قمصان المليشيات السوداء وكلاب السلطة

قمصان المليشيات السوداء وكلاب السلطة ملف المليشيات-3


Kadhim3004@yahoo.com 5 – 12 – 2006

ولكثرة الحديث عن مليشيات القمصان السوداء او ذات الرداء الاسود وخصوصا في بيانات هيئة علماء السوء والحزب الاسلامي وجبهة التوافق ، وارتباطها بجيش المهدي ، مما يتوجب علينا أخذ القاريء العزيز بجولة حول الوان المليشيات

اطلق اسم اللون الاسود على اسماء المجاميع المسلحة في العراق، واليوم عندما يطلق اسم المليشيات السوداء او المليشيات ذوات القمصان السود فاول ما يتبادر الى الذهن قوات جيش المهدي بالخصوص وقوات بدر عامة، ولكن الاعلام والساسة ينسون ان الزرقاوي في اول ظهور له في البادية الغربية كان لابسا هو وجماعتة اللباس الاسود ايضا ، وبعد البحث والاستقصاء وجدنا بان هنالك دولا سبقت العراق في اتخاذ الوان الملابس شعارا لها ومنها مصر وايطاليا وفرنسا والمانيا كان السواد شعارا للدولة العباسية واللون الاخضر شعارا لرسول الله ص اما روسيا الشيوعية فكان شعارها اللون الاحمر وسميت ثورتها الشيوعية بالثورة الحمراء. ووجدنا احزابا، في احيان كثيرة، اتخذت من تسريحة شعر الشارب كاحد الشعارات لها ومنها شوارب هتلر او شوارب ستالين او شوارب البعثيين ذو الرقم 8 ، اما اليوم فقد ضاعت الشوارب لمجهولية هويات المجاميع الارهابية المسلحة والتي لاترغب ان تعلن عن سواد وجهها. ولبس الحرس القومي اشرطة خضراء على ايديهم فقاموا بقتل اثنا عشرة الف مواطنا عراقيا بتهمة الشيوعية وخلال اسبوعين فقط ، وقام اعضاء في حركة مايس بتاسيس مثل هذه الحركات الملونة تاثرا بالمانيا النازية.

أما جيش المهدي فقام بلبس الاكفان عند استعراضاته او ارتداء اللباس الاسود قميصا او بنطالا أو كليهما. وكانت القمصان السوداء هي لباس اعضاء القاعدة في العراق كما شاهدنا في الفلم الخاص باول ظهور للزرقاوي وجماعته. وتعتبر القاعدة هي الوليد الشرعي لتزاوج الفكر الأخواني (الداعي للكفاح ضد الأنظمة) مع الفكر السلفي (الداعي للرجوع الى الماضي الصافي و الخالي من شوائب الحضارة الحديثة) ومنظرهم سيد قطب .

وهذه التجربة يمكن ان نجدها في دول مثل سوريا والعراق ومصر للقيام بالاغتيالات وللتخلص من المعارضة في وضح النهار وبالقرب من قوات الشرطة والامن ولخلق الاضطرابات بالاضافة الى استغلال الثياب في توجيه الاتهامات الى الطرف المنافس فمن السهولة بمكان عند توفر الامكانيات المالية الهائلة ان تقوم اي مجموعة بتقليد لباس المجموعة الاخرى في سبيل التنافس او تشويه السمعة ورميها بما ليس فيها. كما ان من مهمات هذه المليشيات القيام بالاضطرابات داخل البلاد تمهيدا للثورة والانقلابات والاغتيالات فهذه من مهماتها بالاضافة الى محاربة الحرية والديموقراطية ودعاتهما، ويمكن استغلالها شعبيا وحكوميا.

فرنسا فالميليشيا الارهابية البوليسية التي أنشئت تحت عباءة حكومة فيشي، في فرنسا، وبالتعاون مع الغستابو، لاصطياد مناضلي المقاومة الفرنسية أو تسليمهم الى المحتل النازي، قد تميزت بارتدائها لونا خاصة وسميت به وهو - مليشيات الرداء الاسود او البني.

المانيا النازية عام 1919 انتسب هتلر إلى حزب العمال الألماني الذي ما لبث أن صار اسمه "حزب العمال الوطني الاشتراكي الألماني"، ومن حروفه الأولى تكونت كلمة "نازي" ، واثر نجاح هتلر الملحوظ في تجنيد أعضاء جدد للحزب قام هتلر بإنشاء "قوات العاصفة" (ذات القمصان الرمادية او البنية )، أكثر القوات كفاءة وشجاعة في جهاز الأمن النازي، بمثابة جيش للحزب هدفه قتال الجماعات الداعية إلى التشكيك في "الوحدة النازية". في 9 تشرين الثاني 1923 قاد هتلر ألفين من قوات العاصفة لاحتلال مقاطعة بافاريا واستبدال حكومتها، ولكن المحاولة فشلت والقي القبض على هتلر وحوكم ثم سجن لمدة خمس سنوات بتهمة الخيانة.

