مذبحة الطنطورة

مذبحة الطنطورة حدثت في الليلة الواقعة بين 22 و23 مايو 1948[1] حيث هاجمت كتيبة 33 التابعة للواء الكسندروني (التي دعيت آنذاك باسم "كتيبة السبت" لأنه كان يلقى على عاتقها في كل نهاية أسبوع، إبان حرب 1948، مهمة جديدة) قرية طنطورة. احتلت القرية بعد عدة ساعات من مقاومة أهالي البلدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي ساعات الصباح الباكر كانت القرية كلها قد سقطت في يد جيش الاحتلال، وانهمك الجنود الإسرائيليون لعدة ساعات في مطاردة دموية شرسة لرجال بالغين بهدف قتلهم. في البداية أطلقوا النار عليهم في كل مكان صادفوهم فيه في البيوت في الساحات وحتى في الشوارع. وبعد ذلك أخذوا يطلقون النار بصورة مركزة في مقبرة القرية.

وقد خلفت المذبحة أكثر من 90 قتيلا دفنوا في حفرة كبيرة وفي المقبرة التي دفنت فيها جثث القتلى من أهالي القرية في قبر جماعي، أقيمت لاحقا ساحة لوقوف السيارات كمرفق لشاطئ "دور" على البحر المتوسط جنوبي حيفا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شهادات

يروي فريد طه سلام من مواليد الطنطورة عام 1915 وضع القرية ويقول: "بدأ الهجوم فردت الحراسات إلى أن نفذت الذخائر. تراجع عدد إلى داخل البلدة، وغادر آخرون إلى خارجها. وبعض الرجال لم يغادر موقعه فبقي يقاتل حتى استشهد أو ألقي عليه القبض وقتل بالحراب ونكل به. اخرجوا من التجمع عدة مجموعات لا تعرف مصيرها، آخر مجموعة كان عددها (40) رجلاً. من واحدة من تلك المجموعات عاد طه قاسم وروى لنا أن يهودياً سأل: من يعرف عبري؟ فأجابه عن نفسه، قال له: انظر كيف سيموتون، وأطلقوا عليهم الرصاص وهم مصلوبون على جدار». ويروي سليم الصرفندي من مواليد الطنطورة عام 1932 أنهم صاروا (أي اليهود) يستخدموننا في العمل (السخرة) الصغار في تنظيف وخدمة المكاتب، والكبار في الأعمال الشاقة: تحميل وتفريغ مواد البناء، حفر استحكامات عسكرية، دفن جثث الشهداء من الجيوش العربية. ويروي عادل العموري في شهادته أن الجيش الإسرائيلي استخدمهم في أعمال السخرة ويقول: «استخدمنا الجنود في قطف الثمار من الأراضي العربية لمصلحة متعهد يهودي. وذات يوم حضرت إلى المعسكر باصات مليئة بالرجال، انزلوها قربنا ليشربوا من صنبور ماء وحيد، ومن شدة عطشهم تدافعوا، فأصلاهم الجنود بنيران الرصاص، واختلط الماء بالدم، وسقط أمامي عشرات منهم، علمنا فيما بعد أنهم من أبناء مدينتي اللد والرملة. وفي طريق العودة من الأسر، بين وادي الملح وجنين (40 كلم) كنت أرى على جانبي الطريق جثثاً لقتلى من العرب. ويقول يوسف سلام من مواليد عام 1924 في شهادته أنه «في التجمع، ومع تحضير أخر مجموعة (40) رجلاً للقتل، حضر مختار زخرون يعقوف، وحذر بالعبرية شمشون، قائد القوات من قتلهم. رد شمشون بأنه مزود بأمر من قائد لواء الكسندروني بقتل الجميع. ويؤكد عبد الله سليم أبو شكر من مواليد الطنطورة عام 1931 أنه قبل الهجوم على القرية طلب اليهود من أهل الطنطورة الاستسلام للأمر الواقع، والاعتراف بدولة إسرائيل والقبول بها، وتسليم السلاح، لكن الإرادة العامة للسكان أجمعت على الرفض. واعتقد أهالي القرية أن من واجبهم الصمود حتى وصول نجدات من الجيوش العربية. ويقول مصطفى المصري في شهادته "أن اثني عشر شخصاً من أفراد عائلته قتلوا قرب منزلهم، وأن القائد اليهودي كان يتجول في شوارع القرية ويطلق النار على كل من يراه». وكتب كاتس في أطروحته أن (95) رجلاً قتلوا عند المقبرة وحدها، وأن مذبحة الطنطورة كانت أكثر مأساوية من مذبحة دير ياسين، وأنه استند إلى شهادات يهود وعرب بالإضافة إلى جنود شاركوا في الهجوم ليعزز النتائج التي توصل إليها. وتكشف أطروحته عن جرائم مرعبة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين كإعدام المدنيين في الشوارع وفي منازلهم وبشكل عشوائي ومنظم أحياناً في مجموعات من ستة إلى عشرة أشخاص في مقبرة القرية. وكتبت معاريف عن محمود الطنجي الذي قال: لقد تم نقلنا، إلى مقبرة القرية حيث أوقفونا في طوابير، وجاء قائد اليهود وقال لجنوده: خذوا عشرة، فاختاروا عشرة منا واقتادوهم إلى منطقة يكثر فيها نبات الصبار وأطلقوا النار عليهم. ثم عادوا وأخذوا عشرة آخرين ليقوموا بالتخلص من جثث الأوائل، وبعدها أطلقوا النار عليهم. وهكذا دواليك، وكرروا الأمر مراراً وقتلوا المزيد من الناس. ويمضي الطنجي في شهادته ويقول: «لقد كان ينبغي على اليهود أن يتعلموا مما فعله الألمان بهم، وأنا لا أعرف لماذا فعلوا بنا الشيء نفسه. وكان من الأفضل لي لو مت هناك، وأن لا أحمل هذه القصة معي حتى اليوم». لقد اعتمد الباحث الإسرائيلي في رسالته الجماعية عن المجزرة التي كشف اللثام عنها على الوثائق الموجودة في أرشيف الجيش الإسرائيلي وأفادت عدد من جنود الكتيبة 33 الذين نفذوا المجزرة الجماعية ومنهم مردخاي سوكولر، قائد اللواء الذي كشف إفادته عن عدد ضحايا المجزرة بقوله: "أذكر إننا أحصينا العدد ووصلنا إلى (230) تقريباً. وبالتالي يتراوح عدد ضحايا المجزرة من 230 ـ 250 وربما أكثر من ذلك بكثير.[2]


الهامش

  1. ^ http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/D3AB7E4A-602A-4AD4-9672-611C74344769.htm
  2. ^ "الخبر:مجزرة الطنطورة تؤكد وحشية الجيش الإسرائيلي". شبكة الاخبار الفلسطينية . 2017-05-14. Retrieved 2022-06-27.
الكلمات الدالة: