لخميو الحيرة (كتاب)

لخميو الحيرة
Lakhmids of hira.jpg
المؤلفياسمين زهران
البلدلندن
اللغةالإنجريزية
الموضوعتاريخ عربي
الناشرStacey International
الإصدار2009

لخميو الحيرة هو كتاب تاريخي من تأليف ياسمين زهران، تتناول الاطار التاريخي لإمارة الحيرة، أهلها وناسها وطابعها الثقافي والاقتصادي ومعمارها الذي إختلف عن معمار الفرس برواقاته وشكله الذي صار دليلا على المدينة 'الحيري' والذي أستعيد عند الأمويين والعباسيين حتى عهد المتوكل. [1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

كان يا ما كان مدينة اسمها الحيرة سطع نورها ثم إختفى مثل السراب تاركة وراءها خرافة'، الحيرة عاصمة المناذرة واللخميين مدينة التحولات والحرف العربي، حيث تقاطع الشعر مع الأغنية واستقل الفن المعماري عن الفن الفارسي، وحدا الشعراء وألقوا قصائدهم لأمراء الحيرة. الحيرة كانت مدينة عربية على أطراف الصحراء وقرب الماء، موئل التجار والشعراء والرهبان، عاصمة جعلها اللخميون مدينة مختلفة عن تدمر والمدائن وحواضر فارس، عاش أمراؤها في خدمة القوى العظمى في زمنهم، ال[روم] والفرس وفهموا شروط الحرب الباردة بين القوتين واستطاعوا التآلف مع مطالب القوتين والقوى التي تخدم مصالحها. وتظل الحيرة متميزة فهي من اسمها الذي يعني في واحد من تمظهراته المعسكر الذي بناه الفاتح نبوخذ نصر الذي انتقم من بابل وحشر العرب التجار منهم في معسكرات تذكر بما يفعله المسبيون السابقون اليوم بالفلسطينيين في غزة والضفة.

وأهمية الحيرة تنبع من كونها مدينة عربية جمعت بين رسوم الملك الفارسي المعقدة وبساطة العربي وعزته. يتذكر النعمان الأعور بن امرىء القيس الذي تخلى عن ملكه وتشرد في الأرض باحثا عن سر الحياة ومحاولا الإجابة عن السؤال الجدلي المتعلق بالسر وهو قيمة الحياة وما يتبقى منها، يتذكر الملك السابق في رحلته الروحية أن ضيوفه العرب القادمين من عمق الجزيرة العربية لم يكن يملأ بطونهم الا طعامهم الذي تعودوا عليه وهو المنسف، ولم يكن يروق لهم طعام مطبخ الأمير المليء بالألوان والأطايب. هذه هي الحيرة التي ولدت قبل الاسلام بثلاثة قرون وحكمتها سلسلة من العوائل والقبائل التي تراوحت ضعفا وقوة ولكنها ظلت حتى ظهور الاسلام وشارك ابناؤها في انهيار الدولة التي ظلوا تابعين لها ويخدمون مصالحها ويحمونها من القبائل وأبناء الصحراء.

لكن أمراء الحيرة وإن تبعوا أكاسرة الفرس إلا أنهم حافظوا على إستقلالهم بل وفرضوا الجزية على الامبراطورية الرومانية الشرقية، حيث كانوا يتلقون المال من جستينان لتأمين الجبهة من جانبهم وشراء رضاهم، ولكن ابنه جستين الثاني توقف عن دفع المال متعللا انها هبة او هدية مما اضطر المناذرة لارسال وفد من اربعين شخصا على رأسه مبعوث فارسي لبحث الازمة. يختلف المؤرخون العرب حول المدة التي امتد فيها حكم الحيرة بين من يقول ان المدينة حكمها 20 ملكا مدة تزيد عن خمسة قرون ومن يحدد مدة حكمهم بالفترة ما بين 334 602 بعد الميلاد. وقد ازدهر حكم الحيرة وامرائها لعدد من الاسباب منها انهيار المدن الممالك التي نشأت على هامش الامبراطوريتين الكبريين في الماضي مثل 'االحضر' ومملكة ' تدمر' ولقدرة امراء الحيرة على تأكيد استقلاليتهم عن حكام فارس وجذبهم قبائل عربية من قلب الجزيرة وجنوبها ولقوة جيشهم العسكري الذي اعتمد في بنائه على أبناء القبائل الذين كانوا يحضرون مع رؤوس عشائرهم كل عام ويقدمون كهدية للامير لرفد وتقوية جيشه، 500 من كل قبيلة تابعة للحيرة.


مدينة عربية خالصة

أهمية الحيرة لا تنبع من الناحية السياسية والعسكرية بل لكونها انشأت حضارة عربية خالصة، وطورت الحرف العربي الذي نقل فيما بعد الى مكة، ولاهميتها الادبية فمن بين الشعراء السبعة الذين علقت قصائدهم على جدران الكعبة - اشعار المعلقات ـ هناك خمسة ارتبطوا ببلاط المناذرة او الحيرة، كما ان الحيرة طورت نظامها المعماري وقصورها وكلما ذكرت الحيرة ذكرت قصورها 'الخورنق' و'السدير' ومعها تذكر الناس حكاية المعماري سنمار الذي قتله النعمان الاعور في القصة المعروفة من حكايات العرب قبل الاسلام. وعلى الرغم من طابعها العربي كانت الحيرة مدينة مفتوحة يسكنها العرب واليهود والرومان والفرس، وكانت مدينة متسامحة انتشرت فيها المسيحية خاصة النسطورية والتي اعتنقها بعض ملوكها فيما ظل البقية منهم على دين اجدادهم من عبادة الاصنام، ولم ينجح الفرس باقناع سكانها ولا حكامها في اتباع المجوسية ولا المزدكية. ومن هنا كانت المدينة او الامارة الساحة التي تم فيها لعب التنافس والتناحر العربي - الفارسي، فالعداء بين العرقين قديم وعلى الرغم من الخدمات التي قدمها امراء الحيرة للدولة الفارسية، الا ان العامل العرقي ظل في مركز الخلافات واختلاف الرؤى والنظرة الدونية من كل طرف لآخر. وعليه يمكن الحديث عن العلاقة بين العروبة والعجم. فالعجمي هو غير العربي في الفهم العام. وقد يفهمه البعض على الطريقة التي فهم فيها اليونان العالم باعتباره يمثلهم وحدهم وغيرهم البربر. ويظل تقديم هذا الفهم وتحليل نموذج الحيرة من خلاله يحمل مخاطر فالعجمة تظل تشير الى وضع متعلق باللغة وتعني الركاكة كتلك التي لاحظ البكري في بعض المدن الافريقية ان سكانها أساؤوا للعربية من خلال نطقهم. ويظل الاختلاف العربي ـ الفارسي قائما في ظروفه التاريخية القديمة قبل الاسلام وبعده وفي العصر الحالي. وقد حفظت لنا كتب التاريخ التي لعب فيها العامل العرقي العربي - والفارسي في الجدال الذي دار بين كسرى انوشروان والنعمان بن المنذر بن ماء السماء الذي قلل من قيمة العرب باعتبارهم أكلة لحوم الجمال التي تعاف من اكلها حتى الحيوانات، فيما رد النعمان على الملك الفارسي بقوله ان الارض للعرب هي دثارهم والسماء هي لحافهم واكد قيمة العزة عند العرب والمروءة التي تحمي الضعيف والقوي.

صراع ديني وسياسي وثقافي

على العموم فانه في سياق الحيرة يظل الصراع العربي - الفارسي محكوما في ظروف المملكة الفارسية وحمل ابعادا سياسية ودينية وثقافية لغوية. وبرز بشكل واضح في عهد أردشير وابنه شابور الأول. فمن ناحية سياسية كان هناك عدم راحة من جانب الفرس لاعتمادهم على أبناء الصحراء من اجل حماية تخوم مملكتهم ومن ناحية اخرى فشل الفرس من نشر ديانتهم بين العرب الذين تقبل قطاع منهم الديانة المسيحية، أما الامر الآخر فيتعلق برفض العرب التزاوج من الفرس مما حدا بكسرى للتساؤل عن مميزات العرب التي تجعلهم في وضع يتفاخرون بانفسهم ولديهم من العيوب ما لديهم والتي اوردها الملك الفارسي. وقد عد الفرس رفض العرب الزواج من اميراتهم اهانة وكان واحدا من الاسباب التي أدت لأمر كسرى قتل النعمان. كان احد دهاقنة الفرس قد تنبأ لواحد من الاكاسرة قائلا 'سيأتي يوم يحكم فيه العرب الفرس'، وقد حدث هذا من خلال الاسلام، ولم يعن دخول الفرس الاسلام في المرحلة الاولى تخليهم عن فخرهم بانفسهم وعلوهم على العرب، فهم داخل المنظومة الجديدة صاروا موالي، ولكنهم عادوا وتحالفوا مع أعداء الأمويين، العباسيين، واستطاعوا طبع الدولة العباسية بطابعهم الساساني. الاشكالية ان فكرة الشعوبية وحركات الزندقة ارتبطت بهذا الخلاف الثقافي وقد استخدم في اكثر من مرة من أجل تأكيد الخلاف، وقد نجح باستخدامه دعاة القومية من كلا الطرفين.

عربي وفارسي/ عجمي

وفي اطار هذه العلاقة الملتبسة بين الفرس والعرب تتم استعادة ذي قار التي انتصر فيها الحارث الكندي على الفرس. وقد تكون ذي قار بالنسبة للبعض الاساس الذي عبّد الطريق للقادسية التي انتصرت فيها جيوش الفتح الاسلامي على بقايا الدولة الساسانية. مهما كان التحليل ومحاولات القولبة من الجهتين فان جذور الكراهية من الطرفين متجذرة بالعامل البابلي، فالعرب كانوا اسبق من الفرس للتوطن في العراق أو بلاد الرافدين ومن هنا كان دخول الفرس الذين حطموا الدولة البابلية وكما اشرنا اقاموا معسكرات اعتقال للعرب سببا في الكراهية. ويعتقد ان اسم الحيرة مأخوذ من المعسكر هذا في واحد من تفسيراته وقد تعني المعسكر او بلدة العرب، وعند الكلبي هي المدينة التي بناها احد ملوك حمير بعد ان ترك فيها جنوده الضعفاء. وبالعودة الى العلاقة الاشكالية بين الفرس والعرب نرى أن العراق ظل مركز هذا التنافس بين العرقين وساحته وتمت استعادته في اكثر من سياق خلال حقب التاريخ الماضية، ونرى اليوم نذره في الحديث عن الدور الايراني في العالم العربي. وحتى لا نبعد عن الحيرة فعلينا الحذر من تفسير هذه التجربة التاريخية التي وان حاولت ان تؤكد صورتها واستقلاليتها عن رعاتها بناء على افكار جاهزة. فاذا كان ابناء السماء مستقلون فعلا فلماذا تحالف الراعي الفارسي ورئيس الوفد مع العدو البيزنطي لسب العرب اثناء رحلة الوفد الذي حاول اثناء جستين الثاني عن رفضه دفع المال الى الحيرة. قصة الحيرة واللخميين فيها هي موضوع الكتاب الصادر عن دار ستيسي انترناشونال للباحثة والروائية الفلسطينية ياسمين زهران وهي المتخصصة بعلم الاثار والتي تهتم بمدن الهامش في تاريخ العرب قبل الاسلام والهامشيين من العرب داخل السياق الروماني. وتحاول استعادة صورهم ومنحهم الفرصة لحكاية قصصهم او قصتهم. فمن خلال البحث الاركيولوجي تقوم الكاتبة بتركيب قصصهم وفتح المجال امامهم لقول ما يريدون قوله. ومحاولاتها في هذا السياق احيانا ما تجمع بين العمل التاريخي المحكم والاطار الروائي الذي يذكر بأعمال جرجي زيدان عن التاريخ العربي والاسلامي.

إعادة التشكيل

وفي كتابها الذي يحمل عنوان ' لخميو الحيرة: أبناء ماء السماء' تقدم الاطار التاريخي لإمارة الحيرة، أهلها وناسها وطابعها الثقافي والاقتصادي ومعمارها الذي اختلف عن معمار الفرس برواقاته وشكله الذي صار دليلا على المدينة 'الحيري' والذي استعيد عند الأمويين والعباسيين حتى عهد المتوكل. وفي الجزء الثاني من الكتاب تقدم قصص الملوك حيث يقدمونها بأنفسهم مستعيدين الق المدينة، شوارعها، وباعة الحليب فيها، ورائحة العطور وأصوات المغنين ونسيم الرافدين. وأهمية محاولة زهران أنها تعيد الاعتبار للروايات الاسلامية والعربية عن إمارة الحيرة، وهي الروايات التي رفضها البحث الاستشراقي الغربي وشكك فيها، وترى الكاتبة أنه على الرغم من النقد الذي وجهه البعض مثل الألماني نولدكه، إلا ان الروايات المنثورة عن امراء الحيرة في كتب العرب تمثل اطاراً وأرضية لحكايات قامت على حقائق وتم تداولها، أي انها لم تأت هكذا من الفضاء. تبدو حكايات الملوك، وهم ثلاثة، تعيد الكاتبة هنا تشكيلها حيث يتحدثون بلغة اليوم عن زمن مضى فيبدو النعمان الأعور مليئا بالقلق الذي يدفعه لمغادرة مدينته الاليفة قبل صياح الديك لابساً ثياب الفقراء بعدما علق رسوم الملك وسافر متجولاً في المغاور والوديان باحثا عن الجواب للسؤال المقلق. وفي القصة الثانية تخرج علينا الحيرة بزينتها وتبدو في اعلى حالات جمالها ومجدها في ظل حكم المنذر بن امرىء القيس بن ماء السماء الذي حكم في الفترة ما بين 504 - 554 وقاتل خلالها الروم خمسين عاما وأصبح الملك القوي بلا منازع. ويبدأ المنذر قصته من نهايتها حيث قام بذبح ابن الأمير الغساني الحارث بن جبلة وقدمه قرباناً للعزى.

ملك يحمل عبء الأم ومجد الأيام

لكن تظل قصة آخر ملوك اللخميين النعمان بن المنذر (أبي قابوس) الأكثر تلوناً ودرامية فهو الملك الذي داسه فيل ملك الفرس. وشهدت فترة حكمه التي امتدت بين 580-602 نهضة في الثقافة والادب والتأكيد على الهوية العربية، لكنه مثل والده ارتكب خطأ أدى الى اندلاع دوامة الانتقام والقتل، فقد قتل مستشار ومترجم كسرى عدي بن زيد، وعاد زيد بن عدي وانتقم لوالده، ثم انتقم العرب لمقتل ملكهم في معركة ذي قار. يبدو النعمان واعياً لإشكاليته الشخصية وقلقه النابع من كونه ولد يهودية من فدك ابنة حداد، اضافة لأصله الذي ظل شاعر البلاط الغساني ولاحقاً شاعر الرسول حسان بن ثابت يذكره به. كان النعمان أقل اخوانه جمالاً وجاء للحكم بعد ان دافع عن قيادته الرجل الذي قتله عدي بن زيد. وعلى خلاف والده الوثني كان النعمان الحاكم اللخمي المسيحي. وفي عهده اصبحت الحيرة قبلة الشعراء والخطباء الذين جمعهم النعمان في بلاطه لتأكيد هويته العربية وللتفاخر على ملوك الفرس. كان يحب النعمان من الدنيا ثلاثة أشياء كما يخبرنا، النساء والشعر والورود، وبالنسبة للشعراء كان نابغة بني ذبيان أقرب الشعراء اليه اضافة الى المنخل اليشكري.

دائرة الانتقام وملك قتله الفيل

يبدو النعمان واعياً للجريمة التي ارتكبها بقتله صديقه وشاعر مدينته، ويتساءل عن العمى الذي اصابه عندما اجبره على تطليق اخته هند التي ترهبنت في ديرها الذي عرف باسمها عن السبب الذي دعاه الى فعل ما فعل. وكما في كل حكايات الانتقام انقلب السحر على الساحر، فمقتل عدي بن زيد انتهى بمقتل النعمان ونهاية الحيرة كإمارة مستقلة عن الفرس، فبعد ان رمى كسرى النعمان تحت اقدام الفيل نهب ثروته ونقلها الى خزانته في المدائن، ووجد العرب الفاتحون سيفه بين ما وجدوه من ثروات في خزائن الاكاسرة فيما بعد. وعلى آثار مقتل النعمان الفادح تحت قدمي الفيل جاء انتصار العرب على العجم في معركة ذي قار التي يعتقد انها حدثت اما عام 609 او 611. لكن الحيرة بعد النعمان لم تعد كما كانت فقد اصبحت مدينة ثائرة ادت لتدخل الفرس فيها وفرض حكام عليها ومع مرور الزمن صارت تحكم مباشرة من الاكاسرة. ومثلما دفع النعمان ثمن قتله صديقه، دفع الفرس ثمن تدميرهم حكم اللخميين، فقد كانت الحيرة اول مدينة تستسلم لجيوش الفتح دون قتال. وترى الكاتبة هنا ان الحيرة بعد الفتح صار لها دور جديد من ناحية اهتمام الحكام المسلمين بكل ما يمتّ للخمييين، وزيارة قادة لهند اخت النعمان منهم المغيرة بن شعبة وخالد بن الوليد الذي طلب منها اعتناق الاسلام وفيما بعد الحجاج حاكم العراق زمن بني أمية.

ما تبقى

ومع بقاء الحيرة رمزا لحكم مضى وحضارة كانت الا ان نجمها بدأ يأفل مع بناء الكوفة كعاصمة جديدة، ذلك ان الحيرة بأديرتها وكنائسها لم تكن صالحة لأن تكون مركز الدولة الجديدة. ولكن قبل ان تتحول المدينة الى اطلال ظل ضوؤها ينير ولو بخفوت مدة 3 قرون وظلت في عهد الامويين مأهولة بالسكان واهتم بها بعض خلفاء بني العباس، حيث كان يرتاح فيها هارون الرشيد في طريقه لبغداد بعد رحلات الفتح. وظلت المدينة قائمة حتى القرن التاسع، وزارها الشريف الرضي ورثاها وحكى اطلالها مثلما حكى شعراء العرب حكاية ملكها النعمان ونهايته المأساوية، ومع ان المدينة ظلت مكانا للراحة والترفيه لفترة. وفي عام 1915 زارها الاثاري الويس موزيل ولاحظ ان الاحجارتنقل منها الى القرى القريبة منها. وعثرت بعثة اوكسفورد عام 1931 على نقوش واحجار تعود لاديرة وكنائس هي كلّ ما تبقى من تلك الحضارة العربية القديمة التي 'سادت ثم بادت'.

قراءة زهران لهذه المدينة التي عاشت على حواف الصحراء ولعبت في حروب الدول الكبرى ونجت، انتصرت وهزمت على الرغم من نبرتها العروبية، تظل استعادة مهمة لذلك الزمن القديم حيث لا تقدم لنا فقط تاريخا سياسيا بل حضارة وثقافة، شعرا ودينا وفروسية وجمالا ً وقصص حب وشعراء تطفح قصصهم بالنار والثأر وقصائد تسمم وملوك يتغنون بحب الورود.


انظر أيضا

المصادر