في الثلاثينات أسس منظمة "القوات الخاصة" او ما يسمى بتنظيمات الشباب النازي حركة القمصان البنية وتتكون من مجموعات من المقاتلين المدربين والمعدين للالتحاق السريع بوحداتهم عندما تدعو الحاجة وهي تعصف بأعداء الحزب وتمكنه في النهاية من الاستيلاء علي السلطة. ويتهم القس جورج شقيق بينيدكت الأكبر بابا الفاتيكان بانه انضم للقوات الطليعية للحزب النازي بمجرد بلوغه الرابعة عشرة من عمره، حيث انضم إلى ما عرف بـ"شبيبة هتلر" عام 1941، واجبر على ذلك بسبب رغبته في الالتحاق بالمعهد اللاهوتي.

أصحاب القمصان السوداء في ايطاليا شهدت العشرينات نجاحا كبيرا أحرزه‏'‏ أصحاب القمصان السوداء‏'‏ في إيطاليا بزحفهم المشهور علي روما‏(1922)‏ وتمكينهم للحزب الفاشي من الاستيلاء علي السلطة من خلال التصدي للمعارضين ‏,‏ وهذا يعتبر أحد إبداعات نظام موسوليني الفاشي في إيطاليا الذي أنشأ في مطلع العشرينيات من القرن الماضي كتائب ووحدات من أعوانه وأزلامه يعرفون باسم " ذوي القمصان البنية " للتصدي للقوى الديمقراطية في الشارع .. وصولا إلى اغتيالهم في الأماكن العامة.

مصر والقمصان الخضراء والزرقاء والبنية وفي مصر العروبة يشير د‏.‏ يونان لبيب رزق في مقاله أصحاب القمصان الملونة الى ان الحياة السياسية في مصر تاثرت بظاهرة القمصان ولنحو أربع سنوات ممتدة بين نهاية عام‏1933‏ ونهاية عام‏1937‏ حيث تم تشكيل جماعات من الشبيبة علي نمط شبه عسكري هي التي عرفت‏'‏ بأصحاب القمصان الخضراء‏'‏ التي أسستها جمعية مصر الفتاة‏ التي كانت موالية لخصوم حزب الوفد وبالمقابل ظهرت مجموعة ‏'‏أصحاب القمصان الزرقاء‏'‏ التي كونها الوفد من بين صفوفه الشابة ‏.‏ وخلال عامين من الأعوام الأربعة‏,‏ استطاع الوفد يستطيع تمويل جماعة القمصان الزرقاء.‏ وكان لهما صحفا ناطقة بلسان أصحاب هذه القمصان‏,‏ خضرا وزرقا‏,‏ الصرخة والجهاد‏, تشكلت هذه التنظيمات السياسية ذات الصبغة شبه العسكرية علي نحو علني‏,‏ اعتمادا علي المناخ السياسي الذي ظهرت فيه وهدفها الرئيس كسب الشباب الى جانبها.

وفي الاربعينات ، شكلت حركة الاخوان المسلمين ، مليشيات عسكرية سرية على غرار حركة القمصان البنية في المانيا النازية والقمصان السوداء في ايطاليا الفاشية، وسميت بإسم "القمصان الخضراء" و كان شعارها "الحركة، الطاعة، الصمت" على غرار شعار حركة موسوليني الفاشية الداعية الى: "ايمان، طاعة، قتال". نجد بان هذه الحركة الطموحة للسيطرة على السلطة خلقت هذه المليشيا الخضراء لتعزيز موقفها من الناحية العسكرية ، تمهيدا للإنقضاض على السلطة في حالة فوز المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

انجلترا وفي انجلترا على سبيل المثال أعضاء القمصان السوداء من اتحاد أوزوالد موزلي الفاشي البريطاني كانوا غريبي الأطوار، أحبوا انتزاع الانتباه لكنهم كانوا عديمي الجدوى في كثير من الأمور إضافة إلى إثارة الشغب في الشوارع.

الصهاينة تاريخ الصهيونية الخسيس والقذر، يربط بين الصهيونية والفاشية والتعاون مع النازية.. فقد كـَوَنَ موسوليني سرية خيالة من حركة الشباب الصهيوني التحديثي او منظمة شبيبة الصهيونيين التصحيحيين، التي اطلق عليها (Betan او بيتار) وكانت قمصانهم سوداء في محاكاة العصابات السوداء التي كان يضعها حزبه الفاشي وحينما اصبح «مناحيم بيغن» رئيسا لسرية الـ (Batan او بيتار) فضل القمصان البنية اللون الخاصة بعصابات «هتلر» ، وهذا الطراز الخاص من اللباس كان يلبسه «بيغن» وأفراد سريته في جميع اجتماعاتهم وتظاهراتهم، وكانوا يحيون انفسهم بالسلام الفاشستي.

وأقامت (بيتار) فروعاً لها في أنحاء مختلفة في أوروبا والولايات المتحدة وفلسطين، ووصل عدد الأعضاء فيها العام 1931 إلى ما يقارب 18 ألفاً. وانخرط أعضاء (بيتار) في تنفيذ الأعمال الارهابية في فلسطين في الثلاثينيات من القرن الماضي. ظهرت (بيتار) كحركة معارضة للهستدروت العمالية في فلسطين، وارتدى الاعضاء القمصان البنية اللون كجزء من الصبغة الفاشية التي تحلت بها الحركة.

أما الذين انشقوا عن (الهاغاناه) العام 1930 وأقاموا (الايتسيل) و(ليحي) فكانوا من أعضاء (بيتار). 

وتمت الوحدة بين (بيتار) و(الايتسيل) العام 1939 ونودي بديفيد رزيئيل قائد (الايتسيل) مفوضاً لـ (بيتار) في فلسطين، ثم خلفه في الوظيفة نفسها مناحيم بيغن. وأُعلن عن أن (بيتار) خارج فلسطين هي (حركة تربية عسكرية) و(بيتار) داخل فلسطين (حركة تنفيذ عسكري). واستمرت حركة (بيتار) في العمل رسمياً في فلسطين وكانت المزود الرئيسي لـ (الايتسيل اي منظمة وطنية عسكرية)،) بالجنود اليهود، إلاّ أن السلطات الانتدابية أصدرت أمراً بحظر نشاطاتها وذلك العام 1947.

وبلغ عدد الأعضاء المنتسبين رسمياً إلى عصابة (الهاغاناه) حوالي ستين ألفاً من الرجال والنساء، وامتلكت العصابة أجهزة استخبارية قامت بجمع معلومات كثيرة عن العرب وقراهم ومواقع تواجدهم وكذلك عن الانكليز. واستفادت (الهاغاناه) من كل المعلومات التي جمعتها في تنفيذ العمليات العسكرية ضد العرب الفلسطينيين في عامي 1947 و 1948. وهذه العصابة نفذت عمليات تهجير العرب الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وأحلت على الفلسطينيين نكبة كبيرة لم يعرفوها من قبل. وتولى قيادة (الهاغاناه) بن غوريون الذي وضع خطة شاملة لتطهير عرقي ضد الفلسطينيين في سبيل إقامة دولة لليهود في فلسطين على أراضي الفلسطينيين.




الالوان تطلق على المجاميع الامنية هذه الوان الالبسة للمجاميع المختلفة التي اتخذت لها لونا خاصا ايضا فالكاتب الجزائري لمقال الفرسان كلاب السلطة بين ان هناك الوان تطلق على فئات في المجتمع الجزائري ومنها: ـ الكلاب السوداء : والتي تعني المعارضة الإسلامية المسلحة في الجزائر طبعا. ـ الكلاب البيضاء: رجال المخابرات التي لبست القمصان البيضاء لاختراق جماعات المعارضة، وتم تصفية الكثير منهم لمسح آثار أعماله الإجرامية. ـ الكلاب الزرقاء: وهذه هي عناصر الحرس البلدي! ـ الكلاب السمينة: وهي بارونات الارهاب التي أستفادت من الوضع المأسوي وتاجرت بدماء الجزائريين والجزائريات, وهمها هو عبادة المال ومن يعطيهم المال. ـ الكلاب الجائعة: وهي المليشيات, وهذه الجماعة التي تعدى أفرادها الـ 200 ألف, حملوا السلاح مقابل الأجر والإمتيازات, وقد قاموا بجرائم في حق الإنسانية وما مجازر قرى غليزان إلا عينة بسيطة من أعمالها الوحشية. ـ الكلاب الأفغانية: تقوم باعمال لصالح النظام بوعيها او بدونه .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر