محمد بن حبوس

أبو عبد الله محمد بن حسين بن عبد اللّه بن حبوس (ولد 500هـ/1106م - توفي 570 هـ، فاس) شاعر مغربي عايش عصر الدولة المرابطية ثم الخلافة الموحدية، التي أصبح شاعرها الأول وقد قدمه الأميران عبد المؤمن و ابنه يوسف على سائر الشعراء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مسيرته

ولد بمدينة فاس، وكان جده حبوس من موالي بني أبي العافية الذين ملكوا المغرب الأقصى أيام الدولة الأموية في الأندلس. وقيل انه ينحدر من آل أبي العافية من بني مقرول بن كسول إحدى قبائل تازة الأمازيغية.

انتقل إلى تلمسان في شبابه وبعد رجوعه التحق بالمرابطين في مراكش، ورغم ما أظهروه تجاهه من تقدير لم يحقق أهدافه ومطامحه بسبب هيمنة فقهاء الدين على بلاط المرابطين، فاستخدم الشعر كسلاح ضد المرابطين مستغلا تمرد العديد من المدن على الدولة المرابطية. ووصل خبره إلى السلطة فضاق به الحال وخاف على نفسه فاضطر إلى الفرار والالتجاء إلى الأندلس. وينقل عبد الواحد المراكشي في المعجب في تلخيص أخبار المغرب عن ابنه ما حدث له في شلب، التي شهدت تمرد ابن قسي، بعد أن تَضَوَّرَ جوعاً وهو يتسكع في الأندلس:[1]

«دخلت مدينة - شلب - من بلاد الأندلس، ولي يوم دخلتها ثلاثة أيام لم أطعم فيها شيئا، فسألت عمن يقصد إليه فيها؟ فدلني بعض أهلها على رجل يعرف بابن المليح، فعمدت إلى بعض الوراقين فسألته سيحائة ودواة فأعطانيهما، فكتب أبياتا امتدحه فيها، وقصدت درره، فإذا هو في الدهليز، فسلمت عليه، فرحب بي ورد علي أحسن رد، وتلقاني أحسن لقاء، وقال أحسبك غريبا ؟ قلت : نعم، قال لي : من أي طبقات الناس أنت ؟ فأخبرته أني من أهل الأدب من الشعراء، وأنشدته الأبيات التي قلت فوقعت منه أحسن موقع، فأدخلني إلى منزله، وقدم إلي الطعام، وجعل يحدثني، فما رأيت أحسن محاضرة منه، فلما آن الانصراف، خرج ثم عاد، ومعه عبدان يحملان صندوقا، حتى وضعاه بين يدي، ففتحه فأخرج منه سبعمائة دينار مرابطية فدفعها إلي قائلا : هذه لك ثم دفع إلي مرة فيها أربعون دينارا، وقال : وهذه من عندي، فتعجبت من كلامه، وأشكل علي جدا فسألته من أين كانت هذه لي ؟ فقال لي سأحدثك. إني أوقفت أرضا من جملة مالي للشعراء، غلتها في كل سنة مائة دينار، ومنذ سبع سنين لم يأتني أحد لتوالي الفتن التي دهمت البلاد، فاجتمع هذا المال حتى سيق لك، وأما هذه فمن حر مالي، يعني الأربعين دينارا، فدخلت عليه جائعا فقيرا وخرجت عنه شبعان غنيا.»

وعند عبور الموحدين إلى الأندلس واستقرار الخليفة عبد المؤمن بن علي في جبل طارق قدمت إليه وفود الأعيان لمبايعته، وكان أول من أنشده من الشعراء محمد بن حبوس.[2] وكان الخليفة عبد المؤمن يصطحبه ويتنقل معه من فتح بجاية سنة 540هـ إلى فتح المهدية بتونس سنت 554 هـ.


مراجع

  1. ^ دراسات في الأدب المغربي -14- ابن حبوس. دعوة الحق، عبد الكريم التواتي، العدد 236 رجب 1404/ ماي 1984 Archived 2017-01-16 at the Wayback Machine
  2. ^ المعجب في تلخيص أخبار المغرب المراكشي Archived 2017-07-29 at the Wayback Machine