عزيز السماوي

عزيز السماوي
عزيز السماوي.jpg
وُلِدَ18 ديسمبر 1941
توفي8 يونيو 2011 (69 سنة)
لندن
الجنسيةالعراق
المهنةشاعر


عزيز السماوي (1948-2011)، شاعر عراقي شعبي، مؤلف أغنية "خطار" التي غناها إلهام المدفعي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة المبكرة

عزيز السماوي
عزيز السماوي

ولد في محافظة الديوانية في العراق، واسم والده (سماوي) وليس له علاقة بمدينة السماوة، بدأ عزيز السماوي طريقه كشاعر شعبي عام 1965 أثناء دراسته في معهد الهندسة التطبيقية العالي في جامعة بغداد.[1]


المسيرة المهنية

من مؤلفات عزيز السماوي
من مؤلفات عزيز السماوي

أثبت الشاعر نفسه بحضوره وقصائده، وكان من الرواد لمقهى الميثاق في مدينة الثورة، مع شعراء الصف الأول في الشعر الشعبي العراقي أمثال: مظفر النواب،عريان السيد خلف، زامل سعيد فتاح ، كاظم الركابي، كاظم السماوي، وشقيقه شاكر السماوي، وعلي الشباني وكاظم إسماعيل الكاطع، وطارق ياسين، وإسماعيل محمد إسماعيل وأبو سرحان وغيرهم.

أصدر ديوانه الأول (قصائد للمعركة) عام 1968، وهي مجموعة شارك فيها عدد من الشعراء بكتابة قصائد لدعم الثورة الفلسطينية، فيما أصدر ديوانه الثاني عام 1970 مع شاعرين من الفرات الأوسط، الأول الشاعر علي الشباني والشاعر الغنائي طارق هاشم بعنوان (خطوات على الماء).

ويعتبر عزيز السماوي شحيح الإنتاج الشعري وغني الإبداع فله ثلاثة دواوين: أغاني الدرويش (1973)، لون الثلج والورد بالليل (1980)، النهر الأعمى (1995)، بين عام 1973 إلى عام 2001 يوم 8 حزيران حيث فارق الحياة دون أن تتكحل عينه بالعراق ودفن في لندن عاصمة الضباب.[2] ديوانه النهر الأعمى، واحد من أهم الدواوين الشعرية وفيه كتب قصيدته الأولى حزيران 1980 بعنوان (هموم عراقية) يقول الشاعر فيها: " أهيس جرحي بجفوفك.. جمر ينباس خيط الدم يروح أبعيد يمتد أبطول الفرات".

منذ أواخر الخمسينيات جرب الكتابة في الأشكال الشعرية القديمة، كتب الابوذية والدارمي ليتحول بعد ذلك إلى كتابة القصيدة العامية الجديدة معرضًا وهاضمًا القصيدة المظفرية، وجاهدًا لتطوير لهجة مدينته المحلية- الديوانية- ذاهبا بها إلى مصاف لغة شعرية عامية تميزت لاحقا بميزات انفردت بها عما سواها من لهجات، ناحتة لغة ثالثة هي أقرب للفصحى من سواها، اختلف جهد عزيز السماوي في محاولته لتجديد القصيدة العامية مستدلًا كما فعل النواب بالأشكال الشعرية القديمة كالموال والابوذية والدارمي، المختلف هنا ان السماوي وجيله لم يحاولوا استثمار لهجة ريف الجنوب العراقي -الاهوار- كما فعل مظفر النواب، بل حاولوا ومنذ القصيدة الأولى تطوير تلك الأشكال الشعرية القديمة بما يتناغم مع لهجة أبناء المدن.

من ناحية أخرى لم تنشغل نصوص السماوي أو بعبارة أدق لم تنحاز ايديولوجيا لفكر مثلما فعلت قصائد النواب في إشهارها الدفاع عن الحزب الشيوعي العراقي وجعل مناضليه الفلاحين الذين قتلوا في خضم الصراع رموزا يدور نصه حولها، قصائد: سعود، صلاح، ومطولتها حسن الشموس، عن العريف في الجيش العراقي حسن سريع الذي حاول قلب سلطة 1963 وفشل فاعدم، وغيرها من القصائد بل انحازت قصائد السماوي وأبناء جيله الستيني إلى الإنسان كقيمة مطلقة تسقط ازاء عذابها الفردي كل الاعتبارات والتبريرات الايديولوجية. أشعار مكتظة بالأسئلة والهموم الفلسفية المتعلقة بالوجود والوضع البشري منذ بدء الخليقة ورحلة العذاب التي تبدو لا نهائية، فتكون الحلول الدينية بفردوسها المأمول غير مجدية إذ انها لا تعوض مرارة الروح، ف اشعارتأملت عميقا الكينونة البشرية الهشة ولا عدالة الأنظمة والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية، اشعار لا تثق الا بالالم الإنساني الذي يستدعي بالضرورة اثارة المزيد من الاسئلة ومحاورة الضمير البشري نصف الاعمى أو يكاد، اسئلة مستحيلة، عتاب مرير للذات البشرية الموغلة في حب الذات البشرية معريا اعماق ارثها الدامي اشعار تستصرخ الضمير البشري وتنحاز بشكل مطلق لمحنة الإنسان وعذابه ايا كان موقعه وهذه ثيمة جوهرية في اشعار عزيز السماوي، ومن هنا اختلفت اشعاره عن اشعار النواب المسكونة بالهاجس الايديولوجي المباشر والتي بدورها تلامس هذه الثيمة بهذا الموقع أو ذاك، من هذه النقطة نفذ عزيز إلى مساحة رؤية مختلفة تماما جعلته يكتشف اساليب شعرية جديدة ومناخات محشودة بذلك الالم الكربلائي الذي يبدو ابديا والمتواصل مع ارث طقوس بلاد الرافدين منذ فجر الحضارات حيث كانت تقام مناحات جماعية على دموزي كل عام..رؤيا العارف الواثق الابدي من الخيبة والخسران وكانه بطل من ابطال التراجيديات اليونانية القديمة والمعاند قدره..فليس امامه سوى الخوض في مواجهة القوى الأسطورية الغاشمة وقتها واللا اخلاقية في الراهن لا أحد يجيب سوى حزنه المقيم، والمبهم في هذا الوضع البشري البائس ما يجعل القصيدة الرائية شديدة الذعر..وحشية لا تهاب..ولا تخشى من البوح بالضعف الإنساني النبيل ازاء هول سلطات القمع بكل اشكاله القادرة على تغييب الفرد المسكين واضاعة اثاره كما هو في اوطان الدكتاتوريات أو سحقه حصاراً وتجويعاً وتجهيلاً كما يحدث للعراقي الراهن في ظل هذا لنظام العالمي الجديد.[3]

مهندس القصيدة الشعبيَّة الحديثة

لا يتباهى السماوي كونه مهندسا من طراز رفيع، او سياسي يجيد قراءة المستقبل الغامض المريب، كل ما يشغله هو أن يبقى شاعرا مبدعا طوال حياته، والشعر عنده اشبه بتعويذة تعيد له التوازن، اذا افتقد الشجاعة في لحظة مربكة، واقفرت حياته من الاحلام والغناء والصداقات والراحة. (وتتلگه السيوف بليل .. وتغيض العدو وتفرح .. يوج بيهه البرد مرات وبماي الخجل تسبح .. تشهگ بطولي ويرد بيهه الجمر حالوب .. وتشهگ بگاع الثلج رمحين .. تصلبني واموت ذنوب).

رثاء

السماوي درويش يطمح بالخلاص اكثر المرات عن طريق السياسة، وهو ضيق ومحدود لا يفضي الى سلام دائم، ومرات قليلة بالاتحاد مع المطلق، الذي يعني الولادة المستمرة بعد كل موت، وبين الرجوع والتقدم يكثر من رثاء الافكار، ويضحك ساخرا ولا يبكي على تلاشي الاحلام، لكونه دخل في اكثر من معركة خاسرة، وما عاد يهمه أن يكون منتصرا على الاعداء والخصوم، او منكسرا يجرجر الخطى الواهنة.

ولك مامش فرح وعيوني بجت عاگول
وتدري السكته كلشي تگول
عيوني يمك والصلاة بالروح
السكته خضره والسيوف تلوح
عمي احلم عمي احلم
بس تحلم اجيلك طيف
ومن تظلم لياليهه
اجيك انه الزمن والسيف.
مثيرات

يبالغ السماوي بالمثيرات الغامضة، وقاموسه الشعري مليء بالغضب والخوف والتوتر والاكتئاب، وبالنظرة العدمية للاشياء، وابسط الامور يحسبها تهديدا ينتهي بالسجن أو بالموت، ومرة دخل الى حانة سرجون وهو يلهث، وكان مرعوبا من هجوم مفاجئ وشيك، كما يقول وبعد استراحة قليلة اقنع الجميع بأن الأحداث السلبية قريبة الحدوث.

شو تلتم سواچي الناس
من يدبي دبيب الخوف
عمه عدنه السمع والشوف
صوت يجفل الميتين
نعارج والرمح من طين.
كوابيس

مقابل هذا الهلع والحذر من المخاطر المزعجة والكوابيس، يمتلك السماوي بداخله الكثير من القوى الكبيرة، واولها الشعر الذي ينهض شامخا، لصد الحيوان المفترس القادم من الغابة، والشاعر جدير بالتحدي والانتصار على المصاعب.

ولك گلبي حمامه تخاف من چيس البرد تلتم
عيونك تلمظ بليلي وتسهر للصبح سچين
خطواتي كبر ميتين
اوف اوف زغر راسي برد راسي
هاك ايدي اخذ منهه الفعل للطين
ذبني اعلى النعاس سنين.
غرابة

قصائد عزيز السماوي ليست سهلة الحفظ، لانها تحتوي على الكثير من التعقيد والعمل والرموز والغرابة، وكانت قليلة الانتشار والشيوع بين الناس، ليس لأنها فاشلة بل لكونها عظيمة، وتحتاج الى وقت طويل لفك شفراتها الملتبسة، والزمن اثبت حداثتها وجدتها واصالتها، في حين ان اغلب الكتابات السطحية طواها النسيان واصبحت عتيقة.

واجيسك يعبر بگلبي نهر اخضر
ويزرك بصحاري النوم يمك كل حلم اسود
ويغير بروحي مهر ابيض
يتسودن بالظلام خطوط
يرسمني فرح وازود
يسولفني گمر ونجوم
ويدور الفرح خيال
ويحزن بدمي الفرح.
اندفاع

كتب عزيز الدارمي والابوذية في سن مبكرة، ثم واصل الكتابة بكل ما لديه، من الطاقة والهمة والحرص والاندفاع، وكل قصيدة جديدة يكتبها، يمثلها كما لو كان بطلا تقمص الدور في فيلم سينمائي رصين، وكم من مرة قام بمسرحة الروح الثائرة المتحمسة المثيرة للاغراء، بمتابعة ما عندها من المعنى والعمق والحيوية والفضول، والمجد والجمال والمثالية والالهام.

وشفت ع الدم هلال مفطر بحزنه
بخت لطفالنه بكل عيد
ومهر عنده رجل وحده
وبعيونه السفر ترديد
وشمع گبل العرس ذايب
مات وما لمس كل ايد
وخيط هناك للذله
يتحرك والضمير يحيد.[4]

المصادر

  1. ^ جريدة الصباح
  2. ^ مركز النور للدراسات والبحوث
  3. ^ ملتقى الادباء والشخصيات العرب
  4. ^ "عزيز السماوي.. مهندس القصيدة الشعبيَّة الحديثة".