر أن الشركة العامة للموانئ هي من أقدم المؤسسات الحكومية في العراق، وتأسست في العام 1919 باسم (سلطة الموانئ العراقية)، وتم إفتتاح مقرها الحالي بمنطقة المعقل في العام 1931 بحضور الملك فيصل الأول، وأعلن عنها كشركة عامة في العام 1997، ويعمل فيها حالياً أكثر من عشرة آلاف موظف من بينهم ضباط بحريون، وتضم هيكليتها الإدارية عشرة أقسام إدارية وفنية منها قسم المسافن والصناعات البحرية.

وتتولى الشركة تنظيم الملاحة البحرية في المياه العراقية وتشغيل وإدارة الموانئ التجارية التي تقع جميعها في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، وهي خمسة موانئ أقدمها ميناء المعقل القريب من مركز مدينة، والذي تم إنشاؤه من قبل القوات البريطانية في عام 1914، وكانت تستخدمه لأغراض عسكرية قبل أن تسلمه إلى السلطات العراقية عام 1937، وفي العام 1965 تم إنشاء ميناء أم قصر، وهو أكبر وأنشط ميناء تجاري في البلد، بينما شهد عام 1989 إنجاز مشروع بناء ميناء خور الزبير الذي يعد من موانئ الجيل الثاني لانه يحتوي على أرصفة صناعية ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا، وفي العام 1976 تم إنشاء ميناء أبو فلوس على الضفة الغربية لشط العرب ضمن قضاء أبي الخصيب، ويتميز بصغر مساحته وعدم قدرته على استيعاب البواخر الكبيرة بسبب تردي أعماق قناة شط العرب وكثرة القطع البحرية الغارقة فيها.

التاريخ العسكري

الزعيم مزهر اسماعيل الشاوي.jpg

الدورات والالتحاقات والكليات التي اشترك فيها

  • المدرسة العسكرية الملكية في ساند هرست في بريطانية.
  • الدورة الخامسة عشر لرشاشات فيكرس
  • دورة الاستخبارات في الهند.
  • دورة الاستخبارات في 26 نيسان 1932
  • دورة الأركان (العراقية) الثالثة وتخرج بدرجة (آ)، ودورة أركان كمبرلي في بريطانية.
  • دورة الحروب الجبلية للضباط الاقدمين.
  • دورة الاقدمين في رايات.
  • دورة الاقدمين الرابعة في بريطانية.

ابرز المناصب التي شغلها

  • آمر فصيل مشاة
  • ضابط استخبارات في مقر المنطقة الجنوبية.
  • ضابط استخبارات وزارة الدفاع.
  • نائب مساعد الفوج الخامس.
  • مساعد آمر مشاة المنطقة الشمالية.
  • معلم بكلية الاركان.
  • ضابط ركن في دائرة الحركات.
  • ضابط ركن الأول في الفرقة الرابعة.
  • آمر الفوج الأول اللواء الثالث.
  • آمر الفوج الثالث اللواء الخامس.
  • آمر جحفل اللواء الثالث.
  • آمر كلية الاركان.
  • قيادة الفرقة الأولى (وكالة). 7ايلول 1956 - 6 ايلول 1957 م.

المعاون الإداري لرئيس اركان الجيش.

  • مدير الموانئ العام.

الأوسمة والمكافآت

  • منح نوط الشجاعة.
  • منح وسام الرافدين من الدرجة الخامسة ومن النوع العسكري.
  • ترقية وسام الرافدين من الدرجة الخامسة إلى الدرجة الرابعة.
  • منح نوط الخدمة الفعلية.
  • منح نوط الحرب والنصر.
  • منح نوط فيصل الثاني.
  • ترقية وسام الرافدين من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الثالثة.
  • منح نوط الإنقاذ.
  • منح نوط الشرطة للخدمة الممتازة.