عبد الرؤوف التل

عبد الرؤوف التل (1939 - ) المحامي الذي بدأ حياته السياسية في صفوف الحركة الاسلامية ، لم يقطع خطوط اتصاله مع القوى القومية واليسارية ، وظل حاضرا في الفعاليات الشعبية التي احتضنتها عروس الشمال ، في عناوينها الفلسطينية والعراقية.

اربداوي يعرف تاريخ المدينة التي يرأس بلديتها جيدا ، كما يعرف اسماء عشائرها وانسابها ، لذلك كان طبيعيا ان يمارس رجل القانون عبد الرؤوف التل دور القاضي العشائري ، كلما تطلب الامر ان يفصل في قضية ، او يعيد حقا الى صاحبه عجز القانون في الانتصار له.

ابو يمان ، هكذا يناديه اصدقاؤه المقربون منه ، ولد في مدينة اربد عام 1939 ، ويستطيع ان يجاهر بعلاقاته التي تجاوزت حدود محافظة اربد ، لتغطي مساحة الوطن كله.

لا وجود للتشاؤم في قاموس ابي يمان الشخصي والمهني ، غير ان رجل القانون الذي يقود ثاني اكبر البلديات في البلاد ، يؤكد دائما ان الحوار ضروري مع الآخرين ، فليس هناك صلح دائم وليس هناك خلاف دائم ايضا.

منذ سنوات بعيدة وجد المحامي عبد الرؤوف التل نفسه في قلب المشهد ، حين دخل ميدان العمل العام من بوابته السياسية والاجتماعية والعشائرية ، وصار وجها معروفا لدى ابناء المحافظة ، لا يغيب عن اي مناسبة يستطيع الوصول اليها.

جاء فوزه في انتخابات بلدية اربد الكبرى في تموز 2007 ، حين كانت المدينة تحتفل بتتويجها مدينة للثقافة في الأردن ، فصار عليه ان ينحاز للخطاب الثقافي ، ويجعل خطوط اتصاله مع المثقفين مفتوحة ، وهو الذي حافظ على هذه العلاقة ، حتى وهو خارج الوظيفة الرسمية ، كما يؤكد ذلك مثقفو المحافظة.

مثلما عرفته قاعات المحاكم محاميا مشهودا له ، عرفته كذلك مجالس القضاء العشائري رجلا يحفظ تراث اهله وأجداده ، مزاوجا بحكمة بين القانون المدني الذي درسه في الجامعة ، والقانون العشائري الذي تعلمه جيدا في مضارب اهله ومضافاتهم وبيوتهم التي مارست دور المدارس حين كان التعليم شحيحا ، فيما عمل في الصحافة لمدة خمس سنوات صار فيها رئيسا لتحرير صحيفة اسبوعية.

حصل على بكالوريوس في الحقوق من الجامعة اللبنانية عام 1967 ، ليلتحق بعدها بجامعة القاهرة ويحصل منها في العام 1971 على دبلوم في الدراسات الاسلامية من كلية الحقوق ، ويكون شاهدا على بداية التغيير في الخطاب والسلوك السياسيين بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر الذي كانت شعارات نظامه القومية تغطي مساحة الوطن كله ، ومع ذلك لم يجد ابو يمان نفسه غريبا في القاهرة ، بسبب البيئة الثقافية والاجتماعية التي نشأ فيها في مدينة هادئة تنتمي لمشروع عروبتها بشكل فطري.

ما زال اهالي اربد ، والناشطون السياسيون والحزبيون منهم على وجه التحديد ، يتذكرون ما فعله رئيس البلدية عبد الرؤوف التل في نهاية التسعينات من القرن الماضي ، حين عمل مع انصاره ومؤيديه من ابناء المدينة على افشال زيارة كان يزمع السفير الاسرائيلي في عمان القيام بها لمدينة اربد ، ولم يكتف الإربداويون بإفشال الزيارة ، بل قاموا بمقاطعة الذين كانوا يقفون وراءها سياسيا واجتماعيا ، ما يؤكد أن أبا يمان ، العضو في حزب جبهة العمل الاسلامي ، رجل يملك موقفه السياسي الواضح ، ويرفض التطبيع مع العدو ، ويمارس قناعاته حتى وهو في وظيفته الرسمية ، معبرا بذلك عن ضمير حي يعيش في صدور ابناء عاصمة الشمال وقلوبهم.

ينتمي لواحدة من اعرق العائلات العربية التي تسكن مدينة اربد ، وهي عائلة قدمت للوطن عددا من الرموز السياسية والثقافية والاجتماعية ، لعل أكثرهم شهرة ذلك الشاعر المتمرد مصطفى وهبي التل ، الذي تحول بيته في اربد الى صرح ثقافي يحمل اسم "بيت عرار الثقافي" صار ابو يمان معنيا ، لأكثر من سبب ، برعايته وزيارته والاهتمام به.

يكاد اهل المدينة وما حولها يجمعون على موقف ابي يمان ودوره في الحياة العامة ، ويعتقدون انه الرجل المناسب الذي يجلس في مكانه المناسب ، وكان ذلك واضحا من حجم الاصوات التي ادلت بها عشائر عديدة ، وقد قررت انتخابات عبد الرؤوف التل رئيسا لبلدية اربد الكبرى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

هشام عودة