مدركة (قبيلة)

بنو مدركة وهم قبيلة من قبائل مضر من العدنانية كان كيانا قبليا قائما في العصر الجاهلي قبل نزول قريش الى مكة وهو اسم جامع لعدة قبائل اليوم وهم قبائل هذيل وكنانة وبنو أسد والقارة. الذين ينتسبون الى سيد ولد إسماعيل في عصرة "مدركة بن إلياس" وقد شارك هذا الكيان في عدة أحداث مهمة في تاريخ العرب القديم.

النسب والأصل

تنتسب القبائل المدركية الى جدهم مدركة واسمه عامر بن الياس وهو:

تتفرع بنو مدركة الى عدة كيانات وهي:

  • كنانة - كنانة بن خزيمة بن مدركة.
  • قريش - فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة.
  • هذيل - هذيل بن مدركة.
  • القارة - الهون بن خزيمة بن مدركة.
  • بنو أسد - أسد بن خزيمة بن مدركة.

فضل نسبهم

قال أبو البقاء الحلي:[1]

Cquote2.png وكان مدركة أبن الياس سيد أخوته ورئيس قومه والقائم فيهم مقام أبيه وفي ولده الثروة والشرف ولهم الفضل على ولد أخوته وغيرهم من العرب. Cquote1.png

وذكر كذلك في كتاب المناقب المزيدية:[2]

Cquote2.png وفال ما افترقت العرب فرقتين من بعد مدركة الا كنت في أفضلها لعمه بان التفاوت وقع بينهم في درجات الفضل من بعد مدركة وإن درجة مدركة هي أعلى الدرجات في الفضل والشرف. Cquote1.png

سيطرتهم على تهامة

كانت تهامة في الجاهلية أهم إقليم في شبه الجزيرة العربية لعز هذا الإقليم ووفرة ماءة وكثر مراعية وشموخ جباله وارتباطه بإسماعيل عليه السلام ولوجود البيت الحرام "الكعبة" فكانت العرب تتنافس على هذا الإقليم ابتداء من العصر العدناني الأول الذي كان فيه حرب بين نزار وإياد كان نتيجته طرد إياد من تهامة الى شمال شبه الجزيرة العربية.[3]

وبعد ان أن أخرجت نزار قبيلة إياد لم تلبث نزار حتى تحاربت فأخرجت مضر قبيلة ربيعة من تهامة الى نجد.[4] ولم تلبث مضر بعد ذلك حتى أخرجت خندف قبائل قيس عيلان من تهامة الى نجد وما يليها في المعركة المشهورة بيوم بارق الأول.[5] ولم تلبث قبائل خندف حتى أخرجت قبائل مدركة قبائل طابخة "تميم ومزينة" من تهامة في يوم تهامة الأول.[6] وسيطرت مدركة على منطقة تهامة ولم يحدث بينهم قتال وكان ذلك كونهم قبيلة واحده آنذاك في القرن الرابع الميلادي.

وكان في تهامة مما يلي الجنوب قبائل من بني أنمار بن نزار وذكر أبو عبيدة البكري ان مضر قد اجلتها وقد سكن بنو مدركة في تلك المناطق وأصبحت لهم.[7]

تقاسمهم تهامة

تقاسمت قبيلة مدركة منطقة تهامة بعد ان أجلوا كل القبائل منها فأخذت خزيمة بن مدركة غرب تهامة مما يلي البحر والمناطق المعروفة بالساحل ولهم أوديتها السفلية مما يلي البحر. واخذ بنو هذيل بن مدركة الجبال التي تحجز بين تهامة وبين الحجاز ولهم صدور الجبال والمياه العليا التي تسيل على خزيمة.[8]

أثرهم في عكاظ

قال أبي البقاء في ذكر تجديد قرعة عكاظ. فقدمت العرب معد بن عدنان وقدمت معد مضر وقدمت مضر خندف وقدمت خندف مدركة على غيرها من القبائل فأخرجت قبائل مدركة قداحها وأقرعوا ففازوا جميعا الا الهون فقالت العرب.

إن بني مدركة بن خندف
قد سبقوا الناس غداة الموقفِ
وخلفوا الهون بشر تخلفِ

بنو مدركة والفجار الأولى

ذكر ان من أيام الفجار الأول والذي هاجة أن بدر بن معشر من بني ضمرة من كنانة جعل له مجلسا بسوق عكاظ وكان منيعا في نفسه فقام في المجلس وقام على رأسه قائم وقال مفاخرا بقبائل مدركة:

نحن بنو مدركة بن خندف
من يطعنوا في عينة لا يطرف
ومن يكونوا قومه يغطرف
كأنهم لجّه بحر مسدف

ومد رجلة وقال أنا أعز العرب فمن زعم أنه أعز مني فليضربها.[9]

معارك مدركة ضد الفرس

أورد عمر بن شبة حديثا عن ابن نافع في يوم للعرب على الفرس في مدينة كرخا الفارسية فقال دخلت عساكر مضر وربيعة إلى كرخا فصادفوا عسكرا عظيما بها فتقسموا إلى كتائب وحاربت بكر بن وائل اياد وحاربت تغلب وحاربت تميم يافث وحاربت بنو مدركة الفرس وذكر عمر بن شبه ان أول من ظهر وانتصر هم بنو مدركة وتولت العساكر بالفرار وقال الشاعر زياد بن رياح يمتدح ال عمرو بنو مدركة):[10]

يا ال عمرو بنو العلياء من مضر
انتم لإل نزار بيت مفتخر
يا ال مدركة ثوروا بأجمعكم
بالجرد والمرد والهندية البُترِ

ثم دخلوا إلى مدينة أدريجة وكان الفرس قد كثر عددهم فوافقوا وهاجموا على بنو مدركة وغيلان فأنفوا واختاروا فأنكسر جنود الفرس وتوالوا بالهزيمة وأنسحب جنود الملك الفارسي إلى مدينة رعوه وأخذ بنو مدركة من الغنائم الكثيرة من الخز والبز والحرير والديباج والذهب والفضة. فلما احسوا بوجود الروم في المدينة استهمت ربيعة ومضر فوقع السهم على مضر فميزت مضر بنو مدركة . وقدمت بنو مدركة بني اسد. وميزت غيلان بنو عدنان فظلت المعارك بين بنو مدركة وبين جيش الفرس إلى غروب الشمس وأنهزم الفرس ودخلوا إلى مدينة رعوه وحازوا ما فيها.[11]

المراجع

  1. ^ ص 352 - كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية - فضل مدركة بن الياس
  2. ^ أبو البقاء هبة الله محمد بن نما الحلي. كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية. مكتبة الرسالة الحديثة، عمان. p. 355.
  3. ^ أبو عبيد البكري. معجم ما استعجم من أسماء المواضع. عالم الكتب - بيروت. ج. 1. ص. 69.
  4. ^ كتاب تاريخ العرب القديم توفيق برو الصفحة 232
  5. ^ أبو عبيدة البكري. معجم ما استعجم من أسماء المواضع. ج. 1. ص. 87.
  6. ^ أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (ت ٤٨٧هـ). كتاب معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع (ط. 3nd). عالم الكتب، بيروت. ج. 1. ص. 87
  7. ^ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع لأبو عبيد البكري الجزء 1 الصفحة 58
  8. ^ أبو عبيدة. معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع. ص. 88
  9. ^ كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري الجزء 15 الصفحة 423
  10. ^ عمر بن شبة البصري (262 هـ). جمهرة أيام العرب. ج. 1. ص. 149.
  11. ^ عمر بن شبة البصري 262 هـ. كتاب الجمهرة في أيام العرب. ص. 151.