عز الدين التنوخي

عز الدين التنوخي

عز الدِّين بن أمين شيخ السروجية المعروف بـعزّ الدِّين بن علم الدِّين التّنُوخي (1307-1386هـ/1889-1966م) أحد أعلام الأدب والعلم بسورية في العصر الحديث.

ينتمي إلى أسرة كانت قد اتخذت من العراق سكناً منذ مئات السنين، ثم هاجر بعض أفرادها إلى الشام وأقاموا في سواحله وعلى جباله الشم يشتركون مع أهله في ردّ عادية الصليبيين عن الثغور الشامية، ولما انتهت الحروب الصليبية انتقل أبناء أسرته إلى لبنان وتكاثر نسلهم، وغلبوا على أرجاء واسعة من جبل لبنان، ثم انتقلوا من بعد إلى دمشق، فولد عزّ الدِّين فيها لأبٍ امتهن صناعة سروج الخيل، وكان متفوقاً بها فسمي شيخ السروجية، ونشأ عزّ الدِّين في هذه البيئة العصامية، والتحق بالمدرسة الابتدائية السباهية بدمشق لقراءة القرآن الكريم، ثم انتقل إلى المدرسة الرشدية الابتدائية والعالية، وتلقى فيها مبادئ العلوم واللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية، ورحل بعدها مع والده إلى يافا حيث التحق بمدرسة الفرير الفرنسية فحصّل من العلم ما قدّر له تحصيله، ثم غادر يافا متوجهاً إلى القاهرة، والتحق بالجامع الأزهر كعبة العلم في حينه فطلب العلم فيه، ثم عاد إلى دمشق لينتقل منها إلى فرنسة في عداد البعثة العلمية الأولى بعد أن مارس الوعظ والإرشاد بجامع بني أُمَيَّة بعض الوقت، ومكث بفرنسة ثلاث سنوات حصل فيها على شهادة المدرسة الزارعية في مدينة أوريزون، وحين عاد من فرنسة عيّن معلماً للزراعة في مركز بيروت الزراعي. ولما نشبت الحرب العالمية الأولى دُعي إلى الخدمة المقصورة في الجيش العثماني، وما لبث أن هرب إلى العراق ومنه إلى الحجاز حيث التحق بثورة الشريف حسين فعيِّن رئيساً للمرافقين، ثم عاد إلى دمشق مع الجيش العربي الذي دخلها بقيادة الأمير فيصل، فعيِّن في لجنة الترجمة والتأليف التي تحولت بعد ذلك إلى مجلس للمعارف.

ثم عين، ضمن المؤسسين في 1918، فيما أصبح يعرف بـ«المجمع العلمي العربي» بمبادرة من مؤسسه ورئيسه الأول محمد كرد علي، فكان التَّنوخي في عداد أعضائه الأوائل،

ثم عمل مميزًا للرسائل في المجمع العلمي العربي، فمديرية الصحة، فمديرية البرق والبريد، وكان عضوًا مؤسسًا للمجمع العلمي العربي بدمشق (1918). ثم انتخب أميناً لسرّه، فنائباً لرئيسه على فترات متباعدة، وتولى إدارة المعارف في السويداء، ثم كان مفتشاً بوزارة المعارف وعضواً في لجنة التربية والتعليم. وحين أُسِّست كلية الآداب بجامعة دمشق انتُدب لتدريس علوم العربية فيها، وشارك في تأسيس الرابطة الأدبية في مطلع شبابه وأشرف على إصدار مجلتها.

ثم هاجر إلى بغداد (1923) فتولى التدريس في مدارسها الثانوية، ثم نقل إلى دار المعلمين الأولية، ثم إلى دار المعلمين العالية، وأصدر بمساعدة المفكر القومي ساطع الحصري مجلة التربية والتعليم، كما كلف بتأليف بعض الكتب المدرسية، وكان عضوًا مراسلاً للمجمع العلمي، كما أسهم في تأسيس المجمع العلمي العراقي.

عاد إلى دمشق (191) فعمل أمين سر المجمع العلمي العربي (1934 - 1937)، ثم أستاذًا للعربية وآدابها في المدارس الثانوية بحمص ودمشق، ثم مديرًا للمعارف بمحافظة السويداء (1934)، ومفتشًا للمعارف وعضوًا للجنة التربية والتعليم في دمشق (1947)، ثم أستاذًا في كلية الآداب (1948 - 1953) بعدها تفرغ للعمل المجمعي، فانتخب عضوًا في لجنة المطبوعات ومجلة المجمع (1957)، وشارك باسم المجمع في تأبين أمير الشعراء أحمد شوقي بالقاهرة (1932). أول من استخدم مصطلح الفيزياء عربيًا، ترجمة للطبيعة والفيزيا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصنفاته

الإنتاج الشعري

- له قصائد نشرت في كتاب: «الرحلة التنوخية» - جمع وتحقيق: يحيى عبدالرؤوف جبر - مطبعة الشعب - عمان 1982. وقصيدة «أكابرنا» نشرت في كتاب «الأدب المعاصر في سورية». وقصيدة «يا أسفًا على عدنان» نشرت في كتاب «المالكي رجل وقضية» و«يشكو الحضارة» - مجلة الزهراء - دمشق - مج 2/1344هـ/1925م، و له قصائد نشرت في مجلة «الرسالة» المصرية الشهيرة لصاحبها أحمد حسن الزيات منها: صوت دمشق - (ع164) - أغسطس 1936. شد الرحال إلى الجبال - (ع222) - أكتوبر 1937. يا صبايا - (ع274) - أكتوبر 1938، وله قصائد ترجمها شعرًا ونشرت في مجلة الرسالة أيضًَا منها: «الزهرية المصدوعة» لسولي برودوم - (ع14) - أغسطس 1933. «وإذا أتى يومًا» لموريس ماترلنك - (ع15) - سبتمبر 1933.

كتبه

الرحلة التنوخية - رحلة عز الدين التنوخي من الزرقاء إلى القريات. انقر على الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.

كتب كثيراً من الأبحاث العلمية واللغوية والأدبية، وألف مجموعة من المؤلفات، منها «دروس في صناعة الإنشاء» و«إحياء العروض» و«مبادئ الفيزياء». وحقّق عدداً من نفائس كتب التراث، منها «المنتقى من أخبار الأصمعي» و«تكملة إصلاح ما تغلط به العامة» و«الأبدال» و«الاتباع» و«بحر العوّام فيما أصاب به العوامّ». وكان رضيَّ النّفس، كريم الخُلق، جمّ التواضع، عفيف اللِّسان، متمسكاً بدينه، معتزاً بقوميته، مجاهداً في سبيل أمته بسيفه وقلمه، وكان وافر النشاط يعمل في كل اتجاه يخدم الأهداف التي نذر نفسه لها، وكانت حياته مثالاً للعصامية والنشاط والانقطاع إلى التأليف والبحث والتحقيق في جوانب مختلفة من الثقافة العربية الإسلامية. وكان عازماً على تحقيق عدد آخر من نفائس كتب التراث العربي الإسلامي ككتاب «معاني الشعر» للأشنانداني، وكتاب «الدلائل في غريب الحديث» للسرقسطي.

كتب كثيراً من المقالات والأبحاث والقصائد ونشرها في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق وفي عدد من المجلات المتخصصة التي كانت تصدر في القاهرة وبغداد ودمشق. وقد عاجلته المنية قبل أن يتمم ما ندب نفسه لتحقيقه من أحاسن الأعمال.

الأعمال الأخرى

- حقق ونشر بعض ذخائر التراث العربي منها: «وصف المطر والسحاب» لابن دريد - المجمع العلمي العربي - دمشق 1963، و«ديوان السلطان سليمان بن سليمان النبهاني» - دمشق 1965. «الإيضاح» للقزويني. «مقدمة في النحو» لخلف الأحمر - وزارة الثقافة - دمشق 1965. معاني الشعر للأشنانداني، كما ألف وترجم عددًا من الكتب المدرسية والجامعية منها: «الفتح المبين في شرح عينية الرئيس ابن سينا» - القاهرة. «إحياء العروض» - كلية الآداب - دمشق. «مبادئ الفيزياء» (ترجمة عن الفرنسية)، وقد شارك في وضع المعجم العسكري، وفي ترجمة المعجم الكندي العسكري، وفي مراجعة معجم المصطلحات الأثرية، كما له مقالات نشرت في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ومقالات نشرت في مجلة الرسالة (المصرية) منها: - «دين البادية» (مترجم عن لامرتين) - (ع96) - مايو 1935، المؤتمر الثامن للجمعية الطبية المصرية - (ع106) - يونيو 1935، «بين الحصري وطه حسين» - (ع19) - أغسطس 1939.

شاعر نظم في قليل من موضوعات الشعر في عصره، بعض شعره غنائي، وله قصائد وصفية، وإصلاحية، وإخوانية، ورثائية (من أشهرها مرثيته للعقيد عدنان المالكي)، تتجلى في جميعها آثار ثقافته التراثية، وعنايته باللغة، واستلهامه صور الشعر العربي القديم. تكريمًا له أطلق اسمه على إحدى المدارس الثانوية بحي المزة - دمشق.

المصادر

  • محمود الأرناؤوط. "التنوخي (عز الدين ـ)". الموسوعة العربية.

للاستزادة

  • عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، مؤسسة الرسالة (بيروت 1414هـ/1994م).
  • قدامة الأحمد، معالم وأعلام، مطابع ألف باء الأديب (دمشق 1385هـ/1965م).
  • مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق (41/538 - 541) و(44/95 - 977).
  • سامي الكيالي: الأدب المعاصر في سورية (1850 - 1950) - دار المعارف - القاهرة 1957.
  • مجموعة من المؤلفين: المالكي رجل وقضية - منشورات الفرع الثقافي العسكري - دمشق 1956.
  • ملف المترجم له في مجمع اللغة العربية بدمشق.
  • الدوريات:
    • أحمد الجندي: عزالدين التنوخي - مجلة المعرفة - وزارة الثقافة - دمشق - ع54/1966.
    • سليمان الخش: رجالات لا تنسى: التنوخي - مجلة الجندي - إدارة الشؤون المعنوية بالجيش السوري - فبراير 1967.
    • فريد جحا: التنوخي المعلم العــربــي الرائد - صحيفــة الثــورة - دمشق 1/9/1987.
  • عدنان الخطيب: مجمع اللغة العربية في دمشق في خمسين عامًا - مجمع اللغة العربية - دمشق 1979.