قصر زين العابدين

قصر زين العابدين في قرية انخل بمحافظة درعا هو أحد الأمثلة المهمة على الأبنية الريفية التي بقيت محافظة على شكلها الأصلي كقصر الحاكم في مدينة بصرى الأثرية وقصر جمرين قرب بصرى والتي تعود جميعها إلى العصور الرومانية وسكنها حكام محليون في الفترات القديمة.

ويعود تاريخ المبنى إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي حسب الدراسات التفصيلية للمبنى والمقارنة التي أجريت له مع المباني الأخرى المماثلة والمنتشرة في منطقة حوران.

إن المبنى ظل مأهولاً إلى العام1991 من قبل سكان قرية انخل إلى أن تم استملاكه من قبل دائرة آثار درعا موضحاً إجراء عدة تغيرات على المبنى وإضافة بعض الأجزاء التي فقدت بسبب مرور الزمن وخاصة على السقف والتقسيمات الداخلية والأرضيات مبيناً أن الجدران المحيطة بالقصر بقيت على حالها تقريباً باستثناء بعض الاجزاء العلوية التي فقدت بسبب تغيير حالة الأسقف.

وأضاف أن المبنى مؤلف من طابقين من طراز العمارة المدنية الشائعة في حوران خلال العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية وقاعة كبيرة في الوسط يقال لها الديوان ..قسمان في جهتي الشرق والغرب يحتويان على عدة غرف متساوية الأبعاد على كلا الجانبين الأيمن والأيسر.

وأوضح مشهداوي أن أمام قصر زين العابدين توجد ساحة كبيرة مبلطة بالحجارة غطي قسم كبير منها بالأبنية المنشأة حديثاً مشيراً إلى أن سقف الديوان عبارة عن جوائز حجرية ربد موضوعة على حجارة مرتكزة على الجدران مبيناً أن السقف بحالة جيدة ومقسم إلى قسمين بواسطة قنطرة كبيرة وان الديوان كان يستخدم قديما كاسطبل للخيول.

وأضاف أن سقف الغرف التخديمية في القسمين الشرقي والغربي بحالة جيدة أيضاً ومنها ما أعيد إنشاؤه حديثاً بواسطة حجارة مختلفة عن الأصلية موضحاً أن الجدران من الداخل تحتوي على خزن جدارية أغلقت بواسطة حجارة ممزوجة بالطين والكلس مبيناً أن أرضية القصر مطلية بالطين والكلس يضاً.

الدراسات الحديثة أظهرت وجود قسم جديد تابع للقصر ومنفصل عنه باستثناء الواجهة الرئيسية منه موضحاً احتواء القسم المكتشف على غرف بداخلها كوات جدارية استعملت لإطعام الحيوانات.

وأضاف أن الطابق العلوي من القصر لا يظهر فيه الا بعض الأساسات وهو مؤلف من قسمين أحدهما للسكن والآخر كمستودع للمواد التموينية.

ويقع قصر زين العابدين في قرية إنخل في منطقة الجيدور قديماً التابعة لمنطقة حوران في جنوب سورية ويبعد عن مدينة درعا حوالي 65 كيلو متراً من جهة الشمال الغربي ونحو60 كيلو متراً جنوب مدينة دمشق.

ويوجد القصر في الزاوية الشمالية الغربية من قرية انخل ويحيط به الكثير من الأبنية القديم التي تتمتع ميزات تختلف عن القصر من حيث الحجم والديكورات و الارتفاع وغيرها.

كما تعتبر منطقة الجيدور من أخصب مناطق حوران بمعدل هطول مطري حوالي 400 ميلمتر تقريباً تكثر في المنطقة السيول والينابيع والوديان الغنية بالمياه وهذا ما جعل المنطقة منتعشة اقتصادياً وثقافياً وعمرانياً في العصور القديمة.

ويشاهد الزائر في هذه المنطقة أيضاً الكثير من الأبنية الأثرية التي تعود إلى العصور الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية الغنية بالزخارف الرائعة الأمر الذي يقود إلى التعبير عن الغنى والترف الذي كانت تعيشه المنطقة في تلك الازمان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر