محمد بن مشاري آل معمر

محمد بن مشاري آل معمر
محمد بن مشاري آل معمر.jpg
وُلِدَ
الجنسيةالسعودية
المهنةحاكم إمارة الدرعية (22 )

الأمير محمد بن مشاري بن معمّر كان أوّل من حاول إقامة دولة في نجد، في أعقاب سقوط الدولة السعودية الأولى، وكان قد كوّن إمارة قصيرة العهد في الدرعية وما حولها، بعد أن أعاد ترميم الدرعية،[1] حيث كان يملك أموالا طائلة. كان ابن معمّر ممن تركوا الدرعية بعد هدمها، وعاد إليها سنة 1234 هـ.[2]

كان تكوين ابن معمّر للإمارة قد بدأ بعد رحيل إبراهيم باشا عن الدرعية. وحاول أن تكون الإمارة نجدية محلية تحت زعامة أسرة آل معمّر، وفي نفس الوقت تابعة للعثمانيين وواليهم محمد علي باشا. قُتِل ابن معمّر مع ابنه سنة 1236 هـ الموافقة لسنة 1820 على يد تركي بن عبد الله آل سعود بعد أن قام أتباع ابن معمّر بتسليم مشاري بن سعود للعثمانين.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هو محمد بن عبد العزيز بن محمد بن فيصل بن محمد ابن الأمير مشاري بن إبراهيم ابن الأمير عبد اللّه بن محمد بن معمر، وهو لايعرف إلا بمحمد بن فيصل نسبة إلى جد والده، وذلك تمييزاً له عمن يشبهه في الاسم من أبناء الأسرة.

النشأة

ولد في حزوى عام 1334هـ ونشأ فيها ثم عمل في الحرس الوطني عدة سنوات وفي 1386هـ عين محمد أميراً لبلدة حزوى المجاورة لسدوس، وهو أول أميرٍ لها حيث كانت قبل هذا التاريخ بدون أمير، وبعد وفاة أمير سدوس عبد الرحمن بن سعد بن معمر كلف محمد بإمارة سدوس إضافة لعمله، وذلك في شهر شعبان عام 1390هـ لمدة عام تقريباً.وظل محمد أميراً لحزوى حتى توفى.[3]

قيام إمارة محمد بن معمر في الدرعية عام 1234هـ

لملء الفراغ السياسي الذي حدث إثر انسحاب قوات إبراهيم باشا من نجد، وكان قائد هذه المحاولة محمد بن مشاري بن معمر أحد الزعماء النجديين البارزين، وابن أمير العيينة مشاري بن معمر وسليل إحدى الأسر النجدية ذات الدور المؤثر في نجد قبل وأثناء الدعوة الإصلاحية،وأحد المساهمين في الدفاع عن الدرعية حينما حاصرها ابراهيم باشا، كما أنه أحد أعيان الدرعية الثلاثة الذين انتدبوا للتفاوض مع إبراهيم باشا للتوصل إلى صلح معه، حيث كان ذلك في السابع من ذي القعدة عام 1233هـ . كما أنه سبط الإمام محمد بن سعود، وخالاه الإمام عبد العزيز وأخوه عبداللّه، وتربطه بالبيت السعودى صلة القرابة والرحم.[4]


وكان محمد إلى جانب ذلك المركز الاجتماعي في نجد يتمتع بثراء واسع .

قال عنه ابن بشر : «كان عنده من الأموال والسلاح ما لا يحصى ولا يعد». وتشير إحدى الوثائق العثمانية إلى امتلاكه للسلاح وأنه أخرج مدفعين كان قد دفنهما في الدرعية أثناء حصار إبراهيم باشا لها وقبل سقوطها. حاول محمد بإمكاناته تلك توحيد نجد على أساس الدعوة الإصلاحية، وتشير إحدى الوثائق العثمانية إلى أن محمد بن معمر عند بدء حركته نقل أهله وأولاده إلى بلد سدوس حيث يقيم فيها أبناء أخيه إبراهيم، وهذا دلالة على شعوره بصعوبة محاولته وخطورتها، بينما توجه هو إلى الرياض ، حيث اتفق مع بعض النازحين من الدرعية والمقيمين في الرياض وقراه على تأييده، ووضع راية عند بابه، وأخذ أهل الدرعية يتوافدون عليه، ويجمعون أولادهم وأهليهم عنده فيوجههم إلى الدرعية حيث شرعوا بزراعة أرضها، وهذه هي الخطوة الأولى في جهود محمد بن معمر في بناء دولة جديدة، حيث انتقل بنفسه وأقنع الناس بالعودة إلى الدرعية، وساعد الأهالي بالأموال اللازمة اعتماداً على ثرائه الواسع ومستغلاً تلك الثروة في تأمين الحماية لهم.

وهذه المعلومات المبكرة عن حكم ابن معمر متطابقة مع سياق الأحداث، ولا يتعارض كونه سكن الرياض فترة محدودة ودعى الأهالي إلى العودة للدرعية مع معارضة أمير الرياض لحركته بعد ذلك، ورفض أميرها الانضمام إليه.

وعندما تحدث سادلير عن الدرعية أثناء مروره بها في شهر أغسطس عام 1819م الموافق شهر شوال 1234هـ ذكر أنها بلدة خربة لم يبق من مبانيها إلا أطلالها، ولم يكن بها أي إنسان ومروره بالدرعية كان قبل ظهور محمد بن معمر بمدة بسيطة، ووضع الدرعية كما ذكر سادلير يجعل مهمة ابن معمر صعبة إن لم تكن مستحيلة في إعادة تعميرها من جديد ، ومهما يكن من أمر فقد انتقل ابن معمر إلى الدرعية وسعى في عمارتها وإصلاح ما دمرته قوات ابراهيم باشا من الأسوار والبيوت والقلاع على نفقته وعندما تطرق ابن بشر لجهود ابن معمر تلك قال: «فلما نزل بلد الدرعية سعى في عمارتها وأظهر إعادة الدعوة، واراد أن تكون بلدان نجد تحت يده بدعوى الإمامة، فكاتب البلدان ودعاهم بالوفود إليه والاجتماع، فأطاعه أهل بلدان قليله مما يليه، ووفدوا عليه في الدرعية فاستقر فيها واستوطنها».

وحينما تطرقت الوثائق العثمانية إلى جهوده تلك، أشارت إلى أنه شرع ببناء القلاع في الدرعية وأبدى محمد علي باشا تخوفه من حركة ابن معمر وطلب العون من السلطان العثماني لقمعها ويظهر أن محمد علي والدولة العثمانية لا يريدون أن تقوم قائمة في هذه البقعة.

ونجحت جهود ابن معمر في إعمار الدرعية من جديد، حيث استطاع أن يعيد إليها جزءاً كبيراً من سكانها من بينهم ألف ومائتا مقاتل وبعد استقراره في الدرعية بدأ الخطوة الأخرى في حكمه، وهي الاتصال بالبلدان النجدية ودعوة زعمائها إلى مبايعته فأول من بايعه من البلدان منفوحة، وراسله بعض أهل البلدان بالمبايعة.

وحقق بعض النجاح، مما أخاف زعماء بعض البلدان من توسع نفوذه، وبالتالي تهديده لبلدانهم ، وهذه البلدان هي: الرياض، وحريملاء والخرج الذين أرسلوا لحاكم الأحساء ابن عريعر وحذروه من نوايا ابن معمر، وأنه سيغزو الأحساء إذا قويت شوكته وأشاروا عليه بمهاجمته قبل أن يستفحل أمره.

وقام محمد بن عريعر بإرسال رسالة إلى إبراهيم باشا وهو في مدينة جدة يخبره عن نوايا ابن معمر بالهجوم على الإحساء وقام إبراهيم بإرسال رسالة لوالده محمد علي الذي أرسل رسالة للسلطان العثماني يخبره عن تحركات ابن معمر، فأصدر السلطان أمراً بضرورة قمع هذه الحركة. قاد ماجد بن عريعر حملة كبيرة على نجد عام 1235هـ وانضم إلى قواته كل من أهل الرياض وحريملاء والخرج، وهاجمت تلك القوات منفوحه التابعة لابن معمر، وحصل بينهم قتال ثم انتهت المواجهة بينهم بصلح .

وتشير إحدى الوثائق العثمانية إلى أن ابن عريعر أغار على عرقة وقتل من أهلها ثلاثين رجلاً، ونهب قافلة كانت قادمة من الرياض للدرعية، وقتل أشخاصاً من أهل الدرعية، كما تشير إلى أن ابن معمر لديه مدفعان استعان بهما على مقاومة ابن عريعر والتفوق عليه.

ويفهم من الوثيقة أن مواجهة وقعت بين ابن معمر وابن عريعر، كما ذكر فيصل الدويش أن ماجد حاربهم، ولم يشر ابن بشر إلى أي مواجهة بينهما، بل ذكر أن ابن معمر أهدى إلى ماجد بن عريعر هدايا وخدعه بشيء من المكاتبات وتشير إحدى الوثائق إلى أن الهدية التي أهداها لابن عريعر عبارة عن درعين، وأن أهل الدرعية بزعامته هددوا ابن عريعر ورفضوا مقابلته.

ونتيجة للقحط وعدم تحقيق ابن عريعر أية مغانم أو غنائم ترضي طموح القبائل المرافقة له، فقد تذمروا من الوضع السيء وتخاذلوا، ثم رحلوا دون تحقيق مكاسب تذكر بل كانت نتائج تلك الحملة معاكسة تماماً لما هدفت إليه حيث ارتفع شأن ابن معمر، وقويت شوكته في نجد بدلاً من القضاء عليه أو إضعافه.

ولعل من نتائجها تخلي معظم البلدان النجدية عن موقفها المعادي لحركة ابن معمر حيث انضمت كل من بلدان العارض والمحمل والوشم وسدير له .

استغل ابن معمر تلك المكاسب بالإضافة لقوته الاقتصادية وشجع الحركة التجارية بين الأقاليم النجدية والدرعية، وراسل العديد من البلدان النجدية وأمرهم وحثهم على إرسال المؤن إلى الدرعية فنشطت القوافل التجارية من سدير والمحمل والوشم وغيرها إلى الدرعية، فتوفرت فيها الأطعمة بأسعار معقولة ، وأدى هذا الإجراء إلى تنامي شعبيته، وتمكن أمره في تلك البلدان فكثر أتباعه ودعاته فيها.

وفي تلك الأثناء قدم تركي بن عبد اللّه وأخوه زيد على ابن معمر في الدرعية وصارا عنده وساعداه وتشير الوثيقة السابقة إلى أن تركي جاء ومعه ولده وأخوه زيد وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن سعود وأولاده، وأنه جاء مع تركي حوالي مائة رجل من أهل الجنوب كما أحضر عمر معه قوافل من الأطعمة ، كما تشير الوثيقة إلى أن قدوم تركي تم بناء على طلب من ابن معمر، أي مبعوث من قبله« أتى بتركي».

كانت حريملاء كما ذكرنا من ضمن البلدان المعارضة لحركة ابن معمر، ورئيس حريملاء آنذاك هو حمد بن مبارك بن عبد الرحمن بن راشد، وبين آل حمد وآل راشد خلاف أدى إلى مواجهة بينهم يوم الجمعة 32 جماد الأولى 1235هـ قتل فيها من الطرفين رجال وتحصن آل راشد في قصرهم فأرسل آل حمد إلى ابن معمر في الدرعية وطلبوا منه المساعدة فأرسل لهم قوة بقيادة ابنه مشاري ومعه زيد بن عبد اللّه بن محمد بن سعود شقيق تركي بن عبد اللّه واستدعى قوات من المحمل وسدير وحاصرهم لمدة أسبوع، ثم طلبوا الأمان من مشاري بن محمد بن معمر فأمنهم نيابة عن والده على دمائهم وما معهم ومن في خدمتهم فنزلوا من القصر ورحل بهم إلى الدرعية، وعين ابن معمر عمر بن عثمان بن حمد أميراً في حريملاء، وبعد هذا الإجراء دانت البلدان لابن معمر فكاتبوه ووفدوا عليه.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب الإمام تركي بن عبد الله: عرقة Archived 2018-01-26 at the Wayback Machine
  2. ^ الإمام تركي بن عبد الله: العبيكان Archived 2016-04-14 at the Wayback Machine
  3. ^ "محمد بن عبد العزيز بن معمر (المعروف بـ محمد بن فيصل) :".
  4. ^ [نضع هنا العنوان الإلكتروني المكتوب أمام المسار "نضع هنا المكتوب أمام العنوان"]. {{cite web}}: Check |url= value (help)