قاذفة (طائرة)

القاذفة الثقيلة Boing B-52 تشكل القاذفة الستراتيجية بعيدة المدى) كما في المصطلح العسكري,عنواناً بارزاً في سلاح القاذفات الستراتيجية في سلاح الجو للولايات المتحدة الامركية’ هذه القاذفة التي دخلت الخدمة عام 1954 لتلبي الإحتياج المتزايد في الجيش الأمريكي لقاذفة قنابل يمكن الإعتماد عليها في الوصول إلى عمق أراضي الإتحاد السوفياتي الذي بتزعمه لـ(حلف وارشو)كان في صراع مستمر مع حلف الـ (ناتو) التي كانت تظم دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة. كانت الـ (B-52)قد صممت في الأساس لحمل الصواريخ والقنابل التي لديها القدرة على حمل الرؤوس النووية لضرب الأهذاف البعيدة منطلقة من قواعدها المنتشرة في غرب أوربا او حتى منطلقة من الولايات المتحدة نفسها صوب الأراضي السوفياتية. حيث أن المدى الطويل الذي يقارب 15.000 كم, حيث كانت الـ B-52 تلبي إحتياجات القادة العسكريين في الولايات المتحدة الذين لم تكن تتوفر لديهم في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين العدد الكافي من الصواريخ البالستية التي بإمكانها بلوغ أهدافها في العمق السوفياتي حاملة الرؤوس النووية, وكانت الـ B-52 وسيلة تفي لذلك الغرض. وبالرغم أن تلك القاذفة قد بنيت لغرض الردع النووي في بداية الأمر ألا أن الغرض من استخدامها قد طرأ عليه تغير كبير فيما بعد وهي في الوقت الحاضر (2006 م) وبعد 52 عام من خدمتها في سلاح الجوّ الأمريكي فإن التركيز الكبير قد أصبح منصباً على القابليات الحربية التقليدية (غير النووية) لتلك القاذفة وذلك في صورة استخدامها لحمل الصواريخ التكتيكية (ذات الرؤوس التقلدية) او شديدة الإنفجار وكذلك الفنابل العنقودية أو قنابل الإسقاط الحر وغيرها من أسلحة القصف الستراتيجي لخدمة سلاح الجو الأمريكي. من حيث المشاركة في النزاعات المسلحة التي قادتها الولايات المتحدة وشاركت فيها بشكل رئيسي خدمت الـ B-52 كقاصفة ثقيلة كلفت بمهام تكتيكية عديدة في عدة حروب منها (حرب فيتنام-حرب البلقان في يوغسلافيا-حرب الخليج الثانية في العراق-افغانستان). كانت الـ B-52 أداة بارزة من أدوات الحرب الدعائية الأمريكية وكذلك الإعلام العسكري لدول حلف الناتو حيث أنها طائرة حظيت بإهتمام إعلامي كبير وكانت مسلطة عليها الأظواء كونها آلة حربية عملاقة (أكبر قاذفة قنابل عاملة في العالم حتى عام 2006) وقد تأثرت الـ b-52 بإتفاقية الحد من إنتشار الأسلحة النووية التي وقعت بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي وقد قُلص عددها لتصبح 316 قاذفة توجد منها 85 في الخدمة.