زين العيدروس

السيد زين بن حسن عيدروس العيدروس من مواليد عام 1885 بحي العيدروس العريق بكريتر (عدن)، حيث أخذ الحي اسمه تيمناً بالإمام العدني أبي بكر بن عبدالله العيدروس المولود بمدينة تريم عام 1432م والذي يعتبر السيد زين من سلالته، وفي ذلك الحي أحد أعرق جوامع عدن ألا وهو جامع العيدروس.

نشأ السيد زين العيدروس في ذلك المناخ الروحاني ونهل جرعات مشبعة من المعين العلمي لعمه السيد عبدالله بن عيدروس بن زين العيدروس، أحد أكبر علماء عصره وكان يلقب بـ «شمس العلماء» أما تعليمه النظامي فقد حصل عليه في مدارس عدن وأتقن اللغة الإنجليزية كتابة ونطقاً وحديثاً من خلال دروس خاصة تلقاها على يد المستر شارب، مدير المجلس الثقافي البريطاني British Council وكان مقر المجلس في مبنى فندق الحرية (فندق متروبول سابقاً وكان معروفاً أيضاً بفندق التركي) وانتقل مقر المجلس بعد ذلك إلى المبنى الذي يشغله حالياً اتحاد نساء اليمن بالريزمت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منصب عدن

رست قناعة شمس العلماء السيد عبدالله بن عيدروس بن زين العيدروس، منصب عدن وهو على قيد الحياة بأن يخلفه في منصبة عدن ابن أخيه السيد زين العيدروس الذي شغلها بعد وفاة عمه من العام 1947م حتى العام 1960م. كان رحمه الله معتدل القامة مهيب المطلعة حاد القسمات وارتبط ترحيبه وإصغاؤه لضيوفه وأصدقائه بالابتسامة المطبوعة لا المصنوعة. كان لا يتحدث إلا إذا قضت الضرورة وكانت حجته بأنه شغوف بما يرد على ألسنة محدثيه لعله يستفيد ويفيد إن شاء الله تعالى.

كان السيد زين العيدروس مجبولاً على حب الناس يعود مرضاهم ويواسي محتاجيهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم بالسير في جنازات الموتى وتقديم المواساة لذويهم وأقاربهم وكان رحمه الله يحرر التوصيات للمهندس البلدي بصرف أراض لسكان منطقة العيدروس بغرض بناء مساكن أو محلات لهم.

أسس السيد زين العيدروس جمعية عدن الخيرية وكان واحداً من أبرز رؤسائها الذين عملوا متضامنين من أجل إغاثة الفقراء والمنكوبين وإعانة فقراء الطلاب بتقديم لوازم الدراسة من ملابس وحقائب وكراريس إلا أن أعباءه تضاعفت بعد وفاة أخيه السيد عيدروس بن حسن العيدروس، وتفرغ لمهام أخرى تقع في صلب مصالح المجتمع وألح عليه مركزه كمنصب عام لعدن بأن يعمل على إنجاز تلك المهام، كما عمل رحمه الله على حل الخلافات الاجتماعية بين السكان وأسهم في حل الخلافات الناشئة بين الحكومة والنقابات في خمسينات القرن الماضي بالتعاون مع الشخصية النقابية والوطنية عبدالله عبدالمجيد الأصنج والشخصية السياسية والصحفية محمد سالم باسندوه، وكان في الوقت ذاته يعمل على رأب الصدع داخل الجمعية الخيرية وكان يردد «لو لم أكن خارج الجمعية لما استطعت حل مشاكلها».


في محررات رسمية

ورد اسم السيد زين العيدروس أو صورته في عدد من المحررات الرسمية منها الإعلان العام رقم (120) بتاريخ 4 مارس 1958م المنشور في الجريدة الرسمية (الجازيت) بشأن «لجنة أراضي التاج» برئاسة المدعي العام المستر شيلدز وعضوية عدد من الشخصيات العدنية وهم: محمد علي باشراحيل وعبده حسين الأدهل والشيخ علي محمد باحميش والسيد زين العيدروس.

كما نشرت الجريدة الرسمية الإعلان الحكومي رقم (88) بتاريخ 2 يونيو 1959م بشأن تعيين لجنة الأوقاف من التالية أسماؤهم: 1- السيد زين العيدروس، 2- الشيخ علي محمد باحميش، 3- الشيخ محمد بن سالم البيحاني، 4- الشيخ أحمد علي صالح، 5- مصطفى عبدالكريم بازرعة، 6- زين العابدين حسن علي بليدا، 7- محسن حسن خليفة، 8- وقار حسن أنصاري.

نشرت الجريدة الرسمية أيضاً قرارات رسمية بتكريم السيد زين العيدروس للخدمات الجليلة التي قدمها للمجتمع، كما نشرت مجلة «إذاعة عدن» صوراً للسيد زين العيدروس وكوكبة من نجوم المجتمع أمثال: الشيخ علي محمد باحميش ومحمد علي باشراحيل وعلي محمد لقمان بالإضافة إلى توفيق إيراني، أول مدير لإذاعة عدن عند تأسيسها عام 1954م وكان المذكورون ضيوفاً على برنامج إذاعي في معرض الرأي.

الخميس الحزين في عدن الستينات

خيم الحزن على العصر الذهبي لعدن الستينات من القرن الماضي عندما نعى الناعي وفاة السيد زين بن حسن عيدروس العيدروس، منصب عدن في 5 مايو 1960م عن عمر ناهز الـ 75 عاماً مخلفاً وراءه سجلاً ناصعاً من الباقيات الصالحات و(11) ولداً، الذكور منهم: 1- الشيخ مصطفى (منصب عدن الحالي)، 2- حسين، 3- محمد، 4- شيخ ، 5- عبدالقادر، 6- عبد الله، 7- عيدروس وأربع بنات.

الهامش