سيف الدين الناصري منجك

سيف الدين الناصري منجك الأمير سيف الدين منجك بن عبد الله اليوسفي الناصري، من أجّل الأمراء قدراً، ومن أفذاذ رجال عصر المماليك، ومن أكثرهم شجاعة وإقداماً، يدل على ذلك كثرة ندب السلاطين المماليك له في عظام الأمور، وكثرة ما شغله من المناصب، وما قام به من الأعمال، وكان في بعض الأوقات صاحب الحل والربط في الديار المصرية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أهم المناصب

من المناصب التي تولاها وزارة الديار المصرية بنيابة طرابلس، وحلب، والشام، ونائب السلطنة بمصر، وجمع بين نيابة السلطنة والأتابكية الكبرى.


السيرة الذاتية

كان منجك أولاً من الأمراء الممتازين في عهد الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد (743 ـ 746هـ/1342ـ 1345م)، فلما اشتدت الفتنة بين هذا السلطان وأخيه المخلوع الناصر أحمد المنفي في الكرك استسلم الناصر أحمد لجنود أخيه السلطان، فأرسل إليه الصالح إسماعيل الأمير منجك اليوسفي الناصري، فقطع رأسه وأحضره إلى القاهرة وذلك عام 745 هـ/1344م.

ثم لما ثار الأمير يلبغا اليحياوي نائب الشام في وجه السلطان الكامل شعبان ( 746ـ 747هـ/1345 ـ 1346م) في عصيان عام 747 هـ/1346م، اجتمع رأي الأمراء لدى السلطان على أن يرسل الأمير منجك الناصري إلى الشام، لينظر في الأمور، فتوجه منجك إليها.

وظلت مكانة منجك تعلو حتى عينه الناصر حسن بن الناصر محمد (حكم في المرة الأولى بين 748 ـ 752هـ/1347ـ 1351م، وفي المرة الثانية بين 755 ـ 762هـ/1354 ـ 1360م) وزيراً وأستاذاً بالديار المصرية، فأدار أمور الدولة، ودبرها.

ثم ما لبث أن عُزل عن الوزارة بسبب اقتصاده في نفقات المماليك، وقطعه رواتب بعضهم، وإخفاقه في تجاوز أزمة انحراف نهر النيل عن مجراه، ومحاولته التوسع في مناصبه، فأخذت الظنون والشبهات تتوزع حوله إلى أن اعترضه في طريقه هذا الأمير شيخو العمري، وأدى ذلك إلى نزاع انتهى بعزل منجك من الوزارة، ولكنه سرعان ما عاد إليها من جديد.

وفي هذه المرحلة تميزت حياته السياسية بالاضطراب وعدم الاستقرار، ففي عام 751هـ/1350م زجّ به السلطان حسن في سجن الإسكندرية، وظل به إلى أن تولى السلطنة الملك الصالح بن الناصر محمد، فأطلق سراحه عام 752هـ/1351م، وأنعم عليه، ثم قبض عليه مرة أخرى، ثم لما عاد السلطان حسن إلى العرش صلحت العلاقة بينه وبين منجك، فعينه نائباً على طرابلس، ثم نُقل إلى حلب عام 759 هـ/1357م، و عُين نائباً عليها بدل أحد الأمراء، ولكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين السلطان فاختفى إلى أن قبض عليه، ووبخه السلطان، وعفا عنه وعينه أميراً على الشام، وهناك تعرض للسجن، إلى أن عينه السلطان الأشرف شعبان (764 ـ 778هـ/1362ـ 1376م) حفيد الناصر محمد نائباً على الشام، فبقي في هذا المنصب حتى توفيّ نائب سلطنة مصر عام 775 هـ/1373م، فاستدعاه حينئذٍ السلطان الأشرف شعبان وأقامه نائباً لسلطنة مصر وأتابكاً للعسكر في وقت واحد، فجمع بذلك بين أكبر منصبين في الدولة، بل فوض إليه السلطان أيضاً أمور السلطنة في الديار المصرية والشامية.

استمر منجك في منصبه هذا إلى أن توفي وعمره نحو سبعين سنة، ودُفن في الخانقاه التي أنشأها لنفسه في القاهرة.

عُرف منجك بالبر والإحسان، وترك عدة آثار؛ عمرانية في مصر والشام والقدس، فله في القاهرة «جامع منجك» الذي أنشأه في مدة وزارته في مصر سنة 751 هـ/1350م، و«خانقاه» أو تربة منجك وهي باقية إلى اليوم، و«خان منجك» المجاور لخان الخليلي في قلب القاهرة، و«در منجك» بالقرب من مدرسة السلطان حسن بن الناصر محمد.

وله في البلاد الشامية عدة آثار منها «المدرسة المنجكية» التي أسسها فيدمشق عام 776 هـ/1374م، وهي اليوم حدائق ولا أثر لها.

وبنى منجك في القدس الشريف «المدرسة المنجكية»، وفيها اليوم المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.[1]