غوفي
غوفي، تُعرف أيضاً باسم روفي، شرفات غوفي ووادي غوفي، هي مستوطنة تاريخية وموقع سياحي في بلدية تكوت بولاية باتنة، الجزائر.[1] الوادي الواقع في جبال الأوراس ووادي نهر الأبيوض،[2] نحته نحتها نهر الأبيوض، ويمتد لمسافة تتراوح بين 3 و4 كيلومتر. يتميز الموقع بشرفات غوفي المطلة على واحة.
تشمل أطلال شرفات غوفي مساكن سكان الكهوف.[3] المساكن منحوتة من صخور متحولة وصخور رسوبية، بما في ذلك الحجر الرملي. يبلغ عمر المساكن أربعة قرون، وكانت مأهولة حتى السبعينيات.[4] تحافظ الآثار على أساليب البناء التقليدية والأصلية.[5]
أُدرجت غوفي كجزء من منتزه الأوراس على قائمة اليونسكو المؤقتة لمواقع التراث العالمي.[6][7]
الجيولوجيا والجغرافيا
شقّ نهر الأبيوض (إغزير أميلال) وادي طويل عبر المنطقة الممتدة من تيفلفل إلى مشونش في شمال أفريقيا. وعلى طول مسار الوادي، وعلى امتداد ثلاثة إلى أربعة كيلومترات تقريباً، تنتشر بساتين الفاكهة والنخيل، ممتدةً على منحدرات شاهقة، قد يصل ارتفاع بعضها إلى 200 متر أو أكثر حسب المنطقة. تقع قرية غوفي على طول الطريق الوطني، على مقربة من الوادي، على المنحدر الشمالي، مطلة على واحة.
تتميز غوفي بعدد من المساكن القديمة غير المأهولة، المنحوتة في شلالات في الصخر. تقع في كل منعطف شرفة قرية، تتوسطها تقليات. هذه التقليات هي مباني متعددة الطوابق تتكون من عدة غرف، تُستخدم لتخزين المحاصيل والمؤن. تشمل القرى الملتصقة بواجهة الجرف هيتسلا، وإضهرِن، وآت ميمون، وآت يحيى، وآت منصور، وتاوريرت. يعود تاريخ هذه المساكن إلى القرن الرابع عشر، وقد بناها الشاوية.[8][7]
تتميز المنطقة بعمارة أمازيغية مميزة، تتميز باستخدام مواد مثل الحجر المصقول بشكل خشن والمُدمج بملاط محلي، بالإضافة إلى انتشار جذوع الأشجار وأشجار النخيل. وهذا ما يميز الواحات بين جبال البازلت والصخور الرسوبية المجاورة، مما يُضفي على المنطقة طابعاً طبيعياً فريداً.
يشتهر الموقع بين الجيولوجيين بالطبقات الجيولوجية المرئية التي يمكن رؤيتها على سفوح الوادي. تُقدم هذه الطبقات لمحةً عن التاريخ الجيولوجي للمنطقة. كما يُعد الموقع مثالاً بارزاً على آثار التعرية، وخاصةً آثار نهر الأبيوض الجاري أسفله.
الذكرى
بجهود من الفيزيائي الجزائري نور الدين مليكشي، في ديسمبر 2024، أطلقت ناسا أسماء منتزهات وطنية جزائرية على ثلاثة مواقع على كوكب المريخ، وهي طاسيلي ن آجر، غوفي، وجرجرة. وأوضح مليكشي أن التشابه البصري بين بعض المناظر الطبيعية المريخية وتلك التي أُطلقت عليها الأسماء كان أيضاً أحد الأسباب الرئيسية للتسمية، وأضاف "في كل مرة أرى فيها صوراً للمريخ، فإنها تذكرني بطاسيلي نجار، والآن في كل مرة أرى فيها طاسيلي ن آجر، فإنها تذكرني بالمريخ". وكان الاختيار الثاني لمليكشي هو وادي غوفي في شرق الجزائر، حيث كانت المناظر الطبيعية الصحراوية الصخرية هناك موقعاً لمستوطنة قديمة قبالة جبال الأوراس. أما الموقع الثالث، فهو حظيرة جرجرة الوطنية الواقعة على بعد 140 كم من العاصمة الجزائرية بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، والمعروفة بقمم جبالها الثلجية التي يفوق ارتفاع أهمها 2300 متر، فهي "ترقص مع الطبيعة" كما وصفها مليكشي، ما يجعلها "جميلة جداً طوال السنة".[9]
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Bouchair, A. (2015). "Sustainability features of vernacular architecture in Southern Algeria". In Mileto, C.; Vegas, F; Garcia, L.; Christina, V. (eds.). Vernacular Architecture: Towards a Sustainable Future. Taylor & Francis Group. pp. 164–. ISBN 978-1-138-02682-7.
- ^ Oakes, Jonathan (2008). Algeria the Bradt Travel Guide. The Globe Pequote Press Inc. p. 28. ISBN 9781841622323.
- ^ "About Ghoufi". Fancy Algeria.
- ^ Mok, Joshua (January 4, 2017). "The Canyons of Rhoufi in Algeria". Mosaic North Africa. Archived from the original on March 16, 2024. Retrieved September 4, 2020.
- ^ Martínez Frías, Sarah. "Cultural Landscapes: Aures Mountains, Algeria". MedOMed.org.
- ^ "Parc des Aurès with the oasis establishments of the Rhoufi and El Kantara gorges". UNESCO.
- ^ أ ب Errami, Ezzoura; Brocx, Margaret; Semeniuk, Vic (2015). From Geoheritage to Geoparks: Case Studies from Africa and Beyond. From geoheritage to geoparks. Cham: Springer International Publishing. ISBN 978-3-319-10708-0.
- ^ Le temps d'Algérie. "LES BALCONS DU GHOUFI, À BATNA: Féerie en cascade". ww25.letempsdz.com. Retrieved 2023-06-13.[dead link]
- ^ "ناسا تطلق أسماء جزائرية على ثلاثة مواقع على كوكب المريخ". مونت كارلو الدولية. 2024-12-17. Retrieved 2025-12-08.