عبارات أحمد أردغان

(تم التحويل من عبارات أحمد أردوغان)
مصر تطرد السفير، إلا أنها تجامل ابن أردغان بمليار دولار سنوياً
عبـّارات ابن أردغان

المقال نُشِر في الأهرام والأخبار والشروق والحياة اللندنية
يوليو وأغسطس 2013


مسار الشاحنات التركية إلى الخليج العربي.

مشهد تدفق الشاحنات التركية عبر مصر هو نتيجة فشل احدى محاولات تصدير غاز شرق المتوسط الإسرائيلي، براً عبر سوريا سلامية، بدلاً من سوريا الصمود والتصدي. في حين تُبذل جهود لتذليل سبيلي تصدير آخرين، هما: إسالة غاز حقلي تمار ولفياثان الإسرائيليين في دمياط بمصر؛ ومفاوضات يونانية مصرية للحصول على تنازل من مصر على شريط بحري من مياهها يتيح التواصل الحدودي بين قبرص واليونان، حتى يمكن للاتحاد الاوروبي إنشاء الأنبوب شبه المستحيل من الحقول الإسرائيلية إلى أوروبا، وهما خارج نطاق هذا المقال.

بعد أسبوع من الاطاحة بنظام الإخوان المسلمين في مصر، طالعتنا الصحف التركية بمشكلة هائلة تهدد الاقتصاد التركي، ألا وهي تكدس آلاف الشاحنات التركية بانتظار عبارات تأخذها لمصر أو من مصر في طريقها للخليج العربي. ثم في 11 يوليو، خرج وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي يطمئن الشاحنين الأتراك إلى أن تعطل خدمات الشحن البحري بالعبارات من تركيا إلى الخليج العربي عبر مصر كانت مشكلة عابرة بسبب الاضطرابات في مصر وأنه قد تم تخطيها. وكان ذلك أول اشارة علنية لاستخدام تركيا البر المصري لعبور شاحناتها إلى الخليج.[1]

في 6 يوليو 2013 تكدست 350 شاحنة ضخمة لنقل الحاويات في الموانئ التركية وأعداد مماثلة من الشاحنات التركية في الموانئ المصرية والسعودية انتظاراً لتحميلهم في عبارات رو-رو، حسب الأرقام من هيئة النقل التركية في اسطنبول.[2]

واكتشفنا أن تلك الشاحنات تحمل صادرات تركية تقدر بنحو 10-20 مليار دولار سنوياً إلى الخليج.[2] حجم أسطول الشاحنات التركية العاملة على التصدير للخليج العربي هو 105,750 شاحنة. هذا الأسطول كان يمر دوماً عبر سورياً إلى دول الخليج. ومع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، والدور التركي الداعم للتمرد وإيواء تركيا معسكرات تدريب للمجاهدين الأجانب للتدفق إلى سوريا، قررت الحكومة السورية في نوفمبر 2011 وقف اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وفرضت رسوم مرور ووقود باهظة على الشاحنات التركية.[3] وبالرغم من إعلان تركيا في ديسمبر 2011 أن شاحناتها ستذهب للخليج عن طريق العراق، إلا أن العلاقات المتدهورة بين أنقرة وكل من بغداد وأربيل جعلت الأمر جلياً أن لا بديل لتركيا عن المرور عبر مصر إلى الخليج وكان التنفيذ فورياً لكي لا يتأثر الاقتصاد التركي. ومن مطلع ديسمبر 2011، بدأت العبارات التركية في نقل أسطول الشاحنات التركية إلى دمياط وبورسعيد والإسكندرية، حيث تنزل الشاحنات لتسير براً إلى مينائي السخنة والأدبية على خليج السويس، حيث تنتظرهم عبارات تركية تنقلهم إلى السعودية. وبدأ تدفق آلاف الشاحنات التركية أسبوعياً عبر مصر، مضيعاً دخلاً هائلاً على قناة السويس في حين لا يكف المسؤولون عن الطنطنة عن تطوير إقليم قناة السويس لزيادة دخله.

وزير التجارة التركي ظافر چغليان ووزير النقل المصري جلال مصطفى السعيد يوقعان اتفاقية الرورو في 23 أبريل 2012.[4]

واستمر تدفق آلاف الشاحنات التركية لخمسة أشهر قبل الاتفاق على رسوم عبور مصر ترانزيت للشاحنات. وزارتي النقل المصرية والتركية وقعتا اتفاقية عبور الشاحنات وقعها في أنقرة 23 أبريل 2012، وزير النقل المصري جلال مصطفى السعيد، ووزير الاقتصاد التركي ظافر چغليان.

ثم وقع البلدان تفاهماً في نوفمبر 2012 لتمرير الشاحنات التركية عبر بر مصر، ثم في 12 يونيو 2013 وقعت الوزارتان ثلاث اتفاقيات للنقل (بري، بحري، سكة) بعد تفاهم نوفمبر 2012.[5]

علمنا[6] أن الشاحنة (18-عجلة) تدفع ترانزيت عبور مصر (ذهاب وعودة): رسم موانئ 130 دولار، 1.5 دولار/طن-كيلومتر، وجمرك 40 دولار. كل عبارة تحمل ما بين 100-200 شاحنة بالاضافة إلى نحو 100-1000 شخص. يعني كل عبارة تدفع 15,000 دولار لعبور مصر، بالاضافة لاستهلاكهم وقود مصري مدعوم واستهلاك وتعطيل لشبكة الطرق المصرية. في حين أن تلك العبارة لو مرت عبر قناة السويس فستدفع 400,000 دولار في الذهاب ملآى و200,000 دولار في العودة فارغة، أي إجمالي 600,000 دولار في رحلة الذهاب والعودة - ولكن بدلاً من ذلك تدفع شاحنات العبارة 15,000 دولار بدلاً من 600,000 دولار في كل رحلة. توجد ثلاث شركات عبارات تركية تعمل على خطوط بين تركيا ومصر بما لا يقل عن 6 رحلات أسبوعياً. يملك الشاب العصامي أحمد براق أردغان (34 عاماً، ابن رئيس الوزراء رجب طيب أردغان) شركتين (أون رورو ومـِنا لاينز)، من ثلاث شركات المالكة للعبارات ويسيطر على الثالثة (سيسا لاينز).[7] التوكيل الملاحي WORMS بالإسكندرية، المتحدة ببورسعيد، ورفعت الجميل بدمياط (وهو طيار حربي سابق، صديق لمبارك). وبموسوعة المعرفة مقالات مفصلة عن الشركات الثلاث.

وهذه الشاحنات تمر تقريبا مجاناً عبر مصر، لتحرم قناة السويس من دخل سنوي يصل لمليار دولار سنوياً. كما أن تلك الشاحنات تشتري وقوداً مدعوماً في مصر يكلف الدولة نحو 500 مليون دولار سنوياً.

سفران-1، التابعة لشركة سفران التي يملكها أحمد براق أردغان،[8] تعمل على الشحن البحري بين تركيا وإسرائيل. ولم تتوقف حتى بعد حادث السفينة مرمرة.

وفي 15 يوليو هدد أردغان مصر بأخذ عباراته للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح إذا حاولت مصر دفعه للمرور في قناة السويس هو تهديد أجوف، فحمولته من الخضروات والفاكهة سريعة العطب، والدوران يتطلب إعاشة.[9][2] وحتى بعد أن طردت مصر السفير التركي، أعلن اللواء حسن فلاح، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر‏، أن حركة نقل البضائع والحاويات التركية بين تركيا ودول الخليج العربي والسعودية عبر الموانئ المصرية بالإسكندرية ودمياط وبورسعيد تسير بدون انقطاع.[2]

والأغلب أنه سيفعل ذلك لعدد رمزي وباقي الشاحنات ينساب عبر إسرائيل. الوثائق قد تزوّر بالأردن. العبارات سفران-1 وسفران-2، اللتان يملكهما أيضاً أحمد طيب أردغان بدأتا خط شحن بحري إلى أشدود من يوليو 2013.

ويمكن لأي شخص متابعة تدفق الشاحنات التركية من معابر الدرة وحالة عمار والعمري على الحدود الأردنية السعودية على صور القمر الصناعي من جوجل (مرفقة). كلها قادمة من إسرائيل، فليس هناك من سبيل لوصول شاحنات تركية للأردن إلا عبر إسرائيل.

صورة ساتلية لمعبر الحديثة بين السعودية والأردن صيف 2013. مئات الشاحنات. مستحيل كلها أردنية. غالبا تركية.

تقصيت قضية الشاحنات التركية منذ اندلاعها في 10 يوليو 2013 وتابعتها عبر حسابي على تويتر، إلا أني شعرت بالحاجة للتمهل قبل نشر مقال لمزيد من الفهم. فإذا بالقضية تزداد عجباً. فالحكومة المصرية تحرص على تذليل المصاعب أمام عبـّارات ابن أردغان التركية (المارة تقريباً مجاناً)، في نفس الوقت التي يطالب فيه أردغان الأب بتجميد عضوية مصر في الأمم المتحدة ثم في منظمة التعاون الإسلامي ثم تطلب وتلتقي بوفد الاتحاد الأفريقي المخصص لمصر!

ها نحن نرى نظام أردغان يتهاوى، واشاعات عن هرب أحمد أردغان للخارج. إلا أن من أمَر السلطات المصرية أن تمرر عبارات ابن أردغان مجاناً يبدو أنه لم يكترث ليبلغها بوقف تمريرها. أو لعله مازال يراوده أمل في إقامة نظام صديق في دمشق؟

توصية

حيث أن مصر تجأر بالشكوى من أنها لم يعد لديها أسطول شحن بحري تجاري، كما صرح مؤخراً وزير النقل ابراهيم الدميري،[10] فيمكن أن تـُدخِل مصر في صفقة السماح بالبضائع التركية بالمرور أن يكون الشحن من السويس إلى السعودية على عبارات مصرية، تستأجرها مصر فوراً ومن الدخل المتحقق يمكن لمصر شراء نفس العبارات أو عبارات جديدة تساهم في نقل الحجيج والعمالة والصادرات المصرية بجانب الصادرات التركية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


الهامش

  1. ^ A.Tagiyeva (2013-07-11). "Minister: Cargo transport by ro-ro ships between Turkey and Egypt uninterrupted". ترند.
  2. ^ أ ب ت ث "Trade between Egypt, Turkey faces deadlock". hurriyetdailynews.com. 2013-07-06. Retrieved 2013-07-10. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "hurriyet" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  3. ^ رويترز (2011-12-07). "تركيا تفتح ممرات تجارية جديدة لتصدير السلع تتجنب المرور عبر سوريا". المصري اليوم.
  4. ^ "Ekonomi Bakanı Çağlayan: Ro Ro, Prestij Projesidir". Denizcilik İnsan Kaynakları Platformu. 2012-04-23.
  5. ^ A.Tagiyeva (2013-06-12). "Trade: Turkey and Egypt remove barriers on highways". أنسامد.
  6. ^ من المحامي هاني مأمون، العامل في الشحن البحري، على تويتر وهاتفيا.
  7. ^ حسن غنيمة (2012-07-23). "رئيس موانئ البحر الأحمر ينفي تجميد الإتفاقية المصرية التركية لنقل الشاحنات". جريدة التحرير المصرية.
  8. ^ "SAFRAN 1". marinetraffic.com.
  9. ^ A.Tagiyeva (2013-07-15). "Turkish ships turn to Suez to circumvent Egypt route". صحيفة حريات التركية.
  10. ^ جاكلين منير (2013-10-28). "غرفة ملاحة الإسكندرية تستعرض الاستغلال الأمثل لشركات بناء السفن..وزير النقل: حجم الأسطول المصرى يدعو لفتح أسواق عالمية..قائد القوات البحرية: توحيد فكرة القطاع العسكرى والمدنى لدعم الاقتصاد المصرى". صحيفة اليوم السابع المصرية